الجمعة، 26 أبريل 2019

... سايكولوجية القياده ...والذكاء العاطفي... 🌹

🌹سيكولوجية القياده ...والذكاء العاطفي🌹

يؤكد علم النفس ان الذكاء مستويين يكملان بعضهما الذكاء العقلي والعاطفي.
الذكاء العقلي هو المعروف ويعتمد على امكانية العقل في الاستقبال الحفظ الاسترجاع والاستفاده من المعرفه.بينما الذكاء العاطفي يعتمد على استيعاب مشاعر الذات والآخر والاستفاده في رسم واقع جديد.ما يهمنا اليوم هو  الذكاء العاطفي للقياده وهو مقدرة القياده في استيعاب سايكولوجية قواعدها والاستفادة منها في إنجاز تصورات القياده وبرامجها.
لقد اثبتت الايام ان تجمع المهنيين يمتلك ذكاء عقلي  لاتخطئه العين فقد التقط نبض الشارع وترجمه لحراك يزلزل عرش الطاغية في كل صباح..
ان القياده بقدر ماتحتاج للذكاء العقلي.فانها تحتاج ايضا للذكاء العاطفي ..والذي عادة مايتعرض للاهمال مما يجعل من رسالتنا هذه ..دعوه ان نفتح الباب للذكاء العاطفي ليجد مكانه في صنع القرار ورسم خطى المستقبل....
لقد نجح الذكاء العاطفي لدى تجمع المهنيين لدرجة في استيعاب مشاعر الغضب من واقع الانقاذ المزري وتحويلها لطاقة ايجابيه تتجاوز السلبيه لصنع واقع جديد.
    ان سايكولوجية الجماهير لا تشكلها مشاعر الغضب وحدها بل تتفاعل مشاعر متباينه نجد من اهمها القلق الوجودي المتجذر في الذات على المستقبل بصورة عامه  والقلق على الاحتياجات الذاتيه والخاصه.....وتتباين  تجليات انواع مشاعر القلق من توفير لقمة العيش.. مصادر الدخل..المستقبل الاكاديمي..بل قد يتجاوز ذلك ليفتح باب القلق على الجانب الأخلاقي في الانقطاع عن العمل والتزاماته والتفرغ للثوره....
ان مسيرة الغضب قد تجاوزت الثلاث اشهر ورغم ما عكسته من ملحمة وقصص الصمود والتضحيه ولكن مع تنامي احاسيس الغضب نجد ايضا ان مشاعر القلق مازالت تعشعش بل تتزايد كل يوم فالعمل الثوري وحده لا يجاوب على تساؤلاتها الملحه.
ولا نحتاج كثير عناء لنجد ان  بذور القلق تتجلى في تساؤلات قد يخجل البعض في التعبير عنها ليس خجلا من الجماهير بل خجلا من الذات التي تستحي في التفكير في الخاص في زمن الثوره.فتتراجع هذه التساؤلات رغم حيويتها لتصبح بذرة من القلق اليومي الداخلي ومن بذرة القلق ستنمو شجرة الإحباط.
ان الذكاء العاطفي يفرض على القياده مسئولية قراءة سايكوجية الجماهير والتعامل مع بذرة القلق كواقع موضوعي واجتثاثه قبل ان يصبح واقعا من الأحباط وعدم الجدوى..
ان علم النفس يؤكد ان خير علاج للاحباط هو الأمل فهو الترياق الذي سيجتث القلق والاحباط من جذوره.
ان جرعات الأمل هو ان تفتح نافذة للمستقبل وان ترسم خارطة طريق نحو فجر الخلاص.فالذي يقود راحلته في الظلام قد يقف وهو على بعد خطوات من الهدف بينما سيستمر من يرى نورا في الافق يضئ طريقه ولو تبقت له عشرات الأميال.
ان النفس البشريه لا تحتمل السير في الظلام وتفتح الباب لهواجس القلق من المستقبل وطول الطريق.   ان رسم خارطة ذهنية للهدف سوف تشحذ الهمم وتهئ النفوس لما هو قادم ومقدار ماتحتاج لاستعداد وتضحيات..
ان رسم خارطة طريق لا تعني ان تقوم القياده بقراءة الغيب والتنبؤ بموعد الخلاص لكن تعني رسم خارطه بها محطات انجاز محدوده نستجمع فيها قوانا ونتزود بجرعات اقوى من الأمل تساعدنا في سرعة المسير.
ان على القياده ان تعلم ان الذكاء العاطفي الذي يقرأ سايكولوجية الجماهير يبدأ هنا بالاعتراف بها ولا يهمل أثرها... حينها يمكنه ان يبتدع العلاج لكل انواع المشاعر السالبه..لكن تجاهلها وعدم الاهتمام لن يقود سوى الانزلاق في مواقع الاحباط وعدم الجدوى.
ان جماهير التغيير كما تختلف في تركيبتها الاجتماعيه فانها تختلف في تركيبتها النفسيه ومقدراتها.. لذا تتجلى مشاعر القلق بصور متباينه يجب الانتباه لذلك والعمل عليه.
يجب على قيادتنا ان تقرأ سايكولوجية الجماهير لترسم طريقها على اسس علميه.والنظر لتربة القلق وقراءة التساؤلات المصاحبه لها..لنضعها منهجا نصنع منه اجاباتنا...
ان القلق الوجودي يطرح نفسه في فاعلية جهدنا وبرامجنا يبحث عن اليقين فيتساءل هل استمرارية التظاهر سيقود الى انضمام شرائح اكبر ام سيقود الى انسحاب شرائح قد أثر عليها واقعها المعيشي والتزاماتها الاجتماعيه والمهنيه؟؟
هل نحتاج لرسم خططنا وتعديلها استنادا على قراءتنا للواقع..وسايكولوجية شرائح من الجماهير قد لا تحتمل ان تدفع ضريبة الثوره على حساب مصالحها اليوميه. فهل نحلم بابتداع اساليب تحاصر مثل هذا  القلق الموضوعي بايجاد اجابات مبتكره تحاصره... فنعلن مثلا ان يذهب كل لعمله ومتجره وجامعته ومدرسته حتى الثانية عشر ظهرا وان يخرج الجميع بعد ذلك للتظاهر..
ان الذكاء العاطفي ان يرسم لنا اختلاف تركيبة جماهيرنا داخل الوطن وخارجه وعليها تتشكل رؤاه.
ان سايكولوجية الجماهير الموجوده خارج الوطن يشكلها الغضب مع انحسار مشاعر القلق السالبه على الاسئله الحياتيه اليوميه لذا تجدهم أكثر حماسا لدفع عجلات المقاومه تدفعم مشاعرهم النبيله ولكن يفتقدون في بعض الاحيان القراءه الموضوعيه التي  تغفل اثر القلق والمشاعر السالبه الاخرى عند جماهير الثوره في الداخل...
لذا يجب على قيادتنا قراءة سايكولوجية شعبنا على حسب موقعه وتركيبته وانواع المشاعر التى  قد تؤثر في موضوعية قراءته. 
ازعم ان خارطة الطريق يجب  تتمثل في ابتداع طرق للصراع تناسب احتياجات شعبنا بكل شرائحه المتباينه..مع ضرورة فتح جبهات صراع جديده ..وهنا نعتقد ان هناك ضرورة لرسم برنامج استرتيجي واضح المعالم  له كوادر مفرغه تمثل قوى التغيير تفاوض باسمها وتقود معركة العمل الخارجي.من ديبلوماسية عالميه لتفتح جبهة معارك خارجيه... وبناء حملات اعلاميه ايجابية مدروسة الهدف لمواجهة حملات اعلام السلطه الذي يدخل ميدان المعركه بكل شراسة يبذور في المشاعر السالبه ويزرع جراثيمه في سايكولوجية الجماهير.
ان اي عمل لا يستصخب سايكولوجية الجماهير حتما  سيكون متعثرا...والقياده الواعيه هي التي تمتلك من الذكاء العاطفي الذي يجعلها قادرة على قراءة احتياجات جماهيرها فتصنع من الغضب وقودا للثوره وتجد للقلق ترياقا عمليا من الأمل يجعلها تضمن استمرارية قطار الثوره وتحميه من الإنزلاق في مهاوي الاحباط وعدم الجدوى...لل شك ان شعبنا يمتلك من الكوادر التي تستطيع ان تجعل من تحليل الذكاء العاطفي لسايكولوجية الجماهير سلاحا يضيف للجماهير قوة ومنعه يقود قطار الثورة للامام ....ومعه يمكننا بكل ثقة ان نقول .... انها ستسقط بس...

مجدي اسحق أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق