السبت، 29 يناير 2011

إستقالتي من الحزب 2

الأعزاء فرع الحزب

لكم التحية والود
أود أن أتقدم لكم بإستقالتي من الحزب.
إبتداء أود أن اؤكد إن قراري ليس له علاقة بالفترةاالقصيرة التي كنت فيها معكم ولكني أخاطبكم بإعتبار الفرع هو آخر موقع تنظيمي تواجدت فيه.
إن هذا القرار ليس نتاجا لموقف محدد أو لأحباط عابر بل هو تراكم لمعايشتي لواقع الحزب لسنين بين بريطانيا وفي داخل الوطن.
هذه التجربة خلقت شعورا خانق بالأحباط المتنامي كل يوم.
مع الضعف و الترهل العام الذي أصاب جسد الحزب أصبح من الصعب تحديد موقع الداء المستشري من إإنفلات تنظيمي وضعف في المؤسسية إلي تراجع فكري وضبابية في الخط السياسي وفوق هذا ضعف الشعور والتقاليد الرفاقية.لذا ليس غريبا أن نفقد كثيرا من إرث الإحترام والتقدير من جماهير شعبنا.
لقد كنت أعتقد إن التغيير ممكنا وكنت أسعى جاهدا أن أكون متفائلا ساعيا تجاوز الأحباط وأن أكون إضافة إيجابية في بناء حزبا يحقق أحلام شعبنا في الرفاهية والعدالة.ولكن في الفترة السابقة تعاظم الإحساس بعدم الجدوي مع إزدياد إحساس الغربة فلااالحزب هو الحزب الذي نعرفه . لا مردودا إيجاييا نري بل دوامة من الجهد والعنت المشبع بالإحباط.
لقد ناقشت كثيرا من الرفاق والأصدقاء ورغم أحترامي لدفوعاتهم فإنني لا أستطيع أن أقول إن التغيير مستحيل وأقدرحماسهم وتفاؤلهم ولكني أستطيع أن أقول إني أعرف أمكانياتي وأعلم أنه ليس لدي ما أقدمه أكثر مما قدمته في هذه المعركة وليس لدي المقدرة للإستمرار والتشبث بالحلم الجميل بأن الغد سيكون أفضل. فقد تمسكت بهذا الأمل سنينا وكان دافعي للإستمرارية ولكن اليوم أري إن هذا الحلم أصبح بعيدا و صعب التحقق.
إن مثل هذا القرار لا يتخذ بسهولة ولست بالذي يترك مواقعه عندما يري صعوبة التغيير ولكن عندما تري جهدا علي قلته يضيع هباء يصبح من الضرورة التوقف متأملا فربما يكون جهدك رغم قلته ذو جدوى وأثرا إيجابيا مهما كان محدوديته في تشكيل أحلام شعبنا التي يسعي فيها كل الوطنيين من داخل الحزب وخارجه.
إن تجربتي في الهم العام مع هذه الوقفة المتأملة جعلتني أري كثير من القضايا والمعارك التي اثق إن جهدي فيها سيكون أكثر إيجابية في عجلة التغيير الإجتماعي وأحسن مردودا وهو الحلم الذي من أجله إنضممنا للحزب.لذا إخترت أن أكون في خارج الحزب لأكون أكثر فاعلية في قضايا التغيير التي يحلم بها شعبنا.
ولابد أن أثبت إحترامي لكل الرفاق الذين مازالوا قابضون علي الجمر يصارعون لتطوير الحزب ومازالوا يؤمنون إن الحزب هو أفضل الوسائل للمشاركة في معارك التغيير.
ختاما أود أن أسجل تقديري وإعزازي لكل لحظة عشتها في داخل الحزب تعلمت الكثير وأضافت لي بصمة وبعدا في شخصيتي للمستقبل و تجارب وتاريخا سأفتخر به دوما ولرفاق عاشرتهم وأخترتهم أصدقاء لباقي العمر.
أتمنى للحزب التطور ليتبوأ الموقع الذي هو أهلا له وإذا تقاطعت خطوطنا في أي موقف أو معركة في طريق الرفاهية لشعبنا فسأكون سباقا لوضع يدي مع الزملاء موحدا جهدي وإمكانياتي.
لكم الود

هناك تعليق واحد:

  1. نعم يتغير الناس والتغيير ليس بالضرورة تراجعا ويتغير الحزب وليس بالضرورة تطورا.إن الحزب ليس حالة ثبات بل إن وحركة الحزب تأرجحا بين مواقع الطبقة العاملة وسيطرة الفكر البرجوازي وهي حركة لن تنتهي في ظل مجتمع طبقي وكنا نعتقد إن واجبنا التاريخي أن نناضل داخل الحزب وخارجه ليكون الحزب دوما معبرا عن جذوره الطبقية.
    لا تؤرقني وجود قضايا خلافية لكن يؤرقني عدم وجود الوعي الأرضية والقنوات التي تسمح لهذا الأختلاف أن يكون وقودا جدليا لتطوير مدارك الوعي وإستنباط من التحليل رؤي ثورية للتغيير.
    مازلت اؤمن أنه ليس هناك حزب ثوري بدون نظرية ثورية وليس لدينا للتغييرسلاح أقوي من تمليك الجماهير وعيها وتنظيم طلايعها الرائدة .إذا كان الحزب لا يمتلك الإهتمام ببلورة فكر و رأي عضويته وتقدير قيمة الديمقراطية والحوار هل سينجح في عجلة التغيير الأجتماعي.
    اليوم للأسف الحزب ليست من أولوياته بناء مثل هذا الحزب وعندما أقول الحزب فإني لا أعني قياداته بل كل جموع عضويته لذا لاأحلم بالمؤتمر السادس فالتغيير لن تحدثه قرارت مؤتمرببل إني أؤمن بأن المؤتمر إذا لم يكن الخلاصه لحركة فكرية وتنظيمية تحتاج للمؤتمر لبلورتها وتجاوزها فبالنسبة يصبح مجرد إجتماع عديم الجدوى.
    يصبح الحديث عن الوجود في داخل الحزب لتحقيق مثل هذا التحول الثوري يصبح حلما مثاليا إذا لم نقرأ المعطيات الموضوعية والذاتية.إن قراري كان محصلة لقراءتي التي لم ترى هذا الأمل.بل إني أعتقد إن الأستمرارية مستحيلة في واقع لا تشعر إنك جزء من عجلة التغيير بل مستلبا في دوامة تكاليف حزبية لا تعبر عنك وليس هناك مساحة لأن يكون رأيك قيمة. أي أغتراب أسوأ من الأغتراب داخل حزبك ووسط رفاقك.
    عندما تصل لهذه القناعةحينها يصبح إنسحابك من مركب الحزب موقفا حتميا لتحافظ علي إحترامك لنفسك ساعيا أن توظف جهدك في معركة قد تكون فيها مساهمتك ذو أثرا في معركة التغيير والمستقبل الذي نحلم به

    ردحذف