الجمعة، 26 أبريل 2019

...سلميه.سلميه.سايكولوجية العنف والغضب🌹

🌹.سلميه...سلميه..سايكولوجية العنف والغضب🌹

ان سلمية الثوره جزء أصيل في فلسفة التغيير تعكس عبقرية القياده وعلمية أدواتها مما يجعلنا نحتفي بها وندعم  استمراريتها والثبات عليها.
ان استعمال القوه في اجهزة الدوله الحديثه يتم بموضوعيه لفرض سلطة القانون  حيث تسعى الدوله ان يتم بموضوعية لمصلحة الشعب وليس ضده مع ضمان انتفاء اي مشاعر سالبه تجاه الجماهير. 
في دولة الظلم تتسم العلاقه بالتنافر والمشاعر السالبه التي تجعل من الشعب عدو لقوى الأمن والدوله.
  لذا نجد ان دوله الظلم تستعمل القوه ليس لفرض القانون والنظام فقط بل لزرع الرعب وإرهاب الشعوب حيث كسر شوكة الجماهير هدفا في ذاته.. 
ان العنف ليس بالسلوك البشري الطبيعي لذا تقوم دولة الظلم بمحاولة (شرعنة )العنف بتجهيز قوى  الأمن و تهيئتها وشحنها بالعوامل السايكولوجيه ليصبح العنف ضد الشعوب سلوكا طبيعيا عند افرادها و جزء أصيل من دورها ورسالتها.
 تقوم دولة الظلم بتنفيذ ذلك النهج الشرير بواسطة منهج مدروس ورؤية تعتمد على مناهج علم النفس الاجتماعي.
تستند في ذلك  على مستويين اساسيين هما التهيئه الذاتيه والدوافع النفسيه.
ان التهيئه الذاتيه هي تشكيل تركيبة الفرد الأمني بغرس احاسيس سالبه ومفاهيم مغلوطه عن الشعب وعن حقه في التعبير .تبدأ عملية التشكيل والتجهيل على مستوى المفاهيم فالتظاهر على الحاكم جريمة وحرية التعبير تطاول وعبث لذا فسلوكه(شغب) واساليبه(تخريب) وقصده(هدم استقرار الوطن).
تكتمل مرحلة التهيئه عندما يتم التنافر التام بين فرد الامن والمجتمع والتناقض بين مفاهيمه وقيم العداله والحريه ...حينها سنجد العقل الامني  يتحسس مسدسه وخوذته اذا سمع كلمة مسيرة او مظاهره...لا يعرف معنى ان يحمي حق الشعب في التعبير.لذا  مفهومه للتعامل مع التظاهر والمسيرات فقط بإفشالها ومبرمج على رفضها وتشتيتها وفي تفريقها نجاحه.
ان المستوى الثاني هو مستوى الدوافع السايكولجيه وهوالذي يحرك شلال العنف على المستوى اليومي ويعتمد على كثير من المشاعر لكن نجد  اهمها تغذية مشاعر الغضب والخوف.
ان مشاعر الغضب هي ردود فعل ثانويه معقده ذات  جذوره متباينه من الاسباب العقليه والعاطفيه.ويمكننا دوما ان نفكك الغضب الى اسبابه الاوليه وهذا يعطينا الفرصه لاعادة النظر في اسبابه مما يفتح الباب للاستمرار فيه او التراجع عنه..
بينما الخوف هنا يكون احساسا اوليا مرتبطا بغريزة الدفاع عن النفس و البقاء الفطريه التي لا يمكن تغييرها.
رغم ان هذه  المشاعر تتداخل لكن الفصل بينهما لغرض الدراسه مهم لمعرفة المشاعر المحركه للعنف في اللحظه المحدده.
 ان العنف الذي تحركه مشاعر الغضب يتسم بالتأرجح حيث ان  هناك قابلية ان يتوقف العنف اذا خف الغضب او زال..اما العنف الذي يحركه الخوف والحفاظ على الحياه يتسم بالثبات والاستمراريه  لان ايقاف  العنف بالنسبه له يعني ضرره او نهايته وفناءه.
اذن عنف الخوف وجد ليبقى بينما عنف الغضب قابل للتغيير والتحويير.
 ان شعار سلميه سلميه..يعكس عبقرية القياده..ورؤيتها الواعيه لسايكولوجية العنف.
ان السلميه هو الترياق السحري الذي يخرج عامل سايكولوجية  الخوف من المعادله فلا استهداف لصحته وحياته فتنتفي سيطرة سايكولوجية غريزة البقاء العنيفه التى لا تتراجع.
ان شعار السلميه يترك عامل الغضب هو العامل المحرك الاساسي للعنف والبطش.
  ان من ايجابيلت  السلميه انها  لا تقدم عنفا مضادا لذا فان المعتدي يترك ليواجه صورة عنفه لوحده....يعتمد المعتدي دوما بارضاء ذاته وتبرير العنف لضميره المتعب بان يرمي اللوم على العنف المضاد فيعزي نفسه بانني كنت معذورا فلو لم ابادر لوقعت فريسة عنفهم.ولكن عندما يختفي هذا التبرير ولا يجد ما يستند عليه سوى بحثه في دواخله لاسباب الغضب....وهنا قد  يفتح الباب للتساؤل في مشروعية العنف نفسه....
هنا تصبح السلميه ليس حماية للشعب فقط بل اداة وعي  لفتح ابواب مواجهة الذات للمعتدي بعد ان تسلبه من اي محاولات لرمي اللوم على الاخرين.
 ان السلميه نوعين..نوع يتم فيه الانسحاب من العنف مثل الجري والاختفاء والاخر يتم فيه مقابلة العنف وعدم الرد عليه مثل عدم الهروب من العسكر والجلوس ارضا .ان الانسحاب قد يساهم في استمرارية مشاعر الغضب وتأخير مواجهة الذات بينما المواجهه تستعجل مرحلة مواجهة الذات وهي اكثر فاعلية في تعرية المعتدي ومواجهته لذاته وتناقضاته. 
ان اختيار الانسحاب او المواجهة يحدد واقع المسيره عدديتها وتركيبتها والهدف المرجو منها وهذا ماتحدده القياده ولايتم على مجرد رغبات الجماهير.
ان السلميه هي موقف ايجابي وشجاع... يمنع تنامي العنف ويفتح الباب للوعي ليحاصر ثقافة المعتدي وكل برامج التشويه والتشكيل التي يقوم بها نظام الشر والافساد ليسلب فردالأمن من انسانيته ليجعله آلة مسخرة عمياء لتحمي مصالح النظام..
ان السلميه تحرث الارض وتمهد الطريق لكل من يمتلك قلبا نابضا ان  يعيد النظر وان يعلم ان خياره هو مع شعبه الذي لم يقابل عنفه بعنف..وان يكافئه بان ينحاز اليه  او بالحد الادنى ان يكف يده عن ظلمه..
أحبتي
قوموا لثورتكم يرحمكم الله واحعلوا من سلميتها شرعة ومنهاجا..وتنسموها  وشاحا...وهاديا لا تراجع عنه ولا نكوص.

مجدي إسحق أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق