الجمعة، 14 أبريل 2017

🌱 ترامب.الوجع.و..ألم المخاض


🌱 ترامب.الوجع.و..ألم المخاض🌱
موجة من الانفعال بفوز ترامب تتراوح بين الفرح الهيستيري والغضب المنفلت...كلها تعكس القراءه العاطفيه للانتخابات الامريكيه.
 ان فوز ترامب يعكس خطوه في درب التغيير في لعبة السياسه الامريكيه ....قراءة هذه الخطوه بعيدا من العواطف وتحليل جذورها سيساعد في تحديد مسارها فاما خطوة للامام..او تراجعا خطوة للخلف وهزيمة مؤلمه لقوى التغيير.
ان الانتخابات الامريكيه الديمقراطيه ظاهريا هي خير تجسيد  لديكتاتورية رؤس الاموال التى تخفي انيابها في ديمقراطية مغلفه جميلة الحواشي حلوة الاطراف..ظاهرها الرحمه وباطنها الاستلاب.
 .لا تجد فيها تمثيلا حقيقيا لطموح الشعب واحلامه بل ديمقراطية لايستطيع اي فرد من عامة الشعب ومفكريه ان يمتطي ركابها حالما ان يتوج بقيادة وطنه ورسم تاريخه. ان الترشيح مكفول للجميع على الورق ولكنه فعليا متوفر لنادي الاثرياء وحلفائهم ...صنعت لهم وبهم عاشت وغرست جذورها.
لقد انفقت كلينتون 1.3 بليون دولار في حملتها الانتخابيه بينما انفق ترامب 8000 مليون معظم هذه الاموال كانت من ممثلي الاحتكارات والشركات العملاقه التي لا توزع ملايينها حبا وكرامه...بل هي جزء من استرتيجيتها في دعم صديق لها يحمي مصالحها في البيت الابيض.
هذه الديمقراطيه المشوهه هي التي خلقت مشاعر عاليه من التذمر  ...الرفض وعدم الجدوى..مما جعل تقريبا نصف الشعب الامريكي في كل انتخابات جالسا في الضفاف عازفا من التصويت والمشاركه في عملية غريبة عنه كأنها لاتعنيه من قريب او بعيد...
 هذه المره كانت هناك نقلة نوعيه واضحه...كان هناك اهتمام بهذا الشريحه التي تضخمت فاصبح لا يمكن تجاوزها..مما.يعكس عمق الازمه ودرجة الاستياء
كان الرفض لهذه المنظومه ولمؤسسة السلطه في واشنطون شعارا انتخابيا تبناه سادنرز وترامب.....وحين لم ينجح ساندرز..اصبح ترامب هو الصوت الوحيد المعبر لهذه الشريحه المتناميه..ونجح في أجبار الحزب الجمهوري الركوع له.....بينما هلل الديمقراطيون لمرشح لم يتعلم في مؤسسة الحكم التقليديه فلم يكن يجيد لغتها واساليبها...لكن ما لم يلاحظوه ان .عدم خبرته السياسيه كانت ميزة وسط هذه الشريحه بينما كانت خبرة كلنتون في نظرهم صفة سالبه باعتبارها افراز وتجسيد لهذه المؤسسه التي عزلتهم من خريطة اللعبه الساسيه منعتهم من الدخول والمشاركه الفعليه وفشلت في تحقيق مصالحهم.
لذا كان ترمب يجسد حلمهم بالتغيير لشخص يتماثل معهم انه ضد هذه المؤسسه التي كان لا يتورع بوصفها بالفساد وانها جزء من مؤامرة وتمثيلية محبوكه.
كانت استراتيجية ترامب هي  الوصول لتلك الشريحه التي فقدت الحماس للعمليه الانتخابيه وشعورها بالاغتراب عنها باعتبارها لا تمثلها..وانها مسرحيه سيئة الاعداد لا تعبر عن همومهم الحقيقيه.
 هذه الشريحه المتضخمه كأفراز لازمة الراسماليه وركودها العالمي والتي تمثلها كل البرجوازيه والطبقه العامله..والمتغربه تماما من العمليه الانتخابيه الراسماليه. كان يتم سحب هذه الشريحة ايدولوجيا من من منطقة الاستلاب والصراع الحقيقي وتغييب وعيها بجذبها لقضايا ثانويه تمثل هموما فرعيه و تضخيمها وجعلها جوهرا للصراع وقلبه....فكانت معارك عن الاقليات والجذور الاثنيه. والهجره..وقضايا الجندر..والاخلاق والسلوك الشخصي
في داخل هذه الشريحه المستلبه نجد ان تاريخ الصراعات قد فرزت المجموعات الي تقسيمات متباينه بعضها يشعر بنجاحات محدوده واخرى زاد عليها احساس الاغتراب وعدم الجدوى
 بروز التقسيم الاثني كتمظهر للصراع في الفترات الاخيره ومحاولة كلنتون اللعب عليه خلقت مجموعه كبيره من البيض تشعر انها مهمشه وفقدت هويتها في خضم هذا الصراع.
 لذا عندما ارتفعت حملة ترامب بنوستالجيا احياء امريكا القويه.ارسلت الحمله رسالة مزدوجه .اعادت الحلم بالماضي الاقتصادي وازدهار الراسماليه..وفي نفس الوقت سيكولوجيا اعادت هوية مفقوده للابيض الامريكي الذي بدأ يشعر بالضياع وتراجع مكتسباته.
 ان ازمة الديمقراطيه الرأسماليه والتذمر المصاحب لتضخم هذه الشريحه أعطت ترامب فرصة ذهبيه للوصول للبيت الابيض..و استغلها الجمهوريين بامتطاء الموجه.وادارة دفة الغضب نحو كلينتون أبنة النظام.....وخسرها الديمقراطيون عندما لم يقرأوا الواقع..ولم يروا ارهاصات التذمر فكانوا يستغربون من نجاحات ساوندرز الذي لم يكن شيئا مذكورا مقارنة بكلينتون...ولكنه كان نجاحه الجزئي لانه كان يحارب موسسة السلطه السياسيه التي فقدت الكثير من بريقها وعكست وجهها الحقيقي المعبر عن مصلحة راس المال وفقط.
يصبح التساؤل الباحث عن اجابه بعد  هذه النتيجة العبثيه التي لها جذورها الموضوعيه..والتي تجلت نتاجا لازمة معلومه.. . هل ستظهر طلائع التغيير من وسط غضب الجمهوريين الذين رضخوا وقبلوا بترامب ام من بين الديمقراطيين الذين خسروا مناطق نفوذهم؟
هل سيستطيعون قراءة الواقع بعيدا من تأثير المؤسسه الحزبيه المتحالفه مع شريحة رأس المال؟؟
 واذا قراءوا الواقع هل سيستطيعون تغيير وفك هذا الارتباط والالتصاق باصحاب المصلحه الحقيقيه في التغيير؟
أم سيظهر حزبا جديدا  يعلن عن فشل الحزبين من تحقيق مصالحهم..ودك نادي الرأسماليه على رأسيهما وتغيير مفهوم الانتخابات وصنع مؤسسه جديده.
 ان المستقبل بيد الشعب الامريكي لصنع تاريخ جديد له وللبشريه...ولكننا نعلم ان الة الراسمال ستدافع عن ممثليها لن تطلق سراح السياسه ولن تتخلى عن سيطرتها وستصارع للحفاظ على مصالحها...وستصارع للابقاء على الحال كما هو......ولكن رغم جبروتها ...فان الامل بهزيمتها موجود اذا تحركت قوى المستقبل بتمليك كل فرد وعيه الحقيقي بطبيعة الصراع و تنظيمه للقيام بدوره في صناعة مستقبله..واستعادة وتاريخه..المستلب.فالمهم انه مهما كان الاحباط فان عجلة التغيير تتحرك...انها ألام المخاض...فاما البشاره أو موات الاحلام النازفه.......
مجدي اسحق

هناك تعليق واحد:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف