الجمعة، 26 أبريل 2019

🌹..سايكولوجية العبث.... ومعارك الإسفاف🌹..

🌹..سايكولوجية العبث.... ومعارك الإسفاف🌹..

من يظن ان تصريحات حسين خوجلي بإساته للشعب تارة وسخريته من المغتربين تارة اخرى مجرد اسفاف غير مقصود أو زلة لسان خانه المنطق فعليه ان يعيد النظر والتفكير ليستبطن جوهر الأشياء ومقصدها.
إن ما يحدث هو جزء من حملة مدروسه وضع تفاصيلها إعلام واع بسايكولوجية الجماهير ويسعى لإفتعال المعارك التى  تشتت القوى وتضعف عملية البناء والتغيير.
ان علم النفس  يقول ان العقل الانساني يتحرك على مستويين احدهما انفعالي وأخر تحليلي.
العقل الانفعالي يعتمد على مشاعرنا التي تخلقها المواقف فتسيطر علينا انفعالاتنا مثل الغضب والخوف وترتفع معها توترنا الجسدي فنسعى لتهدئتها  ونكون حبيسي الموقف وغايتنا تكون  هو الوصول للتوازن اللحظي تجاه الموقف  ولانتجاوزه ...وغاية هذا العقل تحقيق  وجودنا الحاضر والتعايش معه....أما العقل التحليلي فهدفه هو البناء والتطور وتحقيق التقدم . لاتسيطر عليه المواقف والأحداث بل هو من يسيطر عليها يبني عليها ويتجاوزها .
في عالم السياسه استفادت الحكومات من دراسة سايكولوجية الجماهير بصياغة خط اعلامي يجعل العقل الانفعالي هو المسيطر على حركتها..يستنزف قواها..ولا يحقق اي نجاحا في عتبات الوعي والتقدم  بل قمة نجاحه في تقليل حدة التوتر بكسب المعارك المفتعله التي ليس لها علاقه بقضايا التغيير وطرق انجازه..
ان اسلوب استثارة الوعي الانفعالي يتم بالتركيز على الذات والابتعاد عن القضايا الجوهريه..
 ان سايكولوجية استدعاء العقل الانفعالي تتم بترتيب معلوم تبدأ  بجرعات مكثفه لتحدث الصدمه الاولى والأهتمام ثم يليها الاعتذار وبعدها..يتم اعادة ارسالها بصورة مخففه..وهكدا يقوم التوتر الناتج بفتح الباب لعقل الجماهير الجمعي الانفعالي للدخول في حلبة الصراع العبثي بحثا عن التوازن بالتنفيث وتفريغ شحنات الانفعال.
 تتواصل المواقف والتصريحات ليصبح العقل الانفعالي هو سيد الموقف وتتملك الجماهير النشوه المؤقته بالردود المفحمه والانتصارات الهزيله..ويتراجع العقل التحليلي لمقاعد المتفرجين..
أن تفلتات حسين خوجلي..وربيع عبدالعاطي..والفاتح عزالدين وغيرهم ليست كلمات بلا معنى ولانزعم انها مسرحية تم تلقينهم اياها ولكننا نجزم انها جزء من حملة اعلاميه مدروسه خلقت الارضيه الخصبه لهذه التفلتات لتنمو فتبارك كل الاصوات الناعقه وتفتح لها المجال دعما وتسهيلا لتقود الجماهير في معارك العبث..وتجعل من العقل الانفعالي هو المسيطر على سايكولوجية الجماهير..
ولاشك ان استراتيجي اعلام الغفله يباركون لزمرتهم نجاحهم وهم يرون المداد المراق والزمن المهدر في الدفاع عن الشرفاء الذين لايحتاجون لدفاع او تلميع...والاف التواصيف والهجوم على شخص ما ..وجذوره  وثروته وايضا في وصف شحمه وتكورات وزنه وملمس جلده...هم يبتسمون ويقهقهون.على سيادة العقل الانفعالي..وانغماسه في معركتهم  العبثيه...و يسبحون على انحسار العقل التحليلي  الذي كان عليه الرك في قيادة الجماهير وترجمة طاقاتها الي افكار تطور الحراك وتفتح قنوات جديده للصراع وتضئ الطريق لاسترتيجات جديده في دروب الثوره
 الاعزاء
كل يوم تثبت المواقف لنا ضرورة  قراءة الواقع واستنباط الدروس والعبر.
اكبر درس نتعلمه اليوم اننا نواجه حملة اعلامية مدروسة تهدف لاستنزاف الجماهير وتشتيت جهدها واستلاب وعيها في معارك عبثيه..
ان قوى التغيير تحتاج لحملة اعلاميه يقودها المتخصصين لمحاصرة حملات التشتيت والتشكيك التي يجيدها عملاء النظام.. وحماية الجماهير في الا تقع فريسة مثل هذه الحملات....
ومحاربة مساعي الاحباط وزراعة الحماس  الأمل في المستقبل القادم..
ان الانقاذ ليس عسكريا أخذ سلاحه ذات يوم واستلم السلطة قهرا..بل هي منظومة متكامله استغلت ثقافة شعبنا وصنعت ادواتها الاعلاميه لتغبيش وعيه وتسعى الان في تفريغ الثوره من اهدافها وتشتيت الجهد والطاقات باستثارة العقل العاطفي ليكون في موقع القياده...وتحاصر العقل التحليلي الذي عليه الدور في قيادة سفينة الثورة بعيدا عن مزالق الاحباط والعبث..ليشحذ الهمم وليرسم الطريق للمستقبل المشرق..
احبتي..
توقفوا من الانزلاق والتجاوب مع هذه المعارك العبثيه المعلومة الهدف والمقصد....
لاتهدروا زمن الثوره
فلمن تكتبوا؟؟
وعن من تدافعون...وهل يخفي ضؤ الشمس عن أحد؟؟
فلا تردوا عليهم  وهل يخفى قبح الظلم والافك..فيكفي انهم كيزان..فماهو اسوأ من ذلك.. فهل بعد الكفر من خطيئه.....
لا تستجيبوا لنعيقهم...
ولا تقعوا في الفخ....
.  وركزوا في ثورتكم يرحمكم الله...واجعلوا من عقلكم التحليلي هو قائدكم واستغلوا زمنكم فيما يفيد قافلة الثوره زرعا في الأمل والحماس..

مجدي اسحق أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق