الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

...النظام العام.وسايكولوجية الجنس والجسد(1).🌴

🌴 ...النظام العام.وسايكولوجية الجنس والجسد(1).🌴

ابتداء يجب التأكيد انه رغم التركيز على جسد المرأه والجنس فلا يعني بأي حال ان الحديث لا ينطبق على الرجل...ولكن دواعي الاحداث والقضايا المطروحه جعلت التركيز على المرأه.
 ان سايكولوجية الجسد عملية متغيره ومتطوره تستند على تقسيم الجسد الى مستويين احدهم ثابت وهو الجانب جنسي..وهو ما يعطيها قيمتها كأنثى.. ومتغير هو الجانب الاجتماعي...الذي يعطيها دورها كإمرأه
  نجد ان جسم المرأه يقع تحت تصنيفين مابين اعضاء جنسيه ويمكن ان نقول الى درجة ما ان عليها اتفاق انساني نسبي  تتمثل في دائرتي الحوض والصدر عند المرأه ودائرة الحوض عند الرجل..حيث نجد ان الجنسي هو مايمثل الاعضاء الجنسيه والاجتماعي ما يمثله بقية الجسد.
واجزاء من جسد المرأه  اللاجنسيه تعرف بمناطق الاثاره وهذه ليست لها حدود بيولوجيه تحكمها بل هي واسعة التباين وليس عليها اتفاق انساني وهي محدوده ومعرفه  بمعايير اجتماعيه متغييره بين مجتمع واخر وفي نفس المجتمع بين طبقة واخرى وبين اسرة واخرى بل في داخل الاسره بين فرد واخر...
صورة  جسد الأنثى ومكونه من الجانب  الجنسي له خصوصيته وليس له دورا او سببا لاظهاره وللتواصل  من خلاله لتحقيق وظيفته الا مع شخصا واحد ومحدد لذا لايظهر لباقي المجتمع...ان صورة المرأه كانسان يجسدها باقي الجسد او الجانب الاجتماعي ووظيفته عكس فكر الانسان وعواطفه وقيمه وهو المستوى الذي نطرح به انفسنا للاخرين لذا يستوجب كشفه للاخرين  لانه يعبر عن ذاتنا الاجتماعيه.
في مملكة الحيوان حيث الجنس علاقة بيولوجيه لا تتشكل بعوامل نفسيه او اجتماعيه....يكون الجنس جانب غريزي..ويتمثل كل جسد الانثى باعتباره وحده جنسيه واحده....عند الانسان مع تطور وعيه يتعامل مع  جسدالمرأه عامة كوعاء يحمل فكرها وقيمها وعواطفها ويتراجع الجانب الجنسي ليتجسد في اعضائها الجنسيه..
مع تطور الانسانيه ومفارقتنا لمملكة الحيوان وتزايد دور العاطفه والفكر في الجانب الجنسي يبدأ تراجع الجانب البيولوجي والجسدي .فيبدا تدريجيا ان يتأنسن جسد المرأه (humanizing) (لم أجد ترجمة متفق عليها فاخترت كلمة يتأنسن )...ماعدا اعضاءها الجنسيه..حيث يتراجع تدريجيا مفهوم جنسنة  جسد المرأه sexualizing (لم أجد ترجمة متفق عليها)  كله.
مع تطور الوعي بالقيمه الانسانيه للجنس وسيادة دور المشاعر والافكار..بدأت  اجزاء كثيره تفقد قيمتها الجنسيه وتصبح تعبر عن ذات المرأه  الاجتماعي ولا تعبر عن بعدها الجنسي الانثوي....ولاتوجد غضاضة في كشفها..ولكن التساؤل يقع في ما بينهما فيما تعرف  بمناطق الاثاره.

 ان مفهوم الاثاره.او عملية التحفيز الجنسي المرتبطه بالاعضاء الغير جنسيه هي عملية ارتباط نابع من الفرد ووعيه يتم فيها اضفاء ارتباط جنسي مع عضو ليس له وظيفه جنسيه.
ان  نوع الاثاره الشرطي هذا  لانها ليست  حتميه بيولوجيه فلها مكونها اللفظي والحركي والمعرفي.
ان مفهوم الاثاره  غير ثابت بل  يتحرك بين ماهو جنسي وماهو اجتماعي هو تأرجح يعتمد على الواقع الاجتماعي الذي يحكم الفرد وثقافته..ففي كل زمان  يقوم الافراد او المجتمع بربط مفهوم الاثاره باعضاء اصلا لست ذات وجود جنسي...او يقومون بنزع الاثاره وتحييدها.....فأجزاء كثيره من جسد المرأه قد تم تحييدها جنسيا فاصبحت تقع في دائرة القبول الاجتماعي ولا تمثل هاجسا جنسيا الا عند الاقليه ..فالتي تلبس بلوزة تكشف الساعدين والرقبة والشعر في طوكيو ولندن لا تلفت الانتباه الجسدي بينما نجد في دول أخرى ان كشف الشعر والرقبة الوجه يقع في دائرة  الاثاره والمؤشر للتواصل الجنسي.
.. وهي تعكس رؤية الفرد المبرمج هرمونيا والمتراجع في المستوى الانساني جعلت امكانياته المحدوده ونظرته القاصره  تحرك مؤشر الاثاره ليشمل كل  جسد المرأه ..فلا يرى في المتجسد امامه اي قيمة فكريه او اجتماعيه بل كوم من الاثاره يمشي علي قدمين....

هكذا نجد ان المجتمعات المتوازنه لاتسمح للافراد ان يمارسوا اسقاطاتهم الذاتيه في تحديد ما يفترض ان يكشف ام لا....بل تسعى لتقنيين حرية الاختلاف لخلق رؤية عامه تمثل العقل الجمعي وما يتقبله العرف السائد المنفتح للتغير دوما.
ان الصراع حول اين يقف مؤشر الاثاره يعكس جدلية الصراع بين الفرد والمجتمع بين محاولة جنسنة بعض اعضاء المرأه..والرفض المقابل لذلك..هو صراع اجتماعي يحسم بالفكر والوعي.
في المجتمعات القمعيه التي تؤمن بالجمود يحسم التناقض بالقانون لصالح المجتمع فيفرض على الفرد الانصياع لرؤية الاخرين التي تسعي لجنسنة الجسد.وينظر للفرد كمتمرد وشيطان يغرد خارج السرب يسعى لهدم قوانين الفضيله.
عكس المجتمعات التى تؤمن بالتطور فلا يتدخل القانون بل يترك للصراع ان يأخذ مجراه فقد يستطيع الفرد ان يثبت حقه في الزي او ان ينصاع للضغط الاجتماعي ولكن في داخل اطار القانون الذي يحمي حقه في الاختيار.
 المجتمعات تعلم التباين في الوعي الذي كلما زاد كلما ازداد الجانب الانساني في العلاقه الجسديه..وكلما تراجع اصبح اقرب لمملكة الحيوان واصبحت العلاقه الجنسيه هي  انجذاب بيولولوجي وتوتر هرموني.
لذا ليس مستغربا ان كلما تطور الوعي الاجتماعي.والفكر الانساني كلما كان الهوس بالزي اقل  لان الاثاره والتفاعل الجنسي لا تحكمه الجوانب البيولوجية فقط.بل هو مثلث يمثل الجسد احد اضلاعه ولا يكتمل الا بالجانب الفكري والعاطفي..فان لم يتحقق كل جوانبه.فليس للجسد وحده سلطان عليه.بينما المجتمعات التي يتراجع فيها  الوعي الانساني ومفهوم الجنس والحب نجدها ترى الجنس حتميه بيولوجيه لا تمر بين بوابات الفكر والعاطفه بل ثنائيه ميكانيكيه بين جسد المرأه وغرائز الرجل لتصبح حتمية انجذاب هرموني وبيولوجي.اقرب للعلاقه المغناطيسيه التي لافكاك منها..هنا يزداد الهوس بالزي لان  جسد المرأه هو المحرك الاساسي و منبع الشرور الذي منه تنبعث الاثاره لذا يجب حجبه وقمعه.
فاذا كان تعريف المناطق الجنسيه في جسد المرأه تتغير بحسب الواقع الزماني الاجتماعي يجب ان يضع ذلك في الحسبان حين يحاول المجتمع تنظيم قضية الزي
ولا تترك للتقديرات الذاتيه فلا يعطي سلطه للفرد ليمارس اسقاطاته..

 ان منطق سايكولوجية الجسد الذي جعل من اعضاء الجنس هي مناطق التحريم والحجر الاجتماعي. قد أدى لبروز منظورين احدهم يدعم تراجع مؤشر الاثاره لينحسر مع الوعي وليصبح جسد المرأه الاجتماعي مبرأ من الاثاره ومجرد تجسيدا لذات الفرد وتاركا للعرف التحرك في معايير الاثاره والقبول الاجتماعي..رافضا ان يجعلها موادا للقانون لاننا نعلم انها قيمة متأرجحه نزولا وهبوطا في كل مجتمع وحتى عند الفرد نفسه...وبه المجتمع يسعى ان يتجرد الجانب الاجتماعي  من جسد المرأه من مكونات الاثاره ليصبح وجودا اجتماعيا خالصا.
على النقيض منه نجد ان المنظور الاخر  يؤمن بان مؤشر الاثاره ثابت ويجب ان يطغى على معظم جسد المراه ان لم يكن كله..وان العرف لامكان له وان تغير يجب ان يردع بالقانون....وان كان جزء من جسد المراه ليس له في العرف دورا في الاثاره يلوي القانون عنق العرف ليمنعه ويحجبه من الاخرين.
وخير نموذج لذلك الوجه او الشعر....فان كان العرف قد جعل منهم اعضاء تعبر عن ذات الفرد الاجتماعيه مجردة من الاثاره فان قانونهم التعسفي  يرفض ذلك ويفرض عليهم التراجع ليصبغه بالاثارة وان رفض القلب و الذوق العام..
اذن  ان معركتنا ليست فقط مع قانون قد صنع ليكون اداة تسلط وترهيب..لتجعل من البعض يكبل حرية الآخر استنادا على وعيه المأزوم تارة ورؤيته المحدوده تارة اخرى...بل ان معركتنا هي مع العقلية التي صنعت القانون والتي تدافع عنه والتي تعجب به على استحياء.

هي معركة بين الجمود والثبات...هي معركة بين الحريه والقمع والتعسف
هو اختلاف بين  رؤيه تؤمن بالتطور وحرية الفرد المنضبطه.تؤمن بان الهدف هو أنسنة الجسد استنادا على ان المرأه كائن اجتماعي.تعطي الفرد الحق في طرح نفسه للاخرين كموجود اجتماعي ولا تحاكمه بما يرى الآخرين.فالعقل التناسلي الذي لا يرى الا تهيؤاته الجنسيه ليس حكما ولا مرجعا وليس له الحق ان يطالب الاخرين بالانصياع لمحدودية نظرته.بل يجب ان يحمي المجتمع الفرد في تثبيت حقه في الزي الاجتماعي مادام لم يتجاوز ثوابت القانون في الجنس والتعري.
نعلم ان ممارسة هذا الحق هذا قد يخدش البعض عندما يتجاوز تابو العرف الاجتماعي العام للاثاره..فلا غضاضه فهو تناقض مسموح ومتوقع....ويجب ان يترك للعرف الاجتماعي وسائل الرفض وشجب السلوك..لحسم الاختلاف.فقد ينصاع الفرد للعرف الاجتماعي او قد يستطيع الفرد ان يفرض نفسه على العرف الاجتماعي....وبهذا التناقض يتم التطور.
خير مثال نجده في تغطية الشعر...فقد يختلف الفرد وماحوله في ضرورة تغطيته...فلا يتدخل القانون فاما استطاع المجتمع بوسائل ضغطه من نقاش وحوار من ان يفرض على الفرد الانصياع لرؤية الجماعه ليدخل الشعر في دأئرة اعضاء الاثاره.....او اذا نجح الفرد في الاستمراريه في عدم تغطية الشعر فارضا على المجتمع القبول فكره ورؤيته بان يستمر الشعر عضوا اجتماعيا  بلا دلالة جنسيه

هي معركه علينا التسلح بالوعي والا نسقط في فخ الابتزاز والمزايده فيها ندافع عن الموضوعيه والعلم والمنطق..ونرفض الذاتية والانطباعيه المنفلته.
نفرق بين التعري والاثاره..نؤمن ان التعري في الجسد..والاثاره في العقل والوعي..التعري ثابت بثبات وجود اعضاء بيولوجيه جنسيه..والاثاره متغيره بحركة الزمن وتراكم االوعي فيتغير صعودا وهبوطا مايرى الانسان فيه عامل اثاره او مجسد تجسيدا اجتماعيا للاخر..
لهذا نقف ضد قانون النظام العام ..والعقل الذي يمجده

مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق