الجمعة، 24 مايو 2019

🌹سايكولوجية... التفاوض والتناز


🌹سايكولوجية... التفاوض والتنازل🌹
يعتقد البشر ان الحل الامثل لاي اختلاف هو قبول طرف لرأي الاخر.
اثبت علم النفس الحديث خطل هذه الفكره. حيث وجدوا ان 70٪من الخلافات الزوجيه تعيش مع الأزواج طيلة حياتهم بلا اتفاق حقيقي. ان صعوبة ايجاد القبول يقود بعض الاطراف لاستعمال عوامل خارجيه من قوة وترغيب للوصول لإتفاق ظاهري وغير حقيقي. وجد علماء النفس ان هذه العلاقات رغم حسم العلاقات ظاهريا ولكنها علاقات غير صحيه بها كثير من المشاعر السالبه وأحاسيس عدم الثقه في الاخر.
لذا يعتمد علم النفس الحديث على سايكولوجية التنازل والتفاوض التي وجد انها تخلق علاقات صحيه أكثر توازنا وثقة في الاخر.
ان سيكولوجية التنازل والتفاوض تؤمن إن الازمه هي حين نؤمن بضرورة سيادة رأي أحد الاطراف مما يخلق حالة من عدم التوازن نتاجا لفوز أحد الاطراف وخسارة الآخر... . لذا فهي تتبني فلسفة مختلفه تستند على كيفية التعايش مع الرؤيتين في نفس الوقت لتخلق حالة فوز عند الطرفين.
إن سايكولوجية التنازل والتفاوض تقوم على اربع مراحل. المرحله الأولى وهي القبول بالأخر وإحترام حقه ان يكون له رأي او مصلحة مختلفه.. المرحله الثانيه ان يحدد كل طرف ابعاد القضيه المختلف عليها فيحدد ماهو جوهري فيها وماهو ثانوي.. المرحله الثالثه هي ان يتم التبادل وقبول كل طرف للجوانب الجوهريه عند الاخر ما أمكن ذلك مع مساحة ان اعطيك واحده وتعطيني مثلها. المرحلة الرابعه القبول باستمرار التحاور في الجوانب الثانويه.. واستمرار مساحات التبادل بدون ضغط وبدون حاجز زمن.
يؤكد علم النفس ان القضيه التي تبدأ بقبول 30٪ من القضايا الجوهريه عند الاخر تفتح مساحه من الثقه والقبول للاخر تسمح بالوصول لصيغة التعايش الصحي والعمل الايجابي مما يساهم في تقريب نقاط الاتفاق بتسارع ملحوظ.
احبتي
أذا نظرنا الي قضية الخلاف في دور الجيش في مستقبل الوطن سنجد التعامل المغلوط الذي حتما سيقود الى الفشل.
يقف المجلس العسكري مع ضرورة دور سيادي للجيش وتقف المعارضه مع دور سيادي لسلطة مدنية الجيش جزء منها. واضح تمترس كل في موقفه مطالبا الآخر بالرضوخ لرؤيته. من المعلوم إن الجيش سيسعى بالترهيب والترغيب فرض رؤيته وتسعى المعارضه بقوة الجماهير فرض رؤيتها وبغض النظر لمن ستكون الغلبه فالمحصله ستكون مكسب طرف وخسارة الآخر مما سيقود لبروز المرارات وازدياد عدم الثقه..وسيكون هذا الحل هو قنبلة موقوته توترا في العلاقات وستجعل من الانقلابات شبحا سيعشعش في واقعنا السياسي القادم لعهود.
لذا يصبح الحل الوحيد هو الاستناد للمنهج العلمي في سايكولوجية التنازل والتفاوض لنتجاوز هذه الازمه.
إبتدا يجب ان ندخل التفاوض وفي عقلنا اننا لانسعى لخلق واقع احد اطرافه يكسب كل شئ والاخر صفر اليدين.
بعدها نبدأ بتبيطق المنهج حيث يجب في المرحلة الاولى تأسيس مرحلة القبول حيث الجيش يقبل حق الشعب في السياده على جهاز الدوله ومستقبل الوطن... وان تقبل المعارضه حق الجيش في دور سيادي وحوجتها له كشريك في تثبيت هيبة الدوله والقانون في ظل نزاعات مشتعله ووجود جماعات مسلحه ومنفلته.
المرحله الثانيه هي تحديد ما هو جوهري لكل طرف فأعطاء الجيش حق الدور السيادي التشريفي.. واعطاءالسلطه المدنيه ادارة الدوله.. والاتفاق على سلطه جماعيه لاعلان الحرب.. وحصر ماغير ذلك. .
المرحله الثالثه تقوم على تبادل قبول القضايا الجوهريه للاخر ومقايضة ما لا نقبله.. المرحله الرابعه نسعى فيها لتأسيس آليه لاستمرا التحاور وفي حالة ضرورة حسم قضية في وقت ما يمكن الاحتكام لمجلس القضاء كمرجعية محايده..
ان سايكولوجيه التنازل والتفاوض رغم وضوح خطواته لكن تحتاج لجهد القبول بحق الاخر وان لم نقتنع بدوافعه لأن استمرار الاختلاف الصحي افضل من قمعه وخلق شروخ وازمات أعمق واسوأ اثرا.
احبتي
فلنرسلها رسالة واضحه للمعارضة والجيش بانهما مكملين لعملية الثوره... ولن نصل لفجر الخلاص ونصفنا معطوب او مرغم على المسير... يجب الاعتراف بانه من الصعب الوصول لوضع يرضي الطرفين... لذا فلنبدا تطبيق سايكولوجية التنازل والتفاوض فهي المخرج الوحيد الذي ليس فيه مهزوم و سيجعل كل طرف يخرج منتصرا ولو بمقدار.... وسنبني جسور الثقه والتواصل الوطيده التي ستقودنا لبناء دولة الحريه والمؤسسات
مجدي إسحق أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق