الاثنين، 30 يوليو 2018

يوم بعت روحي..وعلقت قلبي على جدار الحنين🌴(1)

🌴يوم بعت روحي..وعلقت قلبي على جدار الحنين🌴(1)

البيع...والفراق صنوان..هما الألم..والحسرة..والعذاب....مهما حاولت ان تشتري معهم الوهم ولعن الظروف والزمن الردئ.
البيع...
.ما أقساها من كلمة...
مثل كلمة الكفر التى لا تطاوعك الحروف بنطقها هزلا....
فكيف وان كانت حقيقة ماثله ونصل مغروس يمزق الاحشاء بالالم وسحبه يمزق الروح ويفتح شرافات الحنين والوجع.
نعم لقد بعنا بيتنا..
واليوم استلم مفتاحه..وسلمناه قطعة من الحديد تغلق الابواب..وتفتح معاقل الألم.
بعنا رماله وجدرانه وابوابه ولكننا نحاول ان نخدع روحنا ونقول لم نبع روحه..فروحه من روحنا....نعم سنفارق دروبه ولكن لن نفارق ذكرياتنا..وان غادرناه فهو لن يغادرنا فقد اصبح في المسام والقلب.....وحملنا معنا ليس رصيدا من الحنين والذكريات بل جسرا للغد..وتواصلا مع ارواحا جعلت من المنزل دارا وماوى..وجنة معجونة بالسعاده والموده.
قد نسلمك مفتاحه ولكن لن نسلمك قلبنا الذي مازال معلقا به...ولن نعطي ظهرنا له وسنودع المكان وفي الروح حسره..وفي القلب جرح...والحلق يختنق بطعم التراب.والدموع تبلل منا الثياب.
طفلنا الذي شاهدنا مولده في احلامنا..ورأيناه ينمو ليتغلغل في روحنا..
لم يجئ من رحم الغيب بل قرع ابواب الوجود عندما سرى صوت عصام عبر الاثير طالبا الافا من الجنيهات لم تكن بحوزتي..لم اتردد في ان قلت له ستترتب وكنت أظنه في ورطه...ولم أكن ادري انه يريد ان يشتري لي قطعة ارض ...وبعد ان وعدته ستصله بنهاية الاسبوع وانا لا ادري كيف ساحقق وعدي فاجأني بقوله لقد اشتريت قطهة ارض باسمك لانها تستحق ان تبني فيها المنزل الذي  تحلم به....و يومها كانت البداية..وضعنا احلامنا ورسمنا خطوات حياتنا حوله واصبح محطة مستقبلنا التي تعطي لمعاناة الغربه معنى وتضئ بالامل  دروب الحياه.
وبالنذر اليسير بدأنا نبني دارنا و
 وتتابعت الافكار عبر الاثير وانتقلت الاموال عبر البحار ببطء وعنت يعكس واقع الحال للتترجم حلمنا الذي كان ينمو في خيالنا..وبخطى احلى واسرع على ارض الواقع....
فما ضعف الحماس وما ندثر الامل ليوم الرجوع ليحتضننا البيت الوطن.....ونحن نحزم امتعتنتا للعوده لارض الوطن ولمنزلنا الذي بدأ واكتمل ولم نشاهده...عاتبني أحد الشباب لغفلتي وكيف ارسل شقى عمري شهرا بعد شهر ولم اراه بل هي صورا في الخيال
وماذا سافعل ان رجعت ولم اجد منزلا بل وعودا ولم اتردد..ان قلت سأحزم امتعتي واغادر الوطن بلا رجعة فالوعود هي بالنسبة لي قران لا ياتيه الباطل من يديه ولاخلفه...أياته هي ثقتي في أهله وكلمتهم..وحبي لاخلاصهم وحلمي ان أعيش وسطهم.وبين قلوبهم المشبعه بالخير والود والترابط..فاذا فقدت ايماني بهذا فماذا تبقى لي من الحياه.....حينها لن اكون فقدت منزلا..بل ساكون فقدت كل ما فوق هذا الارض..ولاصبح خير منزلا لي هو ان اكون تحت التراب لافوقه.
خفقت قلوبنا فرحا وتتراوح خطانا نحو منزل بنيناه في الاحلام ولم نراه على الواقع..ما أجمله..عشق من أول نظرة صادف قلبا متيما بالفكره فتمكنا.....وهربت الحروف انبهارا فقد كان تحفة تفوق تصورنا تحكي عن اخ لم تلده أمك  فكر لوحدها لان همنا في دواخله..ثم صارع الزمن لينفذ بكل لمسات الاخلاص والاتقان ليجعل منه مشروع حياته لا يجسد لك احلامك بل يتجاوزه..فيملأ القلب فرحا وعرفانا وانت تقول الله لا يجيب يوم شكرك..وفي الروح خجل وانت تعلم انه قد وضع من موارده الكثير بلا استئذان ولا استفسارا عن موعد السداد فلم اقل في قلبي سوى ياود حاجه مدينه ياتؤام روحي الله لا يجيب يوم شكرك...
واقدامنا على اعتابه نتامل المساحات الخاليه تتوقف عربة وتنزل بت بلد تسبقها عفويتها وابتسامة مرحبه وهي تقول ( انت جيرانا الجداد..والله سمعنا بي رحولكم لكن قلنا ما بنرحل لمن تجوا انتو)....ما أعظمك ياعمدتنا فقد استحققتي اللقب وعشناها سنينا لايكتمل يومنا الا بحضورك الشفيف وعفوية اهلنا التي لاتحتاج لاستئذان لتتحكر وتشاركنا الحكي والفرح كما تحكرت في قلوبنا من اول يوم
ونترقب معك خطى زوجك الغالي بروفسيرنا العزيز وهو يحمل هموم الوطن..واوراق طلبته..وجفاف تربته والتصحر الذي تمدد على خيراته وقلوب ابنائه من المفسدين   لن انسى كلماته..عندما عرض عليه زميل الدراسه والمسئول الكبير ان يحل له أزمة الكهرباء وايصالها لمنزله من أقرب نقطة مضاءه فقال(حرم بيتنا ما يضوي وجاري بينه مضلم)...وقد كان...ان دخل الضؤ في بيتنا في نفس اللحظه ومعه فتحت بوابة من الامل بان الدنيا بخير وتدحرجت في الوجه دمعة تقول ما اعظمها من خوة وما أجملها من جيرة
...وقد كان....
لم يكن جيرانا قربتهم المسافه والمكان بل فرضت علينا روحهم ان يكونوا مننا وان نكون منهم اسرة واحده فاكتسبنا بنتا وكانت رنا انسانا عاش من اجل الاخرين دائما على قدميها تحل مشكلة هذا وساعية في  رزق هذا ومصاعب حياته لا ترى منها الا الابتسام والقلب الكبير فهل غريبا اذا احببناها واحببنا أطفالها...فلا عجب ان احببتها طفلتنا ذات الثلاث اعوام فما تعلمت الكلام الا وهي تقول (عاوز اعرس علي ود خالتو رنا)..ونضحك على براءتها ولا نخفي فرحنا الداخلي والأماني بان يصبح حقيقة....وكان احمد اصغر عنقود العمدة والبروف..الكبير عقلا ومسئوليه تتابعنا خطى حياته الزاهر وهو تظهر علامات الرجوله واسئلته الحائره ورغبته في التعلم فكانت جلساتنا وحواراتنا ويوما بعد يوم يصبح جزء من نسيج بيتنا وجزء اصيل من أسرتنا.
وفي يوم مشرق يأتي لربعنا الخالي الملئ بالمحبه جارجديد فكان سعادة السفير..ولانذكر منصبه الا تمازحا فهو رجل اقرب لطوب الارض تواضعا..يعشق الناس...ودوما مفتوح الدار والقلب..كم نتحسر على ان الزمن والتخصص جعله سفيرا في نظام لا يعرف النظام ولا القانون فنتفق ونختلف ويبتسم ويتمتم مسبحا بحب الوطن....لا يفاجئنا وهو في باب منزلنا وهو يقول (ماعندي شغله بيكم والله جاي خرمان لي ونسة ريماز ذات الثلاث اعوام)...ما أجملك واروع اسرتك التى احببناها فلا غرو ان اطلقت على زوجك اسما ذكوريا تندرا واعجابا بدور في حمل المسئوليه في غيابك وفي حضورك عندما تسرقك المهام...فكان ان بادلتنا الود بان اصبحت هي وسيد الاسم جسدين وقلب واحد واصبحت لاتناديها الا ابتسامات وهى تشعر ان اسم ابتسام واحده يظلمها لا يعطيها حقها .
 وانت تستلم مفتاح منزلنا
لا تعلم أي كنز في يديك.....ليس مفتاحا لمنزل يقيك من الحر والهجير بل مفتاحا لدار أساسها الرضاء وحب الناس مفتوحة الابواب والقلوب دوما...يظللها الحب والحنين. كل ركن فيها يحكي عن البلد..والحلم بالعوده والاستقرار...لا تحدها الجدران بل مفتوحة الفضاءات والنفوس لتمتزج مع قلوب يسميهم الناس جيرانا...واسميهم أهلي.لم يكن بيننا وبينهم نفاجا.....فكم حكينا عن يوم سنهدم كل الجدار ليكون دار واحده كما اصبحنا أسرة واحده...
فخذ مفتاحك.....وتركني العن الزمن الردئ...الذي يجعلني ابيع جزء من قلبي وذكرياتي...واتركني اصارع احساس الخيانه الذي تملكني...واحساس الالم بان تلك الدروب لن تعانق خطاي ووان عيني لن تكتحل برؤيتهم صباح مساء..ولن يغرد قلبي طربا..ولن أمسح هموم الحياة بخطوات مسرعات نحو ديارهم..بحثا عن الأمان والفرح...
خذ مفتاحك ...وأتركني اتجرع مرارة الحنين..واترك لدمعي يحاول مسح جراح الحزن والألم..ولكن ...هيهات...جرح لن يندمل ...ونصل غرسته في القلب سيبقى.
فشاركوني البكاء...

مجدي اسحق