الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

...النظام العام.وسايكولوجية الجنس والجسد.(2

🌴 ...النظام العام.وسايكولوجية الجنس والجسد.(2)🌴

نحن مع النظام العام ....
وضد...
قانون النظام العام
نحن مع ضوابط القانون التي تنظم المجتمع
ضد القانون الذي يستعمل لاهانة المجتمع وقمع النساء..
نحن مع القانون الذي يكرس للفهم العلمي ويحترم كرامة الانسان  الذي يقف ضد التعري والاباحية...ويجعل ماعداه تحت سيطرة العرف والاخلاق.

كل فينة والاخرى تطل بعض المواقف لتذكرنا وان حاولنا التناسي اننا نعيش في عهد التيه وقوانين الغاب..التي تسعى ان تقودنا للملكه الحيوانيه.
وتنفتح لنا ابواب معارك بين فستان هذه وبنطال اخرى وطرحة تلك..
وتمتلئ المنابر بحروف غاضبات بين التسلط الذي تمدد وبين متباكي على الفضيلة التي انتهكت....وترتفع اشرعة الرماح لمعركة ضد  قانون النظام العام الظالم وبين سيف  هناك يلمع لقطع دابر الذين يدافعون عن التحلل والانحراف....
اننا نرى في القانون سيفا تستعمله السلطه للبطش بشعبنا واهانة للنساء..ويرى فيه البعض انه ضرورة لحفظ رأيات الاخلاق وان جاء به اساطين الظلام..وهم يرددون  مرحبا بالخير وان جاء به فاسق..لانهم يرون ان قانون النظام ضرورة..ويرون هجومنا عليه دعوة ضد مفاهيم الحشمة وتقاليدنا الأصيله...فلا يهم ان دافعوا عن قوانين الظلمه فلسان حالهم يقول لايهم ...لانه من خدعنا في ديننا انخدعنا له
لذا..
ولايدرون انه لاخير فيه ولافضيله..
نفقد معاركنا قبل ان تبتدئ عندما نظن ان المعركه هي فقط ضد قانون قمعي يتفق عليه الجميع  أوطول فستان وقصره نحاربه نثبت مستوى حشمته ومقبوليته  بوقفات احتجاج ..ونخطئ عندما نظن انها معركة ضد الانقاذ....لان ليس كل من يدافع عن القانون هو في سفينة الانقاذ...الهالكه...بل هناك من الشرفاء يحتفون بالقانون مخدوعين بسراب الفضيله...
لنجد انفسنا نصارع بعضنا وكل  يحارب في معركة من غير معترك..
ونجد شياطين السلطه يشعلون نار الاختلاف وهم  يبتسمون ينشرون بين الناس....( انظروا اليهم ..انهم يحاربوننا ويحاربون قوانين الفضيله لانهم يريدون ان تنتشر الرذيلة بين الناس وان  تكون النساء كاسيات عاريات بلا رقيب ولا قانون)....

..ليس ذلك فقط بل ان حتى بين المخلصين من معارضي القانون  نجد من  يقود الصراع لمنطقة الاخلاق والقيم وتحديد ماهو مرفوض وماهو مقبول.
فارتضوا بتدخل القانون لقمع الصراع واصبحوا هم ومعارضيهم  دون ان يشعروا وجهان لعملة واحده.
لان الذين يدافعون عن فستان هذه وبنطال تلك ويقدمون الحجج بانه حشمه ولاغبار عليه فانهم يقعون في الخطيئه عندما ارادوا الدفاع عن الحق..
فقد نصبوا من انفسهم حكما على  زي هؤلاء النساء وارتضوا لانفسهم ان يكونوا القانون والمرجعية لما هو مقبول وغير مقبول . وكانهم يقولوا للاخرين اننا كنا سنكون معكم في الرفض لو كان هذا البنطال او الفستان اقصر من ذلك او أضيق من ذلك..ليصبح الاختلاف هنا مجرد اختلاف مقدار وليس اختلافا على المبدأ ومنطقه المعوج.

ان للجسد لغته فبواسطته يعبر الفرد عن تواصل جنسي مع شخص يختاره..وبواسطته يستطيع ان يعبر عن تواصله مع المجتمع عامة معبرا عن تركيبته الاجتماعيه والفكريه كانسان بلا دلالات جنسيه.

فيصبح كشف أجزاء محدده من الجسد دلاله لرسالة تواصل جنسي...وماتبقى يصبح لغة للتواصل الاجتماعي الذي ليس له مدلوله الجنسي ولكنه يحكمه مفهوم النظام و الجمال....لذا فالزي هو الجسر الذي بين مستويين عام يجسد ذاته الاجتماعيه وخاص يعبر عن ذاته الجنسيه.
 ان الزي هو بوابة الروح الذي به يحدد الفرد الكيفيه التواصل والوعاء الذي يحمل فيها مشاعره وافكاره.. للاخرين كأداة للتواصل التي يعبر بها عن ذاته في الموقف المحدد..

 لذا لا يوجد مجتمع لا يقنن في قوانينه للزي يفرق بين التعري.وبين الأثاره..حيث نجد معظم الدول لها قوانين ضد التعري في الاماكن العامه..وهي قوانين ليس هدفها المرأة في ذاتها فقط  بل  تهدف  تطوير القيمه الانسانيه للجنس ومنع الانزلاق لمراتب المملكه الحيوانيه المرتبطه بمشاعية الجنس للجميع وبيولوجية العلاقه المرتبطه بالجسد فقط
.لذا ترفض ان تعرض المرأه المكونات الجنسيه في جسدها للمجتمع حيث انها تبتذل انسانيتها عندم تقدم ذاتها كوجود جنسي. وتسقط لمملكة الحيوان التي تختزل العلاقه في انجذاب بيولوجي  وتلغي بذلك القيمه الحقيقيه للجنس ودوره العاطفي والفكري المرتبط بشخص واحد ليصبح مشاعا للجميع......على الطرف الاخر تجعل الباب مفتوحا للصراع الاجتماعي لتشكيل الوعي والعرف في تحديد ما دون ذلك...وهو ما يشكل مفهوم الاثاره.
اذن يصبح الزي  وانواعه  أداة اجتماعيه  تعطي الفرد حرية الحركه كذات انسانيه وسط المجتمع..ويعطيه خصوصية التعبير الجسدي بين أثنين تربطهم مشاعر الود.

يسعى المجتمع بالتأطير لأنواع الزي بين ماهي خاص ومابين هو اجتماعي.... حتى يحافظ الزي على هذا التقسيم الاجتماعي لدور الفرد و لخلق الأطر الاخلاقيه التي تحكم التواصل بين أفراد المجتمع حفاظا على التوازن الاجتماعي وتطويرا لقيمنا الانسانيه..
ولتحقيق ذلك يستعين بنشر الوعي وسلطة الاخلاق والاعراف واحيان القانون للحفاظ على هذا التقسيم..
 ان العالم المتحضر يسعى لرسم القوانين التي تحافظ على قيم المجتمع وادابه...وحيث تسود الشفافية والموضوعيه لا تترك للذاتيه فرصة لتنتهك قيم العداله وحرية الاخرين

لذا نجد ان قوانين العالم التي تحاول فرض مستوى الزي المقبول اجتماعيا اتفقت على الاعضاء الجنسيه وتركت أجزاء الاثارة للعرف والرفض الاجتماعي..تسمح للتناقض والاختلاف وترفض قمع الفرد بحدود مرسومه وتفتح الباب للفرد ان يغير مفاهيم مجتمعه..وأنسنة أجزاء من الجسد فرض تطور الوعي ان تدخل في حظيرة الاثاره
...
ان المجتمعات قد جعلت ما هو جنسي ثابت يحكمه القانون حسب تطورها  يحدد عقلها الجمعي ماهو رمز وذو دلالة جنسيه.وماهو ذو دور اجتماعي وينعكس هذا في تقاليدها وعرفها الاجتماعي
في المجتمعات المتوازنه تحجب الاجزاء الجنسيه ولكنها لاتسمح للافراد ان يمارسوا اسقاطاتهم الذاتيه في فهمهم الذاتي للاثاره...وتحديد ما يفترض ان يكشف ام لا....بل تسعى لتقنيين رؤية عامه تمثل العقل الجمعي وما يتقبله العرف السائد

اننا نرفض مفهوم الفضيله الذي جعله القانون ملكا لأهواء الرجل فيسقط وعيه التناسلي ليحدد ماهو فاضح بنوع الزي طوله وقصره

لذا نحن ضد القانون الذي يفتح الباب لان تصبح المرأه ضحيه لقصور عقل البعض..ولأهواء الاخرين وتوتراتهم الهرمونيه
نحن مع القانون الذي ينظم الزي بين الجنسين رجالا ونساء يمنع ان نعرض اعضاءنا الجنسيه..ويمنع الاخرين من تحديد ماهو مقبول وما مرفوض اجزاء تمثل وعيهم في مفهوم الاثارة والفتنه...
اننا نرفض اساسا ان يكون القانون هو حاسما لمفهوم الاثارة والزي..اننا نؤمن ان يترك التناقض عندما يحدث ليحسم على مستوى الصراع الاجتماعي الذي يتشكل به وعي المجتمع وتقاليده

 ان معركتنا مع العقل التناسلي الذي تسيطر عليه هرموناته فيمارس اسقاطه على كل إمرأة فلا يرى فيها سوى تضاريس تحاصر عقله المكبوت.
ولا تترك للتقديرات الذاتيه لرجل شرطه يمارس اسقاطات وعيه الذكوري..او وكيل نيابه مازال مكبلا بوعيه القاصر عندما تجاوزات نظراته الزي فطالب ان تحاكم لان حركة اردافها قد استفزت عقله التناسلي
لذا نحن ضد القانون الذي يفتح الباب لان تصبح المرأه ضحيه لقصور عقل البعض..ولأهواء الاخرين وتوتراتهم الهرمونيه

 ان معركتنا ليست فقط مع قانون قد صنع ليكون اداة تسلط وترهيب...بل ان معركتنا مع العقلية التي صنعت القانون والتي تدافع عنه ولو على استحياء..والمتفقين معه وان رفعوا رايات المعارضه...
اننا نقف مع قانون يمنع التعري ولكن معركتنا ضد ان يعطى اي فرد الحق في تحديد حدود الاثاره استنادا على وعيه الذكوري يمارس اسقاطاته يجعل منها سيفا على رقاب الاخرين.نحن مع حق كل امراة الحق في الزي لتثبت به ذاتها الاجتماعيه فان تجاوزت العرف فلها ان تتحمل ضريبة ذلك رفضا اجتماعيا عليها ان تتقبله اما ان تنصاع له او تصارع لتغيير المفاهيم...
ولكننا سنقف بصلابه ضد قانونا يرفض حق الفرد في الزي....ويدفعنا لمباركة عقله المكبوت الذي يرى الجنس في كل ركن ويطالبنا للانصياع له.....حتما سنقول لا...وسنصارع لان نزرع الفضيله في عقله المأزوم..حتى يستطيع ان يرى المرأه الانسان..ويتجاوز هوس الزي و الجسد...

مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق