الجمعة، 16 فبراير 2018

: د.بلدو وقواعد العلم وشرف الكلمه

 د.بلدو وقواعد العلم وشرف الكلمه
ان العلم هو اساس المعرفه.والكلمة هي ادواتنا لنقل هذا العلم..لذا فالكلمه مسئوليه...
لذا فأساس هذه المسئوليه في احترام الكلمه ...وشرف الكلمه هو الا نطلقها اذا لم نتأكد من مصداقيتها وحقيقتها..
يستطيع كل شخص ان يطرح رؤيته وفكرته وشارحا انها تصوراته الخاصه معلنا محدودية فكرته وانها لم تثبت او تنفى بعد...ولكن امانة الكلمه تمنعنا ان نعطي مقولاتنا فوق  ما تحتمله فلا يمكن ان نجعل من تصوراتنا الخاصه حقائق..وافكارنا الذاتيه ثوابت لمجرد انها خطرت على بالنا...ونطرحها كحقائق علميه ونحن نعلم انها  ليست كذلك وانها لم تتعرض للفحص والتجربه ليتم اثباتها او دحضها....واننا ان فعلنا ذلك نكون قد فارقنا شرف الكلمه و اجرمنا في حق العلم...ونشرنا فكرة اقل مايمكن وصفه بها انها لم تثبت مغلفه باسم العلم.. والعلم منها براء...
واجد ان زميلنا د.بلدو قد وقع في دائرة المحظور هذه. .في نشر افكاره وطرحه كانها حقائق علمية ثابته وهو يعلم انها ليست كذلك..وهو يعلم انه لا يملك دليل على صحتها...وانها لم تتعرض للفحص والتمحيص ليثبت  ذلك.
ليست هنا لمحاكمة نوايا د.بلدو ودوافعه من ذلك...... ولكن اشعر انها مسئوليتي ومسئولية كل قبيلة الطب النفسي التصدي لكل معلومة تنشر باسم العلم بدون دليل..فالصمت هو قبول ضمني بما يقال ..وخلو الساحه من الرأي العلمي المنضبط يترك المتلقي نهبة لتقبل مثل هذه الاراء بدون تمحيص او مراجعه.
طالعتني اليوم مقوله لدكتور بلدو يقول فيها ان اعراض الحرقان وتساقط الشعر والام الظهر عند المرأه السودانيه هي نتاج لعدم رومانسية الرجل...ولم اترك لخيالي العنان حتى لا اصاب بالاحباط والالم واتصور الاف السودانيات اليوم وهم يقرأون راي الطبيب النفسي السوداني  الذي يقول لهم ان مشاكلكم الصحيه هي نتاج لسلوك  ازواجكم وطباعهم..
يا ألطاف الله....هل خطر في بال د.بلدو أثر ما يكتب وما يقول؟،...
ولوكانت نتائج بحث علمي لقلنا انه قد التزم بتمليك المعلومه الحقيقيه..ولكن ماذا نقول وهو يعلم ..وكل قبيلة الطب النفسي تعلم ان ما ليس نتاج بحث اوتجربه بل  هي من بنات افكاره..ورؤيته الخاصه!!!
وأقول لهم ولكل قارئ يبحث عن المعرفه...ان هذا الحديث ليس له اساس من العلم والتجربه..
كنت ساحترم فكرة د.بلدو لو قال المعلومه المعروفه علميا  ان الضغوط النفسيه في كل العالم تؤثر على الرجال والنساء سواسية وانها قد تساهم في الام الحيرقان والام الظهر وتساقط الشعر......ولكن ان يأخذ هذه المعلومه ليؤكد ان هذه الاعراض عند المرأه السودانيه هي نتاج لعدم رومانسية الرجل...فهذه مقوله ليس لها اثبات...ولم يكن هناك اي بحث يثبت صدقها بل هي تصور د.بلدو الذي ألبسه توب العلميه تعسفا...
ان المتخصصين عندما
 يطرحون رأيا ملزمين مهنيا واخلاقيا ان يطرحوا ما مثبت علميا في مجال تخصصهم وليس بطرح افكاهم وأعطائها شرعية زائفه وعلمية مفقوده استنادا على وضعهم العلمي والوظيفي...
مازلت اؤمن ان على قبيلة الطب النفسي مسئولية الدفاع عن المفهوم العلمي للقضايا المطروحه..وأعلم ان هناك قضايا تمس المواطن السوداني أهم من رومانسية الرجل وتساقط شعر المرأه..ولكن هي قضية اصبحت مفروضة عليكم باعتبارها اصبحت تمثل حيزا في الوعي العام فاما ان تواجهوها او الصمت لتتركوا المواطن نهبة لسيل من الافكار الغير علميه ولا يسندها العلم والتجربه.....
....
مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق