السبت، 22 سبتمبر 2018

رسالة إختلاف مع الأحترام... الى ..علماء السلطه...

🌴رسالة إختلاف مع الأحترام... الى ....علماء السلطه🌴

تباينت ردود الافعال على برنامج شباب تالك..وقد كان التركيز على حديث أحد المتحدثات الذي أثار كثير من القبول والرفض ...
تركز الرفض على جوهر الاختلاف حينا..والاخر على شكل الاختلاف من لبس المتحدثة وطريقة طرحها لوجهة نظرها.
ما أثار قلقي وحفزني للرد هو سماعي لبعض الاراء المطروحة من ما نطلق عليهم شيوخا وعلماء ولهم قبولا عند قطاع من شعبنا لا يمنعنا ان نختلف معهم..وننتقد حديثهم ومواقفهم..رغم اننا نعتبرهم علماء للسلطة ...لانها هي التي عينتهم في مجالس العلماء ولم ينالوها من اجماع الشعب ورضاه عنهم.
 نجد ان جوهر حديثهم يجعل من حديث المتحدثه ليس رأيا في أحد قضايا المجتمع التى لها الحق في تناولها قبولا ورفضا..والتي اصلا قد اختلف فيها العلماء والائمه ومازالوا..
.حرموها حق الاختلاف .... بل يعتبرون رأيها  هجوما على الدين ويجعلون من تساؤلاتها واختلافها في هذه القضايا بابا للتكفير ومعركة مقصود منه الدين بالضروره.
استغرب من ذلك فالكل يعلم ماهي ثوابت الدين وأركانه..وان القضايا المطروحة للنقاش من حجاب..وحق المرأة في العصمه..وزواج الاطفال والتحرش.فالكل يعلم انها قضايا اختلفت فيها الرؤى حتى بين العلماء .حيث ان حق المرأة في المساواة في العصمه ليست بدعه بل هي من صلب الدين وقد أجمع عليها الشيوخ والعلماء ولم يروا في ذلك غضاضة.. اما الحجاب فما زال هناك من يري انه ليس فرضا ..وحتى امام الازهر والذي طرح رأيا متشددا فإنه افتى بان من لاتلتزم به فهذا ليس من الكبائر بل تعتبر مسلمة عاصيه...
لذا يحق لنا ان نتساءل من الذي أعطاهم القدسية وجعل رؤيتهم هي الدين ومقصد الله الذي لاشك فيه.
 ومن جعل من فتاواهم هي الحق  و ماعداه باطلا وسؤ سبيلا..
وكيف يرفضون حق الاخرين في التساؤل و الاختلاف في أمورا مازالت فيها اراء متباينه ..حتى بين الشيوخ انفسهم.
وفوق ذاك من الذي أعطاهم سلطة محاكمة القلوب والنوايا  ونصبهم يوزعون فرمانات التدين والكفر...على من يتجرأ بالاختلاف معهم..
لذا أجد الحديث عن الهجوم عن الاسلام...ووصم المتحدثة بذلك هو إرهاب فكري...يرفع سيف التكفير للمخالفين ويتلبس بنظرية المؤامر ليستجدي التعاطف والدعم لموقفه.
أما إرتفاع صوت المتحدثه فهو انفعال قد يراه البعض انفعال غضب من المطروح وآخر يراه غضبا من آراء الشيخ وموقفه وكل هذا لا يعني بالضرورة عدم الاحترام...فالاحترام الاجتماعي هو ان لا تخاطب الاخر باستهزاء وسخرية وتجريح لشخصه ولا اعتقد انها قد فعلت..ولكن لها الف حق الا تحترم الرأي المطروح وتسخر من الرأي المطروح ان رأت فيه عوجا.
وان رأى البعض ان في نبرتها عدم احترام لشخص فلا نحاكم النوايا ولكن حتما سنرفضه و لن ندافع عنه ان ثبت ان ذلك كان مقصدها.
لقد وجدت في حديث أحد العلماء  إشارة لبعض الحضور ووصفها بانها(عجوز شمطاء)..ولا أعتقد اني احتاج ان أتوقف  أمام هذه العباره فقبحها يفضحها ويعكس انعدام مفهوم ادب الاختلاف واحترام الاخر.  وأقول انها تستحق مني الامتعاض والتجاهل ومنك توجب الاعتذار.
أيضا لقد ذكرىأحد العلماء في ختام حديثه ان القضايا المطروحه هي قضايا انصرافيه وان شعبنا مهموم بقضايا أكبر هي السعي لحياة كريمه...ومن توفير الصحة والعلاج..
وهنا اختلف...واستعجب واتساءل..
اولا اختلف.....نعم ربما تكون قضية العصمه والتحرش ليس هاجسا للكثيرين ولكن هذا لا يجعل المهمومين بهذه القضايا انصرافيين وبعيدين من واقع المجتمع.نقول ان القضايا لاتنفصل في تشابكها فالتدهور الحادث في مجتمعنا تنعكس أزماته  كقضايا اقتصاديه واجتماعيه وفكريه وكل شخص يمسه منه جزء...الاستخفاف بها وتجاهلها لا يصنع الحلول بل سيجعلها تنمو وتتفاقم لذا وجب  الاهتمام بها والنظر فيها وان صغرت فالنار اصلا تأتي من مستصغر الشرر.
ثانيا استغرب...وحقيقة  أستغربت عندما  سمعت من علماءنا يقولون ان شعبنا همومه هي الصحه والتعليم والحياة الكريمه...وارفع لهم  إعتذاري فقد كنت أظن أنهم لايعلمون ذلك...وكنت أظن انهم يعيشون في كوكب غير وطننا المستلب.والذي كتب عليه انعدام الحياة الكريمه وانهيار الصحة والتعليم..لذا لم اتعب نفسي بالسؤال اين هم من معاناة شعبنا والمه..ولم يخطر في بالي دور العلماء وقدسية كلمة حق أمام سلطان جائر.
ويحق لي اليوم ان أتساءل..عن هذه الهجمة المضريه..والرد السريع من علمائنا على متحدثة في برنامج تلفزيوني مهما قلنا عنها فهي تعبر عن رؤية شخص نتفق ام نختلف معها ليس لها السلطه والسلطان في التحكم في معاش الناس حياتهم او افكارهم.
إذن يحق لي أن أتساءل...أين هجومكم ومعاركم في ما ترون انها هموم شعبنا.....؟
وأحاكمكم بقولكم ...وأقول اين انتم مما يحدث في الوطن..؟
أين أنتم من المعاناه والغلاء والجوع الذي اصاب شعبنا؟
أين انتم من البطش وتكميم الافواه...واغلاق الصحف؟؟
أين أنتم من الاعتقالات والتعذيب وبيوت الأشباح؟
أين أنتم من الفساد الذي اعترفت به السلطة ومراجعيها؟
اين أنتم من أنهيار الخدمات.. واين انتم من بغلة تعثرت بالعراق..
أين أنتم....أين أنتم.....وأين كنتم؟؟
لكنكم موجودين تصرخون واسلاماه من متحدثة في عمر بناتكم لأنها لم تضع الحجاب ورفعت صوتها ..وترون فيها حملة ضد الأسلام وهدمه....وحاشا ان نقول تغضون الطرف ..ولكن نقول لا نرى هجماتكم المضرية... على من يستغل الاسلام في كل صباح ممسكا برقاب الناس يستلب مواردهم يستثمر في معاناتهم..ويرفع فوق ظلمه رأية الاسلام والدين منه براء.
لانرى شيئا.. .ونتساءل عن قيمة العلم وحرمته..وخدمته لمن للشعب أم للسلطان؟؟
كلمتي الأخيره...
.ماهكذا تورد الأبل...وحتى تعطوا للعلماء وقارهم ومكانتهم ..ابتداء يجب ان نتعلم كيف نقف مع شعبنا ضد الظلم والفساد...
نرفع سيف الكلمه ضد من يستلب حقوق المواطن....وعندما نسمع صوتا من جيل أبنائنا وبناتنا..وان كان نشاذا... علينا الا نتحسس جيوبنا لنشهر اسلحتنا هجوما بل علينا التريث والاستماع لهم..والتقرب لهم..وكسب ثقتهم..ومحاورتهم...لنفتح الطريق لهم ليتعلموا بالموعظة والقول والحسن....وربما نتعلم من رؤاهم....فهم.فليسوا هم جنود ابليس لمجرد اختلافهم مع رؤيتك فلست سوى رجلا سلك طريق العلم وهو يرجوا من الله ان يوفقه في ان يرى الحق حقا ويرزقه اتباعه..وربما ..وربما كان المنطق في جانبهم..وان الله يسر لهم رؤية الحق حين غاب عليك...وليكن ديدنك ومعلمك رسولنا الكريم كان اذا رأى من اصحابه خطأ يقول في قمة الرقي والأدب(ما لي ارى الرجل يفعل كذا)...فلا شخصنة ولاتجريح ولا معركة من غير معترك بل قمة في أدب الاختلاف واحترام الاخر....
هذا ان كان تثبيت دعائم الدين ونشر اخلاقه هي المقصد..وليس دفاعا عن السلطه والسلطان وما أفرزه عهده من ظلم ومفاسد...

مجدي إسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق