الجمعة، 1 فبراير 2019

....الإضراب الشامل من المحرمات التي لا نقربها..🌴

🌴الاضراب الشامل من المحرمات التي لا نقربها🌴

طالعت بيان الزملاء من لجنة الاطباء المشتركه بالدعوه للاضراب الشامل في حالة التعدي على حرمات المستشفى وتعرض سلامة الطبيب والمرضى للخطر.
أحب ان اؤكد اختلافنا المبدئي مع هذه الخطوه استنادا على عرفنا وتقاليدنا النقابيه وايماننا بأخلاق المهنه التي تعصمنا من الوقوع في ذلك.
يجب ابتداء التمييز بين الاضراب عن الحالات البارده التي يمكن ان تنتظر ولا تؤثر على حياة المريض والاضراب الشامل الذي يعني الاضراب عن الطوارئ والحالات الحرجه الذي قد يقود لتدهور حالة المريض وربما الوفاه.
نحن لا نرفض حق الطبيب في الاضراب عن الحالات البارده..ولكن نرفض قطعيا الاضراب الشامل الذي يعرض حياة المريض للخطر ونرى انه نهائيا لا يوجد مبررا عمليا او أخلاقيا يبرر ذلك.
لذا نقف مع مبدأنا الثابت ان الاضراب الشامل خطيئة نرفضها ومن الكبائر التي لا نقربها.
ابتداء يجب التأكيد اننا نفهم تماما دوافع زملاءنا النبيله وهم يتخذون هذا القرار والواقع المرير والمزري الذي جعلهم يصلون لهذه النتيجه ولا شك في دواخلنا ان صحة المريض وسلامته كانت في قلب موقفهم والمحرك الاساسي لهذا القرار.
اولا.... لا يختلف اثنان ان سلطة الانقاذ التي تطلق الرصاص في داخل المستشفيات والغاز المسيل للدموع داخل العنابر ليست حريصة على صحة المريض ولا صحة الطبيب ولايهمها اذا ابادت مستشفى كامل لتستمر على السلطه بل لا يرف لهاجفن وهي تبيد شعبنا كله لتجلس على مقاعد السلطه.
ان  توفر الجو الآمن للاطباء لاداء رسالتهم وانقاذ مرضاهم ضروره موضوعيه لا يجادل فيها أحد..وان مطالبة الأطباء بتوفير الأمن في داخل المستشفيات ضرورة لايستطيع حتى مكابر ان ينكرها.
اختلافنا هو بين طلب توفير الامن حيث هو حق أصيل لتوفير الخدمه العلاجيه وبين الاضراب حيث هو موقف نقابي احتجاجي او مطلبي لتحقيق هدف ما.
اننا نؤمن ان في حالة عدم توفر الأمن وهي حالة زمنيه قد تطول او تقصر ان ينسحب الأطباء من موقعهم والانتظار حتى تقوم ادارة المستشفى بتوفير الحماية والأمن لهم بعدها يعودون لممارسة عملهم وانقاذ حياة مرضاهم..اذن هي حالة توقف مرحلي مربوطه بتوفير الحمايه ليستطيعوا تقديم الخدمه وليس توقفا زمنيا يمتد وقد يتجاوز مرحلة توفير الأمن والحمايه.ولا يسعى  لتثبيت موقف او مطلب عدا ذلك...في حالة فشل الاداره في توفير الأمن والحمايه يصبح القرار هنا قرارا من الادارة بأغلاق المستشفى لعدم توفر بيئة العمل وليس قرار اضراب من الأطباء او رفضا للعمل.
ان الاضراب هو وسيلة ضغط ناجع ولكن اخلاقيا لا يمكن ان نستعمل ارواح المرضى كوسيلة ضغط لتوفير بيئة مناسبه لانقاذ ارواحهم..فلا يستقيم منطقا ان نصارع لتحقيق هدفا بينما نحن نهدمه في طريقنا وفي وسائلنا لتحقيق ذلك.
عدم استعمالنا لسلاح الضراب الشامل لا يعني ان نركع للظلم او نستسلم لارادة البطش فالاضراب من الحالات البارد..والوقفات الاحتجاجيه حق من حقوق الأطباء بل حتى الوصول لدرجة الاستقاله من العمل لاستحالة تقديم الخدمه..كل هذه حقوق لا يشكك فيها أحد وأسلحة مجربة لموجهة صلف السلطات ولحماية مرضانا وزملاءنا في المهنه.
الاعزاء
أعلم ان حروفي ستغضب البعض ولن تجد القبول من بعض الزملاء الذين لا أشك في دوافعهم ولا أقلل من الواقع الذي جعلهم يتعاطفون مع خط الاضراب الشامل ولكن اسمحوا لي ان اختلف وهدفنا واحد وقلبنا واحد هو خدمة مرضانا والحفاظ على ارواحهم..لذا هي كلمة علينا ان نقولها وان نكون مبدئيين فيها ولو على انفسنا ورفاقنا... نحاسب انفسنا نصحح اخطأءنا عندما نعلمها ونغير مواقفنا عند نجد ان غيرها يحقق فائدة أعم وضررا أقل..
أحبتي..وزملائي
في لجنة الأطباء المشتركه أخاطب قلبكم وعقولكم على ارضية تقاليدنا النقابية واخلاق المهنه التي نؤمن بها وبأسم أهلنا الطيبين الذين يكفيهم بطش الانقاذ وظلمها ان تعيدوا النظر في قرار الاضراب الشامل..وان يعدل لانسحاب من مكان العمل حتى يتوفر الامن لاداء رسالتكم الساميه..
ومعكم دوما في معركتنا الشريفه لبناء وطن فيه الامن والحريه والحق في العلاج لاهلنا الطيبين
ودمتم..

د.مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق