السبت، 22 سبتمبر 2018

رسالة إختلاف مع الأحترام... الى ..علماء السلطه...

🌴رسالة إختلاف مع الأحترام... الى ....علماء السلطه🌴

تباينت ردود الافعال على برنامج شباب تالك..وقد كان التركيز على حديث أحد المتحدثات الذي أثار كثير من القبول والرفض ...
تركز الرفض على جوهر الاختلاف حينا..والاخر على شكل الاختلاف من لبس المتحدثة وطريقة طرحها لوجهة نظرها.
ما أثار قلقي وحفزني للرد هو سماعي لبعض الاراء المطروحة من ما نطلق عليهم شيوخا وعلماء ولهم قبولا عند قطاع من شعبنا لا يمنعنا ان نختلف معهم..وننتقد حديثهم ومواقفهم..رغم اننا نعتبرهم علماء للسلطة ...لانها هي التي عينتهم في مجالس العلماء ولم ينالوها من اجماع الشعب ورضاه عنهم.
 نجد ان جوهر حديثهم يجعل من حديث المتحدثه ليس رأيا في أحد قضايا المجتمع التى لها الحق في تناولها قبولا ورفضا..والتي اصلا قد اختلف فيها العلماء والائمه ومازالوا..
.حرموها حق الاختلاف .... بل يعتبرون رأيها  هجوما على الدين ويجعلون من تساؤلاتها واختلافها في هذه القضايا بابا للتكفير ومعركة مقصود منه الدين بالضروره.
استغرب من ذلك فالكل يعلم ماهي ثوابت الدين وأركانه..وان القضايا المطروحة للنقاش من حجاب..وحق المرأة في العصمه..وزواج الاطفال والتحرش.فالكل يعلم انها قضايا اختلفت فيها الرؤى حتى بين العلماء .حيث ان حق المرأة في المساواة في العصمه ليست بدعه بل هي من صلب الدين وقد أجمع عليها الشيوخ والعلماء ولم يروا في ذلك غضاضة.. اما الحجاب فما زال هناك من يري انه ليس فرضا ..وحتى امام الازهر والذي طرح رأيا متشددا فإنه افتى بان من لاتلتزم به فهذا ليس من الكبائر بل تعتبر مسلمة عاصيه...
لذا يحق لنا ان نتساءل من الذي أعطاهم القدسية وجعل رؤيتهم هي الدين ومقصد الله الذي لاشك فيه.
 ومن جعل من فتاواهم هي الحق  و ماعداه باطلا وسؤ سبيلا..
وكيف يرفضون حق الاخرين في التساؤل و الاختلاف في أمورا مازالت فيها اراء متباينه ..حتى بين الشيوخ انفسهم.
وفوق ذاك من الذي أعطاهم سلطة محاكمة القلوب والنوايا  ونصبهم يوزعون فرمانات التدين والكفر...على من يتجرأ بالاختلاف معهم..
لذا أجد الحديث عن الهجوم عن الاسلام...ووصم المتحدثة بذلك هو إرهاب فكري...يرفع سيف التكفير للمخالفين ويتلبس بنظرية المؤامر ليستجدي التعاطف والدعم لموقفه.
أما إرتفاع صوت المتحدثه فهو انفعال قد يراه البعض انفعال غضب من المطروح وآخر يراه غضبا من آراء الشيخ وموقفه وكل هذا لا يعني بالضرورة عدم الاحترام...فالاحترام الاجتماعي هو ان لا تخاطب الاخر باستهزاء وسخرية وتجريح لشخصه ولا اعتقد انها قد فعلت..ولكن لها الف حق الا تحترم الرأي المطروح وتسخر من الرأي المطروح ان رأت فيه عوجا.
وان رأى البعض ان في نبرتها عدم احترام لشخص فلا نحاكم النوايا ولكن حتما سنرفضه و لن ندافع عنه ان ثبت ان ذلك كان مقصدها.
لقد وجدت في حديث أحد العلماء  إشارة لبعض الحضور ووصفها بانها(عجوز شمطاء)..ولا أعتقد اني احتاج ان أتوقف  أمام هذه العباره فقبحها يفضحها ويعكس انعدام مفهوم ادب الاختلاف واحترام الاخر.  وأقول انها تستحق مني الامتعاض والتجاهل ومنك توجب الاعتذار.
أيضا لقد ذكرىأحد العلماء في ختام حديثه ان القضايا المطروحه هي قضايا انصرافيه وان شعبنا مهموم بقضايا أكبر هي السعي لحياة كريمه...ومن توفير الصحة والعلاج..
وهنا اختلف...واستعجب واتساءل..
اولا اختلف.....نعم ربما تكون قضية العصمه والتحرش ليس هاجسا للكثيرين ولكن هذا لا يجعل المهمومين بهذه القضايا انصرافيين وبعيدين من واقع المجتمع.نقول ان القضايا لاتنفصل في تشابكها فالتدهور الحادث في مجتمعنا تنعكس أزماته  كقضايا اقتصاديه واجتماعيه وفكريه وكل شخص يمسه منه جزء...الاستخفاف بها وتجاهلها لا يصنع الحلول بل سيجعلها تنمو وتتفاقم لذا وجب  الاهتمام بها والنظر فيها وان صغرت فالنار اصلا تأتي من مستصغر الشرر.
ثانيا استغرب...وحقيقة  أستغربت عندما  سمعت من علماءنا يقولون ان شعبنا همومه هي الصحه والتعليم والحياة الكريمه...وارفع لهم  إعتذاري فقد كنت أظن أنهم لايعلمون ذلك...وكنت أظن انهم يعيشون في كوكب غير وطننا المستلب.والذي كتب عليه انعدام الحياة الكريمه وانهيار الصحة والتعليم..لذا لم اتعب نفسي بالسؤال اين هم من معاناة شعبنا والمه..ولم يخطر في بالي دور العلماء وقدسية كلمة حق أمام سلطان جائر.
ويحق لي اليوم ان أتساءل..عن هذه الهجمة المضريه..والرد السريع من علمائنا على متحدثة في برنامج تلفزيوني مهما قلنا عنها فهي تعبر عن رؤية شخص نتفق ام نختلف معها ليس لها السلطه والسلطان في التحكم في معاش الناس حياتهم او افكارهم.
إذن يحق لي أن أتساءل...أين هجومكم ومعاركم في ما ترون انها هموم شعبنا.....؟
وأحاكمكم بقولكم ...وأقول اين انتم مما يحدث في الوطن..؟
أين أنتم من المعاناه والغلاء والجوع الذي اصاب شعبنا؟
أين انتم من البطش وتكميم الافواه...واغلاق الصحف؟؟
أين أنتم من الاعتقالات والتعذيب وبيوت الأشباح؟
أين أنتم من الفساد الذي اعترفت به السلطة ومراجعيها؟
اين أنتم من أنهيار الخدمات.. واين انتم من بغلة تعثرت بالعراق..
أين أنتم....أين أنتم.....وأين كنتم؟؟
لكنكم موجودين تصرخون واسلاماه من متحدثة في عمر بناتكم لأنها لم تضع الحجاب ورفعت صوتها ..وترون فيها حملة ضد الأسلام وهدمه....وحاشا ان نقول تغضون الطرف ..ولكن نقول لا نرى هجماتكم المضرية... على من يستغل الاسلام في كل صباح ممسكا برقاب الناس يستلب مواردهم يستثمر في معاناتهم..ويرفع فوق ظلمه رأية الاسلام والدين منه براء.
لانرى شيئا.. .ونتساءل عن قيمة العلم وحرمته..وخدمته لمن للشعب أم للسلطان؟؟
كلمتي الأخيره...
.ماهكذا تورد الأبل...وحتى تعطوا للعلماء وقارهم ومكانتهم ..ابتداء يجب ان نتعلم كيف نقف مع شعبنا ضد الظلم والفساد...
نرفع سيف الكلمه ضد من يستلب حقوق المواطن....وعندما نسمع صوتا من جيل أبنائنا وبناتنا..وان كان نشاذا... علينا الا نتحسس جيوبنا لنشهر اسلحتنا هجوما بل علينا التريث والاستماع لهم..والتقرب لهم..وكسب ثقتهم..ومحاورتهم...لنفتح الطريق لهم ليتعلموا بالموعظة والقول والحسن....وربما نتعلم من رؤاهم....فهم.فليسوا هم جنود ابليس لمجرد اختلافهم مع رؤيتك فلست سوى رجلا سلك طريق العلم وهو يرجوا من الله ان يوفقه في ان يرى الحق حقا ويرزقه اتباعه..وربما ..وربما كان المنطق في جانبهم..وان الله يسر لهم رؤية الحق حين غاب عليك...وليكن ديدنك ومعلمك رسولنا الكريم كان اذا رأى من اصحابه خطأ يقول في قمة الرقي والأدب(ما لي ارى الرجل يفعل كذا)...فلا شخصنة ولاتجريح ولا معركة من غير معترك بل قمة في أدب الاختلاف واحترام الاخر....
هذا ان كان تثبيت دعائم الدين ونشر اخلاقه هي المقصد..وليس دفاعا عن السلطه والسلطان وما أفرزه عهده من ظلم ومفاسد...

مجدي إسحق

.....علماء بزعمهم...وجهلاء بصمتنا...🌴

🌴 ...علماء بزعمهم...وجهلاء بصمتنا...🌴

اثار برنامج شباب تالك  عاصفة من ردود الافعال تجاوبا ورفضا للاراء المطروحة وطريقة طرحها.لقد اثار الحوار في تصوري جوا صحيا في التحاور والاختلاف ولكنه في نفس الوقت عكس وجود أزمة جوهريه..لا يمكن تجاوزها بل لن يصل الحوار الى منتهاه اذا لم تحسم وتضع في اطارها المنطقي والموضوعي.وهي أزمة مفهوم (علماء الدين) والسلطه المعرفيه.. التي يمتلكوها..والفرق بين العلم الديني والكهنوت.
كلنا يعلم ان ديننا الحنيف يرفض الكهنوت الذي جعل من رجال الدين المسيحي أنصاف الهه يزعمون انهم يفهمون مقصد الدين يوزعون فرمانات التكفير والايمان ويرسمون حدود المعرفه يرفضون ماتجاوز فهمهم وسقف علمهم فيحرقون من يحاول وينظر في علوم  الطيران بأنه ساحر ويقتلون من ينادي بكروية الأرض. 
رفضنا الكهنوت في الاسلام ولكن في عهود الانحطاط تسرب ليمسك برقاب الفقه تغذيه سلطة القمع ليجد تبريرا علميا باطاعة الحاكم الظالم بانه نظام الحكم الافضل..ليصبح الفقيه هو عالم الاداره وعالم الاجتماع وعالم الاقتصاد السياسي الذي يرفع سيف القدسيه ويفرض رأيا فطيرا تحميه السلطه ويهابه العلماء.
وتغلغل هذا الفهم ليصبح رجل الدين هو المرجعيه لكل علوم الأرض فيرفض التلفزيون...ويكذب الصعود للقمر وينكر كروية الأرض...ويدعو للعلاج ببول البعير..ويجزم ان العسل شفاء لكل الأمراض حتى وان كان مرض السكري.
لا ننكر ان عالم الدين الذي هو عالم في مجال التوثيق والنقل والتحقيق...يقدم معرفته برسم أطار أخلاقي يسترشد به العلماء في كل ضروب المعرفه ويستعين هو بما وصله العلم لتحقيق مقاصد الدين......لكن رجال الدين أصبحوا علماء في كل ضروب المعرفه ...كهنوتا جديدا تزعم امتلاك جوامع الكلم والمعرفة في الطب والهندسة الاقتصاد والقانون....   تحجم العقول وتحاصرها   فكل صاحب علم عليه الا يتجاوز حدودهم المعرفيه ...لذا لا يستغرب عندما تأتي رؤاهم فطيرة وساذجة أحيانا لأنها تعكس محدودية عقولهم وضآلة سقفهم المعرفي في ذلك المجال. واذا طرح عالم في مجاله  رأيا موضوعيا وعلميا يتجاوز سقفهم المعرفي سيشرع عليه سيف التكفير والخروج على الاجماع ويصبغ بالعمالة ومحاولته هدم تقاليد الدين والتشبه بأعدائه.
 في دولة الاستكبار لا نستغرب ان السلطه لاتريد ان تسمع رأيا علميا من عالم في مجاله يشرح اسباب الفقر والتخلف او يرفض القمع وسلب الحريات...بل تسعى لتكريس ثقافة تحجم العلماء وتطلق ما يناسبها من أحكام  تقنن لوضع اللوم على الشعب الفاسق وضرورة  الصبر على الابتلاء .لذا يتعاظم دور رجال الدين ومجالس علمائهم...ويتراجع دور العلماء الحقيقيين ومالكي مفاتيح المعرفه كل في مجاله.
 في البرنامج المذكور قدم بروفيسر عثمان صالح كرئيس هيئة علماء السودان..وفيها طرح اراء  تجاوزت حدود مجاله المعرفي بثقة يحسد عليها..في خير تجسيد بدوره كعالم دين يعرف  كل شئ ويرى نفسه عالما في كل مجال وعلى الآخرين الصمت والقبول طائعين.ولا يرى حرجا الا يقول ان هذا ليس مجالي ويطلب المشورة لمن هو أدرى في ذاك المجال.
 بعض هذه النقاط تمس تخصصي الاكاديمي.وخبرة عمليه تجاوزت الثلاثون عاما....ولكني لا أزعم إني عالم في مجالي..لكن أقول اني احمل من العلم الموضوعي والمعرفه التي تجعلني من الصعب علي ان اتقبل بعض هذه الاقوال...بل أشعر ان الصمت عليها يعتبر جريمة في حق العلم والحقيقه.
 القضايا التي مست مجالي هب في علم النفس السلوكي و تمثلت في زواج الأطفال..وسايكولوجية التحرش..وتعليقا سريعا في نهاية الحلقه يبررللماسوشيستيه.
اقول ابتداء ان الزواج ليس مكانا لتفريغ هرموناتنا الجنسيه نفتح بابه حين تبدأ هرموناتنا بالامتلاء.هذا الفهم الذي لا يبتعد كثيرا من مملكة الحيوان وتطبيقه على مملكة الانسان يسبب كارثة على مستوى التوازن النفسي والاجتماعي.ابتداء الجنس ليس انجذاب بيولوجيا فقط بل هو استعداد نفسي وتهيئه اجتماعيه ونضوج اجتماعي.لذا اصرر عالمنا  بان طفلة لم تتجاوز العشرة أعوام هي مهيئه لعلاقة جسديه فقط لظهور علامات البلوغ البيولوجيه في غياب العوامل الأخرة هي جريمة لا تقل أثارها النفسيه من أي حالة اغتصاب كانت المرأه فقط أداة للمتعه لذكر غير متوازن.
ان علم النفس يقول لنا اننا اذا نظرنا لهذا الزواج بين طفلة ورجل ناضج يعكس عدم التكافؤ النفسي الذي لايجعل الطفله مؤهله او مهيئة للعب دور الزوجه والقيام بمسئولية المشاركه الوجدانيه والاجتماعيه في مؤسسة الزواج..مما يجعلها أرضية خصبه للفشل وانهيار الأسره.ويحق لنا نسأل اذا انجلت هذه الطفلة طفلا كيف ستلعب دور الأمومه وماهي النتائج المتوقعه على الام والطفل اجتماعية كانت أم نفسيه..
ان الاقرار بان بدايات النضوج هي تظهر في التغيير  البدني..وهي فقط بدايات  في ذاتها وتحتاج اعواما لتكتمل....في نفس الوقت ايضا لا يعني اكتمال النضوج النفسي والعقلي...فان كانت هي بداية التكليف بالشعائر لا يعني بالضروره استعدادها لادوار اخرى كالزواج تحتاج نضوجا في الجوانب الأخرى  كالعاطفه والمعرفه...وهذا لايحتاج لعناء تفكير  لإثباته ولا يتعارض مع مقاصد الدين فالطفل الذي بدأ نضوجه في مرحلة الحلم ووجبت عليه الشعائر لا يعني انه مؤهلا لادارة مؤسسه أو لقيادة سيارة حتى بل يحتاج تدريب ومعرفة ونضوجا ليقوم بادوار اخرى.
الزواج ليس مكبا لهرمونات متوتره بل هو احتياج انساني وتواصل بين طرفين  لاشباع احتياجات الجنس احداهما في قالب احتياجات اجتماعيه وعاطفيه ونفسية..وحتما لايمكن ان يكون احد الطرفين طفلا لإستحالة نضوج هذه الاحتياجات وتشكلها.
فالجنس ليس علاقة هرمونيه من طرف يبحث لمواقع تفريغ لتوتره بل هي تواصل جسدي تعبيرا عن موده ورحمه تحتاج الاستعداد النفسي والنضوج العاطفي للطرفين....وحتما لايمكن ان يتوفرهذا الفهم الانساني في علاقة مع ذات العشر أعوام.
 في سايكولوجية التحرش يجب التأكيد على حقيقه اساسيه ان المتحرش ليس بالضروره مريضا نفسيا بل في  الاغلب الاعم هو انحراف اجتماعي يقوم به افراد في كامل وعيهم وتوازنهم النفسي الذي يجعلهم يميزون بين الخطأ والصواب. وقرروا انتهاك حدود الآخر لآشباع دافعهم الذاتيه...وكلنا يعلم ان حريتنا تقف على عتبة حرية الاخرين..لذا يصبح اي تعدي  على جسد الآخر معنويا باللفظ..والنظر او ماديا باللمس هو تحرشا ينتهك حقوق الآخر وذاتيته.الذي لاشك فيه التحرش مثبت علميا ارتباطه بكثير من النتائج والمشاكل النفسيه على الضحيه.وان من أسوأ العوامل التي تعمق من الأثر النفسي وتزيد من تفاقمه هو تحميل الضحيه جزء من اللوم..وهذا بالضبط مافعله شيخنا وعالمنا الموقر.ولم أصدق أذناي حين ذكر بلا حساسية او احترام لمصيبة المتحرش بها ومشاعرها ان ثيابها تدعو للتحرش..هذه النظرة التجريميه غير انها تصيب الضحية في مقتل فانها تجعل من الجنس هو انجذاب حيواني وتوتر هرموني ليس للانسان سيطرة في تهذيبه..وترقيته..لذا في نظره لا يستغرب ان يستجاب له في لحظته لايهم كيف او مع من....
يصبح الجنس حتمية بيولوجيه ويبتذل الانسان لحيوان تقوده الرغبه وبهذا المنطق المعوج..الذي لايسنده علم...فالسارق معذور عندما يرى الذهب معروضا في واجهة المحلات...والأكل معروضا في واجهات المطاعم....ولو كان فقط على اعوجاج المنطق لصمتنا ولكن يصبح الصمت حراما عندما يجعل هذا المنطق المعوج الضحية مشاركة في الجريمه ونحن نعلم ما يسببه هذه من نتائج نفسيه ..فلا نستطيع الصمت...
في مقتطفات في نهاية الحلقه ذكر شيخنا ان المرأه تضرب لان بعض النساء تستلذ بذلك...ولم ارى بقية الحوار ربما اشاره بانه سيطرح في قادم الحلقات لكن ما سمعت جعلني لا أصدق عيني.
من الذي قال له ان الماسوشيستيه(رغبة ايذاء النفس) ..علاجها بالانصياع لها..اذن في تصوره ان من تشعر بالرغبه في تقطيع اياديها وأرجلها علينا  ان نجاريها في ذلك ونحقق لها متعتها...لا أدري من أي أتى عالمنا  بهذا التبرير المعوج والفطير.ولكن حتما ليس من كتب علم النفس..ولا أحتاج ان اقول ان هذا هو الشئ الوحيد الذي لايمكن للمعالج ان يفكر فيه....حتى المنطق لا يستسيغ ان يكون هذا تفسيرا والا على شيخنا  دعوة النساء لضرب للازواج الماسشوستتين حتى يتم علاجهم ..ايضا ..ولا اقول سوى يا ألطاف السماء..
 ان رجال الدين مع احترامنا لعلمهم الشرعي ليس لهم القدسيه..ولا يعطيهم الحق في الافتاء في علوم أخرى ليست من  تخصصهم..
ان سيف الارهاب الفكري فوق الرؤس يجعل من علمائنا وكل خبير في مجاله يلوذ بالصمت ويأثر العافيه..خوفا من التشكيك في دينهم ودوافعهم...
لذا...
هنا أخاطب احبتي وزملائي في قبيلة الطب النفسي ..وأقول....ان العلم أمانه والأمانة مسئولية ومسئوليتنا امام انفسنا قبل شعبنا ان ندافع عن ما تعلمنا انه هو الصحيح ولا يهم ان نختلف بيننا ... ولكن المهم ان يكون ديدننا لا كبير فوق المعرفه...وهدفنا تثبيت اوطاد علم النفس على ارضية صلبه من المعرفه الموضوعيه تحكمها التجربه والبحث وليس فتاوي تعبر عن فهم أفراد مهما كانت مكانتهم او صفات العلم التي يحملونها..لأنهم يطلقون الاحكام بسهولة في مجال حساس يمس كل فرد من شعبنا ..ونزعم اننا في علم النفس نجاهد ولا نستسهل الأحكام... نعلم و نتعلم منه يوميا ونحاول تصحيح المفاهيم الخاطئه التي ينشرها البعض منا ومنهم....وكل  من  نصبوا انفسهم علماء بزعمهم في مجالا لا يفقهونه..ونصبناهم نحن بصمتنا إئمة في نشر غث الحديث وضعيفه..
.فلنقف جميعا نرفع كلمة العلم متجردين بلا دافع يقودنا سوى سعينا لبث المعرفه وسط أهلنا لتحقيق  قيم التوازن النفسي والعيش الكريم..
فانفضوا عنكم غبار الصمت.... وقوموا دفاعا عن علمكم يرحمكم الله.....

مجدي أسحق

الأحد، 16 سبتمبر 2018

...حمدوك والاربعين حرامي..🌴

🌴 ...حمدوك والاربعين حرامي..🌴

وجد د.حمدوك ما يستحقه من الاهتمام والتقدير بعدما اعلن رفضه المشرف لمنصب وزير الماليه...ولم يكن مستغربا ان يجد الدعم من جموع شعبنا التي تحلم بالتغيير والحريه...ولها من الذكاء مايجعلها تفرق بين الغث والسمين.
وكما هو متوقع دوما ظهر من يسعى للاصطياد في المياه الصافيه..رغم نقاء وصفاء مواقف د.حمدوك ولكن خرجت الأقلام المشبوهه..تطلق سمومها وتقود حملة التشويه والمزايده على وطنيته والعزف على وتر المواطن المحتاج الذي لم يكن يوما في قائمة اهتماماتهم....
هي حملة مدروسه..و رسالة مسمومه مخادعه تسعى ان ترسم للانقاذ صورة الصادق الامين الذي يبحث عن حلول لازمات الوطن ...فيذرف دموع التماسيح عندما قوبل بالرفض ممن وصفهم بمعدومي الوطنيه..ليصبحوا هم أسيادها ..ولتصبح الوطنيه في ابتذالها لديهم هي مدى سرعة استجابتك في بيع ضميرك ومبادئك  بالتطلخ باوحال الانقاذ وبان تصبح جزء من سفينة الافساد الغارقه..
.في حملة الزيف والوهم يكابرون بلا استحياء ويزعمون بان أزمة البلاد طوال سنينهم العجاف  لم تكن جهلا مقننا وافسادا مقصودا بل هي في عدم وجود وزير مالية نابغه  ليكتشف بسحره أجزاء المعادله المفقود والذي لم يستطع سدنة الانقاذ بكل اخلاص في ايجاده من قبل ...لذا سعوا في اخر المطاف للبحث عن خبراء من مدارس اليسار وكل يهون في سبيل الوطن الذي استلبوه...
تنطلق حملتهم تسمم الاجواء...وهي لا  تسوى في ميزان المنطق والحقيقه سوى التجاهل والازدراء...و لو كان على مطلقيها من  حارقي البخور واتباعهم لم استحقوا حرفا في الرد عليهم  ولا لحظه تفكير واهتمام.......ولكن ما يقلق ان بعض من الشرفاء قد ابتلعوا الطعم وظنوا ان السراب ماء.....وحاشا ان يفهم ان د.حمدوك وغيره من خبرات وطننا سرابا ....ولكن السراب هو بيع الوهم وتصوير أزمة الوطن ليس كأزمة نظام فاسد بل هي مجرد  معضلة اقتصاديه تحتاج فقط لعقل ذكي ليفك طلاسمها وحينها ستمتلئ الارض عدلا ونعيم.
لذا نضطر ان نخط هذه الحروف لشرح ماهو معلوم بالضروره ونقف ضد هذه الحمله المسمومه الكاذبه  التي تحمل جرثومة فنائها في زيفها ومنطقها المعوج.
الكل يعلم ان الدول التي تتغير فيها برامجها بتغير الافراد هي دول حديثه هدفها المواطن فيها مكونات الدوله من مؤسسات..وقوانين تحكمها..لذا يمكن تغيير اتجاهها سعيا نحو تحقيق رخاء الشعب استنادا على رؤى جديده او فلسفات مختلفه.
لكن في دولة الهدم الحضاري.هي دولة عصبة الحزب الواحد ..دولة الفكر الجامد والنظام الواحد الذي لا ولن يتغير..كما ذكرنا  سابقا هي دولة  فلسفته االنهب..وقامت من اجله..ونظامها هو  الكليبتوكراسي في ابشع تجلياته....هو نظام يهدف فقط تحويل موارد الدولة لمصالح جماعة...وليس في قاموسها كلمتي الشعب والوطن.حيث نجد  جهاز الدوله يسير على قضيبن احدهما سيطرة الحزب والأخر والاخر انعدام القانون...لا يلوي على شئ...يهدم كلما يقف في طريقه..وهو يمتص كل نقطة دم من موارد شعبنا.
قطار يقوده الحزب... العصابه....كل من يسعون لضمه لا يريدون منه ان يغير اتجاه القطار بل هو مجرد بوقا للتطبيل او تابعا يدمن الركوع والطاعه للاربعين حرامي الذين يمسكون بزمام قطار الدوله المنفلت...
 لذا نقول للشرفاء الذين يحلمون بان وجود جرثومة الصلاح قد تستطيع هزيمة جيوش المنتفعين وسارقي قوت الشعب..وقد تحدث ولوجزء بسيطا من التغيير.....نقول لهم ان التغيير لا يحدث بالنوايا والتنميه لا يحققها وزير ولو اعطى خاتم سليمان...
فالتنميه لها محطاتها الثلاث التي تسير في تناغم لتتحقق اهدافها...ابتداء موارد تغذي خزانة الدوله..وقنوات لتوزيعها...ومستفيد تصل اليه هذه الموارد...وان لم تتوافق هذا المحطات فلن يصل قطار التنميه والرخاء لأهدافه.
 ابتداء محطة الموارد هي الاساس..تحتاج موارد داخليه..تصب في مصب واحد.الكل تحت القانون .لا يقوم جهازا باقتطاع نصيبا لنفسه ...ولا يقوم فيها وزيرا باحتكار موارد وزارته نفطا كانت او ذهب لتبقى خارج ميزانية الدوله مجهولة المصير والمقر.....
 ومكون  من رأس مال اجنبي...لايسقط من السماء  بل يجذبه الشفافية وانعدام الفساد.وسيادة حكم القانون في ذلك البلد ....وفوق ذاك تحتاج الدوله  لمؤسسات تمويل عالميه ودول تربط بهم علاقات احترام وثقة في نظامك السياسي..واستقراره وثبات مؤسساته..قبل ان تسمح بتحرك رساميل اموالها..هذه ابجديات وظروفا يستوجب توفرها....
ولكن لايخفى على أحد ما صنعته الانقاذ من العراقيل يستحيل معها تحقيق تلك الظروف .
 اذا  حتى لوتوفر التمويل فان قنوات توزيعه معطوبة قد اصابها الافساد والدمار  من عمولات..و وظائف وهميه وامتيازات لحاشية السلطان المترهله..ليتم الاستحواذ عليه بمؤسسات التنظيم وشركاته الامنيه...او رصيدا في بنوك الحزب التي بفقه التمكين جعلت السوق في يدها ومعهم اخوان السؤ لتصب الموارد فيتحكمون في معاش المواطن وحياته..
 لذا لن يشعر الموطن بالتغيير ان مادام  هو ليس المستفيد الحقيقي . ففي دولة المواطن  وزارته الخدميه هي صاحبة الصوت الاعلى.ولكن لا غرابة ان لايصلها الا الفتات...لذا نجد في دولة القمع ان  ميزانية الصحه والتعليم لا تساوي قطرة من ميزانية الأمن والارهاب....
اذن لتتحقق التنميه على قاطرة الدوله  ان تسير في تناغم توفيرا للموارد وتوزيعا لها....وتحديدا للمستفيد بان يكون المواطن اولا واخيرا...
فاذا كان المواطن هو الهدف فيستوجب ان يقوم جهاز الدوله بخدمته...حيث وزارة خارجيه لها علاقاتها المتوازنة مع العالم بعيدا من التحالفات المشبوهه وليس له حبل سري يربطها مع الارهاب...وزارة تجارة تسيطر على السوق وتقف مع حرية التجارة تقف ضد هيمنة  مؤسسات الامن وشركاته الحكوميه الخاصه وضظ استغلالها للسلطه لاحتكار موارد الدوله ونهبها.... وزير نقل يعيد تاهيل السكك حديد والنقل النهري والطيران......وزير صحة يسعى لتحقيق مجانية العلاج بعد اصبح سلعة تباع وتشترى
 ولكن في دولة الكليبتوكراسي ومجلس الاربعين حرامي صممت المناصب لتحقق هدف دولة النهب في امتصاص موارد الشعب وتحويلها لعصبتهم..... والمواطن ليس هدفا بل سلعة تباع وتشترى.واعلى مايصرف على المواطن هو في تحديث طرق قمعه  لتثبيت  اغتصابهم للسلطه...وحماية مصالحهم.
 لذا نقول للانقاذ كما  أجرمتم...وأخطأتم الطريق.في اغتصاب السلطه...اخطأتم اليوم في البحث عن حلول من داخل دولة الافساد......لذا لن  نسير معكم فيه فالذي بنى على ضلالة وافساد لايستطيع ان يقود لجنات النعيم...
 ان الفساد ليس فردا بتغييره ستزدهر الامور...ان الفساد هو منظومة متكامله من المؤسسات والقوانين التي اذا غيرنا ترسا فيها لن يغير اتجاه ماكينتها التي  صنعت لتقمع شعبنا وتنهب ثرواته.
ان الذي يجلب النماء ليس وزيرا شريفا في مستنقع الوحل بل هو منظومة من المؤسسات التي تقوم على الخبره وليس على أبناء فكرالتمكين ...منظومة تحكمها الشفافيه في دولة القانون حيث تسود فيه حرية الفرد وحقه في فضح اي تجاوز واستغلال للموارد...دولة اساسا  هدفها المواطن توجه مواردها لرفاهيته وتعليمه ليس لألة الحرب.... والقمع ...لكننا نعلم مثل هذه الدوله لن يحققها البشير وزبانيته فمشروعهم معروف واهدافهم معلومه.ودولتهم ماثلة أمامنا تجسيدا للفساد صنعت..و للنهب انطلقت وليس هناك املا منها بان تسير في صراط مستقيم الا اذا فككت اوصالها وبني جهاز الدوله على اساس جديده وقيما مختلف لتحقق مصلحة المواطن والوطن
..لذا اي مشاركة من أي وطني شريف لن تقود سوى تلطيخ اياديه بجرثومة الفساد وسيكون مجرد دمية تحاول السلطة ان تزين به وجه فسادها القبيح...
فلدكتور حمدوك .الانحناءه.ولكل الشرفاء من علماء بلادي ولشعبنا الصابر.نقول.ان التغيير قادم سنحققه..بايادينا..نظام جديد يقوم على الحرية والعدالة في دولة القانون..ثوبا جميلا يسر الناظرين..وليس بمنحة من سطة الافساد بمحاولاتها ترقيع ثوب الانقاذ المهترئ....
فقوموا لنضالكم يرحمكم الله..
فلابد للصبح وان طال الظلام....


مجدي إسحق.



*************************

الجمعة، 14 سبتمبر 2018

.....عندما يرسب الأستاذ...

🌴عندما يرسب الأستاذ...🌴

قرأت في مواقع التواصل الاجتماعي رسالة من استاذ جامعي يحكي تجربته مع أحد الجامعات وسلوك الطلاب في احد المحاضرات.
رسالة يظن انه يسطر بها رسوب هؤلاء الطلاب في مدارج الأخلاق والتربيه..ولم يدري انه قد سطر لنفسه رسوبا وانزلاقا جعل من سطوره شهادة عليه تجعلنا نتحسر على مستوى الاستاذ قبل ان ننظر لما بدر من تلاميذه.
        لا سببا لدينا لان نشكك في الواقعه التي تمت والتي تعكس شغبا وانضباطا في قاعة محاضرات..(والتي لست بالظاهرة النادره الحدوث).والتي كان يمكن التعامل معها ببساطه بالانسحاب من القاعه عندما فشل في ضبطها والذهاب لمكتب العميد وطرح ماحدث لمساعدته بالاجراءات الاداريه التي تضمن استمرارية التعلم في جو صحي ومعافى..والتي قد تصل بالعميد نفسه للحضور للقاعه وفرض هيبة التعلم ...غيرذلك هناك طرق اخرى عديده تساعد في تحقيق هذا الهدف اقلها الانسحاب من القاعه...وايضا يمكن ان يكون ارسال خطاب للطلاب احداهما
لكن حتما ليس مثل هذا الخطاب الذي ليس له علاقة بالتعلم او التربيه بل هو خطاب انفعالي غاضب يحاول تضميد كبرياء مجروحه ويعكس كمية من المسالب مما يجعلنا نقول بيقين انه شهادة رسوب لكاتبه.
 اولا نجد ان الخطاب ملئ بالسباب والذي اوضح نفسه انها لغة كان يستعملها سابقا مع طلابه بوصفهم  بقلة التهذيب.وهنا اضاف لقاموسه.....مستخفي  الدم..بلهاء..اطفال غير بالغين..قاصري العقل ..قذاراتهم...ولا أدري اي قاموس تربوي هذا الذي ينعت تلاميذه بمثل هذه الاوصاف....وضميره مرتاح.
المؤسف انه من هذا الموقف (الهرج في قاعة المحاضرات)...سمح لعقله ان يبني استنتاجاته العامه والمطلقع ليحكم على شخصيتهم واخلاقهم.. فتناثرات الصفات والاحكام بلا رقيب..من معدومي الادب والضمير..غائبي العقل...غير آدميين...حيوانات بهيميه..قاصري العقل والمرؤه...ضالي طريق...مغروين...ولم يسلم اباءهم من هذا السيل من الاوصاف ليختمها بانهم قليلي الادب وعديمي التربيه...
من اخطر ما تحمله الرساله في طياتها فضحها لكاتبها ومايحمله..تجسد في هذه النظره الضيقه...الذكوريه... التى كان يرى فيها ملابس وهيئة طلابه ويسقط عليهم معاييره الاخلاقيه المسبقه.وتقييمه الهرموني فيصف..ذات الفنله القصيره...الجينز الضيق..قصات الشعر..وفريمات النظارات.....وقمة التردي..ولم أصدق عيني وانا أقرأ  وصفه بعض تلاميذه بالميوعة والتمثل بالفتيات  اوالعكس(وقف اربع فتيان وفتاتان اولعلهم ست فتيات)....

نتفق مع الكاتب في  ان هذا الخطاب هو شهادة للتردي في جامعاتنا..ولكن ليس تردي في مستوى الطلاب الذين هم في عمر الخطأ والتعلم...بل دليلا على الانهيار في مستوى الاساتذة عقليتهم تجربتهم وطرق اختيارهم.
افتتح استاذنا خطابه بأنه ذهب...ليغطي محاضرة لزميله..وحقيقة استغرب لمثل هذا الاسلوب الغير اكاديمي وغير تربوي الذي تسمح الجامعه فيه لأحد ان يحضر لتدريس طلابها فقط ليغطي لزميل بدون النظر لمؤهلاته الاكاديميه والتربويه..لتتأكد انه له ليس لديه فقط العلم بل يملك من التجربه والخبره ليكون معلما قبل ان يكون محاضرا.
هذا الخطاب يعكس التردي في التعامل مع التعليم كمحاضره تقدم مع غياب الاحساس بالدور التربوي ومسئولية المحاضر في الحد الأدنى ان يكون القدوه في الانضباط السلوكي واللفظي..
الاستاذ الحقيقي هو من يتعامل مع طلابه بحياد علمي وروح ابويه بدون تمييز طبقي او جنسي...فلا ينظر لهم بان ابائهم من طبقة تدفع بالدولار..ولاينتبه لانواع قصات الشعر وضيق البناطلين والبلوزات....ولكن في زمن التردي يصبح كل من يحمل شهادة محاضرا ويأتي لقاعات الدرس ليسقط كل ارثه الذكوري..وغضبه الطبقي ويتراجع دور المربي ليتضخم دور الأنا والكبرياء المجروحه التي يحاول ترميمها  بسيل من التجريح والاساءات
 حتما لا أحاول ان أرمي اللوم على هذا المحاضر ولكن ماكتبه يجعلني اتساءل بهذه النظره وهذا الأسلوب الى اي درجة ساهم هو نفسه في ازكاء الفوضى جعل الموقف خارج من السيطره؟؟
 ختاما اقول  ان مثل هذا الخطاب خير دليل  يفضح ثورة التعليم العالي التي هي كثرة في اعداد الطلاب مع محدودية في عدد الاساتذه مما جعل كل من يحمل شهادة مؤهلا بان يقوم بالتلقين وليس التعليم ..وتراجعت قيم التجربه والخبره والتي هي الاساس في اي قيمة تربويه وحجر الزاويه في مفهوم التعلم المذبوح في مدرجات الجامعات التي قامت وهاجس الربح هو هدفها وحاديها..

مجدي اسحق

الخميس، 13 سبتمبر 2018

.. ..جرثومة.العقل المتأسلم (2)

🌴...جرثومة.. ....العقل المتأسلم (2)   ).🌴. 

لا يختلف اثنان في مستوى الدمار والانهيار الذي قد اصاب الوطن منذ اصابه وباء الانقاذ الخبيث.
يرى البعض ان الانهيار الاقتصادي هو من اقسى أثار هذا الوباء والبعض يتحسر على انهيار التعليم والاخر يرى مصيبتنا في انهيار الاخلاق.
كل هذه التداعيات كانت لها أثارها القاسيه والمؤلمه على شعبنا الطيب ولكن أسوا من ذلك كله هو اصابت بعض الشرفاء بجرثومة العقل المتأسلم....ليس مستغربا مع وجود ألة اعلامية موجهه ومناهج اكاديميه مصنوعة من فكر الازمه وحصار الفكر ومحاربة العقل الحر ان تتسلل بعض من جراثيم العقل المتأسلم لبعض العقول النيره والنفوس الطاهره
هذا التسلل وان كان محدودا تكمن خطورته ان  جزء من ثقافة الانقاذ وأخلاقها المأزومه على استحياء تستطيع التسلل لعقل شعبنا وتجد لها ركنا في عقله اللاواعي وتظهر كصوت نشاز احيانا رغم محدوديته الان لكن الخوف ان لم نقتلعه من جذوره  ان يتمدد بوجوده السرطاني..فيتشكل وعينا بفكر الازمه..فنصبح نحن والانقاذ وجهان لنفس العمله الرديئه وان اختلفت الملامح والشعارات.
 لذا نحزن ولكن لا نستغرب عندما نجد لغتهم قد تسربت لنا ووعيهم قد جعل بعضا ينطق بهتانا ويصارع طواحين الهواء.
قرأت كلمات واراء عديده  تهاجم وتسخر من صورة للسيد الصادق المهدي ومعه ثلاث من بناتنا في لندن.
وكان الخطاب المنتشر وتعليقات بعض  القراء من المؤيدين تنصب في النقد لزي السيدات لانهن لا يلبسن الحجاب...وربط عدم لبس الحجاب بانه عدم احترام لتدينه وسخرية من وقوف السيد الصادق معهم كانه عبث او وقوف ذكرا مع مجموع من الاناث.
هذه المقالات والردود عليه هي مثال جيد للفكر المتأسلم المأزوم الذي اصابنا بعدوى فساده وخطله فاصبحنا نتبناه وندافع عنه.فاصبحنا ملكيين اكثر من الملك.
لايخفى على أحد ما يحمله هذا  الخطاب من السخريه من الوسائل الديمقراطيه في الالتقاء بالجمهور والحديث معهم والسماع لهم فهذه فريضة عصية على العقل المتأسلم... لا يؤدونها لانها جزء من رجس الديمقراطيه ونجسها الذي يحاربوه..لذا كان تواصله مع الجمهور  افكا لا يطيقونه فلا يستغرب ان لا ينظر اليه بما يحمل من قيم التواصل واحترام الاخر..
ولايمكن ان نتجاهل ما افرزته هذه الجرثومه من تقيح يقود لتفتح ثغرة نسميها العقل التناسلي الذي لا يرى في المرأة انسانا وفكرا..  فما رأوا  الجمال في وقوف شيخا ثمانيا لم يركع مازال متحمسا ..يحمل ارثا من النضال لتحقيق الحريه مع سيدات يحلمن بوطن الحريه يشاركن زعيمهم الود والهموم ...فما رسم لهم عقلهم التناسلي سوى صورة شخصا ليس له سوى سمات بيولوجيه كذكر تحيط به مجموعة من الاناث...فما اتعسه من فكر بائس قبيح.
هذا العقل المأزوم لا يرى في الديمقراطيه سوى فشلا وعبث..واحزابها تهريجا وضوضاء لذا لاتنظر لقيادتها بعين الاحترام لفكرهم بل هو سيل من الهجوم اللاخلاقي والنقد المستمر مهد يوما لقيام انقلابهم المشئوم..واستمرت حملتهم جرثومة تسعى لتدق اسفينا بين شعبنا وحلمه بالحرية والديمقراطيه.
هذا العقل المازوم ينطلق نقدا لعدم لبس الحجاب.وبه تحاكم هذه السيدات..وكأن عدم لبسهم يقلل من فكرهم او يلغي دورهم  الاجتماعي ومجاهداتهم وانحيازهم لقضايا شعبنا....هو العقل المأزوم الذي يحتفي بغرة الصلاه وحجاب بناتهم ..وفي نفس الوقت يغض الطرف عن جوهر الانقاذ من فساد وافساد واستلاب.
فكرا يرى عدم لبس الحجاب اهانة للسيد الصادق لانهم بفعلهم لم يحترموا ديانته...وان قبلنا جدلا ان الدين هو الحجاب هل يعني عدم التزام فرد بذلك الا نتواصل معهم والا نفتح معهم قنوات التواصل والحوار...هذه هي ثقافة القمع التي ترفض الاخر...وثقافة التزمت التي لاتعرف التسامح...ثقافة العقل المغلق حيث الانا التي تحمل الحقيقه المطلقه وغيري هو الباطل الذي يجب عدم التعامل معه او فتح قنوات للتواصل والحوار.
هذا هو الفكر المتأسلم المأزوم..وجرثومته التي تسللت  لعقول بعض الشرفاء وفكرهم...جرثومة تحت جنح الظلام وغياب ضؤ الحوار والمنطق وجدت لها موقعا خاليا فتمكنا واصبح ينشر سمومه ونحن عنه غافلين..
احبتي....
ان الانقاذ ليس جهاز دولة فاسد فقط...بل هي فكر مأزوم ومتناقض بقدر ما يحمل جرثومة فنائه في داخله ولكنه وهو يتشبث بالحياه ينفث سمومه وينشر جراثيمه...
فمعركتنا ليست مع جراثيمه التي يحملها بل هي ايضا معركة مع ما وصلنا منها من رذاذ...وليس هناك ترياق للوقاية ....افضل من اعلاء قيم الشفافيه وترسيخ قيم الاختلاف واحترام الاخر مهما اختلفنا...وفوق ذاك هي الحرية لنا ولسوانا ندافع عنها....نتعلم نحترم اختلافاتنا...وندق على بابها بلا كلل الى ان يشرق فجر الصباح..

مجدي اسحق

جرثومة العقل المتأسلم(1)

🌴 ..جرثومة العقل المتأسلم(1)🌴
  العقل المتأسلم هو عقل الاسلام السياسي الذي جسدته الانقاذ في ابشع صوره. ان العقل المتأسلم عقل مأزوم يتماثل مع مريض الذهان في انه ذاتي غير موضوعي يصنع الوهم ويؤمن به....ينادي بالفضيله ويتدثر بالرذيله..يبشر بالحريه وهو جاثم على انفاس شعبه ..يحتفي بالطهر والامانه وكل مسامه يعيش على النهب والاستلاب..ينادي بالعدل وهو والغ في الظلم الى اذنيه
هي جرثومة عقل يتبى الشعار يزينه ويعيش حياته على نقيضه وعكسه تماما.
هذه الجرثومه جعلت العقل المتأسلم يعيش في  انفصامه المتناقض مأزوم يبحث لتطابق مستحيل بين شعار براق وواقع كئيب وفاسد... حتى يصل العقل المتأسلم  للتوازن المفقود يسعى بكل جهد لفصل  الشعائر من والاخلاق...فيصبح عقلا مريض يقدس الوسائل فتصبح غاية في ذاتها..ليتشكل العقل المتأسلم مأزوما مختلا يقدس الظواهر راكعا تحت قدميها فتسيطر عليه وتحركه وينسى الجوهر الذي هو أصل الأشياء الذي فيه مقصد الانسانيه وتوازنها.
 العقل المتأسلم في أزمته يفصل بين الوسائل والغايات ويجعل من الوسائل هدفا في ذاتها...فالانسان يأكل ليعيش..ولكن لا يجعل من الاكل هدفا في ذاته...والقانون والعقاب وسيلة لتحقيق العداله ولكن لايجعل من العقاب هدفا في ذاته.... والقانون الاعلى ان الغايه والوسيله في تناغم فالغاية النزيهه لايمكن تحقيقها بوسائل وضيعه...لذا كان العمل وسيلة لتوفير احتياجات الحياه..ولا يمكن ان تكون السرقه هي وسيلة مقبوله لتحقيق اهداف شريفه.
 وقد كان الاسلام الذى اتى ليتمم مكارم الاخلاق  كما كل الاديان الاخرى جعل من الشعائر وسيلة لخلق بشر اسوياء أكثر انسانية واقرب للعدل والفضائل. فكانت العبادات هي تزكية وتطهر وتجاوز لامراض النفس والمجتمع..
العقل المتأسلم فصل العبادات من اهدافها فجعلها هدفا في حد ذاته...فزادت اعداد المساجد وطالت اللحى وفرض الزي على مجموع النساء  وظهرت المسابح في اليد كجزء من المظهر الاجتماعي..وتجارة المكياج في صنع غرة الصلاه..وكان لتسمية لبعض انواع اللحي إسم (دعوني أعيش)...خير تعبير عن سيادة ثقافة المظهر وتدين الشعائر الخاوي من المحتوى.
 هذا العقل المأزوم وجد في هذه الجرثومه الترياق التي تجعله يعيش في تناقضه.
فيكفيه وهو في مستنقع اوحال وافساده ان يهتف هي لله لا للسلطه ولا للجاه...ليجد السكينة والامن المزيف..
يكفيه التردد على المساجد..وغرة صلاة مصنوعه..وسجاده في درج المكتب..وشبشبا للوضؤ..وسبحة تتحرك وهو يتمتم..وغطاء للرأس  لمن بلغت الحلم ودونه ومع قفازا وشرابات.لتصبح هي الاخلاق...وهي الهدف في ذاتها...ولا يضيرها اي سلوك ولا اي وحل يغوصون فيه..
قيسرقون ويسمى (حق السعي)...وعند يقبضون متلبسين لا يعاقبون بل يمسحون خطاباهم ب(التحلل) ليعودوا كما ولدتهم امهم..يتسلقون المناصب بلا تأهيل ولا حق (حق التمكين)..
وتصبح كل هذه الممارسات بلا قيمه فلاتهزهم هذه التجاوزات...وما صنعته من ضحايا ومن ماسي فلا توقظ ضمير ولا تحرك عقلهم المحصن بجرثومة العقل المتأسلم.
جرثومة تعبد المظاهر المزيفه...ترى الاخلاق في الشعائر وان كانت رياء الناس..وتتجاهل عامده جوهرها التي هى مقصد الدين والانسانيه.

مجدي اسحق