الاثنين، 23 سبتمبر 2019

.. سايكولوجية التعظيم والتحقير.... أزمة الإختلاف..

🌹سايكولوجية التعظيم والتحقير.... أزمة الإختلاف🌹

إن الإنسان يبحث دوما عن التوازن النفسي وهذا من قوانين الطبيعه الثابته ويسعى بكل جهده لتجاوز المواقف التى تزيد وتائر القلق والتوتر.
عند مواجهة الإنسان لأي موقف يسعى بنزع فتيل التوتر بتفسيرات بعضها واع وبعضها غير واعي
هاجسنا اليوم في النظر لوسائل الدفاعات نفسيه الغير واعيه. تنقسم الدفوعات الغير واعيه لنوعين.. بعضها وسائل ناضجه تقود لتجاوز التوتر بصورة جذريه أو بوسائل غير ناضجه قد تزيل التوتر جزئيا ولا تتخلص منه وسيستمر تحت السطح محدثا شحنات من التوتر النفسي لفترات طويله.
إن الدفاعات الناضجه هي التي تتعامل مع القضيه سبب التوتر وتسعى لتغييرها ونزع الشوك منها وتحويلها لزهور ما أمكن ذلك أو إقتلاعها من جذورها وغرس بذرة جديده وحمايتها من الجراثيم. ان الدفاعات غير الناضجه تتغافل عن مسئولية التغيير المرهقه وتكتفي ببناء حاجزا اما تأليها وإعجابا صوفيا يخدر النفس بان هذا اجمل ما يمكن تحقيقه فلنغني له وننسى سلبياته.. او عكسا لذلك فتحاصر القضيه بحواجز التحقير والتلطيخ لتقنع النفس إن ما بها من مساوئ أكبر من ان ترمم او تصحح بل هي كومة من الفشل لا تستحق عناء التغيير وليس أمامنا سوى تجاهلها وقذفها في مزبلة الزمن.
اذا وضعنا واقعنا السياسي اليوم في طاولة التحليل النفسي فسنجد كل أنواع الدفاعات النفسية أعلاه.. وحتما سنبشر وندعم الدفاعات الناضجه التي تنظر لقضيتها بموضوعية وتتحمل مسئولية التغيير بنزع الأشواك أو زراعة نبت جديد.
أزمتنا مع القراءات غير الناضجه التي وإن خففت حدة التوتر لأصحابها ولكن الي حين مثل تنظيف الاسنان المعطوبه حيث  يزيل التنظيف السطحي قليل من الألم ولكن سيستمر الألم متزايدا ومصيره الي الخلع و الحل الجذري إضطرارا عندما يتفاقم الألم والعنت.
إن الإتفاق مع المجلس العسكري هو الموقف الذي يشكل واقع الثورة اليوم.. وبإعتباره لم يكن حلم الجماهير ان  يكون العسكر جزء من معادلة السلطة فقد  خلق هذا توترا نفسيا عند كل فرد من شعبنا قد يتفاوت حجمه ولكن حتما لا يغيب على عين أحد.
إن الدفوعات الناضجه الإيجابيه لتجاوز التوتر هو بتوجيه شحنات الغضب او عدم القبول لطاقة إيجابيه تنظر للإتفاق كمشروع يحتاج لجهدنا لإكماله.. والقبول بالايجابي كمنصة إنطلاق نحو تطويره وإزالة شوائبه. أو الرفض الكامل له والعمل على إقتلاعه وزرع بذرة جديدة مكانه.
إن  أصحاب الدفوعات الايجابية التى تسعى لزراعة بذرة جديده تواجههم أزمة أخلاقيه في موقفهم لأنه سيضعهم في مواجهة الجماهير المؤيده وسيجعلهم في خصام وصراع مع من يتفقون معهم في ضرورة التغيير إستنادا على تحقق وليس بإلغاء ما تحقق كليا. هي ازمة تجعلهم يتأرجحون في دفاعاتهم الايجابيه الناضجه وقد تجعلهم ينزلقون لمزالق الدفوعات غير الناضجه مرات وهم لايشعرون.
إن أزمتنا مع الدفوعات غير الناضجه وذلك لما ستخلقه من نتائج سالبه ان لم نقل مدمره... وهي تتمثل في وسيلتين.. . 
الاولي وهي الي تحجب بصرها عن الشوائب تهربا من مسئولية إزالتها خوفا أو عدم وعيا بها لذا تبني ساترا من الإعجاب الغير الموضوعي وتنشر المساحيق والالوان حول الاتفاق ومن صنعوها فتخلق أصناما لا يأتيها الباطل من بين يديها ومن خلفها
ولكنها دفوعات هشة ستنهار قريبا عندما تختفي المساحيق ويظهر ما بالإتفاق من سوالب ويظهر من صنعوه من الشرفاء رغم مجاهداتهم انهم مجرد بشر مثلنا يمشون في الاسواق قد يخطئون وقد يصيبون.
أما الوسيله الثانيه فهي التي تنحى للتحقير والتصغير لتقول إنه قد حمته مقاذرا أن ينالا... هذه الطريقة غير استعمالها لدفوعات غير ناضجه فإنها تزيد على ذلك بخلق أجواء مسمومه ملبدة بالكراهية والغضب.
نجدها إما إنها تعتمد على هدم الإتفاق او الأشخاص أو الإثنين معا مستعملة سلاح التعميم ومرتدية منظار العدم الذي لايرى في الوجود شيئا جميلا.
نجدها في الأسافير هذه الأيام تظهر فيه هذه  الدفوعات غير الناضجه التي تلطخ كل شئ فالأشخاص عملاء وإنتهازيون و ذاتيون وهم جزء من مخطط ينظر لمصالحهم الذاتيه ومخادعون في مواقفهم وإن الذي يحدث ثمثيلية سيئة الإعداد والإخراج.. وهناك من يقسم انهم عملاء لصراع دولي وقد قبضوا الثمن على عمالتهم.. ولا يستحي آخر ان يقسم أنهم عملاء للدوله العميقه وما تركيبتهم الإثنيه وقرابتهم لبعض المفسدين دليل على ذلك...
أما التيار الذي قد يترفع من تناول الاشخاص ولايؤمن بنظرية المؤامره... لكننا نجده يقع في بركة التعميم ودمغ الإتفاق ما لم يقله مالك في الخمر. لا يرى فيها ولا ذرة إيجابيه.. ولا يرى إنه خلق واقع جديد مهما كان سؤه.. بل يراها تكريسا للدولة العميقه ولا يرى نسمة حرية او تغيير بل يؤمن انها لا تختلف من ما سبقها من ديكتاتورية عضوض. ويبدأ في نسج الحكاوي والتفاسير من أن الاتفاق هي مسرحية صنعها خفافيش الظلام وخططوا لها بكوادر الصف الثاني بقيادة زبانية العذاب من خلف الكواليس.
 إن الدفوعات غير الناضجه والتي لن تقود سوى زيادة التوتر والغضب فهي  ستساهم في تسميم الاجواء بالمرارة والإحباط والخوف من المستقبل عند الجميع. 
الإعزاء..
ليس هذه دعوة لعدم الاختلاف... فالاتفاق أمامكم.. ولا أحد يمتلك الحقيقة الكامله.. بل هي رؤى قد تصيب وتخطئ.. قد تكون معك او مع غيرك... فأبني جسور التواصل ولاتهدم...فليس هناك شر محض ولا خطيئة كامله فإن رب الشر إبليس عندما إختلف مع رب العز خاطبه بتثبيت حق الربوبية فأقسم وقال بعزتك..
إن قادة ق ح ت ليسوا ملائكة البشر والإتفاق ليس في بياض يد كليم الله موسى.. بل هم مجتهدين وأخلصوا.. فلنثبت لهم حقهم في هذا.. فإن أخطاءوا فلا نعطي قيادنا لدفوعاتنا النفسية غير الناضجه لنرمي الطفل وماء الغسيل.. بل نجعل لدفوعاتنا الناضجه الكلمة الاولى والأخير لنستطيع ان نرى ماء الغسول فنسكبه غير آسفين ونرى طفلنا بكل ضعفه فنتعهده بالرعايه والحماية حتى يشتد ساعده وليصبح فتى يسر الناظرين..
فلنحارب كل قوى الضعف النفسي السالبه التى تنزف قوانا..كل يوم وتقودنا وبلادنا لمزالق لا يعلم مداها أحد ....فلنترك زمامنا لقوى الدفع الناضجه فهي سندنا لمواجهة القلق النفسي والتوتر والخوف من المستقبل فهي لهم وجاء..
فلا تنكثوا غزلكم بعد تعبكم في حياكته جهد وعرق ودماء وقوموا لإستكمال مهام ثورتكم متكاتفين يرحمكم الله...... 

مجدي إسحق
7أغسطس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق