الأحد، 17 فبراير 2019

زهرة... على أجنحة الفراق

زهرة..على  أجنحة الفراق

عندما دخلت القاعة ....لتقديم اول محاضره في 2008...لم 
يخطر انني لن اكسب تلاميذ وزملاء مهنه فقط..وانني سأكسب بنتا ستكون اضافة لي أسرتي..بنتا لابتسام وشقيقة لملهم وشادي..وريماز
وكانت ماريا.....الغاليه
تعلق قلبها بالطب النفسي...وانفتحت ابواب التواصل...خفيفة الروح مشاغبة كثيرة السؤال...وبعد تخرجها قرعت على ابواب عيادتي ومعها والدها لتحكي عن حلمها في التخصص...ولتبني جسور التواصل بين اسرتها وبين والدها الاكاديمي والمهني كما وصفتني حينها..واحببت ذلك
ولم اكن اعلم ان القدر قد كتب علينا ان تكون أكثر من ذلك...وأكبر..
وفتحت باب دارنا في الهفوف ذات يوم كما فتحت باب قلوبنا من قبل..بعد  ان فرض عليها الزمن ان تفتح ابواب الاغتراب...ولحكمة ربانيه ان يكون مقرها في نفس مدينتنا...
ومنها بدات خطواتها المتعثره في دروب الاغتراب..وخطواتها الراسخه في دروب محبتنا..
وبعفويتها لم تحتاج لاستئذان فدخلت ..وتربعت في قلوبنا وتحكرت...
.فاصبحت جزء من حياتنا ..تدخل لدارنا بلا استئذان كما دخلت قلوبنا..تعانق الجميع بموده وحنينية دافئه...وتغمرني باحاسيس الابوه الدافئه عندما تعانقني قائله(ابويا....صحتك كيف؟)...وتجري لتصنع كوب قهوتها وتعود لتتربع في مقعدها لجواري تهضرب وتناكف تنشر المرح والسعاده وتحكي...عن العمل..قططها..احلامها وحبها لمحمود....ولاننتبه الا والزمن قد سرقنا...ويسرقنا الزمن...ولايسرقنا الملل ويتغير جدول زمنها وتعلم انها لن تذهب لسكنها في تلك الليله فتطلع لغرفتها وتعود وقد استعدت للنوم..ولكننا نعلم ان الحديث سيسرقنا لساعات اخر....
فعشنا معها تفاصيلها وعاشت معنا تفاصيلنا....رتبنا وخططنا معا لتفاصيل دراستها عملها و زواجها...وفتحنا القلوب والابواب لوالدتها الرايعه حليمه عند زيارتها لها وكات ايام سعيدات استطعنا ان نشكرها على اهدائنا بنتا لاسرتنا..فابتسمت حبا وكرامه..
اليوم تغادرنا ماريا لايرلندا..كم نحن سعيدين لها وهي تخطو اول خطواتها في دروب حياتها العمليه..ولكن في القلب حسره ...وتتبلل الماقي........لن تكون الهفوف كما كانت بدون مريومه...وستفتقدها ليالينا...وايامنا..وسنفتقد جلساتنا وحواراتنا ضحكتها وجلستها..واتكاءتها وهي تحكي..واستيقاظها منكوشه الشعر..وعفويتها وتساؤلها الحبيب(ابويا ..صحتك كيف)...عزاءنا باننا  نعلم مادمنا على هذه البسيطه سنلتقي..وسنطوع دروبنا لتتقاطع..وسنشد الرحال لنصلك..وسنفتح دارنا في كل عام في انتظارك...وسنتابع تفاصيلك اليوميه من على البعد ولن يغيب صوتك الحبيب من مسامعنا...فانت اليوم قد اصبحت منا ولا فكاك..فلوكانت اوراقك الرسميه..ماريا جمال سلامه...بنت حليمه صالح..لكن في الحقيقه فان قوبنا قد عمدتك ماريا مجدي اسحق بنت ابتسام اسماعيل..
بنتي الغاليه في كل خطوه سلامه...في وداعة الله الذي لا تضيع ودائعه...
لك حبنا دوما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق