الأحد، 24 نوفمبر 2019

.. الفاشر ليس هناك ما يستحق.....

🌹الفاشر.. ليس هناك ما يستحق..... 🌹

ماحدث في الفاشر لا يستحق الإحتفاء ولا الإمتعاض.
ما حدث  يحتاج لجلسة موضوعية مع الذات قراءة لأسبابه لإستنباط طرق التعامل معه.
للأسف تناول البعض ماحدث بنظرة ذاتيه تعكس ما بدواخلهم دون روية وتمحيص  فأطلقت العنان لمشاعرهم وانفعالاتهم لتتحدث بلسان  متجاوز قوانين العقل والمنطق.
إن بعض من  الذين يحتفون بما حدث يحاولون دون ان يشعروا  تحوير الحقيقة والقفز لنتيجة إن الفاشر وقفت كلها ضد ق ح ت.وأن الهامش يقف ضد ثورة المركز... والكل يعلم إنه مهما كان حجم الشريحه التي أعترضت فالحقيقة انها لم تكن السواد الأعظم ولم تكن الأغلبيه. لذا يصبح التعميم مخلا ويخرج ما حدث من سياقه..
إن محاولة التقليل من جريمة  منع قيام الندوه ومن خطيئة العنف المصاحب  ومحاولة وصفه ماحدث بأنه قضية ثانويه أو محاولة تبرير بأنه إنفجار متوقع لثلاثين عاما من الظلم.. لعمري هي محاولة فطيره وخطيرة العواقب.
نحن في أعتاب عهد الحريه والديمقراطيه وصمام الأمان لإستمرارها وازدهارها هو إلتزامنا الصارم بإحترام حق الآخر وحقه في التعبير وإلتزامنا بأدب الإختلاف وعدم القبول بأي مبررات لتجاوزه أوالإنحراف عنه. لذا كان يجب على من إحتفوا بالإحتجاج أن يحافظوا على مبدئيتهم بكل صرامة وان يتجاوزوا الرفض الخجول لإنتهاك حق ق ح ت في الحديث وتجاوز محاولات العنف. كان يجب عليهم ليكونوا متسقين مع قيم الحريه أن يستنكروا ذلك بقوه وأن  يطلبوا من القانون ان يأخذ مجراه ومحاسبة من رفض قيام الندوه ومحاكمة من حاول الإعتداء على المتحدثين.
إن بعض المستنكرين لما حدث وقعوا في خطيئة عقلية المؤامره وإتهام فلول الثورة المضاده والتي لا ننكر إنها أول المستفيدين مما حدث ولكن الجميع يعلم إن الواقع يشير الى شريحة من الشرفاء في دارفور لها موقف ضد رؤى ق ح ت لذا دمغهم بالثورة المضاده تبسيط مخل ومحاولة إنكار للحقائق وبحثا عن كبش فداء غير مقبول.
البعض قد وصفهم بأنهم من مناصري الجبهة الثوريه.. وحقيقة لا أدري ما هو المقصود بالوصف.. فهو توصيف لا معنى له فالحقيقة انهم من شرفاء الفاشر لايهم ان كانوا تحت رأية الحركات او مستقلين.. طبعا الا اذا كان هناك رسالة مستبطنه بإتهام الجبهة الثوريه بأنها تسعى لإثبات نفوذها بمنعها ق ح ت من مخاطبة الجماهير.. وهذا تأويل به محاكمة للتوايا لا نريد ان ننجرف اليه.
إن الذين رفضو استلاب حق المتحدثين في الحديث لا نختلف معهم في ذلك ولكن نطالبهم بالاتساق وعدم أزدواجية المعايير فالذي يحتفي بمنع الخطيب من مواصلة خطبته وويصفق لإنزاله من منبره في أحد المساجد ليس له الحق أن يدين ما حدث فالحرية لنا ولسوانا.. وليس لأي فرد حق استلاب حرية التعبير من أحد. 
الأعزاء.
إن ما حدث ليس مسرحية من خارج واقعنا ولسنا متفرجين لنرمي عليهم فقط كلمات الإستهجان أو الاستحسان.. بل هي جزء من واقعنا نحن جزء منه وإن لم نشارك فيه وعلينا النظر إليه بموضوعيه لنأخذ من الدروس والعبر حتى نتجاوزه والاستفادة منه..
إبتداء
علينا الوقوف بحسم ضد كل من يقف او يحاول إستلاب حق أحد في الحديث وحرية التعبير.
ثانيا.
رفض أي مظاهر للعنف وعدم الوقوع في خطيئة محاولة التبرير.. والمطالبة ان يطبق فيهم القانون مهما كان المتفلت مظلوما أو ضحية واقعه أو غضبه المفهوم.
ثالثا
على ق ح ت ان تعلم ان هناك تيار متنامي من الرفض لخطوات معالجتها لقضايا السلام وفشل تفاهماتها مع الحركات المسلحه.
رابعا..
على ق ح ت ان ترفع رايات الشفافيه وتمليك الشعب مايجري في غرف مغلقة بين اديس وجوبا والقاهره... والإعتراف بأي أخطاء صاحبتها.. والا تترك شعبنا فريسة التسريبات والتأويلات واعلام الثوره المضاده.
رابعا
على ق ح ت أن تبدأ بناء جسور الثقه مع أهلنا في مناطق الحروب.. بجولات في المعسكرات ولقاء قادتهم وشيوخهم والإلتزام بتمثيلهم في مفوضية السلام والمجلس التشريعي ليعلموا انهم هم من سيصنع السلام وهم من سيحميه...
أخيرا
الإهتمام بالإعلام الواعي المنظم لتمليك الحقائق لشعبنا وللإستفادة مما حدث درسا نرفض منه السالب ونقبل الإيجابي..فإمتلاك المعلومة حق وليس منحة من أحد
إن دولة الديمقراطية في خطواتها الأولى وستكون خطوات متعثره... وسنشاهد من التجاوزات ما يحتاج منا جميعا الموضوعيه و ان نأخذ بيد تجربتنا الوليد برفق ولكن بقوه لنضمن ان تتجاوز هذه العقبات ولنصل بثورتنا الى بر الأمان..

مجدي إسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق