الأربعاء، 2 يناير 2019

..... التغيير....الثوره...... وسايكولوجية ..الجماهير....

🌴 التغيير....الثوره...... وسايكولوجية الجماهير🌴....

        كل صباح جديد يحلم ابناء شعبنا بان يكون صباح خير وبشارة تعلن عن فجر الأمل والحريه وتؤذن باليوم الاخير في عمر سلطة الانقاذ..وليل الظلم الجاثم على صدورنا...
ان رياح التغيير قد هبت واليوم نرى قطرات خيرها تصب علينا بردا وسلاما..وكلنا في محراب الترقب..نصلي ان تصبح سيلا يزمجر يغسل ادران الفساد ويمسح دولة البطش من على سطح ارضنا الطاهره ...
لكن سيطول جلوسنا..سنغرق في احلامنا..و.سندمن الترغب والانتظار...وسيحاصرنا الاحباط..اذا لم نغادر محراب التأمل واصبحنا نحن التغيير.
ان للتغيير قوانينه ..وللثورة خطواتها..وابوابها التي لن تنفتح لاحلامنا النبيله...ولكن سنجعلها مشرعة ومفتوحه عندما نمتلك الوعي الذي تقرأ به واقعنا فنمتلك ادوته ونستعملها لصنع التغييره.
ان التغيير يعبر مراحل نضوجه الاربع حتى يقوى عوده.
فيبدأ في طفولته بمرحلة الاعلان..ثم التجسيد...فيليها الانتشار..ويبلغ أشده ونضوجه في مرحلة الانفجار..
لكل مرحلة سماتها وقوانينها التي يجب امتلاكها حتى نعبر بها للمرحله التي تليها.
ان الاعلان هي لحظة الميلاد في عمل الجماهير تعبر عن رفضها في كتابات ومقالات واحاديث تنفث فيها عن غضبها لواقع الحال ورفضها له..وأزعم ان شعبنا قد أعلن من يوم البؤس الأول رفضه لعصبة الانقاذ فكرا وسلوكا وطريقة حكم..
في المرحلة الثانيه تتحرك الشعوب لتجسد هذا الاعلان الرافض كمواقف في اشكال متباينه من اضراب ومظاهرات وحركات مسلحه..وقد ظهرت هذه المرحله من بدايات عهد التيه من اضرابات المهنيين وحركاة رمضان وحركات دارفور وجبال النوبه...وهبة سبتمبر وغيرها...وأزعم ان شعبنا قد كان يتراوح في مكانه في هذه المرحلة في طيلة عمر نضالنا ضد دولة الظلم والافساد.
المرحلة الثالثه..وهي الانتشار وهي عندما يتجاوز التجسيد بؤرا محدوده وشرائح معلومه..ليصبح التجسيد موقفا في كل دار..وحركة في كل حي..وململة وسط كل شريحة وجماعة...ونرى المواقف الصلده من كل جانب ورغم انتشارها لكنها لم تصل مرحلة الانفجار بعد.ولاشك لدي اننا اليوم في مرحلة الانتشار...وأزعم انها المرة الأولى التي يصل فيها النضال لمرحلة الشباب وعنفوانه ليستشرف مرحلة الانتشار وما بها من ايجابيات من كسر حاجز الخوف..وتنامي مشاعر الثقه بقدرات الجماهير...وتزايد الامل بقرب الصباح.
يتحقق فجر الثوره عندما يشتد عودنا فنغادر مرحلة الانتشار..لنصل مرحلة الانفجار
 ان لكل مرحلة قوانينها وادواتها التي يجب علينا قراءتها والعمل على هداها.
ان المجتمع لا يسير نحو التغيير بنفس الخطى..ونحن نحتاج لكل ابنأئه وبناته ان تتناغم خطاهم حتى نصل  لمرحلة الانفجار.
ان سايكولوجية الجماهير هي التى تحركهم نحو العمل. وهي التي تدفعهم من مرحلة سايكولوجية الجمود..والرفض السالب الى الرفض الايجابي.ان مرحلة سايكولوجية الرفض سالبها وايجابيها تتسم بالتوتر الداخلي بالغضب والرفض للواقع والشعور بالغبن والاستلاب..في مرحلة سايكولوجية الرفض السالب يستكين الفرد لقدره ويعيش في احلام التغيير من الخارج وينتظر ان يحقق غيره التغيير اما بمعارضة هو ليس طرفا فيها او ان يحلم بان تخسف السماء بهم الارض ذات يوم...ان التغيير تقوده الشعوب وهي  تتحرك من هذا الشعور لتصبح متشبعة بسايكولوجية الرفض الايجابي حيث يثق الشعب بمقدراته ويؤمن انه يستطيع صنع مستقبله بيديه.
ان التحرك الشعوب  في مدارج ردودها السايكولوجيه يحكمها ما تكتسبه من الوعي الداخلي وما تضيف اليه من التجربه اليوميه.
ان شعبنا قد تشكلت سايكولوجيته لمرحلة الرفض السالب منذ بدايات عهد الانقاذ..وخاصة بعد انضمام شريحة من الشرفاء كانوا في مرحلتي سايكولوجية الاعجاب ثم الجمود حين استلبتهم في البدء شعارات الاسلام قبل اكتشاف زيف الشعارات وخطلها..
ان مرحلة سايكولوجية الرفض الايجابي هي القوه النفسيه التي نحتاج لانتشارها وسط الجماهير حتى نصل لمرحلة الانفجار...
نجد ان بعض الشرائح في المجتمع التي اكتسبت سايكولوجية التغيير الايجابي مبكرا وهي التي تصبح طلائع التغيير وبها تقوم شرارة الثوره..
ولا يمكن ازكاء الشرارة الا بتمليك  لهيبها ونورها لكل الشرائح حتى تتحرك الأغلبيه الصامته من مواقع التامل لمواقع الفعل والعمل.
 ان واجب المرحله ان يتحرك وعي شعبنا نحو سايكولوجية التغيير الايجابي لتكتمل دورة التغيير وبهم ومعهم نصل لمرحلة الانفجار.
لن يتم ذلك بالاماني والدعوات ولكن بالعمل الدؤوب وتمهيد طرق التواصل وصنع ادوارا في التغيير تتناسب مع واقع الجماهير التي مازالت تتراح في مكانها وسايكولوجيتها السالبه المشبعه برؤى متشابكه من الاحباط..والتخوف من العمل الايجابي ونتائجه..مع عدم الايمان بضرورة دورها لتكتمل حلقه التغيير..
يجب على طلائع التغيير الانتباه لهذا التباين.. واحترامه ..حيث ان مقدرات الشرائح التي مازالت تسعى للفكاك من سيطرة سيكولوجية الرفض السالب ستكون محدود ومن العبث ان نطالبها بمواقف تتجاوز مقدراتها النفسيه..وان فعلنا ذلك فحتما مصيرنا الفشل...
لذا أمام سلطة تنشر قناصيها لتصطاد الشرفاء..وقوات امنيه أدمنت البطش لا يعرف الناس من اين اتت..حتما ستجد ان الاستجابة ستكون محدوده ابتداء حتى تكتسب الثقة بنفسها حينها لن تهاب القمع ولا البطش وستكتسح كل هذه الشراذم..
لذا في هذه المرحله يجب علينا العمل لاستقطاب اكبر شرائح ممكنه من شرفاء شعبنا بكسر مواقع السايكولوجيه السالبه..وفتح منافذ تساعدهم في تبني سايكولوجية ايجابيه..ولن يتم ذلك الا بابتداع وسائل احتجاج تتناسب وواقعهم السايكولوجي.....فالموظف الذي قد لا يخرج في مسيره يمكنه الجلوس ارضا لمدة ساعة امام مكان عمله..والطبيب الذي لم يعلن الاضراب يمكن ان يلبس معطفه الابيض لمدة ساعتين والوقوف في صمت في ساحات المستشفيات..والطلاب قد يجلسون في ساحات الجامعات او الاعتصام بها...ولشرائح المواطنين ان يجلسوا معتصمين في الارض في دور حزب الامه والشيوعي والمؤتمر السوداني..او في في الساحات في الأحياء....هذه افكار ولست المثلى ولكنها دعوه لنفكر خارج القوالب المعتاده نبتدع انواعا من التعبير تستقطب شرائح اكبر لها واقعا نفسيا مختلفا تحتاج ان تبدأ الانخراط في عجلة التغيير لتكتسب ثقتها في ذاتها وتؤمن بدورها في التغيير حينها ستكون جاهزه لما يليها من مراحل وستكون الوقود لتحقق مرحلة الانفجار...
ان على طلائع التغيير  ان توجه اهتمامها للشرائح الصامته المكبله بسايكولوجية الرفض السالب..
.ان استعجال النتائج بتكرارالمواقف والتركيز حول مواقف تقوم بها الطلائع الايجايبه سيحصر عملية التغيير في شريحة محدد سيسهل اصطيادها ومحاصرتها وتفكيكها.....
 أحبتي
لن يصنع التاريخ كف واحد..
ونحن اليوم اقرب لفجر الخلاص من حبل الوريد...وان الأفعى لن تسقط فقط بضربات متتاليه..بل يجب ان تكون ضربات قوية نستصحب فيها كل قوانا...وفيها كل جبروت شعبنا وغضبه...
ان كل شريحة في شعبنا  يجب ان نشارك..ولكن لن تشارك نتاجا لرغباتنا العذراء وواحلامنا النبيله بل ستشارك عندما يكون  الدور متناسبا مع واقعها وتركيبتها السايكولوجيه كما أسلفنا..
.....فيا أحبتي..
لقد تحرك قطار الثوره ولن يقف ولن يعود لبداياته..
ولنعمل سويا  لضمان وصوله لمحطة الخلاص....
ان وقوده هو جماهير شعبنا التي تحتاج ان تشمر ساعديها وان تسير في ركابه كل حسب قدرته وطاقته..
علينا الا نستعجل الخطى والا نطالب الجميع بالسير بنفس السرعة والقوه...فلنبتدع من الخطى ما يناسب الجميع فبهم ومعهم سيتحقق الامل وسنسطر يوم وصولنا لمحطة المستقبل لدولة المؤسسات والحريه..
........فقوموا لنضالكم كل بقدر ما يستطيع ان يقدمه   يرحمكم الله..

مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق