الخميس، 13 سبتمبر 2018

جرثومة العقل المتأسلم(1)

🌴 ..جرثومة العقل المتأسلم(1)🌴
  العقل المتأسلم هو عقل الاسلام السياسي الذي جسدته الانقاذ في ابشع صوره. ان العقل المتأسلم عقل مأزوم يتماثل مع مريض الذهان في انه ذاتي غير موضوعي يصنع الوهم ويؤمن به....ينادي بالفضيله ويتدثر بالرذيله..يبشر بالحريه وهو جاثم على انفاس شعبه ..يحتفي بالطهر والامانه وكل مسامه يعيش على النهب والاستلاب..ينادي بالعدل وهو والغ في الظلم الى اذنيه
هي جرثومة عقل يتبى الشعار يزينه ويعيش حياته على نقيضه وعكسه تماما.
هذه الجرثومه جعلت العقل المتأسلم يعيش في  انفصامه المتناقض مأزوم يبحث لتطابق مستحيل بين شعار براق وواقع كئيب وفاسد... حتى يصل العقل المتأسلم  للتوازن المفقود يسعى بكل جهد لفصل  الشعائر من والاخلاق...فيصبح عقلا مريض يقدس الوسائل فتصبح غاية في ذاتها..ليتشكل العقل المتأسلم مأزوما مختلا يقدس الظواهر راكعا تحت قدميها فتسيطر عليه وتحركه وينسى الجوهر الذي هو أصل الأشياء الذي فيه مقصد الانسانيه وتوازنها.
 العقل المتأسلم في أزمته يفصل بين الوسائل والغايات ويجعل من الوسائل هدفا في ذاتها...فالانسان يأكل ليعيش..ولكن لا يجعل من الاكل هدفا في ذاته...والقانون والعقاب وسيلة لتحقيق العداله ولكن لايجعل من العقاب هدفا في ذاته.... والقانون الاعلى ان الغايه والوسيله في تناغم فالغاية النزيهه لايمكن تحقيقها بوسائل وضيعه...لذا كان العمل وسيلة لتوفير احتياجات الحياه..ولا يمكن ان تكون السرقه هي وسيلة مقبوله لتحقيق اهداف شريفه.
 وقد كان الاسلام الذى اتى ليتمم مكارم الاخلاق  كما كل الاديان الاخرى جعل من الشعائر وسيلة لخلق بشر اسوياء أكثر انسانية واقرب للعدل والفضائل. فكانت العبادات هي تزكية وتطهر وتجاوز لامراض النفس والمجتمع..
العقل المتأسلم فصل العبادات من اهدافها فجعلها هدفا في حد ذاته...فزادت اعداد المساجد وطالت اللحى وفرض الزي على مجموع النساء  وظهرت المسابح في اليد كجزء من المظهر الاجتماعي..وتجارة المكياج في صنع غرة الصلاه..وكان لتسمية لبعض انواع اللحي إسم (دعوني أعيش)...خير تعبير عن سيادة ثقافة المظهر وتدين الشعائر الخاوي من المحتوى.
 هذا العقل المأزوم وجد في هذه الجرثومه الترياق التي تجعله يعيش في تناقضه.
فيكفيه وهو في مستنقع اوحال وافساده ان يهتف هي لله لا للسلطه ولا للجاه...ليجد السكينة والامن المزيف..
يكفيه التردد على المساجد..وغرة صلاة مصنوعه..وسجاده في درج المكتب..وشبشبا للوضؤ..وسبحة تتحرك وهو يتمتم..وغطاء للرأس  لمن بلغت الحلم ودونه ومع قفازا وشرابات.لتصبح هي الاخلاق...وهي الهدف في ذاتها...ولا يضيرها اي سلوك ولا اي وحل يغوصون فيه..
قيسرقون ويسمى (حق السعي)...وعند يقبضون متلبسين لا يعاقبون بل يمسحون خطاباهم ب(التحلل) ليعودوا كما ولدتهم امهم..يتسلقون المناصب بلا تأهيل ولا حق (حق التمكين)..
وتصبح كل هذه الممارسات بلا قيمه فلاتهزهم هذه التجاوزات...وما صنعته من ضحايا ومن ماسي فلا توقظ ضمير ولا تحرك عقلهم المحصن بجرثومة العقل المتأسلم.
جرثومة تعبد المظاهر المزيفه...ترى الاخلاق في الشعائر وان كانت رياء الناس..وتتجاهل عامده جوهرها التي هى مقصد الدين والانسانيه.

مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق