الجمعة، 9 سبتمبر 2016

الاسلام دين علماني

الاسلام دين علماني

.
لم يكن عبثا عندماقلنا نعم للأحزاب الدينية فهذا يعني قبولنا بأن تكون الأديان جزء أصيل في واقعنا الثقافي والسياسي
ابتداء لا يختلف احد في العالم الاسلامي انه لا كهنوت في الدين
ولا قدسيه لراي احد من المفسرين او الدعاه..
ولا احد يستطيع ان يجزم بان ما يقوله ويستنبطه هو مقصد الله....وخير ما يستطيع ان يقوله انه يتمنى ان يكون اجتهاده هو مقصد الدين..
الدوله  الدينيه الوحيده التي قامت في التاريخ هي دولة الرسول ولن تتكرر ولن تقوم دولة مثلها......ففي وجود الرسول (ص)...وفي وجود الوحي....تكون هي الدوله الوحيده التي تطابقت فيها السلطه السياسيه والسلطه الدينيه...ويستحيل ان تقوم مثلها دوله........لذا مفهوما ان تكون الدوله الوحيده التي تركيبتها وادواتها غير مطروحه للاختلاف لقدسية واقعها وثقة المحكومين انها ارادة الله..
بعد وفاة الرسول وانقطاع الوحي انتفت العلاقه المباشره بين الارض والسماء..وانتفت  امكانية ان الجزم بان اي موقف اوتفسير هو مقصد الدين..او انه الحق المطلق الذي لا يحتمل الاختلاف....
لذا في غياب الوحي وفي بداية عهد الخلافه دخل العامل البشري في تفسير الدوله......اشكالها وقوانينها........فاصبحت العلاقه  بين السماء والارض تمر بعامل ثالث هو مدى فهم الحكام  والبشر في استيعابهم للنص...إن الدين او النص المقدس  لا يتحدث عن نفسه و لكن يتحدث عنه بشر يتفاوت إستيعابهم بتفاوت واقعهم الثقافي و الإجتماعي و التاريخي.
إن هذا التفاوت في الفهم و التباين قد بدأ و رسول الله لم يورى الثرى مرورا بالتاريخ الإسلامي قديمه و حديثه. و نظرة سريعة للحركات الإسلامية اليوم نجد كثير من الأمثلة لهذه الأطروحات المتباينة.نجد شكل الدولة يتراوح من خلافة بالتعيين و بالشورى الي ملك عضوض وإلي دعاوي ولاية الفقيه.... الإقتصادمن   دعاوي الإشتراكية في الإسلام الي راسماليةسافرة.... من أنظمة تحفظ لاهل الكتاب حقوقهم لأنظمة تسلبهم حقهم في العبادة وتجعل منهم مواطنيين من الدرجة التانية....تتراوح فيها حقوق المرأة من المساواة إلي سلبها حق التصويت.وكل جماعة تعتقد أنها الفئة الأقرب لمقاصد الدين وغيرها مفارق...
وطبيعي ان نجد مع وجود النص تباينا  لذا لم يكن مستغربا ظهور قضايا متعدده لها اختلافاتها الواضحه وانعكاس هذا الاختلاف  في تاريخ الحكم والخلافه...من طريقه اختيار الخليفه..ورافضي الزكاه..و.وحروب الرده..وتشعبت المفاهيم وظهرت المدارس المختلفه تقنن للسلطه وتفسر لها من اشعريين ومعتزله وشبعه...وكل يضفي قدسية لرؤيته...وينسى الجانب الاساسي انها رؤيه انسانيه وتفسير عقلاني يسعى ويحلم ان يكون هو مقصد الدين وليس له ضمان مهما فعل.
  قديأتي قائل ليقول إن كل هذه التجارب لا تمثل مقاصد الدين و إن النظام الحقيقي لم يتحقق بعد بل هو ات....
توجد كثير من الاجتهادات حاولت استنباطالطرق العلمية و الوسائل الفقهية  لمحاولة معرفة أي الأطروحات هي الأقرب لمقاصد الدين...ولكن تظل الحقيقه التي لا جدال فيها  انه لا احد يستطيع ان يجزم بان ما يطرحه او ان وسيلته هي التي تستطيع ان تصل بنا لمقاصد الدين
النص ليس جامدا مادام لا يتكلم عن نفسه فسيتغير فهمنا للنص...رغم الادعاء بان النص متماسكا في تركيبته وله منطقه الداخلي الخالد مع الازمان....
والنص مهما كان واضحا لغويا يمكن ان تفسربتغير الطروف والدوافع
لذا نجد ان حتى في النصوص القطعيه الواضحة اللغه أتى من الخلفاء من رفض قدسية النص وجموده بل  تجاوز النص ووضع رؤيته البشريه لها فعطل العمل بها او رفض تطبيقها لتغير الظروف...وموقف سيدنا عمر من المؤلفه قلوبهم وحد السرقه معلومه...ولا احد بستطيع ان يجزم ان اجتهاد سيدنا عمر هو مقصد الدين فلا  احد مضطلع على الغيب...وخير من نقوله نتمنى ان يكون كذلك لما فيه من حكمة ومنطق.
ان المعيار الوحيد الذي يتفق عليه المؤمنين ان  الدين خير محض والمقصود بترتيباته الوصول لما فيه خير البشر وتوازنهم الانساني......وان القانون الذي يتعارض مع الخير ويؤدي الي تدهور فيم الانسانيه لهو حتما لبس من مقاصد التشريع...
.لذا في غياب المعرفه بالمقاصد يصبح ليس لدينا سوى ميزان  التجريب وان نرى هل سيحقق لنا الفهم ما مؤمل منه من خير وتوازن للبشريه فهي المقياس الحقيقي المتفق عليه
....لذا علينا أن نتفق علي الإطار الذي يسمح لكل صاحب فكر التبشير بفكره و محاولة كسب القبول الاجتماعي او  السند الإنتخابي الذي يعطيه الحق في تنفيذ برنامجه....وهو يعلم لا قدسية لفهمه وانه محاولته اثبات صدق تأويله موضوع على محك الخير الذي يقدمه لمجتمعه...لذا اثبتت التجربه خطله سيرفضه المجتمع غير اسفا....وبدون تخوفا من ان رفضهم يعني رفضا لمقاصد الدين بل بكل ثقة يعلمون ويتعلمون ان التجريب هو المحك للبحث عن مقاصد الدين.
..سقوط قدسية النص..ودخول الفهم الانساني للنص..هو الاساس للعلمانيه.
هذه العلاقه الثلاثيه...التي تجعل من جهاز الدوله وقوانينه حتى وان استمدت من النصوص  الدينيه فهي نتاج بشري يقبل الخطأ والصواب لذا لا قدسية له
وليس له قوة  بفرضه قسر كحق الهي ..وليس لهم صلاحية في التنفيذ والالزام به الا بمدى اقتناع قطاع كبير من المجتمع به ...ويمكن للمجتمع  ان يرفض هذا الفهم اذا ثبت خطله...او بمعنى اخر بعده من مقاصد الدين فما على المجتمع الا ان تقول هذه الاغلبيه  كلمتها...وهذه هي الديمقراطيه....
لذا يصبح لا قدسية لنص بادعاء تحديد مدى قربها او بعدها من  مقصد الدين...
وما دام اتفقنا انه. ليس هناك معيار لمعرفة قربها او بعدها منه سوى  التجريب والتطيبق ومشاهدة ثماره......ولا يمكن التطبيق اذا لم تقنع المجتمع بها .....لذا ينتفى امكانية فرض الرأي والقرار بسلطة الدوله او محاربة معارضيه....فكل الاراء تتساوى في الطرح باعتبارها جهد بشري يحلم بانه بالتطبيق يثبت قربه من مقاصد التشريع..
فلا يستطيع ان يصفها الا بكونها مشاريع في محك التجربه
ولنضرب مثلا لتقريب ما ندعو له...هو مثال من مجال تخصصي الا وهواغلاق البارات  الذي تم بفهم ديني.....والذي ارفضه من فهم ديني ايضا...حيث انى ارى ان الاغلاق لن يحل قضايا الادمان ومصائب الخمر..حيث ستنتقل الممارسه التى كانت سيطرة الدوله وسياساتها سيجعلها تدخل تحت الارض فتفقد سيطرتها عليها وسيجعلها عصية على الحل وسيفاقم السلوك الادماني....ولا اجزم ان ...الحقيقة معي والمحك في التجربه....والوصول لذلك من خلال اقناع المجتمع بالايمان برؤيتي.
اذن الرؤيه الثلاثيه التي تفهم المقولات باعتباره نتاج لتفسير بشري للوصول لمقصد الدين...فتنتفي القدسيه وينتهي مفهوم التكفير واقصاء الاخر.
وهنا الاساس الدوله العلمانيه
هدم القدسيه لاي الفكره والتعامل معها كمنتوج انساني.
لذا تحافظ على مساحه متساويه من كل الاديان....ومن كل التاؤيلات التي هي موروث بشري..
فتوفر لهم ارضية محايده..للحوار والانشار..وتحمي حقهم في طرح افكارهم وحق معلدارضيهم في الاختلاف.
لذا فالدوله العلمانيه هي الدوله المحايده التي توفر التوازن والحمايه للموروث البشري لو كان بشريا خالصا او ديني المنبت بلا انحياز ولاحجر
لكم الود
مجدي اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق