الجمعة، 24 مايو 2019

🌹ياصديقي.. إن للثورة رب يحميها🌹

🌹ياصديقي.. إن للثورة رب يحميها🌹
هاتفني صديقي وهو يهتز قلقا من بوادر اختلافات وتراشق بين قوى الحرية والتغيير.
فقلت له مطمئننا وواثقا.. ( إن للثورة رب يحميها).
إنناعندما نقول ذلك ليس إيمانا صوفيا بلا عمل ولا نتمنى على الله الأماني بل وثوقا باننا عقلناها ثم توكلنا عندما جعلنا من إيمان شعبنا ووعيه مصدر قوتها واستمرارها فعلمنا انه لن تنالها الشروخ والترهل.
ان وعي شعبنا الذي تراكم من تجارب وتضحيات هو الذي يقود مسارب التغيير وما تفعله قيادتنا سوى انها تلهث لتلحق به... فحين تنجح ستجد القبول والرضا وإن تخلفت فسيتركها تيار الثوره منطلقا وسيخرج من رحم الشعب القيادات التي تعبر عنه حقيقة..
لذا فقيادتنا لست صنما نعبده.. ولا بقرة مقدسه لا نقترب منها بل هي من الشعب وإليه ان اصابت استحقت زمام المبادره وان أخطأت فأبواب التعلم مفتوحة.. وإن أدمنت الخطأ فسيتركها تيار الثوره وينطلق في مساره لايلوي على أحد.
ياصديقي
إن الخطأ الناتج من فشل لايمكن تجاوزه بعد ان إتبعنا المنهج المقبول والتطبيق الموضوعي يكفيه الإعتذار ليغسل مشاعر الإحباط والغضب. لكن الخطأ الناتج من فشلنا الإلتزام بمنهج مقبول وأبجديات العمل وقوانينه لا يكفيه الاعتذار ولايغني من جوع.. بل يستوجب اولا إكتشاف أسباب عدم التزامنا بقوانين المنطق منهجا وتطبيقا ثم رسم الادوات والقنوات التي تمنع تكراره والإلتزام بذلك.
ان ما أطلق عليه تجملا (ارتباك) هو في الحقيقة أخطاء في المنهج والتطبيق.. تمثلت في مفارقة منهج أدب الاختلاف ومفارقة التطبيق العلمي الذي يلتزم بالمؤسسيه الهياكل... لذا فلا نقبل حروف الإعتذار المنمقه الغير مصحوبة بالعمل والتحليل العميق.
إن مفارقة أدب الإختلاف كانت واضحه في عدم إحترام الاخر والتراشق بالصفات كما فعل السيد الصادق المهدي ومحاكمة النوايا كما فعل تجمع المهنيين والحزب الشيوعي..
اما غياب المنهج فظهر في عرض وثيقة لا يستحي أصحابها ان يعلنوا انها مليئة بالثقوب للإستعجال في طرحها وبين من لم تتضمن ملاحظاته واخر لم تعرض عليه واعلن انه لم يراها.
إن أدب الإختلاف وقانونه المقدس ان نحترم الشخص ونختلف على الفكره.. وإذا أختلفنا فاننا نناقش جوهر الفكره ولا نحاكم النوايا..
وقد سقطت قيادتنا في ذلك بلا شك في تراشق وتوصيفات لم نتوقعهم ان يقعوا في دركها.
إن فشل التطبيق تعكسه إنعدام الشكل المؤسسي الذي تمت به إصدار الوثيقه ففتحت الباب لإستعجال إصدارهت وعدم إضطلاع البعض عليها.
هذه الأخطاء فتحت الباب لنوعين من التيارات السالبه.. اولهم من خفافيش الانقاذ الذين ما صدقوا ان توفر لهم قيادتنا في صحن من ذهب هديه تشكك في ثورتنا وقيادتها.. وثانيهما من أبناء الثوره الذين لم يتجاوزوا عقلية التنافس والتناحر ليرسلوا سهام مسمومه على رفاقهم في مركب الثوره تخوينا ومحاكمة لنواياهم..
ان الإعتذار لن يجعل الارض تزدهر قمحا وحسن النوايا والوعود لن تمنع تكرار الخطأ.
إن الاعتذار يجب ان يصاحبه الجلوس على الارض ومحاسبة النفس والإلتزام بميثاق شرف يقنن لأدب الإختلاف فيوحد المنابر.. ويوقف التصريحات.. يمنع التخوين و محاكمة النوايا.. وان يحاسب كل فرد او فصيل لايلتزم بهذا الميثاق.
في مستوى التطبيق لا مفر من الرجوع لأبجديات العمل... بان تشكل سكرتاريه لصياغة اي قرار وان لا يتم الاعلان عنه حتى يتم التوقيع عليه من الجميع.
هذه ليس متطلبات عصية التحقيق.. ولا أفكار عبقرية لم تخطر على قادتنا.. ولكن تجاوزها كان خطيئة مهما كانت مسبباتها.
نعم قد يعفو شعبنا عنها اليوم.. ولكن حتما لن يغفر تكراراها
فياقادتنا..
تعالوا لكلمة سواء
ارجعوا لقواعد العمل ومواثيقه المقدسه من المؤسسيه إحترام أدب الإختلاف فإن فعلتم وهذا عشمنا وحسن ظننا فيكم.. فستكونوا بحجم هذه الثورة وعظمتها.. وستكونوا كسبتم شرف قيادتها حبا وكرامة.
لكن ان تراجعت خطواتكم. وتقاصرت قاماتكم وتكررت(الإرتباكات) والبيانات الفطيره فسيتجاوزكم شعبنا ومن رحمه ستخرج قيادة بجمال الثورة ووعيها... فالثوره لن ترتهن نفسها لقياده.. ولن تصنع أصنام لتعبدها بل انتم قيادتها لأنكم أبناءها وشرف الأبوه ان تحفظوا للثوره أدبها وتقاليدها..وعظمتها.. تتعلموا من اخطائكم لتنالوا شرف قيادة ثورة سطرت اسمها في صفحات التاريخ بحروف من نور.. .
مجدي إسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق