الخميس، 1 فبراير 2018

🌴...جرح الوالد .....ونزيف الوطن🌴



🌴...جرح الوالد .....ونزيف الوطن🌴

هي مشاعر شتى من الالم والاحباط والغضب أعتصرت القلب وبللت المآقي...
وأنا أسمع لصديقي الجراح القادم من الوطن في سفرة مفاجئه للإطمئنان على والده الشيخ الثمانيني..وهو يصارع المرض..شفاه الله وانعم عليه ثياب الصحة والعافيه...
تهدج صوته وهو يحكي معاناته مع علاج والده واستغرابه لواقع البلد ..وضياع كرامة الانسان بين مطرقة الدوله وسندان التدهور في خدماتنا الصحيه...
نزل من المطار وعلى المستشفى..ليجد الوالد في العناية المركزه..وحط رحاله على ظل شجرة في المستشفى يتابع حالته..ويستقبل جحافل الأسره ...
في اليوم الثاني سأل السستر عن تقليب الوالد في رقدته وهو في غيبوبة حتى لا يصاب بقرحة سريريه..ولم يصدق عينيه ولا أذنيه عندما ردت له بكل بساطة وثقه......
(أنا مسلمه..وما بقلب الرجال)....وسألها هل تعلمين خطورة عدم تقليبه على حياتها...فردت كان حياته لا تسوي عناء التفكير(عارفه...لكن ماغلطتنا المدير الطبي ما عاوز يعين لينا راجل).
صمت صديقي ولم يستطع الرد حينها...وتوقف عن الحكي وهو يسترجع ما حدث تمنعه غصة في الحلق..وزفرة تحكي حجم الألم..
فقلت له يا عزيزي هذا ليس سلوك ممرضة محدود الاثر والمعنى....بل هذا نزيف الوطن..وواقعة تحكي عن انهيار أخلاق المهنه..وانهيار أخلاق دولة الظلم التى لا يسوى الانسان في قاموسها جناح بعوض.
هو الإسلام المفترى عليه الذي اصبح شماعة لكل منحرف وانحراف..شماعة فقه الستره..و ظلم العباد تحت اسم التمكين...وتبرير النهب تحت ستار التحلل..وتحليل الرشوة تحت فتوى حق السعي..
ألم تسمع هذه الممرضه بنسيبة بنت كعبه وهي تقول كنا نداوي الجرحى....هل كانت تداويهم من وراء حجاب مستعمله ريموت كنترول ام كانت تستعمل روبوتا صناعيا يغسل الجروح ويضمدها...ام هو التدين الزائف..والدين منه براء الذي نجعله شماعة لمساوئنا نستولد الفتاوي لنطمئن بها قلوبنا الواجفه ونزين بها سلوكنا القبيح..
كيف أصبحت هذه السستر في موقع العلاج وهي تجهل ابسط ابجدياته واهم أخلاقه...ليس مستغربا في عهد ثورة التعليم وفساد العلم والعقيده....
ألم تتعلم ان المريض ليس له جنس...الم تتعلم ان أساس الطب هو ان تنظر لمريضك فتتجاوز ذكورته وانوثته لترى انسانا مريضا يحتاج للعلاج..
هل فكرت في حال عالمنا لو ساد فكرها المعوج...وأصبح كل معالج ينظر لمريضه كأنثى وكرجل...فلا نحتاج لعناء تفكير لترى أي انحراف هذا..والى اي هاوية سيقودنا...
لكن حمدلله كان الطب ومازال مهنة انسانيه لأنها تجاوزت هذه النظره المعوجه..لتسود فيه قيمة الرحمه والتعاطف المجرده من أي مفاهيم ذاتيه او نزعات بشريه منحرفه.
فان كانت لاتعلم هذا فهي لم تتعلم شيئا فهي الشخص الخطأ في المكان الحساس...
ان تصريحها بلا حياء ولا إستغراب على هذا السلوك يعني بكل اسف انه سلوكا مقبولا وثقافة منتشره بين زملائها و زميلاتها ما دام لم تعاتب عليه..ولم تحاسب عليه.تستولد الفتاوي على هواها وتطبقها مؤثرة على عملها بلا رقيب ولا حسيب
فإي درك وصلنا له عندما يؤمن البعض ان الدين يعطيهم الحق في تعريض حياة مرضاهم للخطر؟؟
هل هم مرتاحي الضمير؟؟
اولم يخطر ببالهم انهم مقتنعين ومؤمنين بفتوى تعرض حياة مرضاهم للخطر ....فتوى تبشر بالموت...تتعارض مع مبادئ المهنه وواجباتهم.
أفلا جلسوا في منازلهم او اختاروا مهنة أخرى وتركوا ملائكة الرحمه من الكفار والملاحده للقيام بهذه الكبائر.....وليعطوا مرضاهم حقهم الطبيعي في التعافي والعلاج....
انها أزمةوعي وسلوك..
أزمة فساد استشرى فاصبح يبرر للظلم..ويلبس الخطيئة مسوح الدين والاخلاق.
هي ازمة وطن فيه الدوله ليس لها اشراف ولا متابعه وكل فرد يفعل ما يريد بعباد الله..
فمن الذي سمح لهيئة التمريض بلا رقيب ولا حسيب ان تتبنى هذه الفتوى الشاذه التي تعرض ارواح المرضى للخطر..
أين الاطباء هل يعلمون ان مرضاهم لا يجدون ابجديات العلاج التمريضي من تقليب المريض في غيبوبته..فان علموا وسكتوا فهذه مصيبه...والمصيبة أكبر اذا كانوا لايعلمون.
واين مديرنا الطبي الهمام وهو يعلم ان ممرضاته يمتنعون عن اداء واجبهم الوظيفي....لماذا غض الطرف وسكت دهرا ومرضاه يوميا يتعرضون لمخاطر صحيه هم في غنى عنها ..وانما تأتيهم ليس من طبيعة المرض بل من فشل التمريض والعلاج.
وأين ادارة المستشفى..وحالات الوفاه...تتزايد...وقروحات الاسره في ازدياد..هل يعلمون...ام ان هذا ليس في دائرة اهتمامهم
ولا أسأل عن أين الوزارة واين الوزير فهو سؤال عقيم اجابته معلومه...والكل يعلم ان العلاج أصبح سلعة..ومستشفيات الدوله نفسها أصبحت جزء من ثقافة السوق والعرض والطلب يصارع فيها بعض الشرفاء القابضين على الجمر يحاولون تقديم ماتيسر لشعبنا الطبب ولكن هيهات مع الهدم المقنن والانهيار المقصود لمصلحة سوق العلاج ومافيا الاسترزاق علي صحة المواطن المسكين.
اما مجلسنا الطبي الذي يفترض عليه المحافظة على اخلاق المهنه ومستوى الخدمات المقدمه...فهو في سبات عميق..ولا يرف له طرف وهو يرى ما يحدث من أهوال وتردي...ولن نستغرب فمهما جلس على كراسيه من الحادبين فحتما لن نرى حرثا فكيف يستقيم الظل والعود أعوج...فلن تكون للمجلس سلطة رقابة وهو يفقد الاستقلالية...وهو يقع مباشرة تحت اشراف الدوله وجهازها التنفيذي المتسلط المعلوم النوايا والاهتمامات....
ياعزيزي
نلعق جراحنا فماذا نقول ؟؟
سوى انه جرح الوطن الذي ينزف...فمثل هذا السلوك هي دمامل لن تنتهي الا
بنهاية سلطة البطش والظلم التى لا ترى مواقع الداء.تغرس انيابها فيزداد النزف...ولا تحرك ساكنا لأنها هي من صنعت الداء ونشرت جراثيمه تبرر لمساوئها باسم الدين ولا يغض لها طرف وهي ترى شعبنا يرزح تحت نير الفقروتدهورالخدمات..والاستهانه فيه بقيمته كانسان..

مجدي اسحق
magdishag@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق