الجمعة، 21 يناير 2011

سيكولوجية التنازع في زمن الهجرة 3 )

الاعزاء

ان الحوار سيساعد في قيادة النقاش الي تلمس مناطق مختلفة و دفع الحوارلمناطق اكثر عمقا.
رغم ان كلمة السايكولوجي تعبر عن الواقع النفسي و العاطفي ولكن هذا الواقع النفسي هو افراز لعوامل متشابكة بيولوجية اجتماعية و ثقافية. ما طرحت يقع في دائرة الاثر الاجتماعي ودور التعلم في تشكيل واقعنا السايكولوجي.
من رواد هذه المدرسة باندورا الذي ذكر في قضية العنف ان العنف سلوك مكتسب يتعلمه الفرد نتيجة لعاملين هما التعلم من مشاهدة الواقع الاجتماعي والتجربة الخاصة المرتبطة بالمكاسب الذاتية لاي سلوك مرتبط بالعنف تساهم في استمرارية العنف لتحقيق هذه المكاسب.
لو نظرنا لواقعنا لوجدنا ان العنف يمثل وجودا فاعلا في تشكيل وعينا ولانشعر بوجوده نسبه للتقبل الاجتماعي له وظاهرة ضعف النقد الايجابي لارثنا.
اذا نظرنا الي التركيبات الاجتماعية الثلاثة التي تساهم في تشكيل وعينا من الاسرة والمدرسة والعمل نجد بذور العنف في كل مفاصلها.
ان البداية و القاعدة الاجتماعية الاساسية لبذرة العنف هو اقصاء الاخر واستعمال القوة لتحقيق مكاسب اجتماعية.
اذا بدأنا بلاسرة فاننا نري ان سلطة الاب ودوره في التربية شكلها مفهوم التربية وادواته التي ترتبط في مجتمعنا بالعنف الجسدي والعنف اللفظي.هذا قد أدي لان تصبح في معظم الاحيان علاقة الطفل بابيه هي علاقة احترام مبني علي الخوف.الاستلاب الواقع علي المرأة كزوجة جعل منها مواطن من الدرجة الثانية حتي في داخل العلاقة الزوجية ورغم ان العنف الجسدي غير منتشر نسبيا ولكن وجود الحق الديني للزوج في ممارسته وحقه في تاديب الزوجة له اسقاطاته في وعي الطفل في مرحلة نموه. في الجانب الاخر نجد العنف اللفظي منتشر وعادة ينتصر فيه الزوج باعتباره صاحب الصوت الاعلي المسنود بواقعنا الثقافي والاجتماعي.
في مدارسنا و جامعاتنا نجد ان التعلم مبني علي الحوف من العقاب البدني او الفشل الاكاديمي ويمارس المعلم دوره القمعي باستعمال ادوات العنف البدني واللفظي وسلاح التهديد بالفشل الاكاديمي.هذا السلوك لايختلف من مدرس الابتدائي او الاستاذ الجامعي مما يساهم في تشكيل وعي المتلقي بضرورة التماهي مع من بيده القلم وقتل اي روح للتفرد مما يساهم في ارتفاع اسهم قوة العنف مقابل اسهم قوة المعرفة.هذه التراتبية تظهر باقسي صورها في ميدان العمل ورغم عدم وجود ممارسات منتشرة للعنف اللفظي لكن الاستلاب والاقصاء يظهر بصورة اكثر وضوحا.
هذه المؤسسات الاجتماعية تستند في ممارساتها علي ارث ثقافي و تاريخي ضخم .نجد هذا الوعي السالب يغذيه تراكم مكثف من الترث الادبي والفني الذي يشكل وعينا و تركيبتنا السايكولوجية.
نراكم هذه الممارسات و مشاهدة الفرد اللاواعية لها وكيف انها نجحت في تحقيق الاثر الاجتماعي تصبح جزء من الوعي السلبي للفرد والمجتمع.فمثلا الذي يري ان القمع والقهر قد نجح في التزام الطفل بسلوك اجتماعي معين سيؤمن بفاعلية العنف وضرورته للتربية. والي هنا نكتفي وليتواصل الحوار ولكم الود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق