الأحد، 24 نوفمبر 2019

..تراءى لي في المنام........... ..بأني أصبحت مديرا للتلفزيون

🌹تراءى لي في المنام........... ..بأني أصبحت مديرا للتلفزيون🌹

أي حلم جميل طاف بالأمس خيالي فأشعرني بحلاوة الثوره وحزنت على إستيقاظي لأواجه واقع تلفزيوننا الكئيب..
إبتداء يجب أن أوكد بانني قد نمت خفيفا فلم يكن كابوسا ولا هذيانا من أثار حمى ولا من بقايا إبنة الكرم التي لم تتقاطع مع دروبنا ولم تخالط عقولنا.. وثانيا لم تكن أحلام يقظه في تقلد هذا المنصب حيث لم يخطر على بالي أو خاطري فأنا علاقتي بالفن والإبداع مثل علاقة خالتي حاجه التومه باللغة الهيرغلوفيه.. وفي المرة الوحيده التي حاولت ان أنضم لقبيلة الفن والإبداع كتبت قصيدة رائية لها جرس كنت حبيسا فتفتقت مشاعري.. وحملتها للحاضر الغائب عزيزنا خالد الكد فقرأها ونظر لي من تحت نظارته(في زول قرأ القصيده غيري؟؟ ) فأجبته بالنفي.. وقال(الحمدلله ربنا حفظهم ).. ونظر للسماء وبدأ بالدعاء(ياربنا لطفك.. نحن عملنا شنو..تحكمنا الإنقاذ.. ومسجونين في شالا.. وسخانة شهر خمسه.. ومافي كهرباء.. وبعد ده  كمان.. مجدي عاوز يعمل شاعر)..فلم انتظر وتحركت سريعا وكانت آخر محاولاتي الإقتراب من قبيلة الفن والإبداع..
لذا كان حلما غير متوقعا لكنه كان سياحة ساحره جعلت من ليلتي مهرجانا تمنيت الا أصحى منه...
بدأ الحلم وأنا أرى نفسي في مكتب مترامي الأطراف ومجموعه من السكرتاريه تتسابق في ودي وكل يخاطبني بسعادة المدير وحينها جاءني إلهام وعلمت إنه قد تم تعييني مديرا للتلفزيون.. فتحركت ومن خلفي جيش من الهتيفة ودخلنا الغرفة الأولى ومكتوب عليها غرفة الأخبار.. ولا أدري كيف نزل وحي الثوره على لساني فأصدرت أوامري
 1.ماعاوزين تاني اخبار القرايه من الورقه.. الباهته.. التي ليس فيها لقاء ولا تقرير ولا حوار.
2.ممنوع اخبار سافر فلان ورجع علان لأرض الوطن.. وماعاوزين إفتتحوا شفخانه في كادقلي ومزيره في شنقلي طوبايه.
3.عاوزين اخبار الشارع وأخبار الناس العرقهم بيضوي وفضح معاناتهم من مواصلات.. ووقود وخبز وكهرباء...
وزمجرت وأنا في الباب لو بعد إسبوع ما إتغير الحال فلتبحثوا لكم عن وظائف أخرى..... ومن طرف خرفي رأيت العرق يتصبب بين طبقات المكياج وخصلات الشعر المموجه..
خرجت لا ألوي لأجد أمامي... مكتب قسم التحقيقات لتزداد ضربات قلبي غضبا.. وكم فوجئ بدخولي ثلة منهم وهم جالسين يتوسطهم صحن لم أرى  محتواه لكن اياديهم كلها في داخله كمن يؤدون القسم.. ومع دخولي انفضوا من حوله ولم ارد السلام بل أخبرتهم بأنهم جميعا قدتم نقلهم لقسم الإرشيف.وسمعت أحد يهتف مدنياااووو..وحين كنت أفكر في تعيين بدائل لهم وجدت أمامي فجأة عشرين شاب وشابة في عمر الزهور قالوا لي نحن أسود البراري في خدمتكم فبماذا تأمر يامولاي.. وأنا أهتز طربا أصدرت أوامري بتوزيعهم لثلاث وحدات..
1.فريق تحقيقات المعاناه اليوميه وصوت الشعب الباحث عن إجابه
2.فريق تحقيقات الفساد والاموال المنهوبه.. وسيف الشعب الذي يحاصر الفساد من هيثرو الي النقل النهري ومكاتب الوالي الهارب.
3.فريق تحقيقات إنتهاكات حقوق الانسان..وامرته ان يدخل بيوت الأشباح وقرى دارفور المحرقه وأطفال يعيشون في الكهوف خوفا من محارق الانتينوف.. 
وطالبتهم ان يخرجوا للشارع الان بلا إبطاء ينقلون الاحداث يفتحون الملفات يسلطون الضوء على كل مجاهل الدوله العميقه.وفضح مفاسدها للناس...فلايتركون بابا لايفتح ولا مسئولا بدون الوصول اليه.... ولم انتظر ردهم ففي دواخلي كنت أعلم أنهم لاخوف عليهم ولاهم يحزنون..
ودلفت على غرفة مهترئة مكتوب عليها الثقافه ....بها كرسي متهالك وفيه رجل في غفوته فلم أوقظه وتركته في سباته وخاطبت سكرتاريتي بأني اريد ان يجد كل شخص سوداني في التلفزيون نفسه...عاداته وتقاليده نمط حياته ابداعه من الانقسنا الى طوكر ومليط وابوجبيهه الى الباوقه..أين إبداع الشباب أين جداريات القياده.. أين التوثيق لإبداع التشكيلين عن الثوره.. لأسمع سمعا وطاعة....
وخرجت وأنا أزبد من الغضب.... لأجد أمامي استديو يصدر منه صرير واصوات نشاز تستجير من جدب إبداعها  بأغاني القدامي تشويها وتجريحا.. فسألت أين الشرفاء الذين قاطعوا التلفزيون أيام عهود التيه هل احتفلنا بهم أين أبوعركي.. اين التوثيق لمحجوب شريف وحميد أين أزهري محمد علي أين إبداع الشباب الذي غنى للثوره.. أين هم.. أين شعاراتهم.. شعرهم وغنائهم...
وفي ركن مظلم وجدت قسم الأطفال والشباب وإستبد بي الطرب واصبحت ادندن معهم (ياها دنيتنا الجميله) وذكريات فيل فجلست في الارض... وتساءلت اين برامج التوعيه للشباب عن المدنيه وقيم الحريه والديمقراطيه والمساواه والتنوع... فلنبدأ ببرنامج نسميه برلمان الشباب نضع قياداتنا في الكرسي الساخن أمام قادة المستقبل للإجابة على تساؤلاتهم...
وتساءلت اين التوثيق لإبداع هذا الجيل.. وكيف صنعو الثوره وكيفوا صنعوا مدينة الأحلام بثقافتها وتقاليدها وفنونها.. أين التوثيق لمدينة الأمل والجمال.. مدينة الاعتصام...اين التوثيق للمفقودين ووجوههم النضره تزين الشاشة ونحن نبحث عنهم وعن مصيرهم...
وتسارعت خطاي على سيارات البث الخارجي وكم كنت حاسما بأني لا أريد مشاهدتهم في فناء التلفزيون ثانية فليذهبوا وليرابطوا أمام مجلس الوزراء وفي مرافق الدوله لينقلوا لنا الاحداث وهي تطبخ على نار هادئه وليحاصروا المسئولين عندما لايجدون إجابات لأسئلة شعبنا الصابر.. 
فجأة إنطفأ الحلم وأسمع صوت زوجتي... عن تأخري عن العمل ويدها تهزني وأنا متثشبث بالحلم أضغط على عيوني للعوده ويدي لا تريد ان تطلق سراح مخدتي ولكن هيهات فعلمت إنه الواقع وشمس الصباح وإنتهاء الحلم.. ورفضت أن أفتح أعيني وصارعت الذاكرة المتعبه بحثا عن ملامح الوجوه التي كنت أصارعها في الحلم وتلقت مخدتي المسكينه عنفي وضربي فياربي من هم؟؟؟
 هل كانوا شرذمة ساحات الفداء... أم الخبراء الإعلاميين المزعومين ام حارقي البخور وأدعياء الثقافة والمعرفه..
قمت متثاقلا وفي البال ان أعيش الحلم وأن أكتبه ربما يراه البزعي او الجوخ فيبثون فيه الروح.. لينتفض ويزدهر من مجرد أضغاث أحلام ليصبح حقيقة.. هي أحلامي المتواضعه مقسما انه ليس لي في المنصب من رغبة وإنما هي أحلام اليقظه عشعشت في عقلي الباطني فخرجت أحلاما اعلم إنني ليس لي طريقة في تحققها او ان أكتب لها الحياه. ولكن أعلم أن كثير من الشرفاء على ذلك لقادرين..... فهل سسمع من بيده القلم... وهل سنعيش معهم هذا الحلم الجميل.. وهل ستزهر ليالينا ألقا... وهل سنسعد معهم و بهم لتصبح محطتنا كعبة للشرفاء لن يفارقها الملايين وستكون قبلتنا التي سنرنوا لها صباح مساء...
فقوموا يرحمكم الله لتجعلوا من حلمنا حقيقة... 

مجدي إسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق