الجمعة، 24 مايو 2019

🌹التفاوض.التعنت... وسايكولوجية العسكر🌹

🌹التفاوض.التعنت... وسايكولوجية العسكر🌹
تعثرت المفاوضات وإنطلقت المباضع تقطع و تشرح في جسد المجلس العسكري تبحث عن مركز الداء.
فبين أعراض تسمم بجراثيم الدوله العميقه التي تركت بصماتها.. وطفح من الإحتكاك بمصالح دول الجوار وزعيمة الإستكبار.
لكن مشارط التحليل قد اغفلت جرثومة مهمة في جسد المجلس العسكري الا وهي سايكولوجية العسكر التي لا أشك مع غيرها من الجراثيم قد ساهمت في ظهور أعراض التعنت والجمود.
إن العسكرية في جوهرها مؤسسة خاصة تعتمد في تحقيق أهدافها على العنف والتدمير. إن تناقض الطبيعه الإنسانية مع العنف تستدعي ان لم نقل تشكيل تركيبة العسكر السايكولوجيه ولكن بالضرور في حدها الادنى تهيئتهم لهذا الواقع الجديد.
وهي وسائل تحتاج لتجهيز خاص وإستعداد للقيام بها.
لذا في كل الجيوش نجد إن الخطوه الأولى في الإنضمام لها هو التدريب المكثف الذي يستهدف تطويع الذات بتجريد ألفرد من تركيبته المدنيه وإلباسه السايكولوجيه العسكريه في عملية إستلاب وتحوير لا تخفي على أحد.
إن عسكرة الذات المدنيه تسعى لتحقيق هدفين هما تقديس روح القبيله العسكريه وتمجيد تقاليدها والتعالي على الذات المدنيه مع تضخيم سلبياتها.
تبدأ عملية الإستلاب وعسكرة الذات المدنيه قبل بدأ برنامج الإعداد الفعلي..فالأسم يفتح الباب لذلك فالمقبولون يبشرون بإختيارهم في (مصنع الرجال) ولا يخفى الرسالة الذكوريه الصارخه التي تمجد الرجولة وتستبطن القوة والعنف وفي نفس الوقت ترسل في دواخلها رسالة مسمومة بوسم المجتمع المدني بسمات الضعف والأنوثه التي تحتاج لإعادة الصناعه حتى تكتمل رجولتهم ان لم نقل تصنع من جديد.
لذا ليس غريبا ان نجد اولى خطوات الاستلاب يصاحبها التركيز في تطوير القوة العضلية والجسديه...
ويبدأ برنامج مكثف في كسر الذات والانا مع تقديس التراتيبية وإلغاء التفكير المستقل وطاعة الأوامر.. يصاحب ذلك تضخيم قيمة الإنتماء لقبيلة العسكر مع التعالي والسخريه من الإنتماء للمدنيه. تغرس في العقول وتتشكل سايكولوجية جديده تؤمن إنها قبيلة (الضبط والربط) وماعداها هي قبيلة التسيب والإهمال. لذا تصبح من أكبر التجريح والإهانة أن يوصف الفرد العسكري بأنه (مدني)... لذا لا نستغرب عندما نجد ان تقاليد العسكر منذ ان يبدأوا وهم طلبه عدم ركوب المراكب العامه فهم درجة أعلى. نجدهم في بلادنا لا يقفون في الصفوف.. تفتح لهم الأبواب.. تطوع لهم القوانين ليصبحوا مخلوقات من نور والمجتمع من جماعات من طين وتراب.
هذا التنميط والإستلاب يجعل العسكر أكثر إنتماء لرفاق السلاح كأخوة جديده بغض النظر عن إختلافهم وأكثر تقديسا للسلطه التراتيبيه التي تصبح جزء من ذات الفرد قوته وهيبته الإجتماعيه مما يصعب التخلي او التنازل عنها.. لذا يصعب من أقسى العقوبات هو التجريد من الرتبه أو التخفيض في الرتبة والسلطات
إن هذا التركيب السايكولوجي الذي أفرز مفاهيم ضعف الثقة في المدنيين وصعوبة التنازل عن السلطه قد يفسر جزء من تعنت المجلس وتعثر المفاوضات.
هذا الإستلاب السايكولوجي حتما قد خلق حاجزا في التواصل بين سايكولوجية العسكر والمدنيين..لذا يتطلب من قوى الحريه ان
تستوعب هذه العوامل فتعيد صياغة لغتها ومراجعة أساليبها لتتناسب مع هذا الواقع..
إن الحلول للخروج من هذا المحك التاريخي تقع في دائرتين لا ثالث لهم أما تصعيد المعركه السلميه وتنفيذ سلاح الاضراب العام او فتح أبوابا جديده للتفاوض..
لا أعتقد أن هناك عاقلا الان يطلب من الثوار عدم الاستعداد لمعركة الاضراب العام بعد تعثر المفاوضات.. ولكن ليس هناك مانعا ان نحاول فتح ابواب تفاوض جديده فإن إستجابوا فحمدلله وبذا نكون قد كفانا الله شر القتال والمعارك فالخاسر في التطويل هو الوطن.
إن اي محاولات تفاوض جديده يجب ان تختلف فيها اللغه وتختلف العروض حاملة معها سايكولوجية العسكر وتركيبتهم حتى يسهل التواصل معهم والقبول.
إستنادا على ذلك أرى ان هناك دربين أولهم ان يقبل برهان بالإستقاله ليصبح رئيسا مدنيا لمجلس به غالبية مدنيه... او درب ثانيا ان يستمر عسكرياو وزيرا للدفاع و رئيسا للمجلس العسكري الذي يستمر بدور جديد تتحدد صلاحيته بالإشراف على الأمن وتنفيذ برامجه تنفيذا لموجهات مجلس الوزراء مع أن يتم تكوين مجلس سياديا مدنيا بنفس صلاحيات المجلس العسكري المنصوصه مع تمثيل محدود للعسكر فيه.
هذا الأقتراح قد لا يكون الأمثل أو الأفضل ولكنه محاولة للنظر للواقع متجاوزا العوامل السياسيه والايديولوجيه ومحاولة استكشاف العوامل الذاتيه التي قد تساعد في بناء جسور الثقه.. ومحاولة استكشاف لغة تكسر هذا الجمود.
حاشا ان تكون هذه القراءه تخذيلا من الاستعداد للإضراب العام ولا تخوفا من نتائجه.. ولكنها دعوة أساسها إن المعارك والتأخير ليس في مصلحة شعبنا والمستفيد الوحيد هم خفافيش الظلام يصطادون في المياه العكره وينظمون فيها صفوف جيوش الظلام ونحن مستلبين في معاركنا.. لذا نسعى بكل جهدنا ان نثقب ثغرة في حائط التعنت حتى نجد منفذا للضؤ ليطرد الظلام ويبشر باستشراق صباح الحريه والسلام
مجدي إسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق