السبت، 9 فبراير 2019

🌹ورود ..في عشق الوطن🌹

🌹ورود ..في عشق الوطن🌹

لم تطاوعني الحروف لأكتب ورود من جرح الوطن رغم انها بشائر أطلت من بين الجراح والألم لكن الحقيقه  انها ازهرت   على تربة الثوره وشربت من ندى التغيير لتفرهد ويقوى عودها باليقين والأمل..
هل أستفتح حديثي  مدندنا باننا شعب جميل ومختلف ..أخشى ان اتهم بالتعنصر ..ولكن هل اخفي   مقالي ام أنكر إفتخاري وانتمائي  لشعب جميل كل يوم اتعلم منه ويدهشني  ...
هل  اخفي أنحيازي للثوره... .وكيف استطيع ويكفيني انبهارا رغم انها لم تصل لسدرة منتهاها بعد ولكن في مسارها احضرت معها إكسير الحياة والأمل..
لذا قررت ان اترك لحروفي الانسياب وأترك لكم حرية الحكم وكلي ثقة بانكم  ستسبحون وستقولون لشعبنا ....ما أعظمك..
في ازمان التغيير والثوره يتغير ايقاع الزمن..ويختفي امان الوتين والثبات... فيصاب الناس بكل انواع الاعراض النفسيه من اكتئاب واحباط وقلق وخوف في تفاعلهم مع موج الحياة المتسارع وضغوط الاحداث وتبعاتها..
لذا كنت في انتظار اتصالات  متزايده من أحبتي الذين أتشرف بمتابعة احوالهم..مترقبا فيضا من همومهم  واصواتهم تشتكي من التدهور وتحاصرهم علامات الانتكاسه..لكن لفرحتي فوجئت بالعكس ...سيلا من الاتصالات..والبشريات التي تحكي عن التماسك و التحسن..قانونه الشفاء في زمن الثوره... وأنا في نشوة وانبهار أرتل و أقول ياربي نعماك كم ورود جميله ازدهرت من بين الجراح.
لذا أحببت ان أشارككم هذا الفرح من ينبوع هذا الشعب الجميل وكيف صنع من الثوره اكسيرا للحياه..وكيف صار الأمل ترياقا ضد أمراض مزمنه تابعتها سنينا فرايت ماجرى لها من تحول فرض علي الانحناءه لشعبنا وترك  الفرصه لقلمي ليرسم لكم جزء من صور هذه الورود الباسقه....
ابتداء احكي لكم عن  وردة حمراء ازدهرت وانا ارى كمال يتصل بي ويقول لي..( أفكر في ترك العلاج)... أتوتر وتدور في مخيلتي صورته وهو يذرف الدمع يبكي حاله ويلعن الفقر وكيف انه يبحث عن عمل يتناسب مع خبرته ومؤهلاته..ولم يكن الوطن بعيدا من القلوب ولكنه لم يكن من الحلول.فكان يبكي سجن الاغتراب ولا اجد ما اقدمه سوى أقراص تهدئ التوتر ولاتمس جراح الحنين.....فيواصل ولايتركني لهواجسي (يا دكتور فرجت باذن الله.. الناس ديل خلاص حيفوتوا ..والله راجع.راجع...خلاص راجع  اقعد في ساقيتنا.... لا جازولين يتوزع بينات اب دقون ولا سلفية البنك دايره واسطه...كلنا سوا...يازول بلدنا ورجعت لينا ...)...(والله من يوم الوليدات حتى في الحله طلعوا يقولوا سقطت بس شعرت نفسياتي اتغيرت ..والغربه مسخت لي وبقيت داير الرجعه الليله قبل بركه وبقيت لا مقلق على الوظيفه ولا في خوف ما يجددوا لي..والله بقيت متمني يرفدوني ووالله كان ماكان خايف منك حبوبك بتاعت النفسيه كان وقفتها.)..(والله انا بقيت اهتف معاهم هم يقولوا تسقط بس...... وانا اقول نرجع بس)...فابتسمت وسقطت دمعة محبه..
 وردة زرقاء لياسر الذي كنت انام واستيقظ في كابوس انه سيقتل نفسه ذات يوم.رافضا العلاج يكتفي منه بجلسات في اجازاتي او على التلفون حين اكون بعيدا من الوطن...وأي جلسات هي مجرد كلمات معدودات وانهارا من الدموع تغسل جسمه النحيل و تحكي موقف اغتصاب قبل 20عاما من امام جامع الحله وهو صغير ارسلوه مع رفاقه لدروس التحفيظ فما كان الا ان  حطم طفولته وقتل براءته وزرع مكانها حقدا تجاه كل شئ...حتى  ابويه لانهم ارسلوه لهذا المصير..وللمجتمع الذي يبجل هذا الرجل..وللدين الذي لم يمنع هذا الذئب...فعاش يؤمن انه لاعلاقة له بهذا البلد..ولا بالناس ولا بالدين.... وانه سيبدأ حياته بعيدا عن كل هذا...ولما فشلت كل محاولات الهجرة اصبحت حياته هروبا بين المخدرات والكحول....وعند استفاقته تهدر شلالات من الحزن والدموع يرثي بها حاله....كم فوجئت بنبرة صوته وهو يحكي ويقول بصوت متزن...( يا دكتور ياخي الناس ماكلها واحد..واظن الدنيا لسه فيها  خير..شفت الناس هرشوا الامام الكان عاوز يشكر الكيزان ..خلاص الناس بدت توعي وما في دقن حتغش ليها زول  ..والغريبه لسه في ناس متدينين ومابرضوا الظلم.)...وسكت ..لارى بشائر الامل لاول مره تظهر في حياته وسقطت دمعه واحده ولكنني انا الذي لم استطع حبس دموع الفرح...
وورده اخيره لعبدالرحيم الذي ادمن القلق والسهر يتصل  في انصاف الليالي فقد اصبح ليله نهارا فلا جفن يستكين رغم انواع العلاجات ليبشرني  ضاحكا وانا الذى لم ارى في جهه يوما الابتسام..(والله القلق بقى احسن.... وانا ذاتي البقلق ليها شنو  قاعد وماكل وشارب ...شوف الاولاد الشباب والبنات طالعين وشايلين روحهم ما شايلين هم حيرجعوا بيتهم ولا لا ..ياخ شفت البنيه الرجعت ليهم البمبان ياسلام ياخ....ياخ النوم ما اتصلح...وكده احسن اساهر بي مزاج اتابع الثوره واخبارها...وجدعت علبة حبوب النوم وخليتها تسقط ..وبس )....
ولم اشعر سقطت دمعة فرح واندهاش....
فياقبيلة الطب النفسي..
اتركوا الأدوية والعقاقير....
وتعالوا لوطني.... وانهلوا من معين الثوره فهناك اكسيرا يسمى الأمل..ترياقا يشفى من مشاعر الاحباط والقلق والتوتر...
ويا أبناء شعبي
قوموا لنهر الثورة ....وأقترفوا منه...رشفات..فيها شفاء للروح ستجدونها منبعا للسعادة لا ينضب و ترياقا يغسل أحزان الزمن القبيح .....تفتح مشارف الروح للغد الزاهر الوضئ

مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق