السبت، 9 مارس 2019

....سايكولوجية الثوره... بين العلم. والخيال

..

 🌹سايكولوجية الثوره... بين العلم. والخيال🌹..

يطلب مننا العلم الحديث قبل ان ننظر الى موضوع او ظاهره ما يجب الإتفاق على تعريف علمي و محدد لها .لأننا ببساطة قد نختلف او نتفق حول ظاهره محدده ولكننا في الحقيقة اننا قد نكون نتحدث عن ظاهرتين مختلفتين تماما فلا غرو ان نصل لنتائج مغلوطه وليس لها علاقة بالعلم ولا المنطق.
من أكثر الأخطاء الشائعه التى يقع فيها الناس الخلط بين التركيبه النفسيه للفرد وأفعاله.فمثالا الغضب كحاله نفسيه مرتبطه بالرفض والتوتر قد تظهر في سلوك عنيف يقوم به الفرد.رغم العلاقه بين السلوك العنيف والغضب لكنهما ظاهرتين مختلفتين رغم العلاقه السببيه التي تربطهما... فالأكثر عنفا في ردة فعله لا يعني انه أكثر غضبا من الاقل عنفا في سلوكه وردة فعله.حيث ردة الفعل تحكمها عوامل كثيره من تركيب الشخصيه من ثقافه ووعي وعمر وتاليد وليست فقط حجم الانفعال.
إذن السلوك كوسيلة تعبير عن المشاعر قد يفسر وجود المشاعر ولكنه ليس معيارا لقوتها أوضعفها..فلكل قوانينه وعوامله التي تحكمه رغم العلاقه التي تربطهما.
في دراستنا لمفهوم الثوره يجب ان نتفق على  تعريفها بانها (حالة فكريه ونفسيه في حالة تناقض مع الواقع ترفضه وتسعى لتغييره)..يتم عن التعبير عن هذه الحاله بصور متباينه واشكال عدة لها قوانينها الخاصه لكن قوة هذه الوسائل ونجاحها لا تعني قوة سايكولوجية الثوره او نجاحها..
اذن الثوره كظاهره هي ظاهره مستقله نسبيا عن ظاهرة  طرق التعبير عنها كل له قوانين وعوامل قوته وضعفه.
لذا سايكولوجية الثوره لا يمكن يقاس ضعفها وقوتها الا من داخلها...ولا يمكن قياس نجاحها وفشلها بالنظر بالنظر لظاهرة أخرى وهى طرق التعبير عنها.
ان الثوره تعبر عن نفسها في تجليات عده من العمل المسلح بالمسيره..الاضراب..الاعتصام..العصيان المدني..وغيره.اذن يجب التذكير ان احد الوسائل قد تفشل في تحقيق هدفها في التعبير عن الثوره .قد تفشل الوسيله من مسيرة او اضراب لضعف الاعداد والترتيب..او لسؤ التخطيط والحشد والإعلان
فلكل وسيله تعبير لها عواملها وقوانينها الداخليه الخاصة بها التي يجب توفرها لتنجح وهي مستقله نسبيا من جوهر القضيه وقوتها.
اذن الحقيقة ان الفشل حين يحدث هو مؤشر لفشل الوسيله وليس فشل الثوره.
ما يثير القلق مانرى من عدم العلميه في القراءات المغلوطه لنجاح الثوره وفشلها بعدد الذين خرجوا في مظاهرة الامس او الإحباط من ب عدد المدن التي شاركت وظاهرت.
ان هذه النظره الغير علميه تساهم سلبا في مسار الثوره وتفتح الباب للاحباط وإضعاف طاقات الأمل في التغيير وتدعو للترهل والاستلاب.
الوقوع في هذا الفخ يعطي مساحة لإعلام النظام باللعب على النظره الغير علميه فتهاجم الوسائل ومنها تقفز لمبتغاه لتقول ان الوسائل هي الثوره... لذا بالتركيز على عدد المتظاهرين والاصرا على ضعف المسيرات لإيصال رسالة ملغومه لا أساس لها من العلم وهي فشل الثوره.
أحبتي..
لذا يجب علينا ان لا نقع في هذا الفخ..وان نستند على العلم لنعلن لانفسنا اولا قبل غيرنا ما الفرق بين الثوره ووسائل التعبير عنها...ونعلن بكل شفافية ويقين قد تضعف او تفشل وسيلة من  الوسائل ولكن لنكن واثقين بانه لا ولن تضعف الثوره... نعلن لأنفسنا وللعالم ان الثوره موجودة في الصدور والعقول كحالة تملكت شعبنا ولا تقاس بمظاهرة أمس ولا مسيرة اليوم..وعلينا ان نكون علميين وموضوعيين و الا نخدع انفسنا فلا غضاضة اذا كانت هناك مظاهرة ضعيفه اليوم او غدا.. و ان نعترف بذلك ونبحث عن ضعفها في داخل عواملها وايجاد الترياق لذلك..وان لا ننساق  وراء أحلامنا وان نرى ما نتمنى ان نراه ويجب ان نعلم بانه ليس كل   مظاهرة ستكون هادره..نعم..نسعى لذلك..فان لم يحدث نجلس لنحلل اسباب ذلك..ونحن واثقين من انفسنا نستند على العلم وليس الخيال ان جذوة الثورة مشتعله..وان عوامل بقاءها وسايكولوجية نجاحها في تركيبتها وليس في وسائل التعبير عنها.
فللمتخوفين من موت الثوره نقول لهم الثورة باقيه ولن تموت حيث انها أصبحت حالة عامه وسايكولجية ايجابية لشعب كامل شكلت كيانه ينام ويصحى عليها... قد تضعف ولكنها أصبحت جزء من تاريخنا ووعينا فلا يمكن ازالته أونسيانه فنجاحاتنا ومواقفنا اصبحت منحوتة في شرفات اليقين ومحفورة في جدار الزمن.
فقوموا لنضالكم يرحمكم الله
وحتما ستسقط بس

مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق