الأحد، 24 نوفمبر 2019

.. د.حمدوك.. فلتكن قبلتك الأولى... جوبا.

🌹د. حمدوك.. فلتكن قبلتك الأولى... جوبا🌹

هل نحلم ان تكون اول زيارة لدكتور حمدوك لقلبنا النابض وجرحنا النازف.. إلى كعبة محبتنا.. لنصلى ركعة المحبة والإستغفار..في جوبا.... 
الزيارة الأولي هي رسالة لها مدلولها.. وقيمتها.. نضع أمام محراب إخواتنا عقدة ذنب وأخطاء السنين. 
 نمد ايادينا بيضاء لاخوتنا..نبني جسور الثقه..نمسح كل جرح خلقته سنينا من الظلم والتعالي العنصري.
نقول لهم نحن ابناء حاضرنا ولسنا حفدة الزبير باشا...نحن ضحايا الظلم والهوس الديني...نحلم بمستقبل نتساوى...نتقاسم خيراته ونزرع فيه بذور المحبه والمساواه..
نعلن مسئوليتنا عن تاريخنا...ولكننا نعلن تحللنا منه..وخلعنا لجلبابه الاسن.
كم هو مؤلم أن ينقسم الوطن ولكن الأكثر إيلاما ألا نرى دورنا ومسئوليتنا في ما حدث.
كم هو مؤلم ألا نرى دور عنصريتنا البغيضة في ما حدث.
نعم ليست هي العامل الوحيد.
نعم للإستعمار دوره وللحكومات المتعاقبة مسئوليتها وللإنقاذ قصب السبق في تأجيج الخلاف وتعميق هذه النعرة العنصرية الكريهة.
فقد جعلوا منهم دار الكفر واعلنوها على أبناء الوطن حرب جهاديه.. فأستباحو الوطن حرقوا القرى.. إغتصبوا النساء.. وأعدموا الشباب بلا تهمة سوى لون سحنتهم وجذور إنتمائهم. 
لن نعتذر عن جرائم الانقاذ فكلنا كنا ضحاياهم وهم نبت شيطاني ليس منا لهم دينهم ولنا دين المحبة والعداله.. ولكن رغم ذلك  تبقى الحقيقة المؤلمة إن بذرة عنصريتنا..وان صغرت... قد خلقت حاجزا نفسيا بين أبناء الوطن الواحد .
لكن تبقى الحقيقة المؤلمة إن هذه العنصريه قد سلبت إحساس الإنتماء من أبنائه حيث يعيش أبناء الجنوب في الشمال واقعا يكرس لدونيتهم مشبعا بالتعالي والنظرة العنصرية,
لذا ليس مستغربا عندما نرى الشمال يتحدث عن الإنفصال يغني الجنوب عن الأستقلال.
هل نحتاج لصدمة أكبرمن تمزق الوطن لتتفتح عيوننا وضمائرنا.
ماذا ننتظر أن يحدث لنرى سؤآتنا ومخازينا...
متى سنرى هذه الدمامل المتقيحة في جسد ثقافتنا المتداعي.
متى سيشرق وعينا لنركع دامعين على حالنا وحال كل من ناله رذاذ عنصريتنا?
متى سنعيش حقيقة إرثنا السالبه نرى جذورالآمنا ولنتجاوز خزينا لنعترف بعنصريتنا لنمسح جزء من تاريخنا المظلم...
لقد حان وقت التحلل من ذنبنا التاريخي في فشلنا ان نقدم لإخواتنا في جنوب الوادي إحساس العدالة والمساواه...
لذا لا غرو ان اضمحل في دواخلهم شعور الإنتماء لوطن وزرع مشاعر متناقضه بين جميل الذكريات ومرارة الواقع.
لا ندعو فقط لتحلل ودموع تسقط وتجف بعد لحظات.. بل ندعو الى مواقف تعلن تجاوزنا عن السالب في ثقافتنا و نعيد رسم الحال العاثر ولترسم واقعا جديد بوعي جديد  ملئ بالأمل والموده.
ان شعبنا يحلم  اليوم قبل غد.. بلجنة تنظر بموضوعية وعلميه الي رسم واقع جديد وعلاقه تتناسب مع تاريخنا ومانحمل من موده من أساسياتها.
1.حق الحركه والإستقرار.
2.حق التملك والعمل.
3.تنسيق حركة التجارة والبضائع
4.حق الجنسية المزدوجه.
هذه حقوق لست مجرد اتفاقات وقوانين ولكنها تهيئة للارض..ليست إنتهازية سياسية ولا خداع  ولكنه تهيئة لتربه المناسبة عسى ولعل... هو حلما لانخجل منه ونعلم انه لن يفرض بقرار ولكنه حلما لعل يوما ان يقوم أحفادنا بعد ان ترتفع قيم العداله والمساواه ان تتمازج ارواحهم ومصالحهم تتهاوى الجدران وتسقط الحدود بين شمال وجنوب ويعود الوطن الواحد كما كان شكلا ومختلفا في قيم التمازج والحب والمساواه.
أخيرا..
نصيحتي.. وخوفي.. مع وجود الدولة العميقة وأذنابهم من معدومي الضمير الأخلاق.. الذين تربوا في برك العنصريه وتشبعوا بقيم الكراهيه فعليك الحذر في إختيار طريق السفر ووسيلته..
وليحفظك العلي القدير...

مجدي إسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق