الأحد، 17 فبراير 2019

..لمسة محبه... في دروب الوفاء...🌹

🌹لمسة محبه... في دروب الوفاء🌹...

عندما لمست قدماي مطار الدمام قبل أعوم مضت...كنت مكبلا بالاحباط..مختنقا باحاسيس الهزيمه....حيث لم يكن في البال ان تقودني خطاي الى غربة أخرى وانا الذي تجاوزت الخمسين..
وتحركت بنا عربة المستشفى وانا اراوح سهام الهزيمه..فأنا الذي كنت أزعم ان محطتي القادمه هي الخرطوم محرابا  لعشقي..وملاذا بين أهلي وتلاميذي استند عليهم واتزود بجرعات من رحيق الوطن تشبع ماتبقى من العمر...
وبدأ مشوار جديد...فلم ننغلق على احلامنا المهزومه..ولم ندمن الحداد على وطننا المستلب...بل فتحنا قلوبنا وعقولنا لأهل هذا البلد بكل صدق وتجرد..ننشر خبرتنا وتجاربنا حبا وكرامة.. شفاء لمن شكى من عناء الروح..وحرفا لتلاميذنا في قاعات الدراسه ..ويدا تقود متدربيننا في دروب التخصص في علم النفوس.مشرعة قلوبنا وعقولنا مفتوحة بلا إستئذان..قلوبا تسمع لمعاناتهم وقلقهم واحلامهم النبيله وعقولا تقدم لهم عصارة تجاربنا..وخلاصة  ماتعلمنا...وفوق ذاك روحا تشع بالتواصل والموده...فتوفرلهم دارا من الأمان والاحترام...
وهذا الغرس كان بلسم الحياه الذي نفخ فينا روحا جديده تحارب كابوس الانهزام..وتداوي احلامنا المجروحه المنكسره على اعتاب الوطن....
وتمر الايام...واذا بالبذور التي غرسناها...تثمر خيرا ومحبه...تفرهد فيها اغصان التواصل والحنين.....ليصبح تلاميذنا ابناء نسهر مع معاناتهم..ومتدربيننا تطاولت الكتوف..ونحن نشيد معهم بالود والجهد دروب المعرفه ليستلموا الراية من بعدنا..وهم لها لقادرين...
واليوم جالس بينهم بوجه قد تلون بصرامة زائفه...اراجع مقال هذا..واصحح طريق هذا في العلاج...اسابق الزمن بكل حرص لايصال كل ملاحظاتي..ولأداء واجبي تجاههم تعليما وارشادا.
وطلبوا التوقف فجأة..ووافقت على مضض..ووضعت قناع الجديه ليعينني على السيطره على الا ينفلت الزمن..ويضيع في غير التعلم....
وظهر ابنائي وبناتي من المتدربين يحملون كيكة وحلويات احتفالا بعيد ميلادي...
ولحظتها تعطلت لغة الكلام..وسقط قناع الجدية والصرامه..وملأ القلب احساس غامر بالدفء وتبللت العيون بقطرات أخفيتها سريعا حفاظا على هيبة مزيفه قد تهاوت اركانها..وفضحتها مشاعر الموده التي طغت وزغردت فوق المسام....
فخرجت كلماتي متعثره مبحوحه...متناثره...تخنقها المشاعر..
وانا اتمتم بمعوذتي(وايه الدنيا غير.. لمة ناس بخير)..وما أجمل الدنيا عندما تحيط بك مشاعر المحبه.وانت تشاركهم الود والمشاعر..وتدندن في دواخلك(الماعنده محبه...ماعنده الحبه)....
وتعيد البصر..وترفع يدك للسماء ...فيا ربي كم ظلمت نفسي...فقدكانت هنا رحلتي لهذه الديار .يصحبني فيها الالم...ولم
 ارى حينها.. حكمتك...ونعمة وجودي..التي زرعت من الالم ريحانا وعبير.....ومشيئتك التي يسرت لي ان أكون بين هذه الارواح الشفيفه المتعطشه للمعرفه..والمشبعه بروح الود والمحبه...فوجدت فيها تربة خصبة فنبتت ثمارها وتشابكت جذورها مع اصابعي فاصبحت منهم واصبحو مني ليسوا مجرد ذكريات بل أطياف وارواح لن تنقطع أصر التواصل فقد اصبحوا مني كما اصبحت منهم...
..وبينما هم يحملون اطباقهم... ينتظرون كلماتي في احتفاء بذكرى ميلاد لم تعشعش في خاطري كما استقرت هذه الارواح لتنحت في القلب بحروف من نور ومحبه..مواقعهم ..ولساني يسابق قلبي وهو يقول..لقد نجح الغرس ....فما أجمل هذا الحلم الذي ترعرع على انقاض حلم قد ترنح..وشلالات فرح وانتصار لقلب كان مكبلا يالهزيمه...
فلك الشكر ربي
ولكم ودي الذي تعلمون....

مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق