الأحد، 13 نوفمبر 2016

🌱جراح الوطن..وجرح على وجه كارديف المدينه التي أحببت (2)


🌱جراح الوطن..وجرح على وجه كارديف المدينه التي أحببت (2)🌱
الاعزاء
ازمتنا حتى في المنافي...هي امتداد لأزمة الوطن العميقه ....أحبتي ..الازمه في أدب الاختلاف.......فلا نبحث بعيدا..
فكبر العدد يعني القوه ولايعني الانقسام
التباين السياسي هو اثراء للرؤي.ولا يعني التشتت.... اختلاف الثقافات....والاعمار..والمصالح..هو رفدا لجسم الجاليه بالتنوع وليس خصما عليها.....
الازمه الحقيقه في كارديف ليس الاختلاف بل هو الفشل في ادارة الاختلاف بعد ان اصبح له طابعه الشخصي....وكيف صار لكل موقف جناح لا يرفض الفكره..بل يرفض صاحب الفكره في شخصه.
الأزمه عند نرفض الاخر...ونحاكم دواخله..ونستنج ماهي دوافعه...نشوه تاريخه..ونشكك في نواياه المستقبليه.
الازمه عندما لا نرى كم ساهمنا في تعميق الاختلاف.وشخصنته ..فلانرى مسئوليتنا مهما كبرت أو قلت .. بل نرمي كل اللوم على الاخر.....
الازمه عندما نصمت من قول النصح...خوفا من الانزلاق في مرمى التراشق..فينالنا من رذاذها.
الازمه عندما لا نجاهر بالنقد والتحليل..والنصيحه حتى لا نحسب من الجناح المضاد.......قد نحاول وضع المساحيق ولكن وجه الانشقاق الكالح حتما سيظهر في مواقف متباينه...ومناشط متناحره..ومتنافسه.....
لن تحل أزمتنا بالاماني ولا بالتقادم...بل اذا لم تعالج ستتعمق مع الزمن...ستصبح اللغه هي لغة الازمه سننتقل من كلنا...الي هم ونحن..وسيستمر التشذم والاستقطاب...
الاعزاء...
تعالوا لكلمة سوا.....
ليس هنا مقام توزيع اتهامات
ولا مقام البحث عن كبش فداء
بل هو مقام صدق..ومقام البحث عن العله الحقيقيه..وموقع الداء...وازعم انه يتجسد في. فشلنا في أدارة اختلافاتنا........ لتصبح صراعا..والصراع يخلق دوما جراحا...يترك في القلب حسره ويبني جدارا من المرارة وعدم الثقه.
الحل ان تكون لنا الشجاعه في الاعتراف جميعا بالخطأ..ولا أبريء نفسي.....لا يهم.من بدأ بشخصنة الصراع..او من جاراه...أو من صفق لهم..ومن وقف صامتا خوفا من العواقف.
لا يهم اين كان موقفك...وأين كان موقف فلان.واين كان موقفي.....
المهم كلمة من القلب...صادقة تتجه نحو القلب...بايادي بيضاء ونفوس صافيه...تؤمن بثقافة الأعتذار....الكل يحمل قلبه في كفه ويعلن اسفه بانه كان له دور فيما حدث صغر او كبر..ولا يبحث الا عن رضا النفس اللوامه الباحثه عن العفو المغفره من الاخرين.....
التي تتألم..وتندم انها قد مست مشاعر الاخر بقصد..ادون قصد....هذا هو بيت القصيد الذي يجب علينا كلنا الرحيل نحوه.واليوم قبل غدا
الاعزاء
.....أي شيء اقل من ذلك هو حرث في البحر..ومتابعة الاماني والاحلام....فمن يظن ان الانقسام الي جاليتين سيطفئ نار الاختلاف فهو واهم...وغدا سيختلف كل فريق في داره..وسينبت انفصال جديد وتشرذم اخر...فمن لم يتعلم ادارة الاختلاف اليوم فالانفصال لن يكسبه عصاة سحريه تعلمه ادارة خلافاته مستقبلا....
ودوننا هذا الدرب الوحيد... فرفضنا للانفصال هو رفضنا ان يقوم جسدا جديدا على اساس الفشل وجذوره ضاربة في الانشقاق الاجتماعي الحادث.....فأما ننجح ونصل الى كلمة سوا.... نعيد الي كارديف سيرتها الاولى وللقلوب صفائها وللنفوس عفويتها...وللعقول حكمتها في كيفية ادارة خلافاتنا واختلافاتنا.....واما فلنودع حلما عشناه بالموده ولنستقبل ايام كاحلات ترمي بسهامها على قلوبنا التي تعبت من المنافي والرحيل
لكم الود.....
مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق