الخميس، 13 سبتمبر 2018

.. ..جرثومة.العقل المتأسلم (2)

🌴...جرثومة.. ....العقل المتأسلم (2)   ).🌴. 

لا يختلف اثنان في مستوى الدمار والانهيار الذي قد اصاب الوطن منذ اصابه وباء الانقاذ الخبيث.
يرى البعض ان الانهيار الاقتصادي هو من اقسى أثار هذا الوباء والبعض يتحسر على انهيار التعليم والاخر يرى مصيبتنا في انهيار الاخلاق.
كل هذه التداعيات كانت لها أثارها القاسيه والمؤلمه على شعبنا الطيب ولكن أسوا من ذلك كله هو اصابت بعض الشرفاء بجرثومة العقل المتأسلم....ليس مستغربا مع وجود ألة اعلامية موجهه ومناهج اكاديميه مصنوعة من فكر الازمه وحصار الفكر ومحاربة العقل الحر ان تتسلل بعض من جراثيم العقل المتأسلم لبعض العقول النيره والنفوس الطاهره
هذا التسلل وان كان محدودا تكمن خطورته ان  جزء من ثقافة الانقاذ وأخلاقها المأزومه على استحياء تستطيع التسلل لعقل شعبنا وتجد لها ركنا في عقله اللاواعي وتظهر كصوت نشاز احيانا رغم محدوديته الان لكن الخوف ان لم نقتلعه من جذوره  ان يتمدد بوجوده السرطاني..فيتشكل وعينا بفكر الازمه..فنصبح نحن والانقاذ وجهان لنفس العمله الرديئه وان اختلفت الملامح والشعارات.
 لذا نحزن ولكن لا نستغرب عندما نجد لغتهم قد تسربت لنا ووعيهم قد جعل بعضا ينطق بهتانا ويصارع طواحين الهواء.
قرأت كلمات واراء عديده  تهاجم وتسخر من صورة للسيد الصادق المهدي ومعه ثلاث من بناتنا في لندن.
وكان الخطاب المنتشر وتعليقات بعض  القراء من المؤيدين تنصب في النقد لزي السيدات لانهن لا يلبسن الحجاب...وربط عدم لبس الحجاب بانه عدم احترام لتدينه وسخرية من وقوف السيد الصادق معهم كانه عبث او وقوف ذكرا مع مجموع من الاناث.
هذه المقالات والردود عليه هي مثال جيد للفكر المتأسلم المأزوم الذي اصابنا بعدوى فساده وخطله فاصبحنا نتبناه وندافع عنه.فاصبحنا ملكيين اكثر من الملك.
لايخفى على أحد ما يحمله هذا  الخطاب من السخريه من الوسائل الديمقراطيه في الالتقاء بالجمهور والحديث معهم والسماع لهم فهذه فريضة عصية على العقل المتأسلم... لا يؤدونها لانها جزء من رجس الديمقراطيه ونجسها الذي يحاربوه..لذا كان تواصله مع الجمهور  افكا لا يطيقونه فلا يستغرب ان لا ينظر اليه بما يحمل من قيم التواصل واحترام الاخر..
ولايمكن ان نتجاهل ما افرزته هذه الجرثومه من تقيح يقود لتفتح ثغرة نسميها العقل التناسلي الذي لا يرى في المرأة انسانا وفكرا..  فما رأوا  الجمال في وقوف شيخا ثمانيا لم يركع مازال متحمسا ..يحمل ارثا من النضال لتحقيق الحريه مع سيدات يحلمن بوطن الحريه يشاركن زعيمهم الود والهموم ...فما رسم لهم عقلهم التناسلي سوى صورة شخصا ليس له سوى سمات بيولوجيه كذكر تحيط به مجموعة من الاناث...فما اتعسه من فكر بائس قبيح.
هذا العقل المأزوم لا يرى في الديمقراطيه سوى فشلا وعبث..واحزابها تهريجا وضوضاء لذا لاتنظر لقيادتها بعين الاحترام لفكرهم بل هو سيل من الهجوم اللاخلاقي والنقد المستمر مهد يوما لقيام انقلابهم المشئوم..واستمرت حملتهم جرثومة تسعى لتدق اسفينا بين شعبنا وحلمه بالحرية والديمقراطيه.
هذا العقل المازوم ينطلق نقدا لعدم لبس الحجاب.وبه تحاكم هذه السيدات..وكأن عدم لبسهم يقلل من فكرهم او يلغي دورهم  الاجتماعي ومجاهداتهم وانحيازهم لقضايا شعبنا....هو العقل المأزوم الذي يحتفي بغرة الصلاه وحجاب بناتهم ..وفي نفس الوقت يغض الطرف عن جوهر الانقاذ من فساد وافساد واستلاب.
فكرا يرى عدم لبس الحجاب اهانة للسيد الصادق لانهم بفعلهم لم يحترموا ديانته...وان قبلنا جدلا ان الدين هو الحجاب هل يعني عدم التزام فرد بذلك الا نتواصل معهم والا نفتح معهم قنوات التواصل والحوار...هذه هي ثقافة القمع التي ترفض الاخر...وثقافة التزمت التي لاتعرف التسامح...ثقافة العقل المغلق حيث الانا التي تحمل الحقيقه المطلقه وغيري هو الباطل الذي يجب عدم التعامل معه او فتح قنوات للتواصل والحوار.
هذا هو الفكر المتأسلم المأزوم..وجرثومته التي تسللت  لعقول بعض الشرفاء وفكرهم...جرثومة تحت جنح الظلام وغياب ضؤ الحوار والمنطق وجدت لها موقعا خاليا فتمكنا واصبح ينشر سمومه ونحن عنه غافلين..
احبتي....
ان الانقاذ ليس جهاز دولة فاسد فقط...بل هي فكر مأزوم ومتناقض بقدر ما يحمل جرثومة فنائه في داخله ولكنه وهو يتشبث بالحياه ينفث سمومه وينشر جراثيمه...
فمعركتنا ليست مع جراثيمه التي يحملها بل هي ايضا معركة مع ما وصلنا منها من رذاذ...وليس هناك ترياق للوقاية ....افضل من اعلاء قيم الشفافيه وترسيخ قيم الاختلاف واحترام الاخر مهما اختلفنا...وفوق ذاك هي الحرية لنا ولسوانا ندافع عنها....نتعلم نحترم اختلافاتنا...وندق على بابها بلا كلل الى ان يشرق فجر الصباح..

مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق