🌴أحلام.ودموع..في ليلة الميلاد.....🌴
وفي ليلة اجتمع أحبتي يشاركوني الفرح في يوم ذكرى قاربت الستين عاما كنت حينها نسيا منسيا فظهرت من رحم الغيب في مدينة قد باعها العسكر لتغرق بكل اثارها وتاريخها التليد...واندثرت معها ملامح تلك البقع التي احتضنت اول شهيق لي من هوائها ومعها اول بسمه فقد حكى الراوي بانني لم استقبل الحياة صارخا ولا باكيا. بل مبتسما كان قلبى قد جاء مزغردا متلهفا من وحدته ليعانق الاخرين فقد عجن بحب الناس واصبح وجودهم ومودتهم هي أكسير الحياه الذي يعطي للحياة لديه روحا ومعنى...
في تلك الليلة المضمخة بالفرح الذي أطلق أشرعته لوجود من هم جزء من روحي ....ربطتني بهم حبال المودة فتجاوزت روابط الدم والجينات ليصبحوا جزء من المسام وأسرة صنعها التألف وعشعش فيها الود والمحبه
فأمتلأ قلبي بدفء ورقص فرحا بشلالات هذا التواصل الحميم...فسجدت في محرابي ..وانا شاكرا لربي نعمه..واحمده على عطائه وانا أرتل .(.الماعنده محبه ماعنده الحبه..والعنده محبه ما فرط في حبه)...
فما أعظمها ثروة هذه التي بين يدي وبين الحنايا لم تفرط في حبه..ولا أطمع في المزيد..ففيما أطمع ؟؟؟..وانا امامي هذا الفيض من الحب والموده.
من كل قلبي احمدك يا ربي على نعمائك وعلى ما وهبتني من فضل..أحمدك على كل قلب نابض بالموده تقاطعت دروبنا سويا.... ولو في برهه زمان...فتركوا بصماتهم او جلسوا لمن طاب لهم المقام.....فمنهم من عبر وترك عبقا من رحيق الذكريات..ومنهم من تحكر في القلب وحجز له ركنا قصيا ومنهم من جلس وتمدد ليصبح جزء من المسام ومن كل نسمة تدخل للروح...فاصبحت روحي منهم وبهم أستمد منها الفرح وقوة تحملني على نوائب الدهر
لكن هذا المحراب في ليلة عرسه مهما صدحت فيه اهازيج الفرح فهناك صوت أنين وحسره لاينقطع..ومهما أمتلات شرفاته بالاحبه..هناك غرفا خاليه تبكي بحثا عن ملامح لا يكتمل الفرح بدونها..
ومهما هدرت شلالات الفرح...لا يطيب الابتسام وفي القلب نصل مغروس يحكي عن جرح الوطن.
فكيف يطيب الفرح...وهناك أم تحتضن اطفالها في بطون الجبال ترتعد من أصوات أزير في السماء يرمي الحمم .والعذاب.
وأخرى في معسكرات اللاجئين لاتدري ان كان ابنأئها على قيد الحياه أم التهمتهم ألة الحرب والدمار....
كيف الفرح وخاطر طفلة في قلب أمدرمان تقول بكل براءة ان امنيتها في الحياه( ان تلبس حذاء مقاسها)...
كيف الفرح و ذات العشر اعوام تستيقظ ولا تدري ان كانت في ذلك اليوم ستجد ثمنا لحقنة الانسولين ام ستصارع شبح الموت حتى يهل الصباح؟؟
كيف الفرح ومدرسة كاملة يذهب اطفالها وهم يتضورون جوعا ليقضوا يوما دراسيا كاملا بدون ان تدخل في جوفهم ما يحرب الم الجوع وقسوته؟؟
كيف الفرح وحاجه التومه بين اكواب الشاي وصناعة الكسره لاتدري كيف توازن بين ملابس البنات مصاريف الدراسه وحبوب الضغط ...واعلم اولوياتها لذا عندما اعاتبها على ارتفاع الضغط لا تزيد على ان تقول...الله غالب....الله في.
كيف الفرح وشعب كامل يعيش تحت خط الفقر يصارع لكسب قوت يومه...وفوق ذلك لا يجد الأمان من تسلط من لا يخاف ربه...يذيقه البطش ومر العذاب اذا طلب بحقه في الحياه..ا و ان يكون له صوتا ورأي
كيف الفرح..
وجرح الوطن ينزف...
لتختلط الدموع بالابتسام...
فهل ننسى الوطن ام ننسى الفرح
هل كتب علينا ان يموت الفرح في الشفاه؟؟
هل كتب علينا ان ندمن الشكوى والتأسي؟؟أم القبول بالكابوس الجاثم على صدورنا يسرق منا الفرح وروح الحياه.
فاصبحنا وعصافير الفرح تتراوح في مكانها وهي مقيدة بجراح الوطن....تموت الابتسامه على اطراف الشفاه..وتخرج الضحكه مكبوتة خافته على استحياء ....ننشر الحب على البشر..ونسقي به قلوبنا أمنا ووئام..نزرع المودة.ونسقيها بأحلامنا الموؤدة والأمل....وفي انتظار مواسم الحصاد.....نشرب بالمر رشفات الألم من كأسك ياوطن.....
مجدي أسحق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق