الثلاثاء، 8 مايو 2018

الاحباط وجلد الذات في زمن الفوضى....

🌴 الاحباط وجلد الذات  في زمن الفوضى🌴

الاعزاء
ارتفعت بعض الاصوات مشرعة سيوفها تقطع في تاريخنا من ذات اليمين وذات اليسار...تارة تهاجم تاريخنا الموسوم بالعجز والافساد...وتارة تغرس نصلها المسموم في شخصيتنا السودانيه فكالت لها من السمات السالبه التي ينؤ كاهل اولوا العصبة من ان يحملوه ذما وتجريحا...
ولا يخفى على احد ان بعض هذه الاصوات لاتخلو من الغرض باحثة ان تشوه كل جميل لتقول ان الانقاذ انما هي امتداد لهذا السيل الاسن من الافعال..واننا وان غيرناها فان المستقبل لن يكون افضل باي حال ان لم يكن أنكى و أسوأ.وتحت هذه الدعاوي يخفون ابتسامتهم الصفراء وقلوبهم المريضه التي لاتجرؤ على الدفاع عن الظلم نهارا..ولاتستطيع ان تفصح عن حبها الحرام للانقاذ..وتسعى جاهدة لتبني ستارا من الوطنيه المزيفه والعلميه المغرضه لتخفي مصالحها المتقاطعه مع كابوس الظلم الجاثم على صدرنا.
هؤلاء ليسوا جديرين بالرد عليهم ولا فتح ابواب التحاور معهم..فيكفيهم ذلا وقوفهم مع الانقاذ في كف واحد..ومصيرهم مهما طال وقوفهم..فان تناقضهم سيعري دوافعهم ويظهر انيابهم الحقيقيه..وستفوح روائح دواخلهم و ستسقط ورقة التوت عن سؤاتهم..وسيرحلون غير مأسوف عليهم لمزبلة التاريخ....لذا لست مهموما بمخاطبتهم.ولا بمحاورة نفوسهم التي لاتعرف الحوار والفكر...........
لكن تقلقني اصوات بعض المخلصين الذين وقعوا في هذا الفخ..والشرك الذي نسجه لهم مشاعر الاحباط والألم الدائم من تمدد الظلم وليله الكالح وغياب اي بادرة لشمس الصباح...فكانت زفرات تفرغ مكنونات الغضب والاحباط وللاسف ضلت طريقها نحو قلب الظلم والفساد لترتد علينا جلدا للذات وكبتا مأزوما تحول الالم الداخلي لطاقة تدمن تعذيب النفس وجلد الذات..القدر بانه لافكاك منها..وان الواقع لا يختلف من ماضينا ومستقبلنا..وانه ليس في ايدينا ما نفعله سوى الاستسلام لهذا البلاء...لاننا شعب يستحق ما حاق عليه...لذا فانه ليس فرق بين ديمقراطية وديكتاتورية الا بتغيير الاشخاص ولكن الناتج واحدا هو ظلم وافساد.
ولكنها هيهات ان تجد نفوسهم التوازن المفقود لان دواخلها النقيه لن تستطيع في نهاية المطاف ان تتعايش مع واقع الانهيار والظلم الذي يحاصر  الارواح ويسرق منا طعم الحياه.
هي محاولة ان تخفف من حدة الالم والاحباط والقبول بحتمية سطرها القدر ولكن هيهات.
لذا وجب علينا مواجهة هذه الدعاوي وتعريتها وان لم نعطي قائليها اهتماما .....تقديرا للصادقين من شعبنا الذين تلبسوا بها وهم لايدروا اي درب اعوج يسلكون.
في سعيهم الحثيث هذا نجد المفترين على شعبنا يلوون اذرع الحقيقه يلغون كل مبادى المنطق ويشوهون التاريخ ويزيفونه بجراءة يحسدون عليها..فيرسمون للشخصية السودانيه من كل ملامح السؤ والافساد لونا..ويختارون من التاريخ كل نماذج سالبه تدعم حجتهم..ليصلوا لنتيجتهم ان السؤ جزء من خلايانا و ليس منه فكاك.... وما البشير وزمرته الا انعكاسا لثقافتنا وتاريخنا..
ولا يستحي البعض في مقاله ان يختمه بالدعوه الا نرمي بانفسنا بالتهلكه لتغيير سيؤدي لاعادة صناعة الظلم وعلينا الرضا والقبول بهذا الابتلاء الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.
 فيصبح التاريخ في مقالهم هو سيادة السيدين المتأرجح بين عبودية الانصار والختميه..وتعويضات الصادق.وسيطرة التجار والاقطاع على الحزبين وتبعية الوطن لهم.
لذا يصلون لنتيجتهم المعوجه ان الواقع الفاسد لم يختلف بين ديمقراطية وعسكر..فالبشير ليس أسوأ من الصادق وما نافع باسوأ من الازهري.
ولا يخفى على احد خطل المنطق وتزييف التاريخ..ولن نقف على التاريخ كثيرا فهي ليس مباراة لقياس كمية المواقف الايجابية هنا وهناك لنرى اين يميل الميزان...فكفة الديمقراطية راجحه وان اطنبوا في حصر السلبيات والزاقف....فالخلاف جوهري بين الديمقراطيه كنظام متحرك ينمو يساهم في تطوير الشعوب وبين الديكتاتوريه كأداة قمع تنهب الثروه وتساهم في تحطيم الشعوب وتخلفها..
لكن وجب علينا الوقوف على عجالة لاثبات تزييف التاريخ لمن صدقت دوافعه ولكن غم على بصره  قليلا من اقاويل المرجفين نقول بكل تواضع وفخر ان تاريخا اسقط ديكتاتوريتين عسكريه بطرق الاضراب السلمي دون ان تراق فيه نقطة دم لو حدث في اي بقعة من  بقاع  العالم لكتبت فيه الاف الكتب ولكان منبرا للتعلم ومعبدا يزار من عشاق الديمقراطيه..اما عن الافساد فلينظر لقامات الديمقراطيه ورجالها غادروا الحياه وهم لا يمكون من الدنيا سوى طيب الحديث والذكرى العطره من المحجوب و حسن عوض الله وحماد توفيق..وحسن الطاهر زروق ويحي الفضلي ونقدالله وعلى رأسهم الازهري الذي تتناقل الاسافير وصل امانة لدينه  من بعض الشرفاء..فلم يتطاولوا في البنيان ولم يسمعوا بي التحلل وحق السعي...وهنا نكتفي ..وان رغبنا لما كان هناك حد لقصص ومواقف هؤلاء الشرفاء وتاريخهم الناصع تأدبا واحتراما  للامانة الذي سلمهم اياها شعبهم.

المنطق  الجامد المختل هو الذي يساوي بين الديكتاتوريه والديمقراطيه
الديمقراطيه نظام متطور نامي..ينمو مع الزمن والتجربه...همه الاساسي هو الشعب منه واليه يساهم في تثبيت مؤسسات يعمق قيم احترام الانسان وتطوير بينما الديكتاتوريه نظام ثابت جامد هدفه السلطه..يتعالى على الشعب و يساهم في تجهيل الشعوب وتدجينها ونشر الفساد
ويظهر لكل عاقل خطل المنطق المفضوح الذي يجعل من سلبيات الديمقراطيه تتساوى وتتطابق مع سلبيات الديكتاتورية والعسكر...فسلبيات الديمقراطيه في الممارسه تتجاوزها مع الزمن وازدياد الوعي ..وسلبيات الديكتاتوريه جزء من تركيبتها تزداد وتنشر مع الزمن والممارسه ومحاصرة الوعي.
الديمقراطيه في الستينات وما يعرف بديمقراطية الاشاره وسيادة السيدين...لم تكون جامده بل تطورت..مما جعلت الوطني الاتحادي ينقسم من حزب الشعب..وظهور تيار الازهري ضد الختميه...
وفي حزب الامه ظهر تيار لا قداسه مع السياسه وقامت حركة فصل الامامه من القياده السياسيه..وانفصل الصادق من عمه الهادي..هذا التطور هو الذي جعل اعضاء حزب الامه يسقطون اقتراح الصادق بالتحالف مع الجبهه..ويكون لهم صوت يرفض ويختلف مع زعيمهم....ولو شاء الزمن ان يعطي للديمقراطيتها لراينا مزيدا من الثمار من شجرتها الباسقه..
لذا المقارنه بين سلبيات النظامين هي مقارنة اما عن جهل بمعنى السلبيات في كل نظام ...او انها مقارنة مفضوحة المقاصد تعلم ولكنها تحاول تشويه صورة الديمقراطيه ووضعها مع الديكتاتوريه في ميزان واحد لانها لاتقوي على الدفاع عن الديكتاتورية نهارا جهارا.
ان علاج سلبيات الديمقراطيه كسلبيات ممارسه هي ببساطه مزيدا من الديمقراطيه وعلاج الديكتاتوريه  التي هي سلبيات تركيبة وتكوين لاعلاج لها سوى ازالتها من جذورها.
 اما اذا تطرقنا لفرية ان الفساد والفشل وانه جزء من الجينات المغروسه في مسامنا ..فهو منطق معوج يهدم نفسه بنفسه.....فاستنادا على المنطق المعوج هذا فانه من الاحرى ان ندعم الديمقراطيه و قيام دولة المؤسسات والقانون التي ستحمينا من شرور انفسنا بدلا عن دولة الظالم وقطاع اللصوص الذين لن يردعهم جهاز الدوله المسخر لهم ولن تنمنعهم نفوسهم التي ورثت الظلم والفساد.
 متى يعلم هؤلاء اننا لا نحلم بدولة على راسها سلطان عادل لا ياتيه الباطل من بين يديه وخلفه..ولن ننتظر حتى يصبح شعبنا تقيا مؤمنا لنولي على رأسه من يخافه ويخاف ربه  والذي اذا اخطأ  جلسنا نندب حظنا على هذا الابتلاء وجلسنا في بيوتنا نصارع فقط بصالح  الدعاء.
نحن نحلم بدولة المؤسسات لا يهم من يكون على رأسها..ولا يؤوقنا فساد شعبنا عابرا كان ام مزروعا في الخلايا...نحن نحلم بدولة المؤسسات التي تحمي الحقوق وتحافظ على القوانين من تجاوز الافراد وتغول السلطه..دولة يتعلم الشعب فيها بالممارسه معنى الحريه وقيمة ادب الاختلاف...
لن نحاكم المستقبل بسلبيات الماضي فنحن نعلم ان الديمقراطية تنمو وتتطور اصلها ثابت تصارعها رياح الديكتاتوريات فتعطل نموها ولو الى حين ولكن مصيرها الى نماء وثمرا يوفر للشعب معنى الحريه واحترام الانسان..
احبتي... 
لا تجعلوا .....دعاوي تثبط الهمم وترسم شروخا في جدار الثقه في ذاتنا ومقدراتنا تحاول تشويه تاريخنا وتجريدنا من كل جميل..
وقولوا لهم ان الديمقراطيه هي طريقنا للتعلم والتطور..وان سلبياتها هي الام التطور ومعاناته..ستختفي مع مرافئ النضج والبلوغ...واننا نفتخر بذاتنا وتاريخنا نتعلم من سلبياته وننحني امام انجازاته ونحتفي به...ولن نترك لاصوات الاحباط ان تحرفنا من جادة الطريق....لهم الخذلان ولشعبنا العظيم الانحناءه....فلا تلتفتوا اليهم وقوموا لنضالكم يرحمكم الله..
ولكم الود

مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق