الخميس، 1 فبراير 2018

العزيز د.بلدو دعوه للحوار.... 🌴بين الرومانسيه وبارنويا السياسيين🌴


العزيز د.بلدو دعوه للحوار....
🌴بين الرومانسيه وبارنويا السياسيين🌴

العزيز د.بلدو
لك التحيات النواضر
لقد ترددت كثيرا قبل ان اكتب حروفي هذا وذلك لما أشاهد حولي من ضعف في أدب الاختلاف...حين يتجاوز الاختلاف في الاراء ليصبح انتقادا للشخص في ذاته ومحاكمة نواياه....لكن كسرت حاجز التردد يحذوني أمل لما سمعته عنك من تفتح ذهني وما اراك تبذله من جهد مقدر لنشر الوعي النفسي...
أحب اليوم ان اتطرق لموضوعين منسوبين لك احدهم في حوار صحفي والاخر في لقاء تلفزيوني.
لقد قرأت مؤخرا تصريحا عن رغبتك في فتح مدارس لتعليم الرومانسيه لشعبنا مصحوبا ببعض الدفوعات والتفسيرات.
ابتداء بصوره عامه أجد انني أختلف مع طرحك في نقطتين اساسيات ساتطرق لهما ثم بعد ذلك سأقدم نماذج لذلك.
أولا اجد في كثيرا من القضايا انك تطرحها بصورة قطعيه وثقة علميه كانها حقائق مثبته...وكلنا يعلم اننا لانستطيع الجزم بأي ظاهرة بدون الاستناد على دراسات علميه محكمه..وان الرأي الشخصي مهما كان قأئله ليس له نفس القيمه العلميه اذا لم يسنده الدليل...
وأزعم ان بعض ما تطرح ليس له سنده العلمي...وقد اكون مخطئا..وكلي اذان تسمع وهو الهدف من هذا الحوار ان تقدم لي هذه الدراسات التي تثبت بها أقوالك..وفي حال فشلك في تقديم الادله يصبح ما طرحت هو مجرد انطباع اوتجربتك الشخصيه التي مهما عظمت لا يمكن تعميمها لتصبح قانون او نزعم انها ظاهره.
النقطه الثانيه عدم التقيد الصارم بالمصطلحات العلميه .كلنا يعلم ان أي طرح علمي لابد ان يستند على تحديد لغوي دقيق للقضيه المطروحه حتى لا يساء الفهم او نصل لنتائج مغلوطه او نهايات ليست لها علاقة بجوهر طرحنا.
العزيز د.بلدو
ساحاول ان اقدم نماذج من مقالك الاخير لاعكس لك رؤيتي هذه.
لقد ذكرت ان دافعك هو..الجفاف العاطفي للرجال السوداني..والشح في التعبير الشعوري...اذا بدأنا على مستوى المصطلحات نجد عدم الدقه التي تساعدنا في فهم الظاهره فنسعى لنفهم من السياق العام.فيكون التساؤل الاول ماهو الجفاف العاطفي فنجد ان الاقرب للفهم هو انعدام مشاعر الحب للزوجه وكما نرى ان هذا تعبير غير دقيق لا يمكن ان يسمى جفافا عاطفيا لانه لايشمل انعدام تام للمشاعر ..مثالا تجاه الام والاصدقاء وخلافه.وهنا تتغير القضيه وتصبح ليس جفافا او انعداما للعاطفه بل هو محدودا تجاه شخص محدد.....ويصبح التساؤل الأدق هو لماذا تنعدم مشاعر الرجل تجاه زوجته ؟؟
فاذا اتفقنا ان التساؤل هو مختص بالعلاقات الزوجيه وان الجدب العاطفي موجود في هذه الجزئيه في حياة الرجل السوداني ومتوفر في علاقات أخرى.... يصبح من غير المنطقي..هذا الربط بنتائج عامه من حيث انك تعتقد انه يؤدي الى غياب ثقافة السلام وروح الاعتذار والمصالحه.
أما اذا اعتبرنا انك تقصد ان الرجل السوداني يعيش هذا الجدب العاطفي في كل علاقاته مع ابنائه اخوانه اصدقأئه وامه..لذا يقود لما ذكرت ضعف علاقة السلام والاعتذار..يصبح من غير المنطقي ان تكون مدارسك تبشر بتدريس الرومانسيه لانها ستكون فارقت جوهر القضيه وركزت على جزئية محدوده.
ثانيا عدم الدقه في تعريف الظاهره يجعل من الصعب الوصول لجوهر الرساله التي تسعى لايصالها.
فقد ذكرت ان الزوج السوداني يعاني من الجفاف العاطفي و يعاني شحا في التعبير العاطفي وكما ترى هنا تناقض ملحوظ فانه اذا كان هناك جفاف عاطفي وانعدام للمشاعر يصبح كيف يمكن ان يتهم بالفشل عن التعبير عن شئ مفقود اساسا؟؟
هذا الخلط جعلنا لاندري ماهو المقصود عندما تحدثت عن الاثار الصحيه المترتبه فما هو المسبب الحقيقي لليأس وامراض القلب وخلافه...هل هو انعدام العوطف وجفافها..ام هو الفشل في التعبير عنها؟؟؟
اذا نظرنا للنقطه الثانيه وهي رغم الضعف في استعمال المصطلحات المحدده نجد استعمالك لمقولات قطعيه حاسمه بدون أدله علميه..لذا يصبح استفسارنا ليس سؤال مشروعا فقط بل حتميه علميه ضروريه لا يستقيم الطرح بدونها؟؟ 
وهو هل هناك دراسات علميه..اثبتت ان الزوج السوداني يعاني من انعدام العواطف تجاه زوجته...او يعاني من فشل في التعبير عن العواطف؟؟
وماهي نسبة هذه الظاهره؟؟
ومتى تمت هذه الدراسه وماعدد الازواج الذين كشفت عليهم؟؟وماهي المعايير المستعمله لقياس الجفاف العاطفي وعدم التعبير العاطفي؟؟
الاجابه مهمه لانه حتى في وجود دراسات (وهذا ما اشك فيه ) نجد هناك مساحه واسعه للنظر في الدراسه وتقييم قوتها وشمولها والحكم عليها ومن ثم الاتفاق على هل هي تعبر حقيقه عن الواقع ام تعاني عيوبا منهجيه
وكما ذكرت في عدم وجود دراسات علميه محكمه يصبح ما يطرح هو تجربه ذاتيه وانطباع خاص مهما تعاطفنا معه لا يمكن ان نجزم بصحته.بل يعتبر في مجال الطب النفسي وكل المجالات العلميه دليلا ضعيفا لا يؤخذ به كأساس للتحليل او العلاج.
ذكرت انك سوف تقدم شهادات بعد تدريس الرومانسيه شهادات معترف بها من الاكاديميات الاوروبيه.لا ازعم اني خبير في المعاهد الاوروبيه ولكني اجزم ان الكليه الملكيه للطب النفسي التي انا عضوا فيها ليست من هذه المؤسسات.واعترف بجهلي...حيث لم اسمع بوجود مثل هذه المؤسسات الاكاديميه العلميه التي تقدم شهادات الرومانسيه...لذا اتمنى ان تقدم لي في ردك الكريم اسماء بعض من هذه المعاهد والمؤسسات..
احب ان اذكر هنا نقطة اخيره وهي طرحك ان هذه الظاهره تؤدي للانغماس في الدراما الوافده...(ورغم تحفظي عن مفهوم الثقافه الوافده).ولا اؤيد تكرار نفسي ولكن لا يمكن تجاهل السؤال المحوري وهو عن هل لديك دراسه لتثبت وجود هذا الانغماس...وهل هناك دراسة تفسر ان الانغماس سببه ما ذكرت سابقا من جفاف عاطفي او فشل في التعبير؟؟
وتساؤل جانبي هل انتشار الدراما الامريكيه الوافده على انجلترا وايرلندا سببه البرود العاطفي الانجليزي؟؟؟
احب في طرحي هذا ان اجلب لارضية الحوار موضوعا ذكرته سابقا وهو ان 90%من السياسيين يعانون من اضطرابات نفسيه....ولن ادخل في تفاصيل سوى ان اسأل عن هذه الدراسه التي قادتك لك هذه الارقام..لنعلم من هو السياسي؟من هو التنفيذي؟وهل تتشابه النسبه في كل الحقب؟؟
(رغم اقتناعي بان الاجابه معلومه واشك في وجود دراسات)
واستنادا عليها طلبت بالكشف على مرشحي الرئاسه للكشف العقلي..وان ذلك كان سيجنبنا كثيرا من المشاكل.
واعتقد ان هذا رأي غير علمي وجانبه الصواب.
حيث لا يوجد هناك تقييم نفسي ليحدد من هو الحاكم العادل اولا.
وثانيا من الخطل ان نعتقد اوالظن ان الغير مريض نفسيا هو سيكون الحاكم العدل.
ليس هناك سند علمي لهذا الظن ولا توجد سابقه في الدول لعرض الرؤساء والوزراء لأي نوع خاص من التقييم النفسي.
فالمنصب مهما كانت حساسيته الضمان ليس في المقدرات النفسيه لمن في المنصب بل في وجود اللوائح والاساس التي تحكمها الشفافيه التي تحاسب وتغير ويصبح الفرد تحت القانون واللوائح فتضمن ممارساته وتضبطها وتبدله اذا تجاوزها.
لا نختلف في فشل حكوماتنا السابقه في تحقيق التنميه وان الانقاذ تأتي في المقدمه فشلا وافسادا..
وفساد الانقاذ ليس لان نافع والبشير وقوش مرضى او لديهم اضطرابات نفسيه...ولا يعني انهم مختلفون من مهدي ابراهيم وابراهيم السنوسي...وانه لو ان الاخوان المسلمين قد اختاروا لقيادة انقلابهم شخصيات اخرى اكثر توازنا نفسيا كنا سنعيش في سلام ورخاء ومحبه...
ياعزيزي رغم حسن دوافعك في البحث عن سبب هذا التردي والفساد ولكن ازعم انك اخطأت الهدف فالسبب ليس اضطرابات نفسيه بل هو منهج قمعي قام على وعي تسلطي يلغي الاخر لا يرى الا مصالحه المتمثله في اقصاء الاخر ونهب ثروات البلاد لمصلحة التنظيم واعضائه.
هؤلاء لو تغير زيدا اوعبيد ان نجد منهم الاحشفا وسؤ كيله وظلما وافسادا عظيمين
عزيزي
لا ازعم ان ما طرحته هو الحق الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه اوخلفه...بل هي رؤية متواضعه اؤمن بها تحتمل الخطأ.والصواب..وستجدني قادرا على تغيير قناعاتي بسهوله اذا ثبت خطلها
اتمنى ان تجد في رسالتي ما يحفزك لفتح حوار راقي نتبادل الحجج والادله.
فالهدف اولا واخير هو المعرفه....وهي مسئوليتنا تجاه اهلنا ان نقدم لهم من الوعي ما استطعنا..
لذا نسعى دوما ان تكون حروفنا ومقالنا محكومة بتقاليد المنهج العلمي بحثا عن الحقيقه...

ولك الموده..
magdishag@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق