الأربعاء، 7 نوفمبر 2018

🌴...أخطأ المدير.. وأصابت..ممرضه......

🌴...أخطأ المدير.. وأصابت ممرضه...🌴

ابتدا ليس العنوان تقليلا من الممرضه الانسانه التى يجب ان ترفع لها القبعات....ولكن استغرابا من المدير الذي يفترض ان يكون أكثر دراية بالقانون وأخلاق المهنه التي تحكمه وتحكم مؤسسته و مرؤسيه.
معذرة لمشاركتكم الألم...فنحن نستصبح صباحنا نبحث عن عبير الوطن...فلا يصلنا من سوى ريح الظلم وعذاب اهلنا..فينغرس نصل في قلوبنا التي ادمنت الألم والجراح..
تبدأ الحادثة الاسبوع الماضي  عندما حضرت من سنطلق عليها اسم فاطمه..ذات العشرين ربيعا تلبس ثوبا نظيفا ولكن عليه أثار الزمن واثار حناء على اصابعها مع انتفاخ في بطنها وصرخات ألم مكتوم تنبئ بانها قيد لحظات من استقبال طفلها الأول.تتكى على زوجها وهو يسندها بكل مودة وحنان وهم يدخلون مبنى الحوادث في احد مستشفياتنا الحكوميه..جلس زوجها وهو يحاول اخفاء قلقه على حال زوجه ويبحث عن كلمات التطمين من الجالسين في الانتظار....بعد دقائق ظهر الطبيب وشرح له انها في حالة ولاد مستعصيه.وانه.قرر الطبيب لها الدخول لعملية قيصريه مستعجله لأن الطفل في خطر..والأم في خطر أيضا...عندما  اخبره الطبيب بذلك رد بكل هدؤ ويقين..وصوت خافت لا يخفي قلقه..(انا متوكل على الله والبجئ كل خير)..
طلب منه الطبيب ان يذهب لدفع الرسوم لتحضيرها للعمليه....وبعد قليل رجع مناديا الطبيب على استحياء (ياخ الجماعه ديل طلبوا عشره مليون للعمليه وانا والله 100جنيه ماعندي هسه...لو صبرتوا علي يومين تلاته اجيب القروش.)..فكان رد الطبيب رغم دفء الكلمات سيفا يقطع في قلبه مع كل حرف(والله يا بن العم انا موضوع القروش لي فتح الملف ماعندي فيهو سلطه.ومابقدر اعمل العمليه لو مافتحت ملف..لكن مشكلتنا الحاله حرجه وما بنقدر ننتظر وكل دقيقه انتظار خطره على الطفل والأم )....رجع عثمان لمدير الطوارئ يترجاه ان يفتح الملف ووعده بأغلظ الايمان بأنه سيوفر المبلغ في يومين تلاته..ولم تكن تخفي على أحد عيونه المبلله بالدموع وهو يقول بصوت مكسور..(ياخي احجزوا فاطمه والوليد لغاية ما اجيب القروش بس دخلوها العمليه)....
وكان رد المدير والله ماعندي  شئ اقدر أعمله مابقدر افتح ملف بدون ما استلم الرسوم....وماعندي حل سوى الاتصال بالمدير لو ممكن يعمل استثناء ليكم..
ودخل مكتبه وخرج بعد ثواني ليعلن رفض مديره فتح الملف..وان تترك فاطمه لمصيرها المحتوم...
وقف عثمان وسط الحوادث وبصوت مبحوح ودموع لم يستطع مصارعتها فهزمته تحكي عن الالم والياس والمذله..(ياجماعة الخير ..العنده عشره مليون.الان.وارجعها ليهو لمن الله يفرجها...وانشاءالله حيفرجها)..قالها ولم يحتمل الوقوف وجلس وخفى وجهه وعيونه المبتله فلا تسمع سوى تنهيداته..وهو جالس شعر بحركة امامه فرفع وجهه ليجد احد الممرضات واقف وشايله ظرف  في يدها(يمين ياخوي ما تقول حاجه دي العشره مليون ...استلمت الليله صرفة صندوق...لي عرس بنتي...ويمين عرس بنتي ما أهم من رويحة مرتك وطفلها...قوم افتح الملف بسرعه خلي يلحقوها العمليه)...ما أجملك يا نفيسه الممرضه..يا أخلاقنا التي لم تندثر..يا تقاليدنا التي لم تهزها الانقاذ..ما أجملك واغلى دموعك التى جعلت عثمان يمسك يديها ويردد..الدنيا بخير..ياما انت كريم يارب الدنيا ..الدنيا بخير.
نعم الدنيا بخير مادام شعبنا الصابر مازال متمسكا باخلاقه وايثاره وحبه للاخرين..
ولكن الواقع ليس بخير في وطن انهار ت فيه الخدمات فاصبحت الصحة سلعه وروح الانسان بلا قيمه تباع وتشترى لتمتلئ جيوب السحت والظلم.......
الواقع ليس بخير في دولة قامت ركائزها على النهب والاستلاب والافساد.....يقوم سدنتها بتمكين اخوانهم في النهب لادارة شئون العباد بلا علم ولا معرفه.همهم الكسب وهاجسهم الاثراء ولو على ارواح البشر.
فيا مديرنا الهمام الذي صعد فوق الرقاب في عهد التمكين  ..لن نخاطبكم بلغة الانسانيه التي فارقتموها يوم توسدتم في رقاب الناس بالبطش والافساد....ولكن نتحدث بلغة القانون ان سمعت بها... الا تعلم ان اهم قوانين اخلاق المهنه تمنعك من ارجاع مريض في حالة حرجه.وانه من واجبك ان تقدم له ما ينقذ حياته لا يهم نوع مستشفاك ولا يهم مافي جيبها حتى وان كنت مستشفى خاص...فما بالك اذا كانت مستشفى حكوميا...
فباي حق كنت تريد قتل فاطمه؟،
وأقول قتلها..فرفض تقديم العلاج في الحالات الحرجه هي عملية قتل تحاسب عليها في كل دول العالم.. الا في وطننا الذي يحكمه قانون الغاب..
هل سمعت باخلاق المهنه....وهل سمع بها أطباء مستشفاك الذي كان واجبا عليهم ان ينقذوا مريضتهم لالتزامهم باخلاق المهنه ولتذهب لوائح مستشفاك الى مزبلة التاريخ..
واتساءل..ولتست متفائلا..ولا اتوقع اجابة...اين المجلس الطبي حامي حمى اخلاق المهنه...اين هو من هذه الممارسات؟؟
اين هو من تدريب اطباءه ان اخلاق المهنه تعلى ولا يعلى عليها..
اين المجلس الطبي من مثل هذا السلوك الغير مهني وغير انساني...الذي لولا وجود اخلاقنا متجسدة في نفيسه لقادت لفقدان روحين...ثمنا للجهل وعدم الخبرة والدرايه..وغياب المؤسسات التى تحمي المريض واخلاق المهنه..
ولكن هو الانهيار الذي اصاب كل مفاصل الوطن ليس مستغربا ان يكون قد اصاب المجلس الطبي بمقتل...
فيا وطني المستلب..والجاثم الظلم على صدره هناك ربا يحميك...مادام هناك بذرة للخير...وتقاليد لم تموت...فما دام نفيسة واخواتها موجودات في قلوبنا وسوكنا ويعيشون بين المسام...فهو ترياقنا الذي سيحمينا..وسنحتمل الظلم وليله الا ان يطل الصباح

.مجدي اسحق

الخميس، 1 نوفمبر 2018

🌴 جرعة...... من ديمقراطيه...الكفار..

🌴جرعة...... من ديمقراطيه الكفار🌴 
عندما قال الفرنسيون ان العائله المالكه من ال بوربون لا يتعلمون شيئا ....معبرين عن عقلية السلطه التي لا ترى و لاتسمع سوى لصوتها فلا تضيف لوعيها الاجهلا ولمواقفها الاجبروتا و ابتعادا من هموم شعبها.....صدقوا رغم انهم لم يسمعوا بالمؤتمر الوطني ولم يحضروا عهد الانقاذ..
ولا أظن ان  أحدا يشك في ان الله قد ابتلانا بشريحة من هؤلاء إسنلبوا الوطن نهبوا موارده في كل صباح يقودوننا الي هاوية جديده لم يتعلموا شيئا..ولن...وكيف سيتعلم من كان شعاره هي لله ان يتعلم زعيمة الكفر والاستكبار.
طالعت في الصحف تصريح امين حسن عمر وهو يمدح موقف انجلينا ميركل التي اعلنت انها لن تترشح من جديد وستفسح المجال لغيرها ويتمنى ان يقوم البشير بقراءة عجلة التاريخ مثلها وعدم الترشح.
قرأت..ولم أتعجب...فقد قتلت الانقاذ في دواخلنا روح الدهشه بما تأتي به من أهوال وعجائب..وبما يرسله متحدثيها من لغو الحديث وعبثه.
ولا أعتقد ان ما قاله كان طرحا انفعاليا او حلما لا يؤمن به وأمنية يعتقد انها لن  تتحقق...ولكن أزعم انها حالة الوهم التي تعكس سذاجة الفكر المأزوم الذي فارقه المنطق وجافى دروبه الفكر السليم.
فكرا لا ينظر لجوهر الأشياء ويبني قناعاته على ما يرى من ظواهرها فيسقط عليها حاله البائس بلا تمحيص ولا تدبر.
فكر لا يرى الفرق بين ميركل والبشير...لا يرى الفرق بين ديمقراطية تحترم الانسان وتعلم ان الكلمة للشعب..وديكتاتورية عضوض الشعب فيها مغيب يحدد تاريخها افراد في المنشيه او عصبة تجتمع في مزرعة في شرق النيل.
الفرق بين انسان اتى  ببرنامج انتخابي خاطب عقول الناس فحملوها للسلطه على صناديق الاقتراع..وبين آخر اتى على ظهر دبابة ليحكم شعبه بالحديد والنار..
 فما قيمة المثال ان لم يكن هناك ارضية للتشابه فلن يتطابقا وان تطابقت الشمس والقمر فهي مقارنة  العبث ..انها مقاربة هل اسرع الحصان ام أحلى العسل فيجيب عليكم السامع الصابر  بل هو أسود ليلنا ومستقبلنا معكم...
ان ميركل تعلم انها لست الاخيرة زمانها وتقرأ نجاحاتها ليست بهتافات جوفاء وجوقة من المطبلين لكنها تنظر لمعاش الشعب ومقاله.تنظر للارقام وتحترم الوقائع..فرغم ان الارقام تحكي نجاحات اقتصادها ولكن قرأت عدم الرضاء وسط الشعب من سياساتها...من تراجع نسبة التأييد ...وهذه هي المرجعيه..فالمحك هو رضاء شعبها فكانت الرسالة لها ان سياساتها لم تحقق ما يحلم به شعبها وان عليها الانسحاب لتعطي اخر فرصة ان يقوم بما لم تقم به...لم تصطنع الوهم لتخدع ذاتها ولم ترمي اللوم على المعارضه والمؤامره العالميه  والاستقصاد والغيره من دول الاستكبار....
 لانها تعيش الواقع  ولا تدمن الوهم فلم تنظر لاقتصاد
منهار  باعت الدوله كل مؤسساته مع انهيار للصحة والتعليم...فلم  ترى معاناة شعب صابر ومأساة وطن ...حينما نجد من يعايش هذا و يرى صورته مشرقة....ويصرح بكل سذاجة انه يستحق جائزة نوبل لما أنجزه..وحقا نتفق معه...وقلما نفعل..  فهو يستحق جائزة نجاحه في  انخفاص عملة وطن لاكثر من 5الف ضعفا انه الخراب والتدهور  الذي لم يسبقه عليه احد.
 ان ميركل تربت في دولة المواطنه التي تحترم المؤسسيه لذا تعلم انها عندما تنسحب من القياده فهي ستعطي فرصة لتيار جديد ووعي جديد ليتعامل مع قضايا الوطن..ولكن ما سيحدث اذا لم يترشح البشير فلن تعودوا للشعب ليختار من يقوده بل هي ألة الشر ستزين أحد من شياطينها ليقود مواكب البطش والفساد...
لذا لايهمنا ان كان من يجلس على رقابنا ويكتم انفاسنا أحمد ام حاج أحمد..
لذا رسالة أبناء التنظيم للبشير بالتنحي تعكس عقليتهم التي لا ترى أبعد من موطأ اقدامهم..أبناء الديكتاتوريه والفساد لا يبصرون سوى انفسهم...يختلفون مع بعضهم فيعلقون جرائمهم وفشلهم على زيد وعبيد ليكون كبش فداء ..و.مازالت ابصارهم لاترى الحقيقه بانهم هم الفساد هم الذين صنعوه وحافظوا عليه. انه فساد مؤسسي جذوره في عقلية ديكتاتوريه لا تؤمن بالشعب ولاتحترمه..تجسدت في تنظيم يرضع الظلم والفساد وضيق الأفق  لغته البطش بالاخر وان كان من أولي القربه....لذا لايهم ان كان في قيادته نافع او قوش او استمر البشير...هي العقلية التي تعيش الوهم بانه اذا ذهب البشير سيأتي من أبناء تنظيمهم الفاسد فكرا وتركيبة من سينشر العدل والرخاء بعد ان ملئت الارض ظلما ومسغبه..
ومثل هذه الرساله الحالمه والغارقة في الخيال ترفض ان ترى الحقيقه..ان مقاربتها مع المانيا هذر وعبث..و.ان حلمها لن يتحقق لأن التربة التي صنعوها لا تسمح للحرية بالازدهار ولا تسمح لصوت الشعب ان يصل لفراعنته..اذن فهي رسالة لن تصل لانكم بنيتم نظاما الشعب فيه غائب و مكمم الافواه والحاكم فيه لايسمع الا لصوته ولسان حاله يكاد ان يقول انا ربكم الاعلى افعل ما اريد اغير  الدستور اذا وقف في طريقي فانا فوق القانون...فهو مجرد ورقة مزقتها يوم جئت على ظهر دبابة..وسأمزقها اليوم..وسأكتب غيرها بما أريد.....
فانت تعلم ان رسالتك لن تصل وان وصلت فلن يهتم بها احد .
انها مصيبة انك حتى الان تتخبط في الظلام ولا ترى ان الازمه هي ازمة نظام غاشم ووحش قد صنعتموه مازال ينهش في لحم شعبنا ولم يصلكم جزء من بطشه الا عندما تعارضت مصالحكم ..تمدد وانتشر لا يهم ان قطعت راسه فسينبت في مكانه عشرات الرؤس لست أقل سؤا وبطشا مادام جسد الانقاذ ينبض جاثما يعيش على القمع والافساد...وان الحل الوحيد هو ان يقتلع هذا الوحش من جذوره فرسائل التنحي وإن نجحت في ماترمي اليه لن تفعل سوى ان تبدل وجه الظلم بغيره..وسنرى صفحة جديده من البطش الفقر والافساد...فالتغيير ليس بتغيير وجوه كالحه بل التغيير  باقتلاع فكر التمكين والظلم من جذوره وهدم تنظيماته فلن يستقيم الظل والعود أعوج..
فلتأخذوا درسا من زعيمة دولة الاستكبار في معنى احترام ارادة الشعب. ومفارقة الوهم..والحكم على دورها بما يخطه الواقع من انجازات..ورضاء شعبها عليها...فلها الاحترام..ولكم لعنة التاريخ..

مجدي اسحق

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

...النظام العام.وسايكولوجية الجنس والجسد.(2

🌴 ...النظام العام.وسايكولوجية الجنس والجسد.(2)🌴

نحن مع النظام العام ....
وضد...
قانون النظام العام
نحن مع ضوابط القانون التي تنظم المجتمع
ضد القانون الذي يستعمل لاهانة المجتمع وقمع النساء..
نحن مع القانون الذي يكرس للفهم العلمي ويحترم كرامة الانسان  الذي يقف ضد التعري والاباحية...ويجعل ماعداه تحت سيطرة العرف والاخلاق.

كل فينة والاخرى تطل بعض المواقف لتذكرنا وان حاولنا التناسي اننا نعيش في عهد التيه وقوانين الغاب..التي تسعى ان تقودنا للملكه الحيوانيه.
وتنفتح لنا ابواب معارك بين فستان هذه وبنطال اخرى وطرحة تلك..
وتمتلئ المنابر بحروف غاضبات بين التسلط الذي تمدد وبين متباكي على الفضيلة التي انتهكت....وترتفع اشرعة الرماح لمعركة ضد  قانون النظام العام الظالم وبين سيف  هناك يلمع لقطع دابر الذين يدافعون عن التحلل والانحراف....
اننا نرى في القانون سيفا تستعمله السلطه للبطش بشعبنا واهانة للنساء..ويرى فيه البعض انه ضرورة لحفظ رأيات الاخلاق وان جاء به اساطين الظلام..وهم يرددون  مرحبا بالخير وان جاء به فاسق..لانهم يرون ان قانون النظام ضرورة..ويرون هجومنا عليه دعوة ضد مفاهيم الحشمة وتقاليدنا الأصيله...فلا يهم ان دافعوا عن قوانين الظلمه فلسان حالهم يقول لايهم ...لانه من خدعنا في ديننا انخدعنا له
لذا..
ولايدرون انه لاخير فيه ولافضيله..
نفقد معاركنا قبل ان تبتدئ عندما نظن ان المعركه هي فقط ضد قانون قمعي يتفق عليه الجميع  أوطول فستان وقصره نحاربه نثبت مستوى حشمته ومقبوليته  بوقفات احتجاج ..ونخطئ عندما نظن انها معركة ضد الانقاذ....لان ليس كل من يدافع عن القانون هو في سفينة الانقاذ...الهالكه...بل هناك من الشرفاء يحتفون بالقانون مخدوعين بسراب الفضيله...
لنجد انفسنا نصارع بعضنا وكل  يحارب في معركة من غير معترك..
ونجد شياطين السلطه يشعلون نار الاختلاف وهم  يبتسمون ينشرون بين الناس....( انظروا اليهم ..انهم يحاربوننا ويحاربون قوانين الفضيله لانهم يريدون ان تنتشر الرذيلة بين الناس وان  تكون النساء كاسيات عاريات بلا رقيب ولا قانون)....

..ليس ذلك فقط بل ان حتى بين المخلصين من معارضي القانون  نجد من  يقود الصراع لمنطقة الاخلاق والقيم وتحديد ماهو مرفوض وماهو مقبول.
فارتضوا بتدخل القانون لقمع الصراع واصبحوا هم ومعارضيهم  دون ان يشعروا وجهان لعملة واحده.
لان الذين يدافعون عن فستان هذه وبنطال تلك ويقدمون الحجج بانه حشمه ولاغبار عليه فانهم يقعون في الخطيئه عندما ارادوا الدفاع عن الحق..
فقد نصبوا من انفسهم حكما على  زي هؤلاء النساء وارتضوا لانفسهم ان يكونوا القانون والمرجعية لما هو مقبول وغير مقبول . وكانهم يقولوا للاخرين اننا كنا سنكون معكم في الرفض لو كان هذا البنطال او الفستان اقصر من ذلك او أضيق من ذلك..ليصبح الاختلاف هنا مجرد اختلاف مقدار وليس اختلافا على المبدأ ومنطقه المعوج.

ان للجسد لغته فبواسطته يعبر الفرد عن تواصل جنسي مع شخص يختاره..وبواسطته يستطيع ان يعبر عن تواصله مع المجتمع عامة معبرا عن تركيبته الاجتماعيه والفكريه كانسان بلا دلالات جنسيه.

فيصبح كشف أجزاء محدده من الجسد دلاله لرسالة تواصل جنسي...وماتبقى يصبح لغة للتواصل الاجتماعي الذي ليس له مدلوله الجنسي ولكنه يحكمه مفهوم النظام و الجمال....لذا فالزي هو الجسر الذي بين مستويين عام يجسد ذاته الاجتماعيه وخاص يعبر عن ذاته الجنسيه.
 ان الزي هو بوابة الروح الذي به يحدد الفرد الكيفيه التواصل والوعاء الذي يحمل فيها مشاعره وافكاره.. للاخرين كأداة للتواصل التي يعبر بها عن ذاته في الموقف المحدد..

 لذا لا يوجد مجتمع لا يقنن في قوانينه للزي يفرق بين التعري.وبين الأثاره..حيث نجد معظم الدول لها قوانين ضد التعري في الاماكن العامه..وهي قوانين ليس هدفها المرأة في ذاتها فقط  بل  تهدف  تطوير القيمه الانسانيه للجنس ومنع الانزلاق لمراتب المملكه الحيوانيه المرتبطه بمشاعية الجنس للجميع وبيولوجية العلاقه المرتبطه بالجسد فقط
.لذا ترفض ان تعرض المرأه المكونات الجنسيه في جسدها للمجتمع حيث انها تبتذل انسانيتها عندم تقدم ذاتها كوجود جنسي. وتسقط لمملكة الحيوان التي تختزل العلاقه في انجذاب بيولوجي  وتلغي بذلك القيمه الحقيقيه للجنس ودوره العاطفي والفكري المرتبط بشخص واحد ليصبح مشاعا للجميع......على الطرف الاخر تجعل الباب مفتوحا للصراع الاجتماعي لتشكيل الوعي والعرف في تحديد ما دون ذلك...وهو ما يشكل مفهوم الاثاره.
اذن يصبح الزي  وانواعه  أداة اجتماعيه  تعطي الفرد حرية الحركه كذات انسانيه وسط المجتمع..ويعطيه خصوصية التعبير الجسدي بين أثنين تربطهم مشاعر الود.

يسعى المجتمع بالتأطير لأنواع الزي بين ماهي خاص ومابين هو اجتماعي.... حتى يحافظ الزي على هذا التقسيم الاجتماعي لدور الفرد و لخلق الأطر الاخلاقيه التي تحكم التواصل بين أفراد المجتمع حفاظا على التوازن الاجتماعي وتطويرا لقيمنا الانسانيه..
ولتحقيق ذلك يستعين بنشر الوعي وسلطة الاخلاق والاعراف واحيان القانون للحفاظ على هذا التقسيم..
 ان العالم المتحضر يسعى لرسم القوانين التي تحافظ على قيم المجتمع وادابه...وحيث تسود الشفافية والموضوعيه لا تترك للذاتيه فرصة لتنتهك قيم العداله وحرية الاخرين

لذا نجد ان قوانين العالم التي تحاول فرض مستوى الزي المقبول اجتماعيا اتفقت على الاعضاء الجنسيه وتركت أجزاء الاثارة للعرف والرفض الاجتماعي..تسمح للتناقض والاختلاف وترفض قمع الفرد بحدود مرسومه وتفتح الباب للفرد ان يغير مفاهيم مجتمعه..وأنسنة أجزاء من الجسد فرض تطور الوعي ان تدخل في حظيرة الاثاره
...
ان المجتمعات قد جعلت ما هو جنسي ثابت يحكمه القانون حسب تطورها  يحدد عقلها الجمعي ماهو رمز وذو دلالة جنسيه.وماهو ذو دور اجتماعي وينعكس هذا في تقاليدها وعرفها الاجتماعي
في المجتمعات المتوازنه تحجب الاجزاء الجنسيه ولكنها لاتسمح للافراد ان يمارسوا اسقاطاتهم الذاتيه في فهمهم الذاتي للاثاره...وتحديد ما يفترض ان يكشف ام لا....بل تسعى لتقنيين رؤية عامه تمثل العقل الجمعي وما يتقبله العرف السائد

اننا نرفض مفهوم الفضيله الذي جعله القانون ملكا لأهواء الرجل فيسقط وعيه التناسلي ليحدد ماهو فاضح بنوع الزي طوله وقصره

لذا نحن ضد القانون الذي يفتح الباب لان تصبح المرأه ضحيه لقصور عقل البعض..ولأهواء الاخرين وتوتراتهم الهرمونيه
نحن مع القانون الذي ينظم الزي بين الجنسين رجالا ونساء يمنع ان نعرض اعضاءنا الجنسيه..ويمنع الاخرين من تحديد ماهو مقبول وما مرفوض اجزاء تمثل وعيهم في مفهوم الاثارة والفتنه...
اننا نرفض اساسا ان يكون القانون هو حاسما لمفهوم الاثارة والزي..اننا نؤمن ان يترك التناقض عندما يحدث ليحسم على مستوى الصراع الاجتماعي الذي يتشكل به وعي المجتمع وتقاليده

 ان معركتنا مع العقل التناسلي الذي تسيطر عليه هرموناته فيمارس اسقاطه على كل إمرأة فلا يرى فيها سوى تضاريس تحاصر عقله المكبوت.
ولا تترك للتقديرات الذاتيه لرجل شرطه يمارس اسقاطات وعيه الذكوري..او وكيل نيابه مازال مكبلا بوعيه القاصر عندما تجاوزات نظراته الزي فطالب ان تحاكم لان حركة اردافها قد استفزت عقله التناسلي
لذا نحن ضد القانون الذي يفتح الباب لان تصبح المرأه ضحيه لقصور عقل البعض..ولأهواء الاخرين وتوتراتهم الهرمونيه

 ان معركتنا ليست فقط مع قانون قد صنع ليكون اداة تسلط وترهيب...بل ان معركتنا مع العقلية التي صنعت القانون والتي تدافع عنه ولو على استحياء..والمتفقين معه وان رفعوا رايات المعارضه...
اننا نقف مع قانون يمنع التعري ولكن معركتنا ضد ان يعطى اي فرد الحق في تحديد حدود الاثاره استنادا على وعيه الذكوري يمارس اسقاطاته يجعل منها سيفا على رقاب الاخرين.نحن مع حق كل امراة الحق في الزي لتثبت به ذاتها الاجتماعيه فان تجاوزت العرف فلها ان تتحمل ضريبة ذلك رفضا اجتماعيا عليها ان تتقبله اما ان تنصاع له او تصارع لتغيير المفاهيم...
ولكننا سنقف بصلابه ضد قانونا يرفض حق الفرد في الزي....ويدفعنا لمباركة عقله المكبوت الذي يرى الجنس في كل ركن ويطالبنا للانصياع له.....حتما سنقول لا...وسنصارع لان نزرع الفضيله في عقله المأزوم..حتى يستطيع ان يرى المرأه الانسان..ويتجاوز هوس الزي و الجسد...

مجدي اسحق

...النظام العام.وسايكولوجية الجنس والجسد(1).🌴

🌴 ...النظام العام.وسايكولوجية الجنس والجسد(1).🌴

ابتداء يجب التأكيد انه رغم التركيز على جسد المرأه والجنس فلا يعني بأي حال ان الحديث لا ينطبق على الرجل...ولكن دواعي الاحداث والقضايا المطروحه جعلت التركيز على المرأه.
 ان سايكولوجية الجسد عملية متغيره ومتطوره تستند على تقسيم الجسد الى مستويين احدهم ثابت وهو الجانب جنسي..وهو ما يعطيها قيمتها كأنثى.. ومتغير هو الجانب الاجتماعي...الذي يعطيها دورها كإمرأه
  نجد ان جسم المرأه يقع تحت تصنيفين مابين اعضاء جنسيه ويمكن ان نقول الى درجة ما ان عليها اتفاق انساني نسبي  تتمثل في دائرتي الحوض والصدر عند المرأه ودائرة الحوض عند الرجل..حيث نجد ان الجنسي هو مايمثل الاعضاء الجنسيه والاجتماعي ما يمثله بقية الجسد.
واجزاء من جسد المرأه  اللاجنسيه تعرف بمناطق الاثاره وهذه ليست لها حدود بيولوجيه تحكمها بل هي واسعة التباين وليس عليها اتفاق انساني وهي محدوده ومعرفه  بمعايير اجتماعيه متغييره بين مجتمع واخر وفي نفس المجتمع بين طبقة واخرى وبين اسرة واخرى بل في داخل الاسره بين فرد واخر...
صورة  جسد الأنثى ومكونه من الجانب  الجنسي له خصوصيته وليس له دورا او سببا لاظهاره وللتواصل  من خلاله لتحقيق وظيفته الا مع شخصا واحد ومحدد لذا لايظهر لباقي المجتمع...ان صورة المرأه كانسان يجسدها باقي الجسد او الجانب الاجتماعي ووظيفته عكس فكر الانسان وعواطفه وقيمه وهو المستوى الذي نطرح به انفسنا للاخرين لذا يستوجب كشفه للاخرين  لانه يعبر عن ذاتنا الاجتماعيه.
في مملكة الحيوان حيث الجنس علاقة بيولوجيه لا تتشكل بعوامل نفسيه او اجتماعيه....يكون الجنس جانب غريزي..ويتمثل كل جسد الانثى باعتباره وحده جنسيه واحده....عند الانسان مع تطور وعيه يتعامل مع  جسدالمرأه عامة كوعاء يحمل فكرها وقيمها وعواطفها ويتراجع الجانب الجنسي ليتجسد في اعضائها الجنسيه..
مع تطور الانسانيه ومفارقتنا لمملكة الحيوان وتزايد دور العاطفه والفكر في الجانب الجنسي يبدأ تراجع الجانب البيولوجي والجسدي .فيبدا تدريجيا ان يتأنسن جسد المرأه (humanizing) (لم أجد ترجمة متفق عليها فاخترت كلمة يتأنسن )...ماعدا اعضاءها الجنسيه..حيث يتراجع تدريجيا مفهوم جنسنة  جسد المرأه sexualizing (لم أجد ترجمة متفق عليها)  كله.
مع تطور الوعي بالقيمه الانسانيه للجنس وسيادة دور المشاعر والافكار..بدأت  اجزاء كثيره تفقد قيمتها الجنسيه وتصبح تعبر عن ذات المرأه  الاجتماعي ولا تعبر عن بعدها الجنسي الانثوي....ولاتوجد غضاضة في كشفها..ولكن التساؤل يقع في ما بينهما فيما تعرف  بمناطق الاثاره.

 ان مفهوم الاثاره.او عملية التحفيز الجنسي المرتبطه بالاعضاء الغير جنسيه هي عملية ارتباط نابع من الفرد ووعيه يتم فيها اضفاء ارتباط جنسي مع عضو ليس له وظيفه جنسيه.
ان  نوع الاثاره الشرطي هذا  لانها ليست  حتميه بيولوجيه فلها مكونها اللفظي والحركي والمعرفي.
ان مفهوم الاثاره  غير ثابت بل  يتحرك بين ماهو جنسي وماهو اجتماعي هو تأرجح يعتمد على الواقع الاجتماعي الذي يحكم الفرد وثقافته..ففي كل زمان  يقوم الافراد او المجتمع بربط مفهوم الاثاره باعضاء اصلا لست ذات وجود جنسي...او يقومون بنزع الاثاره وتحييدها.....فأجزاء كثيره من جسد المرأه قد تم تحييدها جنسيا فاصبحت تقع في دائرة القبول الاجتماعي ولا تمثل هاجسا جنسيا الا عند الاقليه ..فالتي تلبس بلوزة تكشف الساعدين والرقبة والشعر في طوكيو ولندن لا تلفت الانتباه الجسدي بينما نجد في دول أخرى ان كشف الشعر والرقبة الوجه يقع في دائرة  الاثاره والمؤشر للتواصل الجنسي.
.. وهي تعكس رؤية الفرد المبرمج هرمونيا والمتراجع في المستوى الانساني جعلت امكانياته المحدوده ونظرته القاصره  تحرك مؤشر الاثاره ليشمل كل  جسد المرأه ..فلا يرى في المتجسد امامه اي قيمة فكريه او اجتماعيه بل كوم من الاثاره يمشي علي قدمين....

هكذا نجد ان المجتمعات المتوازنه لاتسمح للافراد ان يمارسوا اسقاطاتهم الذاتيه في تحديد ما يفترض ان يكشف ام لا....بل تسعى لتقنيين حرية الاختلاف لخلق رؤية عامه تمثل العقل الجمعي وما يتقبله العرف السائد المنفتح للتغير دوما.
ان الصراع حول اين يقف مؤشر الاثاره يعكس جدلية الصراع بين الفرد والمجتمع بين محاولة جنسنة بعض اعضاء المرأه..والرفض المقابل لذلك..هو صراع اجتماعي يحسم بالفكر والوعي.
في المجتمعات القمعيه التي تؤمن بالجمود يحسم التناقض بالقانون لصالح المجتمع فيفرض على الفرد الانصياع لرؤية الاخرين التي تسعي لجنسنة الجسد.وينظر للفرد كمتمرد وشيطان يغرد خارج السرب يسعى لهدم قوانين الفضيله.
عكس المجتمعات التى تؤمن بالتطور فلا يتدخل القانون بل يترك للصراع ان يأخذ مجراه فقد يستطيع الفرد ان يثبت حقه في الزي او ان ينصاع للضغط الاجتماعي ولكن في داخل اطار القانون الذي يحمي حقه في الاختيار.
 المجتمعات تعلم التباين في الوعي الذي كلما زاد كلما ازداد الجانب الانساني في العلاقه الجسديه..وكلما تراجع اصبح اقرب لمملكة الحيوان واصبحت العلاقه الجنسيه هي  انجذاب بيولولوجي وتوتر هرموني.
لذا ليس مستغربا ان كلما تطور الوعي الاجتماعي.والفكر الانساني كلما كان الهوس بالزي اقل  لان الاثاره والتفاعل الجنسي لا تحكمه الجوانب البيولوجية فقط.بل هو مثلث يمثل الجسد احد اضلاعه ولا يكتمل الا بالجانب الفكري والعاطفي..فان لم يتحقق كل جوانبه.فليس للجسد وحده سلطان عليه.بينما المجتمعات التي يتراجع فيها  الوعي الانساني ومفهوم الجنس والحب نجدها ترى الجنس حتميه بيولوجيه لا تمر بين بوابات الفكر والعاطفه بل ثنائيه ميكانيكيه بين جسد المرأه وغرائز الرجل لتصبح حتمية انجذاب هرموني وبيولوجي.اقرب للعلاقه المغناطيسيه التي لافكاك منها..هنا يزداد الهوس بالزي لان  جسد المرأه هو المحرك الاساسي و منبع الشرور الذي منه تنبعث الاثاره لذا يجب حجبه وقمعه.
فاذا كان تعريف المناطق الجنسيه في جسد المرأه تتغير بحسب الواقع الزماني الاجتماعي يجب ان يضع ذلك في الحسبان حين يحاول المجتمع تنظيم قضية الزي
ولا تترك للتقديرات الذاتيه فلا يعطي سلطه للفرد ليمارس اسقاطاته..

 ان منطق سايكولوجية الجسد الذي جعل من اعضاء الجنس هي مناطق التحريم والحجر الاجتماعي. قد أدى لبروز منظورين احدهم يدعم تراجع مؤشر الاثاره لينحسر مع الوعي وليصبح جسد المرأه الاجتماعي مبرأ من الاثاره ومجرد تجسيدا لذات الفرد وتاركا للعرف التحرك في معايير الاثاره والقبول الاجتماعي..رافضا ان يجعلها موادا للقانون لاننا نعلم انها قيمة متأرجحه نزولا وهبوطا في كل مجتمع وحتى عند الفرد نفسه...وبه المجتمع يسعى ان يتجرد الجانب الاجتماعي  من جسد المرأه من مكونات الاثاره ليصبح وجودا اجتماعيا خالصا.
على النقيض منه نجد ان المنظور الاخر  يؤمن بان مؤشر الاثاره ثابت ويجب ان يطغى على معظم جسد المراه ان لم يكن كله..وان العرف لامكان له وان تغير يجب ان يردع بالقانون....وان كان جزء من جسد المراه ليس له في العرف دورا في الاثاره يلوي القانون عنق العرف ليمنعه ويحجبه من الاخرين.
وخير نموذج لذلك الوجه او الشعر....فان كان العرف قد جعل منهم اعضاء تعبر عن ذات الفرد الاجتماعيه مجردة من الاثاره فان قانونهم التعسفي  يرفض ذلك ويفرض عليهم التراجع ليصبغه بالاثارة وان رفض القلب و الذوق العام..
اذن  ان معركتنا ليست فقط مع قانون قد صنع ليكون اداة تسلط وترهيب..لتجعل من البعض يكبل حرية الآخر استنادا على وعيه المأزوم تارة ورؤيته المحدوده تارة اخرى...بل ان معركتنا هي مع العقلية التي صنعت القانون والتي تدافع عنه والتي تعجب به على استحياء.

هي معركة بين الجمود والثبات...هي معركة بين الحريه والقمع والتعسف
هو اختلاف بين  رؤيه تؤمن بالتطور وحرية الفرد المنضبطه.تؤمن بان الهدف هو أنسنة الجسد استنادا على ان المرأه كائن اجتماعي.تعطي الفرد الحق في طرح نفسه للاخرين كموجود اجتماعي ولا تحاكمه بما يرى الآخرين.فالعقل التناسلي الذي لا يرى الا تهيؤاته الجنسيه ليس حكما ولا مرجعا وليس له الحق ان يطالب الاخرين بالانصياع لمحدودية نظرته.بل يجب ان يحمي المجتمع الفرد في تثبيت حقه في الزي الاجتماعي مادام لم يتجاوز ثوابت القانون في الجنس والتعري.
نعلم ان ممارسة هذا الحق هذا قد يخدش البعض عندما يتجاوز تابو العرف الاجتماعي العام للاثاره..فلا غضاضه فهو تناقض مسموح ومتوقع....ويجب ان يترك للعرف الاجتماعي وسائل الرفض وشجب السلوك..لحسم الاختلاف.فقد ينصاع الفرد للعرف الاجتماعي او قد يستطيع الفرد ان يفرض نفسه على العرف الاجتماعي....وبهذا التناقض يتم التطور.
خير مثال نجده في تغطية الشعر...فقد يختلف الفرد وماحوله في ضرورة تغطيته...فلا يتدخل القانون فاما استطاع المجتمع بوسائل ضغطه من نقاش وحوار من ان يفرض على الفرد الانصياع لرؤية الجماعه ليدخل الشعر في دأئرة اعضاء الاثاره.....او اذا نجح الفرد في الاستمراريه في عدم تغطية الشعر فارضا على المجتمع القبول فكره ورؤيته بان يستمر الشعر عضوا اجتماعيا  بلا دلالة جنسيه

هي معركه علينا التسلح بالوعي والا نسقط في فخ الابتزاز والمزايده فيها ندافع عن الموضوعيه والعلم والمنطق..ونرفض الذاتية والانطباعيه المنفلته.
نفرق بين التعري والاثاره..نؤمن ان التعري في الجسد..والاثاره في العقل والوعي..التعري ثابت بثبات وجود اعضاء بيولوجيه جنسيه..والاثاره متغيره بحركة الزمن وتراكم االوعي فيتغير صعودا وهبوطا مايرى الانسان فيه عامل اثاره او مجسد تجسيدا اجتماعيا للاخر..
لهذا نقف ضد قانون النظام العام ..والعقل الذي يمجده

مجدي اسحق

السبت، 22 سبتمبر 2018

رسالة إختلاف مع الأحترام... الى ..علماء السلطه...

🌴رسالة إختلاف مع الأحترام... الى ....علماء السلطه🌴

تباينت ردود الافعال على برنامج شباب تالك..وقد كان التركيز على حديث أحد المتحدثات الذي أثار كثير من القبول والرفض ...
تركز الرفض على جوهر الاختلاف حينا..والاخر على شكل الاختلاف من لبس المتحدثة وطريقة طرحها لوجهة نظرها.
ما أثار قلقي وحفزني للرد هو سماعي لبعض الاراء المطروحة من ما نطلق عليهم شيوخا وعلماء ولهم قبولا عند قطاع من شعبنا لا يمنعنا ان نختلف معهم..وننتقد حديثهم ومواقفهم..رغم اننا نعتبرهم علماء للسلطة ...لانها هي التي عينتهم في مجالس العلماء ولم ينالوها من اجماع الشعب ورضاه عنهم.
 نجد ان جوهر حديثهم يجعل من حديث المتحدثه ليس رأيا في أحد قضايا المجتمع التى لها الحق في تناولها قبولا ورفضا..والتي اصلا قد اختلف فيها العلماء والائمه ومازالوا..
.حرموها حق الاختلاف .... بل يعتبرون رأيها  هجوما على الدين ويجعلون من تساؤلاتها واختلافها في هذه القضايا بابا للتكفير ومعركة مقصود منه الدين بالضروره.
استغرب من ذلك فالكل يعلم ماهي ثوابت الدين وأركانه..وان القضايا المطروحة للنقاش من حجاب..وحق المرأة في العصمه..وزواج الاطفال والتحرش.فالكل يعلم انها قضايا اختلفت فيها الرؤى حتى بين العلماء .حيث ان حق المرأة في المساواة في العصمه ليست بدعه بل هي من صلب الدين وقد أجمع عليها الشيوخ والعلماء ولم يروا في ذلك غضاضة.. اما الحجاب فما زال هناك من يري انه ليس فرضا ..وحتى امام الازهر والذي طرح رأيا متشددا فإنه افتى بان من لاتلتزم به فهذا ليس من الكبائر بل تعتبر مسلمة عاصيه...
لذا يحق لنا ان نتساءل من الذي أعطاهم القدسية وجعل رؤيتهم هي الدين ومقصد الله الذي لاشك فيه.
 ومن جعل من فتاواهم هي الحق  و ماعداه باطلا وسؤ سبيلا..
وكيف يرفضون حق الاخرين في التساؤل و الاختلاف في أمورا مازالت فيها اراء متباينه ..حتى بين الشيوخ انفسهم.
وفوق ذاك من الذي أعطاهم سلطة محاكمة القلوب والنوايا  ونصبهم يوزعون فرمانات التدين والكفر...على من يتجرأ بالاختلاف معهم..
لذا أجد الحديث عن الهجوم عن الاسلام...ووصم المتحدثة بذلك هو إرهاب فكري...يرفع سيف التكفير للمخالفين ويتلبس بنظرية المؤامر ليستجدي التعاطف والدعم لموقفه.
أما إرتفاع صوت المتحدثه فهو انفعال قد يراه البعض انفعال غضب من المطروح وآخر يراه غضبا من آراء الشيخ وموقفه وكل هذا لا يعني بالضرورة عدم الاحترام...فالاحترام الاجتماعي هو ان لا تخاطب الاخر باستهزاء وسخرية وتجريح لشخصه ولا اعتقد انها قد فعلت..ولكن لها الف حق الا تحترم الرأي المطروح وتسخر من الرأي المطروح ان رأت فيه عوجا.
وان رأى البعض ان في نبرتها عدم احترام لشخص فلا نحاكم النوايا ولكن حتما سنرفضه و لن ندافع عنه ان ثبت ان ذلك كان مقصدها.
لقد وجدت في حديث أحد العلماء  إشارة لبعض الحضور ووصفها بانها(عجوز شمطاء)..ولا أعتقد اني احتاج ان أتوقف  أمام هذه العباره فقبحها يفضحها ويعكس انعدام مفهوم ادب الاختلاف واحترام الاخر.  وأقول انها تستحق مني الامتعاض والتجاهل ومنك توجب الاعتذار.
أيضا لقد ذكرىأحد العلماء في ختام حديثه ان القضايا المطروحه هي قضايا انصرافيه وان شعبنا مهموم بقضايا أكبر هي السعي لحياة كريمه...ومن توفير الصحة والعلاج..
وهنا اختلف...واستعجب واتساءل..
اولا اختلف.....نعم ربما تكون قضية العصمه والتحرش ليس هاجسا للكثيرين ولكن هذا لا يجعل المهمومين بهذه القضايا انصرافيين وبعيدين من واقع المجتمع.نقول ان القضايا لاتنفصل في تشابكها فالتدهور الحادث في مجتمعنا تنعكس أزماته  كقضايا اقتصاديه واجتماعيه وفكريه وكل شخص يمسه منه جزء...الاستخفاف بها وتجاهلها لا يصنع الحلول بل سيجعلها تنمو وتتفاقم لذا وجب  الاهتمام بها والنظر فيها وان صغرت فالنار اصلا تأتي من مستصغر الشرر.
ثانيا استغرب...وحقيقة  أستغربت عندما  سمعت من علماءنا يقولون ان شعبنا همومه هي الصحه والتعليم والحياة الكريمه...وارفع لهم  إعتذاري فقد كنت أظن أنهم لايعلمون ذلك...وكنت أظن انهم يعيشون في كوكب غير وطننا المستلب.والذي كتب عليه انعدام الحياة الكريمه وانهيار الصحة والتعليم..لذا لم اتعب نفسي بالسؤال اين هم من معاناة شعبنا والمه..ولم يخطر في بالي دور العلماء وقدسية كلمة حق أمام سلطان جائر.
ويحق لي اليوم ان أتساءل..عن هذه الهجمة المضريه..والرد السريع من علمائنا على متحدثة في برنامج تلفزيوني مهما قلنا عنها فهي تعبر عن رؤية شخص نتفق ام نختلف معها ليس لها السلطه والسلطان في التحكم في معاش الناس حياتهم او افكارهم.
إذن يحق لي أن أتساءل...أين هجومكم ومعاركم في ما ترون انها هموم شعبنا.....؟
وأحاكمكم بقولكم ...وأقول اين انتم مما يحدث في الوطن..؟
أين أنتم من المعاناه والغلاء والجوع الذي اصاب شعبنا؟
أين انتم من البطش وتكميم الافواه...واغلاق الصحف؟؟
أين أنتم من الاعتقالات والتعذيب وبيوت الأشباح؟
أين أنتم من الفساد الذي اعترفت به السلطة ومراجعيها؟
اين أنتم من أنهيار الخدمات.. واين انتم من بغلة تعثرت بالعراق..
أين أنتم....أين أنتم.....وأين كنتم؟؟
لكنكم موجودين تصرخون واسلاماه من متحدثة في عمر بناتكم لأنها لم تضع الحجاب ورفعت صوتها ..وترون فيها حملة ضد الأسلام وهدمه....وحاشا ان نقول تغضون الطرف ..ولكن نقول لا نرى هجماتكم المضرية... على من يستغل الاسلام في كل صباح ممسكا برقاب الناس يستلب مواردهم يستثمر في معاناتهم..ويرفع فوق ظلمه رأية الاسلام والدين منه براء.
لانرى شيئا.. .ونتساءل عن قيمة العلم وحرمته..وخدمته لمن للشعب أم للسلطان؟؟
كلمتي الأخيره...
.ماهكذا تورد الأبل...وحتى تعطوا للعلماء وقارهم ومكانتهم ..ابتداء يجب ان نتعلم كيف نقف مع شعبنا ضد الظلم والفساد...
نرفع سيف الكلمه ضد من يستلب حقوق المواطن....وعندما نسمع صوتا من جيل أبنائنا وبناتنا..وان كان نشاذا... علينا الا نتحسس جيوبنا لنشهر اسلحتنا هجوما بل علينا التريث والاستماع لهم..والتقرب لهم..وكسب ثقتهم..ومحاورتهم...لنفتح الطريق لهم ليتعلموا بالموعظة والقول والحسن....وربما نتعلم من رؤاهم....فهم.فليسوا هم جنود ابليس لمجرد اختلافهم مع رؤيتك فلست سوى رجلا سلك طريق العلم وهو يرجوا من الله ان يوفقه في ان يرى الحق حقا ويرزقه اتباعه..وربما ..وربما كان المنطق في جانبهم..وان الله يسر لهم رؤية الحق حين غاب عليك...وليكن ديدنك ومعلمك رسولنا الكريم كان اذا رأى من اصحابه خطأ يقول في قمة الرقي والأدب(ما لي ارى الرجل يفعل كذا)...فلا شخصنة ولاتجريح ولا معركة من غير معترك بل قمة في أدب الاختلاف واحترام الاخر....
هذا ان كان تثبيت دعائم الدين ونشر اخلاقه هي المقصد..وليس دفاعا عن السلطه والسلطان وما أفرزه عهده من ظلم ومفاسد...

مجدي إسحق

.....علماء بزعمهم...وجهلاء بصمتنا...🌴

🌴 ...علماء بزعمهم...وجهلاء بصمتنا...🌴

اثار برنامج شباب تالك  عاصفة من ردود الافعال تجاوبا ورفضا للاراء المطروحة وطريقة طرحها.لقد اثار الحوار في تصوري جوا صحيا في التحاور والاختلاف ولكنه في نفس الوقت عكس وجود أزمة جوهريه..لا يمكن تجاوزها بل لن يصل الحوار الى منتهاه اذا لم تحسم وتضع في اطارها المنطقي والموضوعي.وهي أزمة مفهوم (علماء الدين) والسلطه المعرفيه.. التي يمتلكوها..والفرق بين العلم الديني والكهنوت.
كلنا يعلم ان ديننا الحنيف يرفض الكهنوت الذي جعل من رجال الدين المسيحي أنصاف الهه يزعمون انهم يفهمون مقصد الدين يوزعون فرمانات التكفير والايمان ويرسمون حدود المعرفه يرفضون ماتجاوز فهمهم وسقف علمهم فيحرقون من يحاول وينظر في علوم  الطيران بأنه ساحر ويقتلون من ينادي بكروية الأرض. 
رفضنا الكهنوت في الاسلام ولكن في عهود الانحطاط تسرب ليمسك برقاب الفقه تغذيه سلطة القمع ليجد تبريرا علميا باطاعة الحاكم الظالم بانه نظام الحكم الافضل..ليصبح الفقيه هو عالم الاداره وعالم الاجتماع وعالم الاقتصاد السياسي الذي يرفع سيف القدسيه ويفرض رأيا فطيرا تحميه السلطه ويهابه العلماء.
وتغلغل هذا الفهم ليصبح رجل الدين هو المرجعيه لكل علوم الأرض فيرفض التلفزيون...ويكذب الصعود للقمر وينكر كروية الأرض...ويدعو للعلاج ببول البعير..ويجزم ان العسل شفاء لكل الأمراض حتى وان كان مرض السكري.
لا ننكر ان عالم الدين الذي هو عالم في مجال التوثيق والنقل والتحقيق...يقدم معرفته برسم أطار أخلاقي يسترشد به العلماء في كل ضروب المعرفه ويستعين هو بما وصله العلم لتحقيق مقاصد الدين......لكن رجال الدين أصبحوا علماء في كل ضروب المعرفه ...كهنوتا جديدا تزعم امتلاك جوامع الكلم والمعرفة في الطب والهندسة الاقتصاد والقانون....   تحجم العقول وتحاصرها   فكل صاحب علم عليه الا يتجاوز حدودهم المعرفيه ...لذا لا يستغرب عندما تأتي رؤاهم فطيرة وساذجة أحيانا لأنها تعكس محدودية عقولهم وضآلة سقفهم المعرفي في ذلك المجال. واذا طرح عالم في مجاله  رأيا موضوعيا وعلميا يتجاوز سقفهم المعرفي سيشرع عليه سيف التكفير والخروج على الاجماع ويصبغ بالعمالة ومحاولته هدم تقاليد الدين والتشبه بأعدائه.
 في دولة الاستكبار لا نستغرب ان السلطه لاتريد ان تسمع رأيا علميا من عالم في مجاله يشرح اسباب الفقر والتخلف او يرفض القمع وسلب الحريات...بل تسعى لتكريس ثقافة تحجم العلماء وتطلق ما يناسبها من أحكام  تقنن لوضع اللوم على الشعب الفاسق وضرورة  الصبر على الابتلاء .لذا يتعاظم دور رجال الدين ومجالس علمائهم...ويتراجع دور العلماء الحقيقيين ومالكي مفاتيح المعرفه كل في مجاله.
 في البرنامج المذكور قدم بروفيسر عثمان صالح كرئيس هيئة علماء السودان..وفيها طرح اراء  تجاوزت حدود مجاله المعرفي بثقة يحسد عليها..في خير تجسيد بدوره كعالم دين يعرف  كل شئ ويرى نفسه عالما في كل مجال وعلى الآخرين الصمت والقبول طائعين.ولا يرى حرجا الا يقول ان هذا ليس مجالي ويطلب المشورة لمن هو أدرى في ذاك المجال.
 بعض هذه النقاط تمس تخصصي الاكاديمي.وخبرة عمليه تجاوزت الثلاثون عاما....ولكني لا أزعم إني عالم في مجالي..لكن أقول اني احمل من العلم الموضوعي والمعرفه التي تجعلني من الصعب علي ان اتقبل بعض هذه الاقوال...بل أشعر ان الصمت عليها يعتبر جريمة في حق العلم والحقيقه.
 القضايا التي مست مجالي هب في علم النفس السلوكي و تمثلت في زواج الأطفال..وسايكولوجية التحرش..وتعليقا سريعا في نهاية الحلقه يبررللماسوشيستيه.
اقول ابتداء ان الزواج ليس مكانا لتفريغ هرموناتنا الجنسيه نفتح بابه حين تبدأ هرموناتنا بالامتلاء.هذا الفهم الذي لا يبتعد كثيرا من مملكة الحيوان وتطبيقه على مملكة الانسان يسبب كارثة على مستوى التوازن النفسي والاجتماعي.ابتداء الجنس ليس انجذاب بيولوجيا فقط بل هو استعداد نفسي وتهيئه اجتماعيه ونضوج اجتماعي.لذا اصرر عالمنا  بان طفلة لم تتجاوز العشرة أعوام هي مهيئه لعلاقة جسديه فقط لظهور علامات البلوغ البيولوجيه في غياب العوامل الأخرة هي جريمة لا تقل أثارها النفسيه من أي حالة اغتصاب كانت المرأه فقط أداة للمتعه لذكر غير متوازن.
ان علم النفس يقول لنا اننا اذا نظرنا لهذا الزواج بين طفلة ورجل ناضج يعكس عدم التكافؤ النفسي الذي لايجعل الطفله مؤهله او مهيئة للعب دور الزوجه والقيام بمسئولية المشاركه الوجدانيه والاجتماعيه في مؤسسة الزواج..مما يجعلها أرضية خصبه للفشل وانهيار الأسره.ويحق لنا نسأل اذا انجلت هذه الطفلة طفلا كيف ستلعب دور الأمومه وماهي النتائج المتوقعه على الام والطفل اجتماعية كانت أم نفسيه..
ان الاقرار بان بدايات النضوج هي تظهر في التغيير  البدني..وهي فقط بدايات  في ذاتها وتحتاج اعواما لتكتمل....في نفس الوقت ايضا لا يعني اكتمال النضوج النفسي والعقلي...فان كانت هي بداية التكليف بالشعائر لا يعني بالضروره استعدادها لادوار اخرى كالزواج تحتاج نضوجا في الجوانب الأخرى  كالعاطفه والمعرفه...وهذا لايحتاج لعناء تفكير  لإثباته ولا يتعارض مع مقاصد الدين فالطفل الذي بدأ نضوجه في مرحلة الحلم ووجبت عليه الشعائر لا يعني انه مؤهلا لادارة مؤسسه أو لقيادة سيارة حتى بل يحتاج تدريب ومعرفة ونضوجا ليقوم بادوار اخرى.
الزواج ليس مكبا لهرمونات متوتره بل هو احتياج انساني وتواصل بين طرفين  لاشباع احتياجات الجنس احداهما في قالب احتياجات اجتماعيه وعاطفيه ونفسية..وحتما لايمكن ان يكون احد الطرفين طفلا لإستحالة نضوج هذه الاحتياجات وتشكلها.
فالجنس ليس علاقة هرمونيه من طرف يبحث لمواقع تفريغ لتوتره بل هي تواصل جسدي تعبيرا عن موده ورحمه تحتاج الاستعداد النفسي والنضوج العاطفي للطرفين....وحتما لايمكن ان يتوفرهذا الفهم الانساني في علاقة مع ذات العشر أعوام.
 في سايكولوجية التحرش يجب التأكيد على حقيقه اساسيه ان المتحرش ليس بالضروره مريضا نفسيا بل في  الاغلب الاعم هو انحراف اجتماعي يقوم به افراد في كامل وعيهم وتوازنهم النفسي الذي يجعلهم يميزون بين الخطأ والصواب. وقرروا انتهاك حدود الآخر لآشباع دافعهم الذاتيه...وكلنا يعلم ان حريتنا تقف على عتبة حرية الاخرين..لذا يصبح اي تعدي  على جسد الآخر معنويا باللفظ..والنظر او ماديا باللمس هو تحرشا ينتهك حقوق الآخر وذاتيته.الذي لاشك فيه التحرش مثبت علميا ارتباطه بكثير من النتائج والمشاكل النفسيه على الضحيه.وان من أسوأ العوامل التي تعمق من الأثر النفسي وتزيد من تفاقمه هو تحميل الضحيه جزء من اللوم..وهذا بالضبط مافعله شيخنا وعالمنا الموقر.ولم أصدق أذناي حين ذكر بلا حساسية او احترام لمصيبة المتحرش بها ومشاعرها ان ثيابها تدعو للتحرش..هذه النظرة التجريميه غير انها تصيب الضحية في مقتل فانها تجعل من الجنس هو انجذاب حيواني وتوتر هرموني ليس للانسان سيطرة في تهذيبه..وترقيته..لذا في نظره لا يستغرب ان يستجاب له في لحظته لايهم كيف او مع من....
يصبح الجنس حتمية بيولوجيه ويبتذل الانسان لحيوان تقوده الرغبه وبهذا المنطق المعوج..الذي لايسنده علم...فالسارق معذور عندما يرى الذهب معروضا في واجهة المحلات...والأكل معروضا في واجهات المطاعم....ولو كان فقط على اعوجاج المنطق لصمتنا ولكن يصبح الصمت حراما عندما يجعل هذا المنطق المعوج الضحية مشاركة في الجريمه ونحن نعلم ما يسببه هذه من نتائج نفسيه ..فلا نستطيع الصمت...
في مقتطفات في نهاية الحلقه ذكر شيخنا ان المرأه تضرب لان بعض النساء تستلذ بذلك...ولم ارى بقية الحوار ربما اشاره بانه سيطرح في قادم الحلقات لكن ما سمعت جعلني لا أصدق عيني.
من الذي قال له ان الماسوشيستيه(رغبة ايذاء النفس) ..علاجها بالانصياع لها..اذن في تصوره ان من تشعر بالرغبه في تقطيع اياديها وأرجلها علينا  ان نجاريها في ذلك ونحقق لها متعتها...لا أدري من أي أتى عالمنا  بهذا التبرير المعوج والفطير.ولكن حتما ليس من كتب علم النفس..ولا أحتاج ان اقول ان هذا هو الشئ الوحيد الذي لايمكن للمعالج ان يفكر فيه....حتى المنطق لا يستسيغ ان يكون هذا تفسيرا والا على شيخنا  دعوة النساء لضرب للازواج الماسشوستتين حتى يتم علاجهم ..ايضا ..ولا اقول سوى يا ألطاف السماء..
 ان رجال الدين مع احترامنا لعلمهم الشرعي ليس لهم القدسيه..ولا يعطيهم الحق في الافتاء في علوم أخرى ليست من  تخصصهم..
ان سيف الارهاب الفكري فوق الرؤس يجعل من علمائنا وكل خبير في مجاله يلوذ بالصمت ويأثر العافيه..خوفا من التشكيك في دينهم ودوافعهم...
لذا...
هنا أخاطب احبتي وزملائي في قبيلة الطب النفسي ..وأقول....ان العلم أمانه والأمانة مسئولية ومسئوليتنا امام انفسنا قبل شعبنا ان ندافع عن ما تعلمنا انه هو الصحيح ولا يهم ان نختلف بيننا ... ولكن المهم ان يكون ديدننا لا كبير فوق المعرفه...وهدفنا تثبيت اوطاد علم النفس على ارضية صلبه من المعرفه الموضوعيه تحكمها التجربه والبحث وليس فتاوي تعبر عن فهم أفراد مهما كانت مكانتهم او صفات العلم التي يحملونها..لأنهم يطلقون الاحكام بسهولة في مجال حساس يمس كل فرد من شعبنا ..ونزعم اننا في علم النفس نجاهد ولا نستسهل الأحكام... نعلم و نتعلم منه يوميا ونحاول تصحيح المفاهيم الخاطئه التي ينشرها البعض منا ومنهم....وكل  من  نصبوا انفسهم علماء بزعمهم في مجالا لا يفقهونه..ونصبناهم نحن بصمتنا إئمة في نشر غث الحديث وضعيفه..
.فلنقف جميعا نرفع كلمة العلم متجردين بلا دافع يقودنا سوى سعينا لبث المعرفه وسط أهلنا لتحقيق  قيم التوازن النفسي والعيش الكريم..
فانفضوا عنكم غبار الصمت.... وقوموا دفاعا عن علمكم يرحمكم الله.....

مجدي أسحق

الأحد، 16 سبتمبر 2018

...حمدوك والاربعين حرامي..🌴

🌴 ...حمدوك والاربعين حرامي..🌴

وجد د.حمدوك ما يستحقه من الاهتمام والتقدير بعدما اعلن رفضه المشرف لمنصب وزير الماليه...ولم يكن مستغربا ان يجد الدعم من جموع شعبنا التي تحلم بالتغيير والحريه...ولها من الذكاء مايجعلها تفرق بين الغث والسمين.
وكما هو متوقع دوما ظهر من يسعى للاصطياد في المياه الصافيه..رغم نقاء وصفاء مواقف د.حمدوك ولكن خرجت الأقلام المشبوهه..تطلق سمومها وتقود حملة التشويه والمزايده على وطنيته والعزف على وتر المواطن المحتاج الذي لم يكن يوما في قائمة اهتماماتهم....
هي حملة مدروسه..و رسالة مسمومه مخادعه تسعى ان ترسم للانقاذ صورة الصادق الامين الذي يبحث عن حلول لازمات الوطن ...فيذرف دموع التماسيح عندما قوبل بالرفض ممن وصفهم بمعدومي الوطنيه..ليصبحوا هم أسيادها ..ولتصبح الوطنيه في ابتذالها لديهم هي مدى سرعة استجابتك في بيع ضميرك ومبادئك  بالتطلخ باوحال الانقاذ وبان تصبح جزء من سفينة الافساد الغارقه..
.في حملة الزيف والوهم يكابرون بلا استحياء ويزعمون بان أزمة البلاد طوال سنينهم العجاف  لم تكن جهلا مقننا وافسادا مقصودا بل هي في عدم وجود وزير مالية نابغه  ليكتشف بسحره أجزاء المعادله المفقود والذي لم يستطع سدنة الانقاذ بكل اخلاص في ايجاده من قبل ...لذا سعوا في اخر المطاف للبحث عن خبراء من مدارس اليسار وكل يهون في سبيل الوطن الذي استلبوه...
تنطلق حملتهم تسمم الاجواء...وهي لا  تسوى في ميزان المنطق والحقيقه سوى التجاهل والازدراء...و لو كان على مطلقيها من  حارقي البخور واتباعهم لم استحقوا حرفا في الرد عليهم  ولا لحظه تفكير واهتمام.......ولكن ما يقلق ان بعض من الشرفاء قد ابتلعوا الطعم وظنوا ان السراب ماء.....وحاشا ان يفهم ان د.حمدوك وغيره من خبرات وطننا سرابا ....ولكن السراب هو بيع الوهم وتصوير أزمة الوطن ليس كأزمة نظام فاسد بل هي مجرد  معضلة اقتصاديه تحتاج فقط لعقل ذكي ليفك طلاسمها وحينها ستمتلئ الارض عدلا ونعيم.
لذا نضطر ان نخط هذه الحروف لشرح ماهو معلوم بالضروره ونقف ضد هذه الحمله المسمومه الكاذبه  التي تحمل جرثومة فنائها في زيفها ومنطقها المعوج.
الكل يعلم ان الدول التي تتغير فيها برامجها بتغير الافراد هي دول حديثه هدفها المواطن فيها مكونات الدوله من مؤسسات..وقوانين تحكمها..لذا يمكن تغيير اتجاهها سعيا نحو تحقيق رخاء الشعب استنادا على رؤى جديده او فلسفات مختلفه.
لكن في دولة الهدم الحضاري.هي دولة عصبة الحزب الواحد ..دولة الفكر الجامد والنظام الواحد الذي لا ولن يتغير..كما ذكرنا  سابقا هي دولة  فلسفته االنهب..وقامت من اجله..ونظامها هو  الكليبتوكراسي في ابشع تجلياته....هو نظام يهدف فقط تحويل موارد الدولة لمصالح جماعة...وليس في قاموسها كلمتي الشعب والوطن.حيث نجد  جهاز الدوله يسير على قضيبن احدهما سيطرة الحزب والأخر والاخر انعدام القانون...لا يلوي على شئ...يهدم كلما يقف في طريقه..وهو يمتص كل نقطة دم من موارد شعبنا.
قطار يقوده الحزب... العصابه....كل من يسعون لضمه لا يريدون منه ان يغير اتجاه القطار بل هو مجرد بوقا للتطبيل او تابعا يدمن الركوع والطاعه للاربعين حرامي الذين يمسكون بزمام قطار الدوله المنفلت...
 لذا نقول للشرفاء الذين يحلمون بان وجود جرثومة الصلاح قد تستطيع هزيمة جيوش المنتفعين وسارقي قوت الشعب..وقد تحدث ولوجزء بسيطا من التغيير.....نقول لهم ان التغيير لا يحدث بالنوايا والتنميه لا يحققها وزير ولو اعطى خاتم سليمان...
فالتنميه لها محطاتها الثلاث التي تسير في تناغم لتتحقق اهدافها...ابتداء موارد تغذي خزانة الدوله..وقنوات لتوزيعها...ومستفيد تصل اليه هذه الموارد...وان لم تتوافق هذا المحطات فلن يصل قطار التنميه والرخاء لأهدافه.
 ابتداء محطة الموارد هي الاساس..تحتاج موارد داخليه..تصب في مصب واحد.الكل تحت القانون .لا يقوم جهازا باقتطاع نصيبا لنفسه ...ولا يقوم فيها وزيرا باحتكار موارد وزارته نفطا كانت او ذهب لتبقى خارج ميزانية الدوله مجهولة المصير والمقر.....
 ومكون  من رأس مال اجنبي...لايسقط من السماء  بل يجذبه الشفافية وانعدام الفساد.وسيادة حكم القانون في ذلك البلد ....وفوق ذاك تحتاج الدوله  لمؤسسات تمويل عالميه ودول تربط بهم علاقات احترام وثقة في نظامك السياسي..واستقراره وثبات مؤسساته..قبل ان تسمح بتحرك رساميل اموالها..هذه ابجديات وظروفا يستوجب توفرها....
ولكن لايخفى على أحد ما صنعته الانقاذ من العراقيل يستحيل معها تحقيق تلك الظروف .
 اذا  حتى لوتوفر التمويل فان قنوات توزيعه معطوبة قد اصابها الافساد والدمار  من عمولات..و وظائف وهميه وامتيازات لحاشية السلطان المترهله..ليتم الاستحواذ عليه بمؤسسات التنظيم وشركاته الامنيه...او رصيدا في بنوك الحزب التي بفقه التمكين جعلت السوق في يدها ومعهم اخوان السؤ لتصب الموارد فيتحكمون في معاش المواطن وحياته..
 لذا لن يشعر الموطن بالتغيير ان مادام  هو ليس المستفيد الحقيقي . ففي دولة المواطن  وزارته الخدميه هي صاحبة الصوت الاعلى.ولكن لا غرابة ان لايصلها الا الفتات...لذا نجد في دولة القمع ان  ميزانية الصحه والتعليم لا تساوي قطرة من ميزانية الأمن والارهاب....
اذن لتتحقق التنميه على قاطرة الدوله  ان تسير في تناغم توفيرا للموارد وتوزيعا لها....وتحديدا للمستفيد بان يكون المواطن اولا واخيرا...
فاذا كان المواطن هو الهدف فيستوجب ان يقوم جهاز الدوله بخدمته...حيث وزارة خارجيه لها علاقاتها المتوازنة مع العالم بعيدا من التحالفات المشبوهه وليس له حبل سري يربطها مع الارهاب...وزارة تجارة تسيطر على السوق وتقف مع حرية التجارة تقف ضد هيمنة  مؤسسات الامن وشركاته الحكوميه الخاصه وضظ استغلالها للسلطه لاحتكار موارد الدوله ونهبها.... وزير نقل يعيد تاهيل السكك حديد والنقل النهري والطيران......وزير صحة يسعى لتحقيق مجانية العلاج بعد اصبح سلعة تباع وتشترى
 ولكن في دولة الكليبتوكراسي ومجلس الاربعين حرامي صممت المناصب لتحقق هدف دولة النهب في امتصاص موارد الشعب وتحويلها لعصبتهم..... والمواطن ليس هدفا بل سلعة تباع وتشترى.واعلى مايصرف على المواطن هو في تحديث طرق قمعه  لتثبيت  اغتصابهم للسلطه...وحماية مصالحهم.
 لذا نقول للانقاذ كما  أجرمتم...وأخطأتم الطريق.في اغتصاب السلطه...اخطأتم اليوم في البحث عن حلول من داخل دولة الافساد......لذا لن  نسير معكم فيه فالذي بنى على ضلالة وافساد لايستطيع ان يقود لجنات النعيم...
 ان الفساد ليس فردا بتغييره ستزدهر الامور...ان الفساد هو منظومة متكامله من المؤسسات والقوانين التي اذا غيرنا ترسا فيها لن يغير اتجاه ماكينتها التي  صنعت لتقمع شعبنا وتنهب ثرواته.
ان الذي يجلب النماء ليس وزيرا شريفا في مستنقع الوحل بل هو منظومة من المؤسسات التي تقوم على الخبره وليس على أبناء فكرالتمكين ...منظومة تحكمها الشفافيه في دولة القانون حيث تسود فيه حرية الفرد وحقه في فضح اي تجاوز واستغلال للموارد...دولة اساسا  هدفها المواطن توجه مواردها لرفاهيته وتعليمه ليس لألة الحرب.... والقمع ...لكننا نعلم مثل هذه الدوله لن يحققها البشير وزبانيته فمشروعهم معروف واهدافهم معلومه.ودولتهم ماثلة أمامنا تجسيدا للفساد صنعت..و للنهب انطلقت وليس هناك املا منها بان تسير في صراط مستقيم الا اذا فككت اوصالها وبني جهاز الدوله على اساس جديده وقيما مختلف لتحقق مصلحة المواطن والوطن
..لذا اي مشاركة من أي وطني شريف لن تقود سوى تلطيخ اياديه بجرثومة الفساد وسيكون مجرد دمية تحاول السلطة ان تزين به وجه فسادها القبيح...
فلدكتور حمدوك .الانحناءه.ولكل الشرفاء من علماء بلادي ولشعبنا الصابر.نقول.ان التغيير قادم سنحققه..بايادينا..نظام جديد يقوم على الحرية والعدالة في دولة القانون..ثوبا جميلا يسر الناظرين..وليس بمنحة من سطة الافساد بمحاولاتها ترقيع ثوب الانقاذ المهترئ....
فقوموا لنضالكم يرحمكم الله..
فلابد للصبح وان طال الظلام....


مجدي إسحق.



*************************

الجمعة، 14 سبتمبر 2018

.....عندما يرسب الأستاذ...

🌴عندما يرسب الأستاذ...🌴

قرأت في مواقع التواصل الاجتماعي رسالة من استاذ جامعي يحكي تجربته مع أحد الجامعات وسلوك الطلاب في احد المحاضرات.
رسالة يظن انه يسطر بها رسوب هؤلاء الطلاب في مدارج الأخلاق والتربيه..ولم يدري انه قد سطر لنفسه رسوبا وانزلاقا جعل من سطوره شهادة عليه تجعلنا نتحسر على مستوى الاستاذ قبل ان ننظر لما بدر من تلاميذه.
        لا سببا لدينا لان نشكك في الواقعه التي تمت والتي تعكس شغبا وانضباطا في قاعة محاضرات..(والتي لست بالظاهرة النادره الحدوث).والتي كان يمكن التعامل معها ببساطه بالانسحاب من القاعه عندما فشل في ضبطها والذهاب لمكتب العميد وطرح ماحدث لمساعدته بالاجراءات الاداريه التي تضمن استمرارية التعلم في جو صحي ومعافى..والتي قد تصل بالعميد نفسه للحضور للقاعه وفرض هيبة التعلم ...غيرذلك هناك طرق اخرى عديده تساعد في تحقيق هذا الهدف اقلها الانسحاب من القاعه...وايضا يمكن ان يكون ارسال خطاب للطلاب احداهما
لكن حتما ليس مثل هذا الخطاب الذي ليس له علاقة بالتعلم او التربيه بل هو خطاب انفعالي غاضب يحاول تضميد كبرياء مجروحه ويعكس كمية من المسالب مما يجعلنا نقول بيقين انه شهادة رسوب لكاتبه.
 اولا نجد ان الخطاب ملئ بالسباب والذي اوضح نفسه انها لغة كان يستعملها سابقا مع طلابه بوصفهم  بقلة التهذيب.وهنا اضاف لقاموسه.....مستخفي  الدم..بلهاء..اطفال غير بالغين..قاصري العقل ..قذاراتهم...ولا أدري اي قاموس تربوي هذا الذي ينعت تلاميذه بمثل هذه الاوصاف....وضميره مرتاح.
المؤسف انه من هذا الموقف (الهرج في قاعة المحاضرات)...سمح لعقله ان يبني استنتاجاته العامه والمطلقع ليحكم على شخصيتهم واخلاقهم.. فتناثرات الصفات والاحكام بلا رقيب..من معدومي الادب والضمير..غائبي العقل...غير آدميين...حيوانات بهيميه..قاصري العقل والمرؤه...ضالي طريق...مغروين...ولم يسلم اباءهم من هذا السيل من الاوصاف ليختمها بانهم قليلي الادب وعديمي التربيه...
من اخطر ما تحمله الرساله في طياتها فضحها لكاتبها ومايحمله..تجسد في هذه النظره الضيقه...الذكوريه... التى كان يرى فيها ملابس وهيئة طلابه ويسقط عليهم معاييره الاخلاقيه المسبقه.وتقييمه الهرموني فيصف..ذات الفنله القصيره...الجينز الضيق..قصات الشعر..وفريمات النظارات.....وقمة التردي..ولم أصدق عيني وانا أقرأ  وصفه بعض تلاميذه بالميوعة والتمثل بالفتيات  اوالعكس(وقف اربع فتيان وفتاتان اولعلهم ست فتيات)....

نتفق مع الكاتب في  ان هذا الخطاب هو شهادة للتردي في جامعاتنا..ولكن ليس تردي في مستوى الطلاب الذين هم في عمر الخطأ والتعلم...بل دليلا على الانهيار في مستوى الاساتذة عقليتهم تجربتهم وطرق اختيارهم.
افتتح استاذنا خطابه بأنه ذهب...ليغطي محاضرة لزميله..وحقيقة استغرب لمثل هذا الاسلوب الغير اكاديمي وغير تربوي الذي تسمح الجامعه فيه لأحد ان يحضر لتدريس طلابها فقط ليغطي لزميل بدون النظر لمؤهلاته الاكاديميه والتربويه..لتتأكد انه له ليس لديه فقط العلم بل يملك من التجربه والخبره ليكون معلما قبل ان يكون محاضرا.
هذا الخطاب يعكس التردي في التعامل مع التعليم كمحاضره تقدم مع غياب الاحساس بالدور التربوي ومسئولية المحاضر في الحد الأدنى ان يكون القدوه في الانضباط السلوكي واللفظي..
الاستاذ الحقيقي هو من يتعامل مع طلابه بحياد علمي وروح ابويه بدون تمييز طبقي او جنسي...فلا ينظر لهم بان ابائهم من طبقة تدفع بالدولار..ولاينتبه لانواع قصات الشعر وضيق البناطلين والبلوزات....ولكن في زمن التردي يصبح كل من يحمل شهادة محاضرا ويأتي لقاعات الدرس ليسقط كل ارثه الذكوري..وغضبه الطبقي ويتراجع دور المربي ليتضخم دور الأنا والكبرياء المجروحه التي يحاول ترميمها  بسيل من التجريح والاساءات
 حتما لا أحاول ان أرمي اللوم على هذا المحاضر ولكن ماكتبه يجعلني اتساءل بهذه النظره وهذا الأسلوب الى اي درجة ساهم هو نفسه في ازكاء الفوضى جعل الموقف خارج من السيطره؟؟
 ختاما اقول  ان مثل هذا الخطاب خير دليل  يفضح ثورة التعليم العالي التي هي كثرة في اعداد الطلاب مع محدودية في عدد الاساتذه مما جعل كل من يحمل شهادة مؤهلا بان يقوم بالتلقين وليس التعليم ..وتراجعت قيم التجربه والخبره والتي هي الاساس في اي قيمة تربويه وحجر الزاويه في مفهوم التعلم المذبوح في مدرجات الجامعات التي قامت وهاجس الربح هو هدفها وحاديها..

مجدي اسحق

الخميس، 13 سبتمبر 2018

.. ..جرثومة.العقل المتأسلم (2)

🌴...جرثومة.. ....العقل المتأسلم (2)   ).🌴. 

لا يختلف اثنان في مستوى الدمار والانهيار الذي قد اصاب الوطن منذ اصابه وباء الانقاذ الخبيث.
يرى البعض ان الانهيار الاقتصادي هو من اقسى أثار هذا الوباء والبعض يتحسر على انهيار التعليم والاخر يرى مصيبتنا في انهيار الاخلاق.
كل هذه التداعيات كانت لها أثارها القاسيه والمؤلمه على شعبنا الطيب ولكن أسوا من ذلك كله هو اصابت بعض الشرفاء بجرثومة العقل المتأسلم....ليس مستغربا مع وجود ألة اعلامية موجهه ومناهج اكاديميه مصنوعة من فكر الازمه وحصار الفكر ومحاربة العقل الحر ان تتسلل بعض من جراثيم العقل المتأسلم لبعض العقول النيره والنفوس الطاهره
هذا التسلل وان كان محدودا تكمن خطورته ان  جزء من ثقافة الانقاذ وأخلاقها المأزومه على استحياء تستطيع التسلل لعقل شعبنا وتجد لها ركنا في عقله اللاواعي وتظهر كصوت نشاز احيانا رغم محدوديته الان لكن الخوف ان لم نقتلعه من جذوره  ان يتمدد بوجوده السرطاني..فيتشكل وعينا بفكر الازمه..فنصبح نحن والانقاذ وجهان لنفس العمله الرديئه وان اختلفت الملامح والشعارات.
 لذا نحزن ولكن لا نستغرب عندما نجد لغتهم قد تسربت لنا ووعيهم قد جعل بعضا ينطق بهتانا ويصارع طواحين الهواء.
قرأت كلمات واراء عديده  تهاجم وتسخر من صورة للسيد الصادق المهدي ومعه ثلاث من بناتنا في لندن.
وكان الخطاب المنتشر وتعليقات بعض  القراء من المؤيدين تنصب في النقد لزي السيدات لانهن لا يلبسن الحجاب...وربط عدم لبس الحجاب بانه عدم احترام لتدينه وسخرية من وقوف السيد الصادق معهم كانه عبث او وقوف ذكرا مع مجموع من الاناث.
هذه المقالات والردود عليه هي مثال جيد للفكر المتأسلم المأزوم الذي اصابنا بعدوى فساده وخطله فاصبحنا نتبناه وندافع عنه.فاصبحنا ملكيين اكثر من الملك.
لايخفى على أحد ما يحمله هذا  الخطاب من السخريه من الوسائل الديمقراطيه في الالتقاء بالجمهور والحديث معهم والسماع لهم فهذه فريضة عصية على العقل المتأسلم... لا يؤدونها لانها جزء من رجس الديمقراطيه ونجسها الذي يحاربوه..لذا كان تواصله مع الجمهور  افكا لا يطيقونه فلا يستغرب ان لا ينظر اليه بما يحمل من قيم التواصل واحترام الاخر..
ولايمكن ان نتجاهل ما افرزته هذه الجرثومه من تقيح يقود لتفتح ثغرة نسميها العقل التناسلي الذي لا يرى في المرأة انسانا وفكرا..  فما رأوا  الجمال في وقوف شيخا ثمانيا لم يركع مازال متحمسا ..يحمل ارثا من النضال لتحقيق الحريه مع سيدات يحلمن بوطن الحريه يشاركن زعيمهم الود والهموم ...فما رسم لهم عقلهم التناسلي سوى صورة شخصا ليس له سوى سمات بيولوجيه كذكر تحيط به مجموعة من الاناث...فما اتعسه من فكر بائس قبيح.
هذا العقل المأزوم لا يرى في الديمقراطيه سوى فشلا وعبث..واحزابها تهريجا وضوضاء لذا لاتنظر لقيادتها بعين الاحترام لفكرهم بل هو سيل من الهجوم اللاخلاقي والنقد المستمر مهد يوما لقيام انقلابهم المشئوم..واستمرت حملتهم جرثومة تسعى لتدق اسفينا بين شعبنا وحلمه بالحرية والديمقراطيه.
هذا العقل المازوم ينطلق نقدا لعدم لبس الحجاب.وبه تحاكم هذه السيدات..وكأن عدم لبسهم يقلل من فكرهم او يلغي دورهم  الاجتماعي ومجاهداتهم وانحيازهم لقضايا شعبنا....هو العقل المأزوم الذي يحتفي بغرة الصلاه وحجاب بناتهم ..وفي نفس الوقت يغض الطرف عن جوهر الانقاذ من فساد وافساد واستلاب.
فكرا يرى عدم لبس الحجاب اهانة للسيد الصادق لانهم بفعلهم لم يحترموا ديانته...وان قبلنا جدلا ان الدين هو الحجاب هل يعني عدم التزام فرد بذلك الا نتواصل معهم والا نفتح معهم قنوات التواصل والحوار...هذه هي ثقافة القمع التي ترفض الاخر...وثقافة التزمت التي لاتعرف التسامح...ثقافة العقل المغلق حيث الانا التي تحمل الحقيقه المطلقه وغيري هو الباطل الذي يجب عدم التعامل معه او فتح قنوات للتواصل والحوار.
هذا هو الفكر المتأسلم المأزوم..وجرثومته التي تسللت  لعقول بعض الشرفاء وفكرهم...جرثومة تحت جنح الظلام وغياب ضؤ الحوار والمنطق وجدت لها موقعا خاليا فتمكنا واصبح ينشر سمومه ونحن عنه غافلين..
احبتي....
ان الانقاذ ليس جهاز دولة فاسد فقط...بل هي فكر مأزوم ومتناقض بقدر ما يحمل جرثومة فنائه في داخله ولكنه وهو يتشبث بالحياه ينفث سمومه وينشر جراثيمه...
فمعركتنا ليست مع جراثيمه التي يحملها بل هي ايضا معركة مع ما وصلنا منها من رذاذ...وليس هناك ترياق للوقاية ....افضل من اعلاء قيم الشفافيه وترسيخ قيم الاختلاف واحترام الاخر مهما اختلفنا...وفوق ذاك هي الحرية لنا ولسوانا ندافع عنها....نتعلم نحترم اختلافاتنا...وندق على بابها بلا كلل الى ان يشرق فجر الصباح..

مجدي اسحق

جرثومة العقل المتأسلم(1)

🌴 ..جرثومة العقل المتأسلم(1)🌴
  العقل المتأسلم هو عقل الاسلام السياسي الذي جسدته الانقاذ في ابشع صوره. ان العقل المتأسلم عقل مأزوم يتماثل مع مريض الذهان في انه ذاتي غير موضوعي يصنع الوهم ويؤمن به....ينادي بالفضيله ويتدثر بالرذيله..يبشر بالحريه وهو جاثم على انفاس شعبه ..يحتفي بالطهر والامانه وكل مسامه يعيش على النهب والاستلاب..ينادي بالعدل وهو والغ في الظلم الى اذنيه
هي جرثومة عقل يتبى الشعار يزينه ويعيش حياته على نقيضه وعكسه تماما.
هذه الجرثومه جعلت العقل المتأسلم يعيش في  انفصامه المتناقض مأزوم يبحث لتطابق مستحيل بين شعار براق وواقع كئيب وفاسد... حتى يصل العقل المتأسلم  للتوازن المفقود يسعى بكل جهد لفصل  الشعائر من والاخلاق...فيصبح عقلا مريض يقدس الوسائل فتصبح غاية في ذاتها..ليتشكل العقل المتأسلم مأزوما مختلا يقدس الظواهر راكعا تحت قدميها فتسيطر عليه وتحركه وينسى الجوهر الذي هو أصل الأشياء الذي فيه مقصد الانسانيه وتوازنها.
 العقل المتأسلم في أزمته يفصل بين الوسائل والغايات ويجعل من الوسائل هدفا في ذاتها...فالانسان يأكل ليعيش..ولكن لا يجعل من الاكل هدفا في ذاته...والقانون والعقاب وسيلة لتحقيق العداله ولكن لايجعل من العقاب هدفا في ذاته.... والقانون الاعلى ان الغايه والوسيله في تناغم فالغاية النزيهه لايمكن تحقيقها بوسائل وضيعه...لذا كان العمل وسيلة لتوفير احتياجات الحياه..ولا يمكن ان تكون السرقه هي وسيلة مقبوله لتحقيق اهداف شريفه.
 وقد كان الاسلام الذى اتى ليتمم مكارم الاخلاق  كما كل الاديان الاخرى جعل من الشعائر وسيلة لخلق بشر اسوياء أكثر انسانية واقرب للعدل والفضائل. فكانت العبادات هي تزكية وتطهر وتجاوز لامراض النفس والمجتمع..
العقل المتأسلم فصل العبادات من اهدافها فجعلها هدفا في حد ذاته...فزادت اعداد المساجد وطالت اللحى وفرض الزي على مجموع النساء  وظهرت المسابح في اليد كجزء من المظهر الاجتماعي..وتجارة المكياج في صنع غرة الصلاه..وكان لتسمية لبعض انواع اللحي إسم (دعوني أعيش)...خير تعبير عن سيادة ثقافة المظهر وتدين الشعائر الخاوي من المحتوى.
 هذا العقل المأزوم وجد في هذه الجرثومه الترياق التي تجعله يعيش في تناقضه.
فيكفيه وهو في مستنقع اوحال وافساده ان يهتف هي لله لا للسلطه ولا للجاه...ليجد السكينة والامن المزيف..
يكفيه التردد على المساجد..وغرة صلاة مصنوعه..وسجاده في درج المكتب..وشبشبا للوضؤ..وسبحة تتحرك وهو يتمتم..وغطاء للرأس  لمن بلغت الحلم ودونه ومع قفازا وشرابات.لتصبح هي الاخلاق...وهي الهدف في ذاتها...ولا يضيرها اي سلوك ولا اي وحل يغوصون فيه..
قيسرقون ويسمى (حق السعي)...وعند يقبضون متلبسين لا يعاقبون بل يمسحون خطاباهم ب(التحلل) ليعودوا كما ولدتهم امهم..يتسلقون المناصب بلا تأهيل ولا حق (حق التمكين)..
وتصبح كل هذه الممارسات بلا قيمه فلاتهزهم هذه التجاوزات...وما صنعته من ضحايا ومن ماسي فلا توقظ ضمير ولا تحرك عقلهم المحصن بجرثومة العقل المتأسلم.
جرثومة تعبد المظاهر المزيفه...ترى الاخلاق في الشعائر وان كانت رياء الناس..وتتجاهل عامده جوهرها التي هى مقصد الدين والانسانيه.

مجدي اسحق

الخميس، 30 أغسطس 2018

....حاجه التومه بت خيرالله.... ...و.د.غازي العتباني....والنصيحه...🌴

🌴حاجه التومه بت خيرالله.... ...و.د.غازي العتباني....والنصيحه🌴
ا

تتواتر الاخبار بأن جماعة من أعداء شعبنا يتجمعون وقرروا ترشيح د.غازي العتباني لرئاسة الجمهوريه ضد شيخه عمر البشير.. ..فيا الطاف السماء على شعبنا ليخرج من ابتلاء الى مصيبة أكبر.
نقول لدكتور غازي بان
الانقاذ لم تلتقي بها صدفة في دروب الحياه..بل انت جزء اصيل منها صنعتها وحملت السلاح يوما دفاعا عنها....وعشت حياتك تحلم بها........فانتم جزء اصيل من هدم الديمقراطيه..وتشريد المخلصين..وتعذيب الشرفاء...وتمكين رفاقك في نهب ثروات شعبنا..ولن ننسى تصريحك  بان الإنقاذ هي حلمنا الذي كرسنا حياتنا من أجله
وان الإنقاذ هي السفينه التي ستنقذ شعب السودان.
شرور الانقاذ ومساوئها لم  تبدأ يوم مذكرة العشره..ولن تنتهي بعودتك لتكمل ما بدأته
فماكان الوطن جنة الله في الارض واصابته اللعنه بعد ان فارقتم الانقاذ........
ومنذ ان اختلفت مع رفاقك لم نسمع لك ادانة لتاريخك ومواقفك..بل لم نسمع لك مناداة بالديمقراطيه ومحاسبة الذين انقلبوا عليها او افسدوا وأثروا تحت جناحها..
..وتاتي اليوم بلا حياء تفكر في الترشيح.....لتقدم لنا ماذا؟؟.لتقدم لنا الانقاذ بوجهها الاول الذي صنعته..ام بوجه جديد اكثر بطشا وافسادا..
.ولسنا هنا لمحاكمة نواياك او مافي القلوب...فربما هداك الله من رجس الديكتاتوريات ونهب ثروات شعبنا وانشاء بيوت الاشباح.....ولكننا نحاكم تاريخك الذي تريد تخلعه وتلبس ثياب الديمقراطيه.... نقول لك ..ان تاريخك الذي لم تعتذر عنه ولم تستغفر شعبنا بسببه منحوت في ذاكرتنا..... فان حاولت خلعه فأثره باقي وهو الذي يجعلنا لا نري فرقا بينك وبين البشير....فانتم وجهان لعملة واحده..والانقاذ انت جزء منها وان فارقتها لانها جزء من فكرك فعاشت بك ومعك واستقرت بين المسام.
ولا اقول لك سوى..ان تسمع لنصيحة خالتنا حاجه التومه لي عباس ودالحرم..ربما تعي بما يمر بقلوبنا   المجروحه  ............................
عباس ود الحرم ما كان زول مدارس من هو طفل كان سارح وبيرعى بي البهايم
وبرع في علاج البهايم وتوليد الغنم....عشان كده هدومه دايما ملطخه بي روث البهايم وصوف الغنم
لمن كبر خلى الرعي وإشتغل في الدباغه والحال ياهو الحال اليوم كله بين الجلود والقطران
وفوق لي ده علاقته بي الحمام والنضافه ما حميمه...كان ما قلنا مقطووعه تماما
هي مرتين في السنه ...في الأعياد....قبل الصلاه بياخد ليهو غطسه في البحر قبل ما يلبس جلابية العيد
عشان كده ريحته كانت صعبه ...قاسيه.... ونفاذه ....مميزه بترمي الصقر ....وتقيله بتسبقه وبتقعد معاه ولمن يفوت بيخلي جزء منها وراهو...بتطفش الرجال من السلام عليهو...قالوا سلم على حاج الخير لمن جأ من الحج بالأحضان المسكين كان داير يضيعوا ....قامت عليهو الأزمه ولمن رقدوهوا إسبوع في الاسبتاليه وأخد ليهو أكسجين و كورس بتاع حقن بنسلين حتى شم العافيه
في الجامع تلقاهوا واقف في الصف برااه ......ولو دخل على أي بيت في الحله أثره وريحته بتقعد وراه كان يوم يومين وما بتروح بي فتيح الابواب ولا الدخان ولا البف باف
في يوم ...................جأ لي خالته حاجه التومه لابس جلابية العيد وقال ليها تمشي معاها عشان يخطب نفيسه بت حاج الطريفي
قالت ليه والله ياولدي أسمع كويس ما تتعب نفسك ساكت........وأسمعالنصيحه دي من خالتك........................
عرسا في الحله دي ما شايفاهو ليك ...والله ياولدي كان البت بايره وغبيانه وعويره وما شافتك ووافقت.........أهلها ما حيوافقوا
يا ولدي إنت ما نصيح.............. ريحتك دي يعيشوا معاها كيف؟؟؟؟؟؟؟
والله يا ولدي لو عطونك في البحر لي شهر بي حولوا .....وقفلوك حول كامل ودعكوك بالدلكه والخمره ما بغير شئ
مش كده والله يا ولدي لوربنا من سماهو غير ليك جلدك وخلى عرقك مسك ونفسك فليردمور....برضه ما بحلك
يا ولدي الريحه دي ما في النخره...دي بقت في القلب.. الحمام وتغيير الجلد ما بروحوها.....والله ياولدي أنا خالتك لو شفتك في حلمي في المنام بصحي نفسي مكتوم من العفنه.....
ماتتعب نفسك الحصل حصل ............................ريحتك ياولدي ما جلابية تلبسها وتقلعها...دي في العضم
نصيحتي ليك .......يا تنسى العرس مره واحده وتبقى زول آخره........يا تنسى ناس الحله دي وتشوف ليك حلة تانيه بعييده يكونوا ما بعرفوك عشان تاني يفكروا يدوك بنتهم...
...

مجدي اسحق

....متى. يفهم المتأسلمين....🌴

🌴متى يفهم المتأسلمين....🌴

احتفى شعبنا في الفترات الماضيه باختلافات المتأسلمين (ولا اقول الإسلاميين فالاسلام منهم براء )..وتناقلتها الاسافير وفي القلب لمسة من أمل تقول اللهم أشغل أعدائي بانفسهم وعجل بالنصر والفرج.
شاهدنا حسين خوجلي يبشرنا..ويحلم  بأخوة له من حركتهم ليعيدوا لنا أمجادنا الغابره وامين حسن عمر يرفض انتخاب البشير ويتباكى على تعديل الدستور(وهم من خرقوا الدستور على ظهر دبابه)..ويأتي الجميعابي حزينا على الفساد ويطلب من الانقاذ  الشفافيه في ما سيأتي من ثروات..(والفات انسوا)..ونسمع بان غازي العتباني يجهز في نفسه ليواجه شيخه البشير في مهزلة الرئاسه القادمه.
لو كانت هذه الاحاديث مجرد فكاهة تزرع قليلا من الفرح ونحن نرى تصدعههم وشقاقهم و لنقول شهد شاهد من أهلهم مع زفرة ارتياح ....كنا سنتجاهلها  عسى ان تخفف على شعبنا قليل من ألمه واحباط السنيين .
ولكن ما يجعلنا لا نستطيع غض الطرف انهم جادين فيما يقولون..ولايأبهون برأي شعبنا...ولا يعقلون ما بين  سطورهم و ما فوقها من  تناقض...و فوق التناقض هذيانا يؤكد لكل ذي بصيره انهم لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا من جرائمهم بل لا يؤنبهم وان كانت لهم ضمائر على ما اقترفت يداهم .
انها الغفله....بلا حياء يتحدثوا عن التغيير مشبعين بالوهم بانهم قيادات مجتمع وان لهم دور وان شعبنا الطيب ينتظر منهم الخلاص.
تجد لدي كل المتأسلمين في كتاباتهم واحاديثهم المتناقضه اثنين من الكبأئر يتفقوا عليها ويجعلوا منها قاعدة تواصل مع شعبنا بلا خجل ولا حياء..لذا نجد ان وقوفنا امامها وتعريتها فرض عين ومسئوليه تجاه شعبنا الطيب الذي لا يستحق هذا العبث.
ابتداء نجد ان أولى كبائرهم انهم يتحدثون عن الانقاذ كانها مرحلتين مرحلة كانوا بداخلها وصنعوها ودافعوا عنها ومرحلة متأخره حين فارقتهم فالحقيقة كلهم لم يفارقوها بل لفظتهم..
اما أم الكبائر فهي انهم مازالوا يعاقرون الوهم ويعتقدون ان الازمه هي ازمة اشخاص  كانوا عديمي خبرة او طال بهم الجلوس في بعض المواقع وان الحل بكل بساطة ساذجه هو تغييرهم لتمتلئ الارض عدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا.
هذه الكبائر لن تزول بفقه التحلل بل يجب ان تحاسب بشريعة شعبنا الذي يرفض الظلم والفساد و طمس الحقائق وتزييف التاريخ  ويغفرعن مادون ذلك.
لذا وجب علينا القول وان نكتب هذه الحروف قائلين للمتأسلمين ولكل من يريد مغادرة سفينه الانقاذ الهالكه.غادروا بصمت مغضوبا عليكم وحسابكم معنا في دولة المؤسسات يوما وان طال... وعند عزيز مقتدر ليس بينه وبين المظلوم حجاب
..أما من يريد ان يملأ الدنا صخبا بادعاء البراءة..او ربما  صحى ضميره (وليس كبيرة على رب العالمين)ويسعى لان يغفر له شعبنا الصابر. نقول له ان التوبة..ليست هي حروف رخيصه تنثرونها على الهواء لتفعل في قلوبنا فعل السحر فننسى ونهتف لكم وصدورنا مفتوحه (عفا الله عما سلف).
فللتوبة شروطها واولها الاعتراف بالذنب وطلب المغفره...ونحنا لم نرى منكم سوى تبجحا واحتفاء بالانقاذ..لاترون سؤ افعالكم ووتريدون شعبنا ان يقبل ذلك..فهيهات...بعد ذاك فرض على طالب الغفران ارجاع المظالم لأهلها...ودون ذلك تكون عبثا ولعبا على الذقون...
ان أول ما أستلبتم هو الوطن بكل مؤسساته وثرواته.
فلتعلنوا اولا التبرؤ من خطيئتكم الاولى وسلبكم جهاز الدوله وهدم الديمقراطيه...ولتقفوا مع شعبنا ضد كل من ساهم في ذلك وان كان ذو القربى..والبدء في اعادة جهاز الدوله لقوميته واعلنوا رفضكم للتمكين وتشريد المهارات وزرعكم لكوادركم في كل مرفق وكل موقع.
فان كان سيدنا عمر يبكي على بغلة في العراق لم يعبد الطريق...
فقد توليتم المناصب...حين كانت دولة الفساد تغرس انيابها على ثروات شعبنا ومؤسسات الدوله تباع...وقروض لا تصل لمستحقيها ومناصبا يحتلها من لا يستحقها وكل تأهيله وجوده ووجود اسرته في التنظيم... يومها كان علي فضل ورفاقه يعذبون حتى فاضت ارواحهم...
..وتأتون تنثرون الكلام وما أسهله وضميركم مرتاح...وتقولوا لم نشارك في هذا ولم نفسد..في ذاك.
نقول لكم لا نعلم ان كنتم قد نهبتم مع اخوانكم المفسدين.أم لا....وهل استغللتم جهاز الدوله لتثروا وتطاولتم في البنيان  ام لا ..ولن ندخل ذمتنا فيما ليس لنا علم..
ولكن نعلم...وبكل ثقة ونقول بلا تردد و بملء فينا كنتم فاسدين ومفسدين.
      في  شرع شعبنا وشريعته من رأي النهب والافساد وسكت فهو فاسد..
فما بالكم وانتم لم تروا فقط بل  كنتم جزء أصيل  من جهاز دوله الفساد..وقياداتها.
ان استلاب جهاز الدوله لم يحدث اليوم او فقط بعد ان فارقتم مركب الانقاذ الغارقه بل  هو جزء  أصيل من تركيبتها الغاشمه ..وأنتم من صنعتوها..وكنتم جزء من ماكينة القمع والتشريد التي تتباكون عليها اليوم...وكنتم اعضاء في مؤسسات النهب والافساد...
لذا فانتم فاسدين..
من رأى موارد الوطن تستنزف و لا تظهر في حسابات الدوله وسكت فهو فاسد...
ومن رأى منكم اخوانكم في الافساد تظهر عليهم علامات الثراء وغضتم الطرف..فانتم فاسدون
ومن رأى الشرفاء يشردون من أجل ابناء التنظيم فهو فاسد..
ومن رأى أبناء شعبنا يعتقلون..ويموتون في بيوت الأشباح وصمت فهو فاسد..
لذا ففسادكم  ..وان احسنا بكم الظن فهو موسوم في تاريخكم ووجودكم حينما كنتم جزء من منظومة الافساد وانتم صامتين ...
حقيقة استغرب للمنطق الفطير وأخجل لمن يفتخر بانه لم  يسرق ولا يعلم اين ذهبت ثروات بلادي وانه كان يطلق سراح المعتقلين من بيوت الاشباح....متى يفهم هؤلاء لايهمنا ما فعلتم مادام  قبلتم بوجود السرقه التي لا تكشف وبيوت الاشباح مذابحا للشرفاء......وسكتم.
الازمه هي هذا العقل المتأسلم  الذي لا  يرى تناقضه وسذاجة منطقه....يعمل في دولة الظلم....يحرك في تروسها..ويحافظ على استمراريتها وبقائها...ويمن على شعبنا بانه  قد أحسن التصرف والسلوك...وسط الفاسدين
لا يرى ان.الازمه هي  كيف تقبل ان تكون جزء من سلطه تسرق ثرواتها ولا تعرف من سرق وان عرفت ليس لك سلطة محاسبته..ولكن يكفيك ان تفتخر بانك في نفسك لم تسرق ولم تمتد يدك وهكذا ارحت ضميرك ان كان موجودا.....و ان تقبل بان تكون جزء من جهاز دولة يعتقل ابناء شعبك بلا تهمة ويعذب في بيوت سيئة السمعه...ويخرج بعضهم أحياء واخرين ينالون الشهاده.فلم يفتح الله عليك بكلمة عنها....وتبتسم بانك قد اطلقت سراح بعضهم وياله من انجاز..وياله من انقاذ.
المصيبه ان ترى  الفاشلين من اصدقأئك من  زملاء التنظيم يتقلدون المناصب.وتشرد الكفاءت  ليقود الدوله عديمي الكفاءة والضمير والشرفاء يلتحفون المنافي والمطارات
لن يعفيكم انكم لم تعلموا اين ذهبت ثروات شعبنا او اين اختفى البترول....فانتم تعلمون انها ذهبت وانتم في السلطه...فقد ذهبت سودانير والسكه حديد والنقل النهري ومشروع الجزيره والخطوط البحريه...بل وذهبت كل مؤسسات الدوله ومصانعها فما الذي جعلكم تصابوا بداء السكتة حينها ومالذي احلل عقدة من لسانكم اليوم....فان لم تكن المناصب....فلنرى صحائفكم مسطرة ...بالادله ..لشعبنا بأسماء كل من نهب وكل من عذب ومن قتل..ان كنتم صادقين....
 يزداد استغرابي انكم حتى الان لم تتعلموا....ولم تعلموا انكم افسدتم لان  نظامكم هو الفاسد لانه لايحترم القانون والمؤسسات.. نظام يمنع الحريات يقمع الاعلام..يقهر الفرد..ويسبح بسلطة الافراد..فالانقاذ لم تفسد لان البشير كان قيادتها وكنتم خارجها...ولن يتبدل الحال بتغيير الاشخاص والأسماء..
وشعبنا لا يسعى بتغيير ديكتاتورا باخر..ولا يحلم ببطل اسطوري يحمل عصاه السحريه يملأ الارض عدلا..
وان كنا  حتى في الاحلام نحلم ببطل اسطوري فحتما لن يكون من قبيلة المتأسلمين الفاسده..ولكن حمدلله اننا وعينا الدرس ونحلم بدولة المؤسسات والقوانيين..والشفافيه.
لذا ..هنا نقول لكم قدموا صحائف اعمالكم ..لشعبنا ... وسننظر من يستطيع ان يفتخر بنقاء صحائفه...فهيهات.. لانه ليس فيكم من يستطيع ان يقول لقد تقلدت تلك المناصب بخبرتي ومؤهلاتي في ذلك المجال.
كثيرا ما سخرنا ان المتأسلمين من زملائنا من كلية الطب يهتفون هي لله..ثم تقلبوا في المناصب من بين والي ومحافظ ووزراء  زراعة وخارجيه ....ومؤسسات وشركات خاصه..ومنظمات لا انزل الله بها من سلطان ولم يتجهوا لوزارة الصحه ثم يأتوا للتباكي على ضياع الموارد وفشل السياسات.
فيا شعبنا الصابر
لا يغرنكم حديث من لايرى الظلم  فيما اقترفت يداه..ولاتنصتوا لمن لا يرى في الانقاذ من الكبائر التي تستحق التطهر منها وطلب الغفران..
ولا يسركم اختلافهم ...فقلبهم مازال مع الاننقاذ...فانهم مازالوا ينكرون ما قاموا يع وماشهدوه وديدنهم قول كبيرهم خلوها مستوره.....وليس بهم الامانة في ان يقدموا صحائف ماشهدوا للشعب وللتاريخ..
اقول قولي هذا..واستغفر لكم من رجس المتأسلمين ناكري تاريخهم و بائعي الكلام بلا عمل ولا مواقف...وقوموا لبناء دولة القانون والمؤسسات يرحمكم الله...

مجدي اسحق

الأربعاء، 1 أغسطس 2018

...أزمة سايكولوجية الاعجاب...... والاستلاب🌴

🌴 أزمة سايكولوجية الاعجاب...... والاستلاب🌴

تسعى ذواتنا في تفاعلها اليومي مع واقعها في البحث  الدؤب لاجابات للأسئله المعلقه  لحسم تناقضاتنا الداخليه التي تزيد من توترنا الوجودي الباحث عن التوازن العقلي والسايكولوجي.
واحدة من هذه الوسائل استولاد الاجابات من تجارب سابقه لذا لاغرابة نجد ان استحضار التاريخ بكل ثرائه كمخزون للتجارب والمواقف..
يتأرجح استعادة التاريخ بين قطبي الاعجاب والاستلاب بالتجربه وهو التنقل بين النظره الموضوعيه التي تستطيع ان تعزل نفسها من التجربه ولا تترك لتفاعلها العاطفي والنفسي دورا في قراءة التجربه..والنظره الذاتيه المستلبه التي تأسرها التجربه فتقع أسيرة التجربة عاطفيا وتفشل في الغوص في مكونات التجربه ومعطياتها وتحليلها للاستفاده منها..
فالاعجاب هنا لايعني هنا الرضا والانبهار بل يعني الاستقلاليه من التجربه ويكون الاعجاب موضوعيا بكل التجربه سالبها وموجبها في حيزها الزماني ومقدرتها على انتاج معرفه جديده. بينما نجد ان الاستلاب  يفقدنا الرؤيه الموضوعيه ونصبح اسرى للتجربه تحكمنا عواطفنا وتصبح المعرفه المتولده هي استنساخ مشوه لا يضيف معرفة جديده..بل وبالا على ذواتنا المتوتره فتكرس لفكر الازمه لتزيد التناقضات وتشكل واقعنا نفسيا يزيد من عدم توازننا فكريا وسايكولجيا.
        في زمن الأزمه التي يعيشها شعبنا اليوم ومحاولة الجميع الخروج من هذا النفق..تتعدد المحاولات لاستولاد التجارب بحثا عن اجابات.لذا ليس مستغربا مانجده  حولنا من فيض من السرد والمواقف من التاريخ ..الحادث والمصنوع ليناسب الموقف......فنقرأ في كل صباح لمواقف من الصحابة..وما تبعهم من الفقهاء والائمه...ومقولات الفاسفه والسياسيين..قديما و مرورا بقيادات معاصره فنجد اردوغان بين كل صفحة واخرى ومهاتير رفيقا دائما وحتى رئيس اثيوبيا الذي لم يكمل عامه الاول من التجارب....اصبح رفيقا يوميا وترافقنا صور تاريخنا من عبود  المحجوب والازهري  وعبدالخالق والاستاذ محمود..بل حتى ديكتاتورنا السابق نميري لم يضيع نصيبه من تجارب التاريخ.
هذه التجارب قد تستدعى في صور متعدده بعضها كمواقف لافراد  يضاف لها بريق وتوضع بتجريد ليمارس كل منا اسقاطاته المحبطه...واخرى صورا لنمط الحياه او انجازات ماديه محدده تذكرنا بواقعنا الخرب.
      ان استولاد التجارب منهجا لا يستطيع احدا رفضه.ولا احد يملك الحق في تحديد اي تجربة هي جديرة بالاستعادة والاستفاده منها..لكن حتما ليس فقط لنا الحق في تقييم نوع الاستعادة للتاريخ بل يصبح واجبا ان نحتفي بالاعجاب الموضوعي وتحفيزه كوسيلة للتعلم واثراء للحاضر...كما علينا ان  نرفض الاستعاده المستلبه التي لا تسجننا فقط في الماضي بل تزيد من تناقضاتنا وتزيد من توترنا وعدم توازننا السايكولوجي.
 ان  سايكولوجية الاستلاب ليست فقط مرفوضه فقط لانها لن تقودنا للعثور على اجابات من التاريخ..ولكن حتما هي مرفوضه لاثارها السلبيه التي تقود لتعميق الازمه وازدياد التوتر وعدم التوازن السايكولوجي.
ان سايكولوجية الاستلاب تجعلنا نقرأ تجارب التاريخ بعدم موضوعيه تضخم من دور الاخر في صناعة التاريخ.
ان تضخيم الاخر يجعلنا نبالغ في دور الفرد في التغيير ونلغي من قراءتنا كل العوامل الذاتيه والموضوعيه التي ساهمت فيه....افتقادنا لقراءة العوامل الموضوعيه تجعلنا نفشل تماما في قراءة التجربة بكاملها......فنرسم صورة مشوهه مغلفه  بالتنميط الاسطوري لدور الفرد ورسم صور  لافراد يتجاوزن واقعهم يمتلكون مقدرات سحرية في التغيير ستنعكس سلبا على رؤيتنا لذواتنا. لاننا بذلك سنمارس خصاء فكريا وتقزيما سايكولوجيا لمقدراتنا....قد تعطينا مخدرا موقوتا باننا مجرد افراد عاديين فلا غضاضة ان لم نحقق دورنا الفاعل وفشلنا في عملية التغيير لاننا غير مطالبين بذلك فنحن لسنا سوى جزء من روح القطيع الذي ليس له دور في التغيير....ويتحرك موقفنا لمقاعد المتفرجين يصفق للبطل الاسطوري من التاريخ ويبحث عن من يجسده اليوم فنرى  التغيير سيتحقق يوما من  الخارج من الاخر الاتي من عنان السماء يحمله افراد ذو كريزما ومقدرات لا نحملها..ولكن هذا التخدير المؤقت لن يحل ازمتنا فكل يوم يطالبنا الواقع باجابات...ونغوص اكثر في سايكولوجية الاستلاب ونعيش على ادمان دورنا الهامشي وانتظار الحلم الذي نغذيه باستدعاء تجارب اخرى من التاريخ بل قد نصتع بعضها لنخدر ذواتنا المأزومه..
 ان سايكولوجية الاستلاب غير الغائها للواقع الموضوعي ودوره...فان تضخيمها للفرد يتجاوز حدود المنطق فتخلق منه انصاف الهة لا ياتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه.لا يحكمنا الموضوعيه فيقودنا الانبهار لنفقد موضوعيتنا لتصبح كل تجاربه ومواقفه نجاحات واشراقات نبصم عليها فنفتقد العقل الناقد والرؤيه التحليليه التي تجعلنا نستفيد من التجارب ومكوناتها مما يؤدي لخلل جوهري يهدم فكرة التعلم من اساسه....لانه يجعلنا ننقل التجارب حتى الناجح منها كما هي كمعجزة خارج زمانها مكتوب عليها النجاح كعصاة سحرية تصلح لكل زمان ومكان.
 ان سايكولوجية الاستلاب بالتاريخ قد لاتقدم الاجابه لكل ازماتنا ولكن حتما تضئ الطريق لعديد من ازماتنا المتمثله في الدوران في حلقة مفرغه وفشلنا اليومي  في الخروج من الدائره الشريره في محاولات فاشله في استولاد التاريخ ونقله كما هو واضعاف دورنا الذاتي في التغيير مع انتظار الاخر صاحب المقدرات في صناعة المواقف.
لذا لا نستغرب عندما نرى انعكاسات الاستلاب عندما يتحدث شعبنا عن المعارضه كجسم اسطوري المقدرات منفصل عن ذواتنا مكتوب عليه ان ينجز التعيير بالنيابة عن بقية شعبنا الصابر والصامت والمستلب.
لذا لا نستغرب عندما نرى الدعاوي الفطيره للمعارك والمواجهات التي تفتقد  القراءه الموضوعيه والعمل الدؤب  لتهيئة العوامل وتطويعها لانجاز المواقف في انتظار غيبي ان يحدث الحلم وان تتحقق الاماني بظهور عوامل خارجيه تقوم باكمال المهمة لتغطي عجزنا في الترتيب المطلوب.
 سنظل في محلك سر يسيطر علينا الحلم بالتغيير نقدم له قرابين تجارب فطيره لاننا  وتركيبتنا  اصبحنا واقعين تحت سايكولوجية الاستلاب فنحلم ان نعيد تكرار تجارب التاريخ ونعزي انفسنا بضعفنا الذاتي في انتظار الاخر الموجود في رحم الغيب والتاريخ..
نعجر من قراءة الواقع الموضوعي..فنفشل في تطويع عوامله المؤثره في انتظار غيبي لتغيير يأتي من خارج ذواتنا نمارس جلد الجلد الذات فنعزي انفسنا ونستكين بقبولنا بمحدودية مقدراتنا وننتظر من يأتي من بين السحاب من انصاف الالهه ليملا الارض عدلا بعد ان ملئت جورا..فنصفق له ونجعل له موقعا جديدا في  صفحات التاريخ....وهذا الاتي في احلام يقظتنا قد يكون اردوغان فكرنا المستلب او عنقاء اسطوريه تسمى المعارضه لها جيش من الملائكه وانصاف الالهه..
فيا احبتي..
 فلنستولد التجارب ونستحضر التاريخ ليس مستلبين به بل اعجابا موضوعيا يثري معارفنا في قراءة واقعنا الموضوعي لنجد مفاتيح التغيير فنحن التغيير ...نحن من سيرسم مساره ويحقق خطاه...
 فقوموا لنضالكم يرحمكم الله فالتغيير يبدأ من هنا...

مجدي اسحق

الاثنين، 30 يوليو 2018

يوم بعت روحي..وعلقت قلبي على جدار الحنين🌴(1)

🌴يوم بعت روحي..وعلقت قلبي على جدار الحنين🌴(1)

البيع...والفراق صنوان..هما الألم..والحسرة..والعذاب....مهما حاولت ان تشتري معهم الوهم ولعن الظروف والزمن الردئ.
البيع...
.ما أقساها من كلمة...
مثل كلمة الكفر التى لا تطاوعك الحروف بنطقها هزلا....
فكيف وان كانت حقيقة ماثله ونصل مغروس يمزق الاحشاء بالالم وسحبه يمزق الروح ويفتح شرافات الحنين والوجع.
نعم لقد بعنا بيتنا..
واليوم استلم مفتاحه..وسلمناه قطعة من الحديد تغلق الابواب..وتفتح معاقل الألم.
بعنا رماله وجدرانه وابوابه ولكننا نحاول ان نخدع روحنا ونقول لم نبع روحه..فروحه من روحنا....نعم سنفارق دروبه ولكن لن نفارق ذكرياتنا..وان غادرناه فهو لن يغادرنا فقد اصبح في المسام والقلب.....وحملنا معنا ليس رصيدا من الحنين والذكريات بل جسرا للغد..وتواصلا مع ارواحا جعلت من المنزل دارا وماوى..وجنة معجونة بالسعاده والموده.
قد نسلمك مفتاحه ولكن لن نسلمك قلبنا الذي مازال معلقا به...ولن نعطي ظهرنا له وسنودع المكان وفي الروح حسره..وفي القلب جرح...والحلق يختنق بطعم التراب.والدموع تبلل منا الثياب.
طفلنا الذي شاهدنا مولده في احلامنا..ورأيناه ينمو ليتغلغل في روحنا..
لم يجئ من رحم الغيب بل قرع ابواب الوجود عندما سرى صوت عصام عبر الاثير طالبا الافا من الجنيهات لم تكن بحوزتي..لم اتردد في ان قلت له ستترتب وكنت أظنه في ورطه...ولم أكن ادري انه يريد ان يشتري لي قطعة ارض ...وبعد ان وعدته ستصله بنهاية الاسبوع وانا لا ادري كيف ساحقق وعدي فاجأني بقوله لقد اشتريت قطهة ارض باسمك لانها تستحق ان تبني فيها المنزل الذي  تحلم به....و يومها كانت البداية..وضعنا احلامنا ورسمنا خطوات حياتنا حوله واصبح محطة مستقبلنا التي تعطي لمعاناة الغربه معنى وتضئ بالامل  دروب الحياه.
وبالنذر اليسير بدأنا نبني دارنا و
 وتتابعت الافكار عبر الاثير وانتقلت الاموال عبر البحار ببطء وعنت يعكس واقع الحال للتترجم حلمنا الذي كان ينمو في خيالنا..وبخطى احلى واسرع على ارض الواقع....
فما ضعف الحماس وما ندثر الامل ليوم الرجوع ليحتضننا البيت الوطن.....ونحن نحزم امتعتنتا للعوده لارض الوطن ولمنزلنا الذي بدأ واكتمل ولم نشاهده...عاتبني أحد الشباب لغفلتي وكيف ارسل شقى عمري شهرا بعد شهر ولم اراه بل هي صورا في الخيال
وماذا سافعل ان رجعت ولم اجد منزلا بل وعودا ولم اتردد..ان قلت سأحزم امتعتي واغادر الوطن بلا رجعة فالوعود هي بالنسبة لي قران لا ياتيه الباطل من يديه ولاخلفه...أياته هي ثقتي في أهله وكلمتهم..وحبي لاخلاصهم وحلمي ان أعيش وسطهم.وبين قلوبهم المشبعه بالخير والود والترابط..فاذا فقدت ايماني بهذا فماذا تبقى لي من الحياه.....حينها لن اكون فقدت منزلا..بل ساكون فقدت كل ما فوق هذا الارض..ولاصبح خير منزلا لي هو ان اكون تحت التراب لافوقه.
خفقت قلوبنا فرحا وتتراوح خطانا نحو منزل بنيناه في الاحلام ولم نراه على الواقع..ما أجمله..عشق من أول نظرة صادف قلبا متيما بالفكره فتمكنا.....وهربت الحروف انبهارا فقد كان تحفة تفوق تصورنا تحكي عن اخ لم تلده أمك  فكر لوحدها لان همنا في دواخله..ثم صارع الزمن لينفذ بكل لمسات الاخلاص والاتقان ليجعل منه مشروع حياته لا يجسد لك احلامك بل يتجاوزه..فيملأ القلب فرحا وعرفانا وانت تقول الله لا يجيب يوم شكرك..وفي الروح خجل وانت تعلم انه قد وضع من موارده الكثير بلا استئذان ولا استفسارا عن موعد السداد فلم اقل في قلبي سوى ياود حاجه مدينه ياتؤام روحي الله لا يجيب يوم شكرك...
واقدامنا على اعتابه نتامل المساحات الخاليه تتوقف عربة وتنزل بت بلد تسبقها عفويتها وابتسامة مرحبه وهي تقول ( انت جيرانا الجداد..والله سمعنا بي رحولكم لكن قلنا ما بنرحل لمن تجوا انتو)....ما أعظمك ياعمدتنا فقد استحققتي اللقب وعشناها سنينا لايكتمل يومنا الا بحضورك الشفيف وعفوية اهلنا التي لاتحتاج لاستئذان لتتحكر وتشاركنا الحكي والفرح كما تحكرت في قلوبنا من اول يوم
ونترقب معك خطى زوجك الغالي بروفسيرنا العزيز وهو يحمل هموم الوطن..واوراق طلبته..وجفاف تربته والتصحر الذي تمدد على خيراته وقلوب ابنائه من المفسدين   لن انسى كلماته..عندما عرض عليه زميل الدراسه والمسئول الكبير ان يحل له أزمة الكهرباء وايصالها لمنزله من أقرب نقطة مضاءه فقال(حرم بيتنا ما يضوي وجاري بينه مضلم)...وقد كان...ان دخل الضؤ في بيتنا في نفس اللحظه ومعه فتحت بوابة من الامل بان الدنيا بخير وتدحرجت في الوجه دمعة تقول ما اعظمها من خوة وما أجملها من جيرة
...وقد كان....
لم يكن جيرانا قربتهم المسافه والمكان بل فرضت علينا روحهم ان يكونوا مننا وان نكون منهم اسرة واحده فاكتسبنا بنتا وكانت رنا انسانا عاش من اجل الاخرين دائما على قدميها تحل مشكلة هذا وساعية في  رزق هذا ومصاعب حياته لا ترى منها الا الابتسام والقلب الكبير فهل غريبا اذا احببناها واحببنا أطفالها...فلا عجب ان احببتها طفلتنا ذات الثلاث اعوام فما تعلمت الكلام الا وهي تقول (عاوز اعرس علي ود خالتو رنا)..ونضحك على براءتها ولا نخفي فرحنا الداخلي والأماني بان يصبح حقيقة....وكان احمد اصغر عنقود العمدة والبروف..الكبير عقلا ومسئوليه تتابعنا خطى حياته الزاهر وهو تظهر علامات الرجوله واسئلته الحائره ورغبته في التعلم فكانت جلساتنا وحواراتنا ويوما بعد يوم يصبح جزء من نسيج بيتنا وجزء اصيل من أسرتنا.
وفي يوم مشرق يأتي لربعنا الخالي الملئ بالمحبه جارجديد فكان سعادة السفير..ولانذكر منصبه الا تمازحا فهو رجل اقرب لطوب الارض تواضعا..يعشق الناس...ودوما مفتوح الدار والقلب..كم نتحسر على ان الزمن والتخصص جعله سفيرا في نظام لا يعرف النظام ولا القانون فنتفق ونختلف ويبتسم ويتمتم مسبحا بحب الوطن....لا يفاجئنا وهو في باب منزلنا وهو يقول (ماعندي شغله بيكم والله جاي خرمان لي ونسة ريماز ذات الثلاث اعوام)...ما أجملك واروع اسرتك التى احببناها فلا غرو ان اطلقت على زوجك اسما ذكوريا تندرا واعجابا بدور في حمل المسئوليه في غيابك وفي حضورك عندما تسرقك المهام...فكان ان بادلتنا الود بان اصبحت هي وسيد الاسم جسدين وقلب واحد واصبحت لاتناديها الا ابتسامات وهى تشعر ان اسم ابتسام واحده يظلمها لا يعطيها حقها .
 وانت تستلم مفتاح منزلنا
لا تعلم أي كنز في يديك.....ليس مفتاحا لمنزل يقيك من الحر والهجير بل مفتاحا لدار أساسها الرضاء وحب الناس مفتوحة الابواب والقلوب دوما...يظللها الحب والحنين. كل ركن فيها يحكي عن البلد..والحلم بالعوده والاستقرار...لا تحدها الجدران بل مفتوحة الفضاءات والنفوس لتمتزج مع قلوب يسميهم الناس جيرانا...واسميهم أهلي.لم يكن بيننا وبينهم نفاجا.....فكم حكينا عن يوم سنهدم كل الجدار ليكون دار واحده كما اصبحنا أسرة واحده...
فخذ مفتاحك.....وتركني العن الزمن الردئ...الذي يجعلني ابيع جزء من قلبي وذكرياتي...واتركني اصارع احساس الخيانه الذي تملكني...واحساس الالم بان تلك الدروب لن تعانق خطاي ووان عيني لن تكتحل برؤيتهم صباح مساء..ولن يغرد قلبي طربا..ولن أمسح هموم الحياة بخطوات مسرعات نحو ديارهم..بحثا عن الأمان والفرح...
خذ مفتاحك ...وأتركني اتجرع مرارة الحنين..واترك لدمعي يحاول مسح جراح الحزن والألم..ولكن ...هيهات...جرح لن يندمل ...ونصل غرسته في القلب سيبقى.
فشاركوني البكاء...

مجدي اسحق

الأربعاء، 6 يونيو 2018

...بيننا .والارهاب سايكولوجية التردد...وتلعثم الأخلاق

🌴بيننا ....والارهاب سايكولوجية التردد...وتلعثم الأخلاق.🌴
لن أخادع نفسي والاخرين..ولن أحاول تزويق الحروف حتى  تخفي كمية المشاعر السالبه التي تحاصرني منذ أيام..
فيضان من الغضب قد جرف كل احساس متسامح  وعقلاني...وجراح الحزن تنزف يوميا..والالم قد استوطن المسام.والقلب...
منذ حادث مانشيستر..تحاصرني صور الضحايا..ودموع الأسر الاصدقاء....وتساؤل الي اين يقودنا هؤلاء...ومتى سيقيف نزيف الدم...
ولا تعبر خاطري الا فكرة واحده تعشعش في عقلي  لتصبح جزء من المسام هما وهاجسا يوميا..عن دورنا نحن مدمني الاستنكار السكوتي.
لا يقلقني وجود وحوش ترفع شعارات الاسلام والعداله
 ففي كل مجتمع يوجد المنفلت المفارق لروح الجماعه..وحتما ليس هو حكما على الجماعه...ولكن....كيف سمحنا لهم ان يسلبوننا ديننا..وان يصبحوا هم النموذج.وهم الصوره...كيف سمحنا لهم ان يجعلوا كلمة الاسلام تعني احزمة ناسفه..وسيوف مشرعه وانهار دماء تسيل...لن انكر دور البعض ومصالحهم في تشويه صورة الاسلام والمسلمين...لكن حتما ليس هذا بالعامل الاقوى..
نحن من سمحنا لهم....ان يشوهوا صورة الاسلام...فشلنا في الوقوف بقوه ضدهم فكان ضعفنا هو ترياقا لقوتهم....
لذا يؤرق تفكيري دوما ردة الفعل الضعيفه من المسلمين تجاه مايتم باسمهم من ذبح وطعن وسحل....من قتل وسفك وبربريه
 فلم نرى مسيرات الغضب تملا الشوراع...ولم نشاهد الائمة على الجوامع يهدرون ويطلبون من المصلين الخروج للشوارع دفاعا عن صورة العقيده التي استلبها التتار...لم نرى مبادرات التواصل مع المجتمعات التي تعرضت لهذه الماسي في محاولة لمسح دموع الالم واظهار مانحمله من ود وانسانية وتسامح...لم نرى سوى زفرات متفرقات هنا وهناك لاتتناسب مع حجم الالم..الغضب والامتعاض
فشلنا ان نرفع صوتنا داويا
وفشلنا ان نرسلها رسالة قويه تقول للاشرار كفى ولن نسمح لكم ان تستلبوا منا قيم ديننا وان تصبحوا ..انتم ممثليه..
وفشلنا في تضميخ رسالة للاخر نقول اننا كلنا في الهم شرق قلوبنا تنزف وجرحكم جرحنا...فلا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منا
 ما الذي يجعلنا نتأرجح في وادي الصمت والردود الخافته....مالذي يجعلنا نصاب بهذا التلعثم الاخلاقي.....ما الذي يمنعنا من ان نصبح قوة مزمجره تمتلك  صلابة الرأي وقوة الموقف مالذي يجعلنا نتأرجح دوما بين خطوة للامام وخطوتان للخلف....فقد ملأنا الشوارع زئير ضد فرد من امثال سلمان رشدي وضد رسامي الكاركتير...فما بالك بحركات تسئ للاسلام من داخله...وتقول باسمنا للاخرين نحن دين يستبيح قتل الابرياء والاطفال بدون وازع ولا ضمير...فايهما أشد خطرا..وأيما أجدر بمسيرات الاستنكار والغضب؟؟؟
علينا ان لانخدع انفسنا وان نحاسب انفسنا فنحلل مواقع الضعف ونستأصل مواقع الداء...
علينا بالاعتراف بان هذا التلعثم الاخلاقي ليس بنوبة عارضه امسكت بتلابيبنا بل هي جرثومة تعشعش في دواخلنا غذتها ثقافة الفهم المتأسلم للدين فكان مطية سياسيه مجرمه مفرغة من  الدين  جوهره وريحانه..
هذا الموروث حافظ على حبل سري بيننا وبين دعاة السحل والدمار نرفضهم على استحياء ويصعب علينا ان نقف ضدهم بكل صمود وشمم.
هذا الارث الذي جعل قيمة الحرية في دواخلنا ليست ذو بال.ولكن تشرع سيوفنا في لمح البرق تحت تأثير الوعي التناسلي الذي ارتبطت قيمة الشرف بعذرية المرأه وسلوكها..ولكن...لا نرفع اصواتنا دفاعا عن كرامة الانسان المستلب من المحيط الى الخليج في دول تحكم بالحديد والنار وسيادة القبضه الامنيه.....لذا لا نستغرب ضعف تعاطفنا مع حق الاخر في الحياه فما بالك حقه في الحياة الكريمه الخاليه من العنف والاضطهاد....
ان ارثنا المشبع بعقلية المؤامره لايرى الواقع  على حقيقته بل يجعلنا نبحث في الاشياء دوما  على ما يعكر وما يشين مهما كانت نصاعتها ونقائها ....لا نحسن الظن بالاخر فاحساسنا المستبطن بالدونيه يجعلنا ندمن احساس الضحيه....ولانرى في الاخر سوى عدو يسعى لهلاكنا مهما اظهر الينا من صفاء النوايا...ومهما كانت اياديه بيضاء فنسعى لنقرأ مابين السطور نبحث عن محاولات لاستغلالنا والترفع علينا فان لم نجد..فنملأ الفراغ بكل من نحمل من تشوهات ونسقطها على الاخر.....لذا لا نخفي  مشاعر فرح مكبوت عندما تمر بهم نكبات...حتى وان كانت هذه  النكبات وبالا على سمعتنا وعلى تاريخنا
 ان قرون الاستلاب وتاريخنا من حكومات الظلم المتعاقبه...جعلت الشعب وجودا مغيب بلا صوت ولا رائحه..سوى قطيع يسبح بحمد جلاديه.غير موجود في وعينا ونراه كما نرى انفسنا ظلا يجري وراء جلاديه مسبحا بحمدهم...لذا عندما نغضب من حكومات دول محدده...لن يكون هناك اي عاصم يمنعنا وحاجز يحفظنا الا ينتقل هذا الغضب من مؤسسات الدولة للشعب...فوعينا الموروث لا يفصل بين جهاز الدولة والشعب.فعندما تقع اي كارثة على شعب نجد
 جرثومة الفرح الخفي تتسلل فتسرق كل ما نحمله من قيم التعاطف الانساني
لذا لن نكسر أسارنا و ننطلق من عقالنا اذا ما لم نتجاوز هذا الارث الذي وصم سلوكنا بسايكولوجية التردد...وجعلت معاييرنا الاخلاقيه موسومة بالتلعثم.....سيكبلنا هذا الموروث  لنكون صوتا خافتا..وتيارا هزيلا لن يستطيع ان يقف امام زبانية السحل والقتل وعاشقي سفح الدماء...دون تجاوزه لن نستطيع ان يتم بينا طلاقا بلا رجعة مع تيار البربرية والتوحش.بدون نقطع كل ما يربطنا به ستتداخل الرؤى وستختلط الملامح وسنرى جزء من ملامحنا بينهم فسيرانا الاخر جزء من تيار التوحش..وقمة المأساه عندما نرى بعض من انفسنا وجزء من ملامحنا تتطابق مع بضاعة الكراهية والحقد 
 لذا يجب نميز ملامحنا منهم لتكن رسالتنا قوية وهادره لهم وللعالم.واضحة بلا لبس ولا شكك في وجههم نقول.... لكم دينكم ولي دين...حينها
سنفارق بلا رجعه سيكولوجة التردد التي تحاصرنا...وسنمزق قناع التلعثم الاخلاقي الذي اصبح يحاصر مواقفنا...
لكم الود
..مجدي اسحق

الأحد، 20 مايو 2018

كليبتوكرسي الانقاذ...ظاهرة نادره

🌴كليبتوكرسي الانقاذ...ظاهرة نادرة🌴

معذرة اذا لم اجد الكلمه المناسبه المطابقه لكلمة كليبتوكرسي حتى استعملها...فريما ان حصيلتنا اللغويه لم تستطع وصف الظاهره ليس لاننا لم نقابلها..بل لكمية التعتيم الذي جعلنا رغم اننا نعيشها وتمسك بخناقنا..وتستلب ارواحنا لا نستطيع ان نعبر عنها..ونحيط بها لغويا ومعرفيا.
كليبتوكراسي هي كلمة لاتينيه تتكون من جزئين (كليبتو) وتعني لص..(كراسي)..وتعني حكم او سلطه..
.اذا يصبح المعنى الحرفي اللغوي هو حكم اللصوص او سلطة اللصوص.
وافضل ترجمة واقعيه تتطابق مع هذا الوصف اللفظي هو ثورة الانقاذ او المشروع الحضاري.
وسنرى ا في طرحنا كيف ان الانقاذ قد تجاوزت مرحلة الكليبتوكرسي لتصل الى مدارك سحيقه لما تعرف بالكليبتوكرسي المتوحشه..او العنيفه..وهي نادرة نسبيه لكن الانقاذ قد جسدتها بجدارة تحسد عليها.
يقول علماء الاجتماع والعلوم السياسيه...ان الكليبتوكرسي...هي ان تقوم مجموعة باستلام السلطه وتحويل موارد الدوله الى منافعهم الخاصه..هنا يجب الانتباه للفرق الجوهري والاساسي بين الفساد والكليبتوكراسي حيث الفساد هو سؤ  استغلال السلطه لمصلحة خاصه..وعادة يتم في دولة لها مؤسساتها التي تعمل من اجل المواطن ولكن شريحة منها تتجاوز القوانين تستلب موارد الدوله لمصلحتها الخاصه...بينما في الكليبتوكرسي جهاز الدوله يتم استلابه تماما ليصبح هو اداة الاستلاب ودوره الاساسي النهب لمصلحة شريحة محدده..اذن الفساد هو ظاهرة مرضيه في جسد صحيح بينما الكليبتوكرسي هي المرض نفسه عندما ينتشر بخلاياه السرطانيه وتنعدم الخلايا الصحيحه فيصبح هو الجسم الذي يعيش.
قد تتحول الدوله الديكتاتوريه الى كليبتوكراسي تدريجيا بعد ان تتغلغل ادوات الفساد وسلطته لتسيطر على الدوله..فيصبح نهب الموارد هو الوظيفه الوحيدة للدوله...ولكن نادرا ماتقوم جماعة  بتأسيس كليبتوكراسي منذ لحظة استلامها للسلطه..وهي من أخطر الانواع لانها تاتي بخطة مدروس بتفريغ جهاز الدوله من محتواه وفرض سلطتها بالعنف وتغبيش وعي الجماهير لتوفير غطاء تتم من خلاله عملية النهب والاستلاب...ولا نحتاج لكثير عناء لنقول ان الانقاذ هي خير مثال لهذا النوع والمشروع الحضاري كان افضل غطاء ايديولوجي لترسيخ كليبتوكراسي في وطننا منذ يومها الاول.
ان اولى مراحل الكليبتوكراسي  عند استلامها السلطه هو تفريغ جهاز الدولة من خبراته وتغيير تقاليده ومفاهيمه ليصبح اداة استلاب ناجزه...وذلك باحلال ادارات تبرر للنهب وتقنن لعمليات امتصاص موارد الدوله ..وترسم له السياسات والمؤسسات التي تنفذ ذلك.
وقد نجحت الانقاذ في ذلك بتفوق  يعكس وضوح رؤيتها...ودقتها في تطبيق نظام الكليبتوكراسي من اللحظة الاولى..فقامت بفصل وتشريد الاف الكوادر الوطنيه والخبرات..وتمت احلالها بكوادر التنظيم وقد صدح الناس بالشكوى عن عدم خبرة هؤلاء وضعف تجاربهم..ولكن لم تكن هناك اذان صاغيه.وبرروا خطوتهم بفقه التمكين والسيطره لانهم يعلمون ان  الخبره ليست هي المؤهل  والمبتغى بل هي انعدام الضميرو المقدره  في امتصاص الثروه وتحويلها للافراد وللتنظيم...
وفي لحظات قامت المؤسسات الخاصه داخل المؤسسات الحكوميه التي تستغل موارد المؤسسه وخبراتها وتستفرد بالارباح لوحدها بعيدا عن اعين الرقباء يحميها القانون ولا تطالها المحاسبه...وبدأت في زراعة امبراطوريات فساد يقوم عليها كوادرا مصابة بالسعار تبني في ثرواتها لتتطابق مصالحها ومصالح الدوله في النهب والاستلاب..
ثم بدأت عمليات البيع وفي الكليبتوكراسي اي شئ له سعر وليس هناك ملكية مقدسه وكلمات مثل مؤسسات الدوله..والاقتصاد الوطني..وملكية الشعب...ليس لها وزن او وجود.فبدأت أكبر عملية اجراميه منظمه وتابعنا كيف سرقت الدوله موارد الوطن...وفي لحظات اختفت مصانع القطاع العام فبيعت بتراب القروش..وبيعت المؤسسات بكل اصولها بارقام مضحكه وفي عشية وضحاها اختفت السكه حديد والبوسته..والنقل النهري..والخطوط البحريه..ومؤسسة التنميه..والبنوك...وعندما بيعت كل الاصول تحولت للاراضي..واصبحت معظم اراضي الوطن بين عشية وضحاها قد تم بيعها.....ولان الدوله هي الفساد يمرح اباطرة الفساد تحت حماية اسم الدوله ويتم النهب بلا خوف ولا وجل...بل قوانين تحمي...وبلا..مسئوليه على عاتق احد بل تعلق على رقبة جهاز الدوله....فتقع المسئوليه على شبح الدوله الهلامي ويذهب الربح المعلوم لجيوب  وحسابات تسبح لشيطانها على نعمته.
 تحافظ سلطة الكليبتوكراسي على وجودها وحمايتها من غضب شعوبها باستغلال الاعلام ومؤسساته لتغبيش وعي جماهيرها...وقد نجحت الانقاذ من اليوم الاول في تكميم الاصوات واغلاق الصحف ومحاربة من تتطاول وتجرؤ على السباحة عكس التيار واغراق الشعب بمؤسسات اعلاميه موجهه تصدح برسالة واحد تبرر لعدم التطور وضعف التنميه..فتقوم موسساتها الاعلاميه التي ترقص مع الاجهزه الامنيه على نفس النغم وعلى استرتيجيه تزرع الخيال بتطور مزعوم..واعداء خارج الحدود يتربصون بنا ومخربون في الداخل يستنزفون مواردنا...
وتكتمل حلقة استرتيجيتها الاعلاميه عندما تضيف لمشروعها قدسية تحميه من الانتقاد..فتتضرع لشعبنا بالصبر على الابتلاء  ويدغدغ مشاعر الالاف  باللعب على موروثهم وثقافتهم المفترى عليها.
يلعب الامن دورا اساسيا في المحافظة على هذا النظام حيث ان الايديولوجيا المزيفه لابد ان تستهلك مصداقيتها كل يوم ..عندما تصطدم دعاويها بالواقع فتتعرى امام الجماهير فتكشف عن سؤاتها ...لذا مهما غيرت من جلدها ستأتي مرحلة لن تجد من تصدقها او يتعايش مع دوامة الكذب والخداع..
حينها يأتي دور الامن  ليصبح هو الدوله مستندا على  قبضة حديديه  تراقب الشعب في منامه ويقظته تتابع محادثاته تراقب صحفه...واذاعاته..تؤسس لمؤسسات الاعتقال والحجر..او الفصل من العمل والمحاربة في الارزاق...
 وحين تنكشف كل الكروت وتظهر  حقيقتها الشرسه ويصبح التدهور في المعاش لا يختلف فيه اثنان...حينها تصل الكليبتوكراسي الى قمة انحطاطها...فترمي قناعها وتكشر عن انيابها فيصبح العنف هو العامل المهم في تعزيز وجودها...
نجد ان الانقاذ قد بدأت بهذه المرحله..كانها استباقا للمراحل وتخوفهامن شعب له رصيد طيب في محاربة الديكتاتوريات...فبدأت  بحملات الاعتقالات الواسعه..وانتشار ظاهرة التعذيب..وبيوت الاشباح ولم تتورع من اغتيال المعارضين
.بل ارتفعت بعض الاصوات تحكي عن كيف  ان التصفيه قد طالت حتى رفاق دربهم عندما تضاربت المصالح.
لذا فالحديث عن الانقاد مالها وماعليها..ومستقبلها لن يكون موضوعيا بدون استصحاب تركيبة الدوله وطبيعتها الكليبتوكرسيه...
لذا اي حديث عن الفساد او الاصلاح الاقتصادي يصبح لعبا على..الذقون...فتركيبة الدوله واهدافها لا تسمح بان يكون لموارد البلد اي مسار سوى اتجاه واحد يصب في جبوب شريحة المتأسلمين واتباعهم.
واي حديث عن اصلاح جهاز الدوله ليس سوى ذرا للرماد ووضع مكياج رخيص على وجه لايخفي انيابه المشرعه للبطش بشعبها وامتصاص دمه..
واي تمثيلية مشاركة للسلطه هو في ظاهره وباطنه عملية مشاركة في فتات لماتبقى من مواردشعبنا المظلوم.
ان الكليبتوكراسي هو نظاما مصنوعا لأداء مهمة واحد هي نهب موارد الوطن.حيث ان ادواته..قوانينه وثقافته تم صناعتها وصياغتها لقيام بدور واحد لا يعرف سواه ....
..
فليفيق الحالمون...
ولنترك تفاؤلا لا يدعمه العلم والمنطق بامكانيات الاصلاح والتغيير
ان الانقاذ هي كليبتوكراسي متوحشه..وغاشمه..ليس هناك طريقة لتحويرها او تدجينها او ترويضها...وليس امام شعبنا سوى اقتلاعها من جذورها...وبناء دولة المؤسسات والعدل.....فقوموا لما كتب عليكم...قوموا لنضالكم يرحمكم الله..

مجدي اسحق