الجمعة، 28 يونيو 2019

...الإتفاق... هل هي السياسه.. أم أحلامنا النبيله.. 🌹

🌹الإتفاق...... هل هي السياسه.. أم أحلامنا النبيله🌹

أعلم أن حروفي ستغضب كثيرا من الحبان ولكني سأبدأ بإعتراف إنني وأنا أكتبها أشعر بنصلها على قلبي ومرارتها علقما يحاصر أحلامي الورديه.
لكنه الواقع والسياسة هي فن الممكن وليس مطاردة أحلامنا الورديه على أجنحة الأمل والعشم.
إن حلمنا ان نأسس دولة الحرية على سدنتها حكومة مدنيه ليس للعسكر فيها صوت ولانقير... وبعد ان تلطخت أباديهم بدماء الشرفاء اصبحوا أقرب لمقصلة الجلاد من ان يكونوا شركاء في البناء.إن الحلم كان ان نحقق ذلك اليوم قبل غد وفي خطوة واحده وليس في خطوات.. لكن الحقيقة إن الحلم لن يتحقق في خطوة واحد ولن يفرهد بين عشية وضحاها. 
رغم إن معطيات الأحداث وموجتها تصب في مصلحة قوى الثوره المتماسكه والمتوحدة في اهدافها لكن التاريخ يحدثنا إن مستوى الصمود والحماس ليس ثابتا بل يتأرجح بين شريحة وأخرى.. ومقدرات بعضنا الماديه  والذاتيه في الإستمراريه تتفاوت. وتتناقص بين يوم وآخر. وفوق ذلك تعمل خفافيش الظلام ترهيبا وترغيبا في قوى الثوره. كل هذه العوامل تجعل من مد وجزر الثورة يتارجح صعودا وهبوطا لذا علينا ركوب والموجة وهي في أشدها وعدم الإنتظار لما سيأتي به الغد .. أن وتائر التغيير اليوم  في أوجها لذا علينا أخذ ما تأتي به الأمواج من إتفاق متناسبا مع قوتنا... وباقي عوامل التغيير. 
 يجب الا يغيب عنا إن المعركة لن تعتمد على قوتنا فقط ولن  تحسم في ميدان القياده لوحده بل إن للعالم دورا مفصليا يجب علينا الانتجاهله فلا نستطيع رفض التفاوض والا وقفنا معزولين نحارب العالم وقوى الظلام. 
 ان أي رفض لمبدأ التفاوض أو رفضا كاملا للآخر سيكون خصما علينا وسنفقد وضعنا المتقدم وستميل كفة العسكر وسيفتح لهم الباب للتحالف مع قوى الظلام ومباركة العالم لهم.
يجب ان لاننسى ان من يرفض التفاوض ساعيا لازالة العسكر من السلطه لن يبلغ حلمه  اذا لم تسنده قوة جيشنا وانحيازه لها ولكن واقعنا اليوم يحكي لنا إن جيش الوطن قدأصبح مسخا و جسما مدجنا بلا روح ولا صوت وقد خلى قاموسه من كلمة الانحياز والوطن. 
أننا  إذا قبلنا التفاوض لن نتوقع ان تركع لنا المليشيات وتنسحب لنا طوعا وسلاما وتقدم لنا رقابها للذبح ومتنازلة عن مكاسبها بلا مقابل. فلابد من التتازل من الطرفين رغم مرارته لنصل لنقطة إتفاق.
إذن كل الوقائع داخل الوطن وخارجه تنبئ عن ضرورة الوصول لإتفاق متوازن لا يتناقض مع ثوابتنا.. والعمل معهم  ليس حبا وكرامة ولا تسامحا ولا نسيانا لدماء الشهداء ولكن لان المنطق يقول ليس في الامكان أفضل مما كان.
الأعزاء
نعم قد لا يتطابق ما مطروح مع أحلامنا لكن حتما ليس خسارة أو هزيمه. بل هو تمرحل في المكسب وهو خطوة في الإتجاه الصحيح. هدفنا نصب أعيننا تفكيك دولة الظلم محاسبة القتلة والمفسدين ليس في قاموسنا عفا الله عما سلف. . إذن فلتكن قلوبنا مفتوحة للامل وعقولنا مشبعة بالتفاؤل لأننا سنحقق الهدف  وإن كتب علينا ان يتم في أكثر من  خطوه. سنجعل من الإتفاق نقطة إنطلاقنا التي ليس بعدها من نكوص. سنكون أقرب لتحقيق أهدافنا ونحن في  أجهزة الدوله ومكاتبها.. سيسندنا القانون والمؤسسات النزيهه  وسنترجم الشعارات تنظيما لقوانا وترتيبا لمواردنا. سننشئ نقاباتنا واتحاداتنا سننظف الاعلام من الخفافيش وستكون أجهزتنا العدليه جاهزة لمحاسبة الطغاة والمفسدين فلا كبير فوق دولة القانون ولو كان رأس الدوله او عضو غي مجلس سيادة او وزير فكل من يثبت فساده وتجبره سيأخذ القانون مجراه.
فلن نترك كوابيسنا تقتل الأمل.. ولانتخوف من ان يكون العسكر عراقيلا في طريق شعبنا.. فإن نار الثورة لم تموت وإن شعرنا بتجاوز او تعطيلا لقانون فإنما هي كلمة واحد سنجد وراءنا عشرات الاتحادات والنقابات في الشوارع بقوة الشعب ستفرض القانون وتعطي للدولة هيبتها وستجعل الشفافيه والمحاسبة شمسا لا يستطيع أحدا حجبها أو الوقوف امام  نورها ولهيبها.
أحبتي
 اختم بكلمة رجاء ومحبه كلنا في طريق الثوره معا.. فمنا من يرى انه علينا بلوغ الهدف في خطوة واحده وغيره من يرى هي خطوات للوصول اليه فبين هذا وذاك  لا أحد يمتلك الحقيقة التي يقسم انه لاياتيها الباطل من بين يديها او خلفها بل هي قراءة قد تصيب أو تخطئ فليحترم كل منا قراءة الاخر بلا تخوين او تشكيك في مقاصده ولا محاكمة للنوايا والنفوس.
فلنتفق على وحدة الهدف ونحترم اختلافات الرؤى  نشد بعضنا البعض فالطريق مازال طويل نحتاج فيه لبعضنا لنحقق حلمنا في دولة الحرية والعدل.ومعا حتما لواصلين... 

مجدي إسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق