الأربعاء، 1 أغسطس 2018

...أزمة سايكولوجية الاعجاب...... والاستلاب🌴

🌴 أزمة سايكولوجية الاعجاب...... والاستلاب🌴

تسعى ذواتنا في تفاعلها اليومي مع واقعها في البحث  الدؤب لاجابات للأسئله المعلقه  لحسم تناقضاتنا الداخليه التي تزيد من توترنا الوجودي الباحث عن التوازن العقلي والسايكولوجي.
واحدة من هذه الوسائل استولاد الاجابات من تجارب سابقه لذا لاغرابة نجد ان استحضار التاريخ بكل ثرائه كمخزون للتجارب والمواقف..
يتأرجح استعادة التاريخ بين قطبي الاعجاب والاستلاب بالتجربه وهو التنقل بين النظره الموضوعيه التي تستطيع ان تعزل نفسها من التجربه ولا تترك لتفاعلها العاطفي والنفسي دورا في قراءة التجربه..والنظره الذاتيه المستلبه التي تأسرها التجربه فتقع أسيرة التجربة عاطفيا وتفشل في الغوص في مكونات التجربه ومعطياتها وتحليلها للاستفاده منها..
فالاعجاب هنا لايعني هنا الرضا والانبهار بل يعني الاستقلاليه من التجربه ويكون الاعجاب موضوعيا بكل التجربه سالبها وموجبها في حيزها الزماني ومقدرتها على انتاج معرفه جديده. بينما نجد ان الاستلاب  يفقدنا الرؤيه الموضوعيه ونصبح اسرى للتجربه تحكمنا عواطفنا وتصبح المعرفه المتولده هي استنساخ مشوه لا يضيف معرفة جديده..بل وبالا على ذواتنا المتوتره فتكرس لفكر الازمه لتزيد التناقضات وتشكل واقعنا نفسيا يزيد من عدم توازننا فكريا وسايكولجيا.
        في زمن الأزمه التي يعيشها شعبنا اليوم ومحاولة الجميع الخروج من هذا النفق..تتعدد المحاولات لاستولاد التجارب بحثا عن اجابات.لذا ليس مستغربا مانجده  حولنا من فيض من السرد والمواقف من التاريخ ..الحادث والمصنوع ليناسب الموقف......فنقرأ في كل صباح لمواقف من الصحابة..وما تبعهم من الفقهاء والائمه...ومقولات الفاسفه والسياسيين..قديما و مرورا بقيادات معاصره فنجد اردوغان بين كل صفحة واخرى ومهاتير رفيقا دائما وحتى رئيس اثيوبيا الذي لم يكمل عامه الاول من التجارب....اصبح رفيقا يوميا وترافقنا صور تاريخنا من عبود  المحجوب والازهري  وعبدالخالق والاستاذ محمود..بل حتى ديكتاتورنا السابق نميري لم يضيع نصيبه من تجارب التاريخ.
هذه التجارب قد تستدعى في صور متعدده بعضها كمواقف لافراد  يضاف لها بريق وتوضع بتجريد ليمارس كل منا اسقاطاته المحبطه...واخرى صورا لنمط الحياه او انجازات ماديه محدده تذكرنا بواقعنا الخرب.
      ان استولاد التجارب منهجا لا يستطيع احدا رفضه.ولا احد يملك الحق في تحديد اي تجربة هي جديرة بالاستعادة والاستفاده منها..لكن حتما ليس فقط لنا الحق في تقييم نوع الاستعادة للتاريخ بل يصبح واجبا ان نحتفي بالاعجاب الموضوعي وتحفيزه كوسيلة للتعلم واثراء للحاضر...كما علينا ان  نرفض الاستعاده المستلبه التي لا تسجننا فقط في الماضي بل تزيد من تناقضاتنا وتزيد من توترنا وعدم توازننا السايكولوجي.
 ان  سايكولوجية الاستلاب ليست فقط مرفوضه فقط لانها لن تقودنا للعثور على اجابات من التاريخ..ولكن حتما هي مرفوضه لاثارها السلبيه التي تقود لتعميق الازمه وازدياد التوتر وعدم التوازن السايكولوجي.
ان سايكولوجية الاستلاب تجعلنا نقرأ تجارب التاريخ بعدم موضوعيه تضخم من دور الاخر في صناعة التاريخ.
ان تضخيم الاخر يجعلنا نبالغ في دور الفرد في التغيير ونلغي من قراءتنا كل العوامل الذاتيه والموضوعيه التي ساهمت فيه....افتقادنا لقراءة العوامل الموضوعيه تجعلنا نفشل تماما في قراءة التجربة بكاملها......فنرسم صورة مشوهه مغلفه  بالتنميط الاسطوري لدور الفرد ورسم صور  لافراد يتجاوزن واقعهم يمتلكون مقدرات سحرية في التغيير ستنعكس سلبا على رؤيتنا لذواتنا. لاننا بذلك سنمارس خصاء فكريا وتقزيما سايكولوجيا لمقدراتنا....قد تعطينا مخدرا موقوتا باننا مجرد افراد عاديين فلا غضاضة ان لم نحقق دورنا الفاعل وفشلنا في عملية التغيير لاننا غير مطالبين بذلك فنحن لسنا سوى جزء من روح القطيع الذي ليس له دور في التغيير....ويتحرك موقفنا لمقاعد المتفرجين يصفق للبطل الاسطوري من التاريخ ويبحث عن من يجسده اليوم فنرى  التغيير سيتحقق يوما من  الخارج من الاخر الاتي من عنان السماء يحمله افراد ذو كريزما ومقدرات لا نحملها..ولكن هذا التخدير المؤقت لن يحل ازمتنا فكل يوم يطالبنا الواقع باجابات...ونغوص اكثر في سايكولوجية الاستلاب ونعيش على ادمان دورنا الهامشي وانتظار الحلم الذي نغذيه باستدعاء تجارب اخرى من التاريخ بل قد نصتع بعضها لنخدر ذواتنا المأزومه..
 ان سايكولوجية الاستلاب غير الغائها للواقع الموضوعي ودوره...فان تضخيمها للفرد يتجاوز حدود المنطق فتخلق منه انصاف الهة لا ياتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه.لا يحكمنا الموضوعيه فيقودنا الانبهار لنفقد موضوعيتنا لتصبح كل تجاربه ومواقفه نجاحات واشراقات نبصم عليها فنفتقد العقل الناقد والرؤيه التحليليه التي تجعلنا نستفيد من التجارب ومكوناتها مما يؤدي لخلل جوهري يهدم فكرة التعلم من اساسه....لانه يجعلنا ننقل التجارب حتى الناجح منها كما هي كمعجزة خارج زمانها مكتوب عليها النجاح كعصاة سحرية تصلح لكل زمان ومكان.
 ان سايكولوجية الاستلاب بالتاريخ قد لاتقدم الاجابه لكل ازماتنا ولكن حتما تضئ الطريق لعديد من ازماتنا المتمثله في الدوران في حلقة مفرغه وفشلنا اليومي  في الخروج من الدائره الشريره في محاولات فاشله في استولاد التاريخ ونقله كما هو واضعاف دورنا الذاتي في التغيير مع انتظار الاخر صاحب المقدرات في صناعة المواقف.
لذا لا نستغرب عندما نرى انعكاسات الاستلاب عندما يتحدث شعبنا عن المعارضه كجسم اسطوري المقدرات منفصل عن ذواتنا مكتوب عليه ان ينجز التعيير بالنيابة عن بقية شعبنا الصابر والصامت والمستلب.
لذا لا نستغرب عندما نرى الدعاوي الفطيره للمعارك والمواجهات التي تفتقد  القراءه الموضوعيه والعمل الدؤب  لتهيئة العوامل وتطويعها لانجاز المواقف في انتظار غيبي ان يحدث الحلم وان تتحقق الاماني بظهور عوامل خارجيه تقوم باكمال المهمة لتغطي عجزنا في الترتيب المطلوب.
 سنظل في محلك سر يسيطر علينا الحلم بالتغيير نقدم له قرابين تجارب فطيره لاننا  وتركيبتنا  اصبحنا واقعين تحت سايكولوجية الاستلاب فنحلم ان نعيد تكرار تجارب التاريخ ونعزي انفسنا بضعفنا الذاتي في انتظار الاخر الموجود في رحم الغيب والتاريخ..
نعجر من قراءة الواقع الموضوعي..فنفشل في تطويع عوامله المؤثره في انتظار غيبي لتغيير يأتي من خارج ذواتنا نمارس جلد الجلد الذات فنعزي انفسنا ونستكين بقبولنا بمحدودية مقدراتنا وننتظر من يأتي من بين السحاب من انصاف الالهه ليملا الارض عدلا بعد ان ملئت جورا..فنصفق له ونجعل له موقعا جديدا في  صفحات التاريخ....وهذا الاتي في احلام يقظتنا قد يكون اردوغان فكرنا المستلب او عنقاء اسطوريه تسمى المعارضه لها جيش من الملائكه وانصاف الالهه..
فيا احبتي..
 فلنستولد التجارب ونستحضر التاريخ ليس مستلبين به بل اعجابا موضوعيا يثري معارفنا في قراءة واقعنا الموضوعي لنجد مفاتيح التغيير فنحن التغيير ...نحن من سيرسم مساره ويحقق خطاه...
 فقوموا لنضالكم يرحمكم الله فالتغيير يبدأ من هنا...

مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق