الجمعة، 1 فبراير 2019

🌹.سيكولوجية الثوره..وحتمية التغيير.🌹.

🌹.سيكولوجية الثوره..وحتمية التغيير.🌹.

اتوقع مكالمة يومية من صديقي ليشاركني أفراحه بأخبار الحراك والأنتفاضه.معددا مناطق التحرك وأعدادها.ولا أخالفه عبثا عندما اقول له بل هي ثوره وأصر على ذلك..وأتابع رافضا معيار النجاح بالعدد الذي يحاكم به الثوره..
لذا شعرت بواجب الكتابه ليس من جانب مهني لشرح سايكولوجية الثوره فقط ولكن تخوفا من ان يكون فهم صديقي له أتباعه فيكون خصما على الوعي الذي هو جسد الثورة وسلاحها الأقوى..
ان التغيير هو سنة الحياه لاختلاف احتياجاتنا وتطورها مع الزمن مما يستوجب تغيير معطيات الواقع ليتناسب مع ما أستجد..يتم هذا التغيير بسلاسة في مجتمعات تسمح بذلك حيث للشعوب صوت ووسائل وقنوات للتغيير.ولكن في مجتمعات الكبت والظلم تقمع احتياجات الفرد فتزداد في دواخله رغباته المكبوته حرمانا من الحريه والعيش الكريم و غضبا من عجزه تحقيق النفسي الذي هو سنة الحياه..تقوم سلطة القمع بوضع ابواب لترويض هذا الغضب ومنعه من الانطلاق ببناء متاريس من الحواجز النفسيه من الاحباط وأحساس عدم الجدوى مع جلدا للذات ادمانا للفشل وتشكيكا في مقدراتنا في كسر هذه الحواجز والانطلاق.
لذا تسعى قوى الظلم بتكريس سلطتها بتعميق هذه الحواجر بتغذية سايكولوجية الاذعان لترويض الغضب وقمع سايكولوجية الثوره والتغيير..وتعمل الاتها الاعلاميه والقمعيه بنشر ثقافة الارهاب والتخويف وتعميق قيمة الحلول الذاتيه الضيقه وهدم كل محاولات الجماهير لبناء ثقتها في ذاتها ومقدرتها في رسم تاريخها.
ان الثبات النسبي التى نراه في حركة الشعب لا يستطيع ان يخفي ما تحته غليان يومي وصراع داخل كل فرد بين مشاعر الحرمان والغضب  من جانب واحاسيس اللامبالاه وعدم الجدوى من جانب..
ان علم النفس الاجتماعي عندما يؤكد ان الثوره فعل تراكمي انما يقول ذلك لان قوى الغضب والحرمان الداخلي تزداد بوتائر أعلى مع الزمن من وتائر الاحباط التى تصل ذروتها ولكنها تبدأ في التراجع مع كل جرعة أمل جديده بالتغيير اما تكتسبها من الفكر المجرد او من مواقف عمليه تضيف جرعة بسيطه لميزان الخبرة والثقة بالنفس.
ان مرحلة الثوره تعلن عن نفسها فعليا عندما يصل الغضب مداه فلا تستطيع حواجز السلطه وقيودها النفسيه ان تسيطر عليه.لذا عندما نتحدث عن كسر حاجز الخوف فإننا نشير لعوامل قيد سايكولوجية التعايش والاذعان التي كانت تكبل حركة الجماهير وظهور سايكولوجية الثوره .
التي لات تمثل في كسر حاجزالخوف من التغيير فقط بل فيه نجد تجاوز لسايكولوجية الذاتيه المنغلقه والحلول الفرديه..ونجد تنامي الرؤيه الايجابيه للذات مع تزايد ملموس في احساس الثقة في الجماهير ومقدرتها في رسم حياتها..ان سايكولوجيه الثوره  تجعل من الغضب قوة ايجابية للتغيير يقود الجماهير للامام. هي لحظة سيادة عقلية الجماهير الايجابيه بان المستقبل القريب آتي وان التغيير ممكن ..واننا نحن التغيير. لذا حين ينطلق قطار الثوره فلا مفر من المسير ولا طريق  للسير الا  للامام .
ان قطار الثوره في مسيره سيحمل بقايا من تراكمات السنين من الاحباط وخوف الفشل.لذا لن نستغرب من أحاسيس القلق ومشاعر الخوف ان يقف القطار في منتصف الطريق فنسعى لدفعه وتغذية الأمل بالبحث عن عدد المظاهرات اليوم وضخامة عددها مقارنة بالأمس.
ان عدد من يوجدون في الشارع في كل يوم ليس معيارا لحجم التغيير او ضمان استمراريته رغم أهميته لإرهاب دولة البطش ولإزكاء روح الجماعه..
أن تارجح عدد المتظاهرين بين يوم واخر ليس تيرموميتر لنجاح الثوره او تراجعها.
ان المعيار الحقيقي لتنامي الثوره وحراكها هو تنامي سايكولوجية الثوره من سيادة لمشاعر ضرورة التغيير وبترسيخ ثقة الجماهير بانها قد ستكتب تاريخها بأيديها ولن تهاب محاولات الترهيب والترغيب..
اننا نزعم اننا نرى من ذلك الكثير.ونؤكد ان سايكولوجية الثورة وهي  التي تحكم نفسية شعبنا وتقودها وفي كل صباح تثبت قوتها وعنفوانها..
ففي كل يوم نرى مظهرا من مظاهرها سيادة لجيل الشباب..شجاعة امام الارهاب..ونرى عشرات المظاهر والمبادرات تثبت تزايد الوعي وتراكم سايكولوجية الثوره وتمددها..
..ان سايكولوجية الثوره لن تسمح للغضب من دولة الظلم ان يرجع محبوسا في القلوب بعد ان خرج من قمقمه واصبح وقودا للتغيير..
فلن يعود  الشباب لديارهم بلا مستقبلا يعاقرون الاحباط واللاجدوى وهم يرون سلطة التمكين توزع خيرات الوطن لمنسوبيها و تسرق حقهم في  مستقبل زاهر..لن تعود ربات البيوت لأزمات وصفوف وهم يرون تجار الدين والسلطه يتطاولون في البنيان ولايعرفون معنى المعاناه..لن يعود الشرفاء لبيوتهم خانعين ويتركوا للطغاة و و شذاذ الأرض يدوسون على كرامتهم يرهبوهم بكلمات الوعيد او سيف القتل والأعتقال..لن يعود اساتذة الجامعات لقاعاتهم بعد خرجوا للعالم وهم يهتفون كفي تخريبا للوطن وبايدينا الحلول..ولن يعود الأطباء لمستشفيات تفتقد اي مقومات لانقاذ حياة أهلنا الطيبين..
لن يعود الحال كما كان فقد اعلن شعبنا لن يستمر الحال ولن بعود كما كان فقد قال شعبنا وهو متلبسا بسايكولوجية الثوره
 انه قد  اوان التغيير وقد خرجنا لنكتب  مستقبلنا ولن نعود
لذا...
نقول للشرفاء لاتخافوا ولا يدخل الشك في قلوبكم فان قطار الثورة متم طريقه ولو كره المرجفون .
.ان الحراك له قانونه وحركاته التي قد تسرع وتبطئ احيانا ولكن لا وقوف بعد انكسار حواجز الجمود وبدأ في المسيير  قويا بتماسكه ومحملا بوقوده.
ان  قوته في سيادة الوعي بحتمية التغيير. وقوده هو سايكولوجية الثوره التي تكشف عن نفسها في كل يوم.تزداد وتتنامى. تحول الغضب لطاقة ايجابية تقود قطار الثوره بلا تراجع ولا وقوف...فقط للامام...وستسقط بس
وقوموا لثورتكم يرحمكم الله...

مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق