الجمعة، 5 أغسطس 2011

إستقالتي من الحزب................ هزمني الحزب البديل

هزمني الحزب البديل
لست بالقرار السهل إتخاذه أن تغادر مؤسسة شكلت وعيك السياسي والإجتماعي لأكثر من ربع قرن.مؤسسة كانت تغذي إحساسك بالإنتماء للوطن وقضاياه تشبع إحساسك الإنساني والفكري بالتواصل مع أخرين يشاركونك الهم العام يعايشون صراعاتك الخاصة بتفهم وإحترام ويضحون بوقتهم ومالهم حياتهم إذا دعى الحال.
ولكن ما أقسى الشعور بالإغتراب وأنت في دارك.
وما أقسى إحساس التراجع وعدم الجدوى في مؤسسةا أنت دخلتها لتطور ذاتك و لتدفع عجلة التغيير ولو خطوة للامام.
فماذا يبقى من هذا الحلم عندما تجد إن جهدك لا يساهم في محصلة صنع القرار.لا يحلم عاقل أن تكون رؤاهو قوالب مقدسة يتقبلها الحواريون تسبيحا وبركة .لكننا كنا نحلم أن تكون مساهماتنا وارائنا نوافذا للحوار ونقطة ماء تتجمع مع عداها لتصبح شلالا يدفع تيارالتغيير للأمام.
يضيع كل شئ هباء ..........تبذل كل عصارة جهدك لتحرك دواليب الفكر والعمر تطرح المبادرات تحلل المواقف تنتقد الممارسات ولكن أي جهد لن يؤتي ثماره إذا لم تكون قنوات التواصل في داخل الحزب مفتوحة ولكن فوق ذلك أهمية هو ضرورة إستشعار القيادة وعضوية الحزب معني الرأي الجماعي وضرورة الديمقراطية.فليس هنالك قيمة لقرارات حاسمة لم يبدأ نقاشها من القواعد ولاقيمة لقيادة لا تري فى نفسها مطية وتجسيدا لرأي القواعد.
عندما ينقطع عري الحوار وتختفي قنوات التواصل يبدأ شعورك بالغربة.
اراء حيوية وحساسة تأتي كقرارات ورأيك فيها لايغير فيهاحرفا.
مساهماتك وأسئلتك تسافر داخل قنوات الحزب فلا تعود ولاتدري هل ضلت الطريق أم قوبلت بالإهمال. أعلم إنها أزمة الترهل العام ولست قضية أصابتني وحدي ولكن هل يعقل إنه طوال وجودي في الحزب لم أستلم سوي ردا واحدا لعشرات الاراء والتساؤلات المرسلة.
فتتراكم الأسئلة والإقتراحات والمطالبات ولاردا ولا حياة لمن تنادي.
وتدور عجلة العمل الحزبي نلهث تستلبنا الأحداث اليومية وتاتي قرارات جديدة وموجهات حديثة نسجل إعتراضنا وتحفظنا ولكن ننفذها وتحفظاتنا لاتضيف للواقع ولاتغيرفي روؤى و ممارسات المستقبل.فيصبح أمامك طريقين أما أن تقبل بالواقع كما هو تستكين بعيدا عن حركة التغيير أو أن تحاول التغيير بالنحت على الصخر .
لقد بدأت أشعر بالغربة في داخل الحزب قبل حين وكنت أصارع هذا الإحساسو أمني النفس بأن هذا الواقع عارضا فرضته تعقيدات الواقع عالميا وداخليا وذاتيا.كان هذا التبرير كافيا للتخدير ومواصلة المسير وإلي حين قبل أن يطفوا هذا الإحساس مجددا إلي السطح.ولكن في صراعنا الجهيد وضح جليا إننا لانرتق في جسم المؤسسة التي نعرفها وإن أي جرحل يندمل تنفتح غيره جراح عديده ويمتص من هذه الجراح لينموالحزب البديل.وتصير معركتنا كابوسناوحيرتنا وأزمتنا
ولاندري هل نصارع جراح الحزب أم نصارع الحزب البديل
في هذا الواقع المترهل لا غرابة أن ينمو الحزب البديل.
والحزب البديل هو شبكة من القنوات خارج جسد الحزب تمددت بين عضوية الحزب الذين تربطهم وشائج فكرية عائلية أوإجتماعية.يتواصل أعضاء الحزب البديل ينقلون الأخباروالأحداث يطرحون أفكارهم و تحفظاتهم ويتشاورون في مواقف يبحثون عن إجابات لها .يستشفون رأي مواقع حزبية أخرى ويسعون للتأثير عليها بطرح الأراء وترتيب الأدوار
والحزب البديل ليس جسدا واحدا بل هي أجسام عدة كل مجموعة لها حزبها البديل بكوادره وقنواته وتواصله.قد تتبلوركلها في موقف محدد لتصبح تيارين وحزبين واضحي المعالم وبإنتهاء الموقف تعود كل الأجسام لمواقعها.
وكل صباح يمر تزداد قناعة بأن الحزب قد أصبح خيالا وذكرى في دواخلنا نتشبث بها ونحاول أن ننفخ الروح في ماتبقى, والحقيقة إن ماتبقى لايعيش إلا كواجهة للحزب البديل.فلا يشعر البعض بعمق الأزمة من ترهل تنظيمي ضعف فكري وتراجع الديمقراطية فقد إستعاضوا عن الحزب وتجاوزوا عن معركةالتغيير بالتماهي والتمازج مع حياتهم داخل الحزب البديل.وأصبح أمل التغييريتجسد في وهم سيطرة أحد الأحزاب البديلة لجسدالحزب المتهالك لينغمس الجميع في هذه المعركة ليظهر هذا التشرذم بصماته علي جسد الحزب دوره ومستقبله.
أما الذين يتمسكون بقنوات التواصل الحزبية وتقاليد الحوار والصراع الفكري فهم القابضين علي الجمر والمستلبين بأحاسيس العجز واللاجدوى.
يرون عجلات الحزب تدور ولايعلمون من أين يأتي الوقود يجلسون في الإجتماعات والمناشط ويرون البعض يمتلك المعلومة الغائبة يتنبأ بالقرارات القادمة وهم علي رؤوسهم الطير تغلفهم الحيرة والغضب.
أعضاء الحزب البديل يضعون مساهماتهم ويتابعونها في قنواتهم ليضمنوا وصولها .يعلمون بقرارت وموجهات قبل وصولها فيستعدون لها دعما أو بتفريغ محتوياتها.
وفي كل صباح يضعف جسد الحزب ويترهل... يستأسد الحزب البديل وتقوى شوكته ليصل به السطوة أن يتجاوز سلطة الحزب ويفرغها من محتواها.
لذا ليس غريبا أن يحاصرك الإحباط ويتعمق إحساس الغربة.
فلا جهدك يقود إلي تغيير ولا رأيك يبذر جرثومة التساؤل فلا يشحذ الفكر ولايحرك السكون.
فالحزب البديل هو إفراز طبيعي وموضوعي للضعف الحادث قننت له ثقافتنا العشائرية وروح الإحتماء بالعائلة والقبيلة وعلاقاتنا الإجتماعية لتتجاوز مؤسسات الدولة المترهلة.فالذي يعتمد على مؤسسات الدولة كتب عليه الخسران والفشل والذي ينتظر التغيير من داخل مؤسسات الحزب سينتظر كثيرا وسيكون كمن يحرث في البحر.
فالحزب البديل أصبح يجري بين المسام كاسرا شوكة الأستغراب ليصبح سلوكا عفويا وجودا طبيعيا نمارسه دون حرج أو أزمة نستجير به من رمضاء الحزب لنكسب توازننا المفقود .
وتستمر المعركة فما زال هناك كثير من الشرفاء يصارعون الحزب البديل يحلمون بحزب المؤسسات والقنوات وإحترام الديمقراطية وليس ماأقدمه لهم سوى الإعزاز والتقدير لكن من جانبي أشعر أن جهدي إن تعاظم أو قلّ فإن مردوده سيكون أفضل في موقع آخر ومعركة أخرى و لأرفع رأية إستسلامي................... فقد هزمني الحزب البديل

هناك تعليق واحد:

  1. سلام مجدي
    صدقني و أنا أقرأ هذه الكلمات كنت أشاهد أمامي كل ذلك السلوك الذي أرهق الحزب و أضعفه و قلل من مكانته ... سياسيا واجتماعيا و اخلاقيا .


    فالحزب البديل أصبح يجري بين المسام كاسرا شوكة الأستغراب ليصبح سلوكا عفويا وجودا طبيعيا نمارسه دون حرج أو أزمة نستجير به من رمضاء الحزب لنكسب توازننا المفقود

    نعم و هذا اصدق تعبير و وصف اسمعه حول ما يجري .

    أبدا لا الومك .

    أما أنا صديقي .............سأظل أشويهم و أرتحل ..كما قال مظفر النواب

    لك الود

    ردحذف