الجمعة، 21 يناير 2011

أنا عنصري 2

نعم الاعتراف بالخطأ التاريخي هو بداية التغيير الحقيقي.
نحن لانسعي الي جلد النفس وتعذيبها ولا هي دعوة ذاتية لنوع من الاستغفار المسيحي ليعم الغفران و المحبة كل مفاصل المجتمع.صوت الاناهنا يعبر عن وعي جيل وليس موقفا شخصيا.لذا هي دعوة للاعتراف بالظاهرة علي مستوي الوعي الجماعي هدما لثقافة التكتم والتستر و بناء لثقافة الوضوح والشفافية لبناء جسور الثقةتأسيسا لثقافة التسامح والمساواة.هي نقطة البداية لننظر في دواخلنا لنري كم استطاع الارث المتخلف ان يؤثر في وعينا بصور واعية اوغير واعيةانها دعوة ان نتجاوز ثقافة الحياة اليوميةبسلبيتهابالتأمل العميق في دواخلنا ايقاظا لقيم الوعي المؤلم لنبدأ بتغيير وعي القطيع الراكد وثقافة الجماعةالاسنة.
 فلا احاول دراسة جذور الظاهرة وقراءة اسبابهارغم اهميتها بل كانت قراءة اولية في محاولة لكسر حاجز الصمت المضروب وهدم لموافقتنا الضمنية في عدم المساس والاقتراب من هذه المناطق المحرمة.لذا لا أعتقد ان الطرح كان يخلو من العمق بل قد تلمس مظاهر الداء ووصفه .تمني ان يقود البوست الحوار لمناطق اكثر عمقا وتحليلا اكثر تحديدا لمناطق الدء ولكن هي البدايات لوصف الظاهرة لهدم جدار الصمت وتعرية التابو.   ان العنصرية سلوك منتشر بدرجات متفاوته في كل المجتمعات .الاختلاف يظهر بين المجتمعات المتحضرة و الواعية بالظاهرة وتسعي جاهده لاستئصالهاوتسن القوانيين واللوائح التي تحاصرها وتسعي لتفكيك كل البنيات الاجتماعية الاقتصادية والفكرية التي تكرس للعنصرية.اما في المجتمعات المتخلفة فنجد ان العنصرية تصبح جزء اصيل من الوعي الاجتماعي نصبح تابو يسعي افراد هذا المجتمع تجاهل وجوده والبحث عن التبريرات الساذجة ووضع حواجز تمنع الحديث عنه ناهييك عن معالجته.لاشك لدي في اننا نقع ضمن هذه المجموعة التي لا تعترف بالازمة ولا تري بصماتها في سلوكنا الاجتماعي.كل همنا الان ان نسعي للاعتراف بوجود الظاهرة في واقعنا الاجتماعي اليوم.
لا اتفق بان الزمن كفيل بتغيير بنية الوعي العنصري فعلم النفس الاجتماعي يؤكد ان الطفل يولد غير عنصري و يكتسب هذا السلوك لعوامل اقتصادية اجتماعية وثقافية موجوده في مجتمعه لذا يصبح من الضرورة بمكان ان ان يكون هناك جهدا واعيا و مدروسا لتفكيك البنية التحتية و الفوقية للعنصرية حتي نستطيع استئصالها    الاسئلة التي طرحتهاتؤسس لعدم وجود لوائح او قوانيين تدعو للتفرقة العنصرية في مؤسسات الدولة و لا اعتقد ان هناك من يشك في ذلك ولا اعتقد اننا قد تطرقنا اليها في هذه المداخلة.ان القضية المطروحة اليوم ان مجتمعنا مازال متشبع بالثقافة والسلوك العنصري وهذا حتما سينعكس سلبا في تنفيذ هذه الؤسسات لسياساتها فمثلا ليس هنالك قانون يطالب البوليس بمعاملة المواطنيين علي حسب لون بشرته او جذوره العرقية ولكن كلنا يعلم ان ما يوصفون بالعبيد او اصحاب السحنات الداكنة يلقون معاملة اكثر قسوة وعنفاوابعد ما تكون للعدالة.ويمكنك ان تري كثير من الامثلة في مجتمعنا التي تصبح المؤسسة عنصرية نتيجة للوعي الاجتماعي لافرادهارغم تعارض سلوكهم مع القانون السائد.
اختلف  في مقولة عدم علمية الطرح المجرد الذي يخلو من الارقام و الاحصاءات. ان منهج البحث العلمي يعتمد علي نوعين من الدراسات وهي الدراسات الكمية والكيفية و عادة ما يعتمد علي الدراسات الكيفية في دراسة جذور ظاهرة اجتماعية محددة وهذا مانفعله الان وقد يقود منهج البحث لدراسات كمية اذا دعت ضرورة البجث.مثلا في هذه اللحظة نعكس ظاهرة عدم الزواجلان العريس او العروس فيها عرق ان عدم اجراء بحث كمي لا ينفي وجود الظاهرة ولايقلل من ضرورة طرحها ودراستها علي المستوي الكيفي.
لا نختلف في ان التداخل والندية سوف تقلل من حدة النظرة العنصرية.لكن هذا التداخل من شروطه التوافق في مستوي الوعي والواقع الاجتماعي فكيف سيتم هذا بينن شرائح عرقية تعيش في اطراف المدن متشبعة بالجهل والفقر وشرائح تنال حظا وافرا نسبيا من الوعي وارتفاع مستوي الدخل. بدون جهد واعي لتقليل هذا الفارق فان احزمة الفقر ستزداد فقرا وجهلا وستتضاءل كل فرص التمازج والتداخل.ان النظرة و الوعي العنصري قد يسعي لتعميق هذا الفارق ببذر غوامل عدم الثقة فبدلا ان نري التعاطف مع هذه الشرائح التي نزحت هربا من الحرب وقد انهكها الجوع والفقرنجد دعاوي الحذر و الاستعداء لهذه الشرائح السوداء التي تحيط بعاصمتنا.
اذن لتسهيل هذا التداخل نحتاج لخطة واضحة واردة اجتماعية وسياسية لرفع مستوي معيشة ووعي هذه الشرائح حتي تصبح مقبولة ويسهل تمازجها في مجتمع المدينة
 فالوحدة الجاذبة ليست فقط مطالبة للقوي الشمالية ان تغيير بنيتها الفكرية و الاجتماعية والاقتصادية لتجذب انسان الجنوب بل هو سعي مشترك لتجاوز داء العنصرية شماله وجنوبه فالقوي الجنوبية مطالبة ايضا بالعمل لتجاوز النظرة العنصرية التي تري في اي شمالي صورة المندكورو الجلابي تاجر الرقيق.
بقدر ما نقف ضد العنف العنصري الذي مارسته القوي الشمالية في الحرطوم لكن بنفس القدرضد العنف العنصري الذي حدث في الحرطوم وجوبامن القوي الجنوبية.
ان القراءة الموضوعية للواقع تستطيع ان تري تنامي الغضب الجنوبي نتيجة للظلم التاريخي ولكن هذا الظلم التاريخي و العنصرية المضادة التي افرزتها لن تجعل من العنف الجنوبي اقل بشاعة من العنف الشمالي ولن تجعل العنصرية الجنوبية اجمل مذاقاواكثر استثاقا من العنصرية الشمالية.فالعنصرية سلوك فبيح مهما كانت اسبابه ودوافعه فالعنصري الذي يمارس الاضطهاد علي غيره بحكم سلطته الطبقية لا تختلف عنصريته من عنصرية الضحية الذي يري في الاخريين الا صورة جلاديهحتي وان فهمنا مسبباته.
فأزمة العنصرية ازمة شعب بكل قطاعاته شماله وجنوبه وغربه وشرقه مطالب محاربة التركيبة العنصرية في دواخلنا ومحاريتها عن الاخرين و الوقوف جميعا لتفتيت البنية الفكريةو الاجتماعية و الاقتصادية للعنصرية
ولكم الود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق