الجمعة، 28 يونيو 2019

🌹الثوره تراجع.... ولاتتراجع🌹

🌹الثوره تراجع.... ولاتتراجع🌹..

كان تعليق العصيان قرارا حكيما.
 إستنادا على معطيات موضوعيه في أرض الواقع تفرض على ق ح ت مراجعة القرار وإختيار الطريق الذي يتناسب مع هذه المعطيات.
نعم لقد إرتفعت أصواتا تنادي من الأول بالعصيان المتدرج وليس المفتوح ولا أعتقد إن الوقت الان يحتمل ان نبدأ في الإختلاف ولا من مصلحة الثوره ان يسعي البعض لكسب مواقف أو التذكير بأنهم كانوا على حق وكانت هذه رؤيتهم.
إن الشفافية  والمنطق تفرض ان نقف ونقول إن الثورة ممارسة وعمل وليس ترف ذهني بعيد من الواقع ومن يعمل يكتسب تجربة جديده ويصبح دراية بواقعه وما يكتسب من معرفة تفرض عليه تغيير خططه لتناسب هذه المعطيات.  اننا نسير في طريق الثورة بكل ثقة و ثبات ولكن إن وجدا طريقا أقصر وأكثر فاعلية ونجاحا لن تسيطر علينا كرامة زائفه بل سنغير في مسارنا أو سرعة خطانا حبا وكرامة. فالهدف هو الوصول لفجر الخلاص وليس المحافظه على كبرياء زائفه او الإدعاء بإمتلاك الحقية المطلقه التي لاياتيها الباطل من بين يديها ولا عنادا طفولي يلغي قيمة التجربه والتعلم من الممارسه.
المنطق والتاريخ  يقول إن العصيان كان تجربة ناجحه ومرحلة من مراحل ثورتنا  نضعها تحت المجهر نثمن على إيجابياتها ومثل كل تجربة نتعلم من سلبياتها.
هناك نقاط يرفعها المشفقين بان رفع العصيان ستكون له أثاره السالبه. 
إبتداء يجب إحترام أدب الإختلاف الذي يجعلنا نحترم الرأي الاخر بلا إقصاء أوتعالي فلا نتجاهل رؤية  المشفقين على القرار والمختلفين معه ونرد عليهم لأن الشفافيه  وإحترام الرأي الاخر هو أساس العمل الإيجابي ومفتاح الباب للإلتفاف والتوحد. 
 أولا يجب علينا في تفسيرنا ودعمنا لرفع العصيان ان لا نكابر او ننفي إنه تراجع عن القرار الأول ولا ننفي وجود أثار سالبه بل المنطق الإعتراف بها إن وجدت و لكن يجب علينا  إثبات إن الإيجابيات تتفوق عليها وتتجاوزها.
علينا إحترام رأي المشفقين بان الدعوه للعصيان المفتوح والتراجع عنه قد أظهر نقطة سالبه وهي إن رفع سقف التوقعات لدى شعبنا  والتأكيد بأن هذا السلاح لن يعود لغمده إلا بنهاية المعركه سيكون له مردوده إن لم يتحقق.. وسيفتح نافذة للتساؤل.. 
 هل أخطأنا التقدير؟
 وهل هذا يعني عدم خبرة ودرايه؟
أم يعني ضعفا في التنفيذ وفي مقدراتنا؟. 
إن الرد على التساؤلات لها مستويين  هما جذور التساؤل .. وكنه التساؤل تجلياته في موقف رفع العصيان الحادث أمامنا. . 
إن الرد على رفع العصيان  يجب ان يبتدئ من الوقائع وتقديم الأرقام التي تثبت نجاح العصيان نجاحا منقطع النظير... وكيف إن دولاب الحياة قد توقف بصورة فاعلة وملموسه.. وقد انحزنا للعصيان المفتوح وقد كان الواقع يدعمه في وقتها ولكن تجربة الأيام الماضيه جعلتنا نعيد النظر في القرار  إستنادا لهذه المعطيات.
 المنطق يفرض على قيادتنا تقديم أمثلة لهذه المعطيات مثالا وهي ادرى.. من عدم ترتيب شريحة من شعبنا لطبيعة عملها ودخلها في الترتيب لعصيان طويل المدى وإستغلال الدوله للعصيان لحرمان بعض الشرائح من خدمات أساسيه وتقديم أمثلة ونماذج مثل إغلاق المستفيات ومراكز مرضى السكري وغسل الكلى. لذا كان لزاما رفع العصيان لمقابلة مثل هذه المستجدات وتبني العصيان المتقطع لتوفير مساحات لمرجعة كل طارئ في المستقبل.
أيضا من الأهمية بمكان إن الرد على هذه التساؤلات يجب ان يهاجم منطلقات التساؤل وجذوره..
يجب ان نقوم بتعرية وهدم التصور المسبق والفرضيه الزائفه إن ق ح ت لا تخطئ ولا ياتيها الباطل من بين يديها ومن خلفها. هذه الفرضيه التي تجافي الواقع وتمتد جذورها للعقلية الديكتاتورية التي  تقدس القيادة التاريخية أبناء الالهة الذين حاشا ان يخطئون.
لذا فلنبدا بالشفافيه ركن الديمقراطيه الأول وعمادها الذي يؤسس لثقافة إحترام الجماهير وإحترام وعيها.
نرفض فكرة تقديس القياده والتبرير الأعمي التي تغذي روح القطيع ولا تحتمل ثقافة النقد والتقويم.
نعلنها بلا تردد قانوننا المقدس بإحترامنا ودعمنا لقيادتنا لا يتنافى مع انتقادنا ولا يقلل من مكانتها إن أخطأت. 
عليه يجب محاربة ثقافة التخوين والإقصاء التي تشكك في الإختلاف والتى ترى في دعمك لقيادة الثوره يعني  ان تهتف لها في كل صباح وان لاترفع صوتك بالنقد والنصح حتى لا توصم بالتخذيل والخيانه. 
الأعزاء..
إن كانت الشفافيه وطرح ماحدث هو الأساس في بناء طريق الثوره.. فمعرفة الحقائق لا معنى لها اذا لم نتعلم منها.. لتغير في طرق تفكيرنا ومنهج تعاملنا مع الوقائع.
إن تجربة العصيان قد كشفت لنا عن نقطتين أعتقد إنها محطات تعلم  تحتاج للوقوف عندهما  للإهتمام والتطوير.
الاولى هو الإهتمام  بإلإعلام..اولا وثانيا وأخيرا.. فلا يمكن ان يستقي شعبنا قنوات تواصله من قنوات لا يجهل أحد مصالحها واهدافها.. وننتظر أخبار ثورتنا وكشف الحقائق من خبراء مشبوهين وشرفاء مهما وثقنا فيهم.. فهم ليسوا صوت الثوره.. لذا درسنا الأول هو ضرورة قيام مكتب إعلامي.. له استرتيجيه ليس اعلام رد الفعل بل إعلام صناعة الفعل وتهيئة الجماهير... تصدر منه النشرات والقاءات والرسائل  على مدار الساعه يرتب للقاءت والتصريحات يحارب الإشاعات ويصبح هو النبع المتفاعل والمرجع والرائد الذي لايكذب أهله.. فلا نفاجأ بخبر عاجل ومصدر موثوق مجهول الاصل والدوافع. 
ثانيا رغم إيماننا بصعوبة العمل في تحالف عريض في ظرف تتسارع الأحداث فيه ولكن وجود سكرتارية للتواصل ضروره. دورها تسمع لصوت الشارع تناقش الخبراء وأصحاب التجارب وتستقصى الاراء والتجارب لتفتح أبواب التواصل بين ق ح ت وقواعدها... فتقرأ رؤية شعبنا وتستصحب خبرته ورصيده في مثل هذه المعارك. 
نعم نتعلم من تجاربنا.. ونفتخر من إنجازاتنا لا نخجل من أخطائنا فالثورة ليست معصومه... تخطئ  وتتعلم لذا فهي بكل إفتخار  تراجع ولاتتراجع... 
فلا تتراجع عن طريق الثوره.. مهما طال وكثرت عوائقه فمنتصرين... وقريبا سنؤذن لفجر الحرية ونصلي صبح الخلاص حاضر..

مجدي إسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق