الجمعة، 21 يناير 2011

أنا عنصري............


اننا شعب عنصري وكل منايحمل بذرة او شبهة من عنصرية.
ان العنصرية تعيش بين مساماتنا وتختلط انفاسها مع حروفنا وكلماتنا وسلوكنا.
تتفاوت مساحة العنصرية في دواخلنا علي مدي تمدد قيم الوعي في دواخلنا وسعينا الواعي والجادلتجاوز ارثنا المتخلف.
لقد ترعرعنا في أسر مشبعة بالعنصرية في كل مفاصل حياتها و ثقافتهاو سلوكها اليومي.
ان العنصرية رغم انها تتجلي علي مستوي سلوكنا الشحصي و لكننا نستطيع ان نري كيف انه قد تصبح سلوك متجذر في وعي المجتمع ليصبغ السلوك الاجتماعي فتصبح المؤسسة عنصرية في سلوكهاو ممارساتها.
ان السلوك العنصري قد يكون سلوكا واضحا او مستترا ونري السوك العنصري الواضح في المجتمعات المتخلفة التي لا ا يري افرادها في العنصرية سلوكامرفوضا مخجلا يستحق التبرؤ منه لذا نجد اللغة و السلوك العنصري منتشرا علي مستوي الحياة اليومية كما نراها اليوم في مجتمعنا حيث الفاظ عب عببد خدم وغيرها جزء من السلوك اليومي المقبول لقطاع واسع من مجتمعنا.
لفقد تفتحت اعيننا علي الحياة ونحن نري التقسيم العنصري لودالبلد ود العرب والعب وتشبعنا بمفاهيم التقسيم الاخلاقي والطبقي بين اولاد البلد و العبيد.هناك المهن الهامشية والحقيرة التي ارتبطت باللون الاسود والتي يترفع منها اولاد العرب وخير مثال كان وما زال خدمة المنازل ونقل الفضلات الانسانية.علي المرأة يقع الاضهاد المزدوج فهي امرأة و خادم وتكسب بكل سهولة صفتها المذمومة بانها تمتلك اخلاق خدم وهي تعني التحلل الاجتماعي وانعدام معايير الشرف والاخلاق ولذا ليس مستغربا ان تصبح مهن الاستغلال و الاستلاب الاجتماعي مرتبطة بشريحة اجتماعية نصفها بالخدم كاقصي معان الاستلاب من خدمةالمنازل و صنع الخمور والدعارة.لذا تصبح مقبولا ان تنتقد من يتجاوز هذا التابو من الشرائح الاجتماعية الاخري منتقدا بانو دي ما شغلة اولاد عرب.
هذا التقسيم العنصري للمواطن خلق مستويين من المواطنة لها مستويين مختلفيين من الحقوق والواجبات فحقوق اولاد العرب و اولاد البلد تختلف من حقوق العبيد حيث نجدهم مواطنيين من الدرجة التانية فحقوقهم مستباحة حتي امام القانون فما يتعرضون لهم امام البوليس قبل و بعد الاعتقال يندي له الجبين ولا يقابل بالاستنكار او الامتعاض عادة.
التواصل الاجتماعي بين الشريحتين فيه كثير من القوانين و السلوكيات المتجذرة المغلفة بالكثير من الحذر و النفاق الاحتماعي الذي يطفو للسطح عند الاختلاف اوفي محاولات نادرة و ساذجة لتجاوز التابو.
الزواج وقضايا الزواج بين الشريحتين تابوقد افلح القلة في مواجهته وتصبح حكاية السؤال عن العريس او العروس او البحث في جذورهم بحثا عن عرق او شبهة ارتباط عرقي مع شريحة العبيد ضرورة اجتماعية قبل اعطاء الموافقة اوالرفض عند شريحة اولادالعرب.
هذا الواقع تؤسس له مؤسسات الدولة وادواتها التنفيذية والثقافية فقد ترعرعنا في سلطةاحادية تحكمها ثقافة البلد بلدنا ونحن اسيادها و نحن اولاد بلد نقعد نقوم علي كيفنا ثقافة لا تشتري العبد الا و العصا معه ثقافة المرة مرة والعب عب.
تاريحنا السياسي القائم علي مقولة المؤتمر وهي تنشد امة اصلها للعرب لذا لم يكن مستغربا التعالي علي القوي السياسيةالمهمشة و دمغها بالجهل وعدم المعرفة و الانتهازية وعدم الامانة. ليصبح الوعي الاجتماعي العنصري متعايشا مع رفضهم لفكرة البلد التي رئيسها عب.ان الثقافة الشعبية مشبعة بالامثال الاغاني والنكات التي تقنن للعنصرية والتي تكرس لثقافة التعالي و الاستلاب.
ان الوعي العنصري يفرز مستوي من الوعي الذي يبرر هذا السلوك لدي الشرائج المضطهدة (بالكسرة) ولكن في نفس الوقت يفرز وعيا سلبيا عند الشرائح المضطهدة والمقهورة ليبتج خليطا من الغضب و السلبية والعنصرية المضادة.لذا نجد مصطلحات سلبية من مندكورو و الجلابة و اولاد العربة باعتبارها صفات سلبية تمثل الخبث الظلم والخداع.
رغم ان طرحي يعكس السلوك العنصري بين الشمال و الجنوب باعتباره الاكثر وضوحا و لكن حتما فهو لايدعي بانه السلوك العنصري الوحيد في مجتمعنا بل نستطيع ان نقول ان العنصرية تنشر في كل مستوي العلاقات الاجتماعية بين شرائح مجتمعنا المتباينة.
ان العنصرية التي تتخلل مساماتنا من شماليين جنوبيين غرابة او من ابناء الشرق تفرز ثقافة سلبيةتحكم العلاقات الاجتماعية بين ابناءالوطن الواحد لتتعمق جذور التنافر و عدم الثقة.ان هذه الممارسات تعكس ضعف النسيج الاجتماعي وهشاشة التركيب الاجتماعي في بلدنا.
لا احد يحلم بعصا سحرية ان تزيل كل ذرات العنصرية من مساماتنا.ولا احد ينتظر ان تزول كل ملامح العنصرية حتي نستطيع ان نعيش في وطن واحد.يمكن ان نحلم بوطن موحد يحكمه التسامح والمساواة حتي مع وجود هذا المستوي من العنصرية ولكن ما يهم الان هو الاعتراف بوجود العنصرية والالتزام بضرورة العمل لتجاوزهاباعتبارها اول خطوة في الطريق الصحيح.أنه من الاهمية بمكان ضرورة تجاوز ثقافة التجاهل و التعامي والتغابي الاجتماعي والرضا المزيف بالمسكوت عنه و تحاشى الدخول في المناطق المحرمة التي يجب ان تتعري وان نفتح كل الغرف المغلقة لضؤ الشمس القادم.  الاعزاء
ما زال جيل ابائنا يتحدث عن خدمناورقيقنا ونجد في بحر ابيض لفظ هولنا وهو يعني ملكنا.لقد عاث جيل اجدادنا في الارض فسادا في استلاب حقوق الانسان فامتلكوا العبيد والخدم و السراري.ان الاستلاب الواقع علي السراري علي المستوي الاجتماعي و الجسدي لايمكن وصفه باقل من انه سخرة مذلة غير انسانية. فهم ادوات الخدمة الاجتماعية واداة المتعة الجسدية لسيدها واذا انجبت اطفالا فان اولاد السرية ليس لهم نفس الحقوق مع اشقائهم اولاد الزوجة اولاد العرب.لقد انقرض جيل السراري و بقي ابنائهم واحفادهم يلعقون حراحههم و حصار العنصرية.ما زال جيل كامل يعيش اثار هذا الاستغلال والاستلاب خاقا اثاره السلبية اجتماعيا و نفسيا.للاسف ليس هناك تقييم رسمي لاثار تجارة الرقيق علي النسيج الاجتماعي ولا يوجد اي اعتراف واضح او مستتر منا بالاعتراف بهذه الجريمة التاريخية حتي نستطيع تجاوزها فهل يعقل انه يوجد شارع في قلب العاصمة باسم الزبير باشا ولا نجد اي رمز او شارع ليؤرخ لدينق ماجوك

رغم ان هذه المداخلة تتلمس ضرورة تطوبر الوعي الذاتي بداء العنصرية الذي يعيش في مسامنا ولكن الحل لن يتم علي المستوي الفردي فقط,ان الواقع يطالبن بالاعتراف بكل الاخطاء التاريخية لترميم الجسور حتي نتجاوز المرارات استنادا علي منهج الصراحة والشفافية. ان الطريق يبدأ بغربلة كل ارثنا الثقافي و الاكاديمي من شبهة العتصرية. ضرورة تفكيك البنية الاقتصادية و الاجتماعية التي تعيش علي هذا الواقع وتغذيه. ضرورة قيام المؤسسات القانونية والاجتماعية و الثقافية التي تكون مهمتها الاساسية محاربة العنصرية و التعالي واقصاء الاخر.

ولكم الود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق