الجمعة، 28 يونيو 2019

🌹سايكولوجية الجلاد.... والضحيه... . . 🌹..

🌹سايكولوجية الجلاد.... والضحيه🌹..

إن العنف والإرهاب قد أصبح كتابا مفتوحا تفضحه كتب علم النفس الحديث ومدارسه.
إن التباين ىبين واقع الجلاد والضحايا.. وإبتعاد موقع الظالم من المظلوم  وما يفصلهما... حاجزا من الغضب والإحباط وعدم الثقة يزداد يوما بعد يوم. ..هذا الواقع  يجعل زبانية العنف إستغلال ذلك و محاولة التلاعب بمشاعر الضحية   وكسر هذا الحاجز لخلق تقارب يستند على الوهم وبيع المواقف بعد تعديلها وتفريغها من الحقائق ونشر مساحيق الزيف والخداع.
إن من أكثر أساليب الخداع تكمن في تقسيم الأدوار بين الجلاد الشرير و الجلاد الطيب وكلاهما وجهان لعملة الشر الواحد. فيقوم أحدهما بكل الاعمال القذرة ويصبح مرتبطا بصورة العنف والعذاب ويحاول الاخر ان يعرض نفسه كصوت عاقل يرفض العنف متفهما  ينثر كلمات الدعم والموده محاولا ان ترتبط صورته بالراحة النفسيه والقبول.
نجد هذا الاسلوب متجسدا في تغير الادوار بين الجيش والدعم السريع وكيف كان الجيش منقذا للمعتصمين من بطش الدعم السريع في اول أيام الإعتصام.. ثم انتقل الدور ليصبح حميدتي بطل الشعب الذي رفض مجلس ابنعوف والذي انقلب على البشير عندما علم برغبته بقتل شعبه.. وتتغير الأدوار مرة أخرى فيقوم الدعم السريع بالفتك بالمعتصمين واستباحة دمائهم ويظهر البرهان في ثياب العاقلين يدعو لضبط النفس معترفا بالأخطاء.. وذرا للعيون بإصدار اوامره بالتحقيق وداعيا للتسامح وتجاوز الجراح.
هذا التلاعب في الأدوار وتحويل شحنات الغضب من طرف لآخر تجعل الضحية أكثر قبولا للجلاد صاحب الصوت الهادئ والذي عادة يكون هو رأس الحية وهو من يرسل سمومه بين حروفه الناعمه.فهو لا يتورع في الكذب إطراء للضحية إعجابا وتعاطفا  لذا لم يكن مستغربا من أن نسمع من البرهان بلا حياء ودون ان ترمش له عين يكحلها  النفاق وهو يوصف سلمية الثورة وعظمتها وثقافة ميدان الاعتصام وجمال تجسيدها لقيم شعبنا.. بينما مازالت دماء الشرفاء لم تجف وحرائق الاعتصام لم تنطفئ نيرانها.
إن سايكولوجية التلاعب بالضحيه تعتمد أيضا في التلاعب في المواقف ومحاولة جعل الضحية مسئول من الظلم الواقع عليه بل ومطالبته  بان يتحمل مسئولية إزالة الظلم وتوفير الأمن والسلام.
لذا نجد لغة الاتهام بالتفلتات في ميدان الاعتصام.. وتعنت المفاوضين... وتعطيل الحياة.. ويلي ذلك الدعوه لتجاوز الجراح وتبني ثقافة التسامح والترفع من الصغائر من أجل أهداف الوطن العظيم..
ولا يخجل من خطل مواقفه وزيغ حروفه.. وهو الجلاد الذي يدعو الضحايا للتسامح كأن الضحية هو من ذبح نفسه وقتل ابناءه... وهو لا يعترف بذنب لأنه لا يرى في ما فعل جريمة أوخطيئة. وبكل صلف وبرود يطالب ان تمد الأيادي نحوه بكل صفاء وهو الذي يحمل أثار الغدر في كل موقف وفي كل كلمه... يدعو للتسامح ولا يعلن توبته عما فعل ولا يعلن التزامه وتوفير ضمانة ان لا يتكرر ماحدث ويطالب الضحايا ان تساق اليه للذبح وتهلل باريحيته ولغته الفارغة المحتوى والمعنى..
أحبتي
إن الجلاد يسعى ان يفرض على شعبنا أساليبه و ان  يحاصر شعبنا في دور الضحية المستلبه وعديمة الاراده. ولا يعلم إن شعبنا هو الذي يحدد أدوار واقعه وإن كان قد دفع ثمن مواقفه روحا ودماء فلكنه لم يكن ضحية مواقفه ولن يرضى دورا  للجلاد ليفرض أجندته ومهما تذاكى لن يستطيع ان يسيطر على فكر شعبنا  وروحه.
فالوعي سلاح شعبنا وترياقه ضد الاستلاب و ضد اللعب على سايكولوجية الضحية والجلاد.
فلن نهتف لتبديل الأدوار.. فالجلاد واحد إن تغيرت لون بزته.. او مسماه بين جيش وأمن ودعم سريع..فصمت أيا منهم في زمن السحل يفضح تواطؤهم وتنسيق الأدوار والمواقف. 
فإن ظهر التباين بينهم وتقاطعت المصالح فلن يجعل أيا منهم  منهم حامي حمى الفضيلة ولن  يصبح من رسل الحريه والسلام.
لن ننكر للشرفاء منهم مواقفهم  ضد الظلم وإنحيازا خالصا لشعبهم ولكنهم نفر عزيزين  مسلوبي الإراد نفتخر بهم ولا يغير حقيقة إن تنظيماتهم في مواقفها اليوم تتبادل الادوار غدرا بالشعب وإنحياز لسلطة البطش لإستمرار دولة الإفساد العميقه.
فليمتلك شعبنا سلاح وعيه بايديه... لا يخدعه سراب الأمل بتبادل الأدوار او تزويق الحديث ومحاولة نثر المساحيق على وجه المجلس الكئيب.
فالطريق واضح.. ونجاحه في وحدتنا وإعتمادنا على إرث شعبنا في النضال وكنس قوى الظلام بأدواته المجربه..
وحتما مهما حاولت خفافيش الظلام نشر  اكاذيب الحديث و اللعب على العقول.. سيطل الصباح من بين سحائب الزيف والضلال..

مجدي إسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق