الثلاثاء، 4 يونيو 2019

... عيد الوطن..للفرح ألف باب وباب. .. 🌹.

🌹عيد الوطن..للفرح ألف باب وباب.. 🌹.

عندما قال عالم النفس ستيفن بينكر (لاتجعل شوكة الزهر تنسيك جمال الربيع)... لم تكن هذه دعوة رومانسية حالمه بل كانت تستند على مدرسة علم النفس التطبيقي التي ترى الإنسان أكثر قابلية للتأثر بالحزن والألم من أحاسيس السعادة والفرح. هذا يجعل من سايكولوجية الانسان أكثر حساسية وتخوفا تجاه  الوقوع في الألم من عدم الوصول لشواطئ الفرح.
لذا تكون قوى الإحباط والتشاؤم أكثر قوة من نسمات التفاؤل وذلك لحماية النفس من الوقوع في شلالات الحزن وتيارات الحزن العنيفه.
هذه الغلبه من قوى التشاؤم  تجعل الإنسان أقل حيادا وعقلانية وأكثر عاطفية  في نظرته للحياه.تحكم نظرتنا للأشياء عقلنا اللاواعي المبرمج على إزكاء نار السلبية والتشاؤم... فيصبح المستقبل أكثر بؤسا مما هو وتتملكنا هواجس تجعل الحاضر أكثر سلبية وقتامه.لذا وجب علينا الوقوف و تصحيح مسارنا وطرد نظرات التشاؤم من وعينا ومستقبلنا. 
في هذه الأيام تهل علينا بشائر العيد معه أجمل التهانئ بوطن حر وجميل.. لا نريد ان نطلق تهانئ مجوفة  بل نريد تجاوز قبضة التشاؤم على عقلنا اللاواعي و زرع ورود التفاؤل الواقعي لنعطي لعقلنا الواعي رسن القياد ليرسم حاضرنا كما هو حادث ويفتح أبواب المستقبل المشرق... 
نرى اليوم إرهاصات سايكولوجية التشاؤم ترمي ظلالها على واقعنا  وتنتشر معها أحاديث الإحباط والألم.
فتنطلق المقالات والأحاديث في دائرة السلبيه المفرطه تغرق في تفاصيل الأخطاء والاختلاف وتتجاوز نقاط الإتفاق ولا ترى من النجاح سوى سراب تنكر عليه وجوده وفاعليته.
اليوم يسود بين شعبنا شذرات أقاويل الحسرة والغضب عن الثورة التي أختطفت.. والدوله العميقه التي مازالت تنبض بالحياه.. والمجلس العسكري صنيعة الإنقاذ وإبنها غير الشرعي.. وعن قوى الحريه التي ظهرت عليها بوادر الشقاق والخلاف.
لاننفي إن كل هذه إرهاصات ازمات حقيقيه لها جذورها وتجلياتها وليست وليدة خيالنا الخصب او نتاج نزعة التشاؤم المجبول عليها عقلنا اللاواعي. لكننا نزعم ان روح التشاؤم قدضخمت من حجم هذه الأزمات وأستلبت مقدرتنا في النظر للإيجابيات
فجعلت منها حواجزا حرمتنا من النظر لورود المستقبل التي تفرهد كل يوم والتي تسيطر على واقعنا ألقا وجمالا فصدقت مقولتنا بأن شوكة الورده قد حرمنا من الإستمتاع بجمال الربيع.
لا أحد ينكر إن المجلس العسكري يتأرجح في مواقفه المتقلبه و الدولة العميقه مازالت بصمتها واضحه على مؤسسات الدوله والإختلافات بادية للعيان بين قوى الحرية والتغيير.
لكن تعالوا لكلمة سواء..
ولنضع مشعل الموضوعية هاديا لنرى جوهر الأشياء كما هي. وسنجد الف بابا للتفاؤل وبابا واحدا للتشاؤم والنحيب. 
فالواقع يقول إننا في عهد جديد تجاوزنا نظام الحزب الواحد ولا أحد يجرؤ في الدعوة له.
المجلس العسكري رغم تناقضاته المحبطه فإن أسوأ ما يطرحه هو الدعوة لانتخابات مبكره ولا يجرؤ في الدعوه لإستمراره في السلطه. إن  استمرار المجلس العسكري في فلك سياسة الانقاذ الخارجيه يضيف ذرة من الإحباط ولكن لا يخفي حتى على المجلس ما يعانيه من عدم إعتراف وعزلة عالميه بل من سيف العقوبات والحصار اذا استمر في سدنة الحكم.
وأما اذا نظرنا للدولة العميقه  نجد في الحقيقة إنها أصبحت مؤسسات ضعيفة القواعد والعمد ماعدا بؤرة هنا وهناك... فالشعب أصبح لايهاب طرد زبانية النظام من مكاتبهم وعندما دعى داعي الإضراب اوقفوا عجلات الدوله لتكشف كم ان هذه الدولة العميقة خاوية على عروشها بقى منها الإسم والهياكل ولا تحتاح أكثر من ضربة واحده من حكومة الثوره.
نعم ظهرت الاختلافات وتباين الرؤى بين قوى الحريه وهو شئ متوقع بين جماعات عده في تحالف عريض ورغم امتعاضنا من شوائب التخوين والعمل المنفرد لكن تظل الحقيقه انه ليس هناك خلاف جوهري في أن التحالف مازال جسم واحد إلتزمت مكوناته بدعم اي اتفاق جماعي وان أختلف مع رؤاهم الفرديه.. ويشهد لهم التاريخ عبقريتهم في قيادة دفة الثوره بين مد وجزر حتى اليوم.
فوق كل هذه المواقف والرؤى التي مهما اختلفنا في قراءتها لكن هناك نقطة جوهريه ساطعه  لا نستطيع ان ننساها وهي الحاله الثوريه التي يعيشها شعبنا اليوم وبذرة الوعي الذي افرزته والتوحد حول رفض الظلم وضرورة التغيير  والانضباط حول فلسفة الثوره في سلميتها وضرورة إستمرارها حتى إقتلاع الجذور.
إن الحاله الثوريه هذه ليست نسمة عابره اوحلما في الخيال بل أصبحت وجودا بين المسام وجزء من خلايا شعبنا وروحه.
شكلت سلوكه وتفاعله ففي يوم نرى هذه العفويه في التعبير والوقوف أمام الظلم وأمام محاولات سرقة الثوره فيتجمع خفافيش الظلام بأموال السحت محاولين ايقاف عجلة التغيير ويتصدى لهم شعبنا بدون إشارة أو ترتيب في كل مكان في الشوارع المطاعم الأسواق والمساجد وحتى في الحرم المكي رافعين شعار الثوره والأمل.
إن  الثوره أصبحت واقع لاتراجع معه... جمعت النفوس على قلب واحد.. فصنعت سحرها.. نفضت غبار الإنقاذ عنها واخرجت من شعبنا أجمل مافيه  وكل يوم تأثرنا أهازيج  التضحيه وإبداعات الثوار في دروب التكافل والمحبه والمجال.
أن سياحة سريعة في أرض الواقع بين إعتصام في نهار  رمضان ومسيرة في سنار وموظف في بنك السودان وسائق أمجاد نقي السريرة والمبدأ كلها ورود تزين واقعنا الجميل.
 هذا يثبت لنا ان ماتحت غلاف التشاؤم العارض يوجد أساس متين نستطيع ان نزرع عليه بذرة المستقبل واليقين وتفتح للتفاؤل ألف باب وباب.
فمرحبا بعيد الوطن
فلنغني مع تباشيره ونتبادل التهانئ بالثوره.. التي مهما ظهرت بثورا على وجها فهو عوارض لن تغير في محياها الجميل..
فللثورة رب يحميها.. وقطارها سيصل لسدرة منتهاه مادام في شعبنا قلب ينبض فلا تخاذل ولانكوص... بل شلالات من الفرح ألى ان يهل الصباح مع أجمل  التهانيء والمنى..
.. ( وكل عام وأنتم بخير... في وطن الحرية.. والمؤسسات والجمال. ) 

مجدي  إسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق