الاثنين، 5 ديسمبر 2016

هزمني الحزب البديل 3

 هزمني الحزب البديل
أكتب  لكم تلخيصا لرأي الذي طرحته أثناء الحوار الذي تم مع الزميلات من الفرع.
إ بتداء قبل تسجيل ما طرحت يجب تثبيت بعض النقاط كمقدمه
نقد التأخير في إجراء المناقشه والذي تم بعد أكثر من 4 أعوام لم يكن مسببا وليس مقبولا وقد ترك أثرا سلبيا لا أستطيع إنكاره يصب في جوهر قضية الإستقاله.
 في خلال هذه الاربعة أعوام لم يتم فيه نقاش الإستقاله وتم الإكتفاء بقرار مناقشة الزميل حولها دون النظر والتعليق على محتواها ......... وإنني أرى أن هذا  إجراء غير معقول وغير منطقي ....فالمنطق يقول أن تناقش  محتوى الإستقاله وأن تحلل الأسباب وأن تضع إحابات وردود محدده حتى عندما يقوم  الفرع بالحوار معي ومناقشتها أن  يكون مستندا على رأي  الفرع وليس إنطباعات خاصه لمن يجرون الحوار.
للأسف.حضرت الزميلات وهم لا يحملون نسخه من الإستقاله ولا يعلمون فحواها بل كانت أحد اللزميلات تحمل فهما خاطئا ومسببات لاستقالتي ليست لها علاقه بالاستقاله جملة وتفصيلا.
هذه المقدمه التنظيميه ليس  بحثا عن مناطق الضعف  التنظيمي ولا حبا في النقد ولكن لتعكس الإنطباع السالب لبداية الحوار حول إستقالة تستند في جوهرها على ضعف الاهتمام بالصراع الفكري والتخوف منه  و ضيق المواعين الديمقراطيه التي تسمح بإزدهار أدب الإختلاف والتواصل الفعال بين القواعد وقيادة الحزب.
لقد لخصت جوهر فكرة إستقالتي في عنوان...لقد هزمني الحزب البديل...فإنني أشعر إن إستقالتي هي هزيمة لي ولخياراتي....فما زلت أحمل نفس القناعات الفلسفيه التي قادتني للحزب أؤمن بأن خط الحزب وفكره يصنعه الحوار والتواصل لتجسيد الراي الجمعي لمجموعة اتفقت على خطوط عامه وتتحاور لتثري التفاصيل  لايهم أي خط سيسود ما دام القنوات سالكه والعقول منفتحه فالرأي المخالف ساهم ولو بجزئيه في  خلق الوعي الجمعي وتشكيل الخط العام. في حزبنا أعتقد إن هذه الظروف غير مهيأه ومما ساعد في ضعفها سيادة ثقافة العمل خارج القنوات والتواصل لإجتماعي الذي يتم فيه حسم كثيير من  قضايا الفكر والتنظيم مما خلق جسما موازيا للحزب أسميته ...الحزب البديل.....
والحزب البديل هو شبكة من القنوات خارج جسد الحزب تمددت بين عضوية الحزب الذين تربطهم وشائج فكرية عائلية أوإجتماعية.يتواصل أعضاء الحزب البديل ينقلون الأخباروالأحداث يطرحون أفكارهم و تحفظاتهم ويتشاورون في مواقف يبحثون عن إجابات لها .يستشفون رأي مواقع حزبية أخرى ويسعون للتأثير عليها بطرح الأراء وترتيب الأدوار
والحزب البديل ليس جسدا واحدا بل هي أجسام عدة كل مجموعة لها حزبها البديل بكوادره وقنواته وتواصله.قد تتبلوركلها في موقف محدد لتصبح تيارين وحزبين واضحي المعالم وبإنتهاء الموقف تعود كل الأجسام لمواقعها
فالحزب البديل هو إفراز طبيعي وموضوعي للضعف الحادث قننت له ثقافتنا العشائرية وروح الإحتماء بالعائلة والقبيلة وعلاقاتنا الإجتماعية لتتجاوز مؤسسات الدولة المترهلة.فالذي يعتمد على مؤسسات الدولة كتب عليه الخسران والفشل والذي ينتظر التغيير من داخل مؤسسات الحزب سينتظر كثيرا وسيكون كمن يحرث في البحر.
فالحزب البديل أصبح يجري بين المسام كاسرا شوكة الأستغراب ليصبح سلوكا عفويا وجودا طبيعيا نمارسه دون حرج أو أزمة نستجير به من رمضاء الحزب لنكسب توازننا المفقود
فلا جهدك يقود إلي تغيير ولا رأيك يبذر جرثومة التساؤل فلا يشحذ الفكر ولايحرك السكون
لذا ليس غريبا أن يحاصرك الإحباط ويتعمق إحساس الغربه
هذا الإحساس بالغربه لم يكن حدثا مفاجئا بل هو تراكم 25 عاما هي تاريخ وجودي في داخل الحزب
لم تكن أزمتي إختلاف رؤى وبرامج فقد دخلت الحزب قيل أكثر من ربع قرن ومازلت أحمل رؤي مختلفة ومتباينة ولكن كنت أؤمن إن الحزب لايحتاج لإيمان صوفي بأفكاره بل يحتاج لهذا التباين ليثري برامجه وتراثه الفكري وهذا الجدل هو الذي يساهم في تطوره.

إن أزمتي الحقيقية هي هذا الضعف العام الذي أصاب جسم حزبنا فجعل إمكانية أن يكون رأيك مسموعا وإن أختلفت مع الرأي العام شبه معدومة فلا الجو العام ولا القنوات مؤهلة لتحقيق ذلك.هذا الواقع عمّق الأحساس السلبي بأن وجودي داخل الحزب مجرد رقما مطالب بالتنفيذ ولايساهم في تشكيل الرأي ولا في صنع القرار ولذا لم يكن غريبا في كثير من المواقف ا ن  تجد فيها نفسك مطالب بتنفيذ برامج لا تؤمن بها وبالحد الأدنى ليس هناك مساحة لطرح تحفظاتك وطرح رؤي بديلة
لقد كنت طوال فترة دراستي الجامعيه قريبا من الجبهه الديمقراطيه ولكن لم أكن عضوا لقناعة لم تتغير وهي إن التحالف بين الحزب وأفراد فيه سمة الإنتهازيه وكنت أطالب بأن يكون للديمقراطيين الحق في التنظيم والإجتماع على قدر المساواه مع الشيوعيين.
بعد نقاشات كثيره مع زملاء أعزاء وافقت للإنضمام للحزب مع كل تحفظاتي وأن أصارع في الداخل ليس مهما ان تسود قناعاتي ولكن المهم تحريك الوعي وطرح تساؤلات فلسفيه ناقده لهذه القضايا التي أصبحت من المسلمات.
كانت حساسيتي وتوتري من العمل في الفراكشنات حيث كانت تجسيدا لكل ما أكره في العمل الحزبي وطعنا لكل القناعات التي أرفضها....شاءت الأقدار في وقت قصير كنت قي قيادة راش  ...وفي فترات كنت أحد ثلاث في قيادة راش....وتحاملت على كل أساليب الفراكشنات من ترتيب مسبق..وطرحها على الديمقراطيين...وكانت الإجابات لكل تحفظاتي هي قوالب محفوظه (أكتب رأيك)..(ده قرار مركز)...(ده قرار يازميل عليك تنفذه)...فكنت أنفذ على مضض وأكتب...وأكتب  ثم أكتب ولا ردا يصل....هل يعقل أن أكون كتبت أكثر من عشرين تحفظا ودراسه ولم تطرح لنقاش ولم يصل عليها ردا أوتعليق.
أذكر منها البعض ليس  لأهميتها فقط ولكن لما إرتبط في دواخلي بالإحباط وفترات الترقب في إنتظار أن يتم فيها قرار أو أن تفتح حوارا
مساهمه للمناقشه العامه  عن مستقبل الحزب.
قضية التحالف مع الديمقراطيين كتبت لمؤتمر راش
قضية التحالفات للمؤتمر الخامس
ورقه عن مشروع للأئحه قدمت لقروع الخارج في لندن ورفعت للمؤتمر الخامس
التحالف مع الحركه الشعبيه وسلبياته
إتفاقية القاهره والدخول للبرلمان
مشروع قيام حملة توعيه وتضامن للتصويت ضد الإنفصال
ورقة تقييم لإضراب الأطباء89
هذا الإحباط في تحريك الحوار في هذه القضايا تراكمت عليه كثير من التجارب السالبه التي جعلت التساؤل عن ما الفائده والجدوى في الإستمراريه في واقع لا يساعدك في التعبير عن إختلافك ويطالبك بالتنفيذ والنقاش لاحقا فتنفذ وانت عالم انه لن يتم هذا النقاش.
رفضا ونفذنا على مضض ...لسته الفراكشن لقيادة إتحاد الشباب رغم فشل بشرى و لجنته الواضح لكل عضو في المؤتمر. رفضنا فرض الخاتم عدلان على قيادة الشبيبه وهو لم يكن يوما عضوا في إتحاد الشباب.
رفضنا موقف الحزب من نقابة المنشأه وترشيح دكتور مامون لانتخابات الإتحاد في موقف يتعارض مع موقف راش.التباين وعدم التنسيق بين خط راش وعمل الحزب في إضراب النواب.
الموقفين التي جعلتني أشعر باحساس الإحباط وعدم الجدوى هما الإنتخابات العامه والمؤتمر الخامس.
ففي الانتخابات بغض النظر عن موقفنا من المشاركه والانسحاب فالحقيقه إن قواعد الحزب كانت مغيبه من صنع القرار...وفي موقف أساسي مثل هذا لالأسف لم يكن رأينا مسموعا ولم تكن للقواعد دور في تلك المرحله وكنت أتساءل عن معنى التنظيم وانت لا تشارك في صنع القرار..وكيف تدافع عن موقف بالحد الأدنى لم تستشار فيها.
للمؤتمر الرابع  كنت  لصيقا بتحضيراته الاوليه وكانت فرصه للديمقراطيه ان تجد متنفسا وترسخ أولى خطواتها لكن للأسف أجهضت .وقد كان للحزب البديل القدح المعلى وفي رسم السيناريو بالصوره اباهته التي تم تنفيذها. هذا ليس تحفظا على شخص نقد ولا دعما للزميلين الذين كانا يفكران في الترشح بل هو التحفظ على شكل الصراع وطريقة حسمه.
فتم الصراع على مستوى الحزب البديل وليته لو كان صراعا فكريا بل وصلنا رذاذ ما فيه قبح وشخصنه للصراع.ونحن في قواعد الحزب لا نعلم من يريد أن يترشح ومن ينافسه فهذه قضايا مصيريه تحسم خارج القنوات.
هذايفتح التساؤل الجوهري عن طرق الانتخاب والترشح العقيمه التي تعتمد على ثقافه سماعيه تعتمد على إختيار أحد الأشخاص نزعم أنه هو منافسه يتطابقون في الرؤى والمواقف وكالنا يعلم ان هذا فهم فطير ليس له علاقه بالعلميه.وبح صوتنا متسائلين ما الذي يمنع ان يطرح المرشح برنامجه وتصوره لقيادة الحزب ونعطى الفرصه لمحاورته في تصوراته.
فأي ديمقراطيه  هذه عندما نصوت لأشخاص لا نعرف فيما يفكرون وماهي رؤاهم وما الذي يريدون تنفيذه . أما إختيار أعضاء اللجنه المركزيه فهو عملية  اكثر عشوائيه وبدائيه ليست لها علاقه بالإختيار المؤسس فهو يعتمد على المعرفه الشخصيه والعلاقات الأجتماعيه مع التصويت للعشرات الذين لا تعرفهم ولم تقابلهم في حياتك.وكان التساؤل ما الذي يمنع من أن نماس ديمقراطية حقيقيه وأن يكون التصويت لبرنامج محدد نحاسب عليه المرشحين ونقيم تجربتهم ومدى مقدرتهم تنفيذ خططهم.
وأين الديمقراطيه عندما أصعد مناديب الفرع للمؤتمر ويذهبون هناك للتصويت على حسب رغباتهم وعلى الاشخاص الذي يعرفهم ام لا
.تبذل كل عصارة جهدك لتحرك دواليب الفكر والعمر تطرح المبادرات تحلل المواقف تنتقد الممارسات ولكن أي جهد لن يؤتي ثماره إذا لم تكون قنوات التواصل في داخل الحزب مفتوحة ولكن فوق ذلك أهمية هو ضرورة إستشعار القيادة وعضوية الحزب معني الرأي الجماعي وضرورة الديمقراطية.فليس هنالك قيمة لقرارات حاسمة لم يبدأ نقاشها من القواعد ولاقيمة لقيادة لا تري فى نفسها مطية وتجسيدا لرأي القواعد..
اراء حيوية وحساسة تأتي كقرارات ورأيك فيها لايغير فيهاحرفا.
مساهماتك وأسئلتك تسافر داخل قنوات الحزب فلا تعود ولاتدري هل ضلت الطريق أم قوبلت بالإهمال. أعلم إنها أزمة الترهل العام ولست قضية أصابتني وحدي ولكن هل يعقل إنه طوال وجودي في الحزب لم أستلم سوي ردا واحدا لعشرات الاراء والتساؤلات المرسلة.
فتتراكم الأسئلة والإقتراحات والمطالبات ولاردا ولا حياة لمن تنادي.
وتدور عجلة العمل الحزبي نلهث تستلبنا الأحداث اليومية وتاتي قرارات جديدة وموجهات حديثة نسجل إعتراضنا وتحفظنا ولكن ننفذها وتحفظاتنا لاتضيف للواقع ولاتغيرفي روؤى و ممارسات المستقبل.فيصبح أمامك طريقين أما أن تقبل بالواقع كما هو تستكين بعيدا عن حركة التغيير أو أن تحاول التغيير بالنحت على الصخر...عندما ينقطع عري الحوار وتختفي قنوات التواصل يبدأ شعورك بالغربة
لقد بدأت أشعر بالغربة في داخل الحزب قبل حين وكنت أصارع هذا الإحساس و أمني النفس بأن هذا الواقع عارضا فرضته تعقيدات الواقع عالميا وداخليا وذاتيا.كان هذا التبرير كافيا للتخدير ومواصلة المسير وإلي حين قبل أن يطفوا هذا الإحساس مجددا إلي السطح.ولكن في صراعنا الجهيد وضح جليا إننا لانرتق في جسم المؤسسة التي نعرفها وإن أي جرح يندمل تنفتح غيره جراح عديده

لقد كنت أعتقد إن التغيير ممكنا وكنت أسعى جاهدا أن أكون متفائلا ساعيا تجاوز الأحباط وأن أكون إضافة إيجابية في بناء حزبا يحقق أحلام شعبنا في الرفاهية والعدالة.ولكن في الفترة السابقة تعاظم الإحساس بعدم الجدوي مع إزدياد إحساس الغربة فلااالحزب هو الحزب الذي نعرفه . لا مردودا إيجاييا نري بل دوامة من الجهد والعنت المشبع بالإحباط.
لقد ناقشت كثيرا من الرفاق والأصدقاء ورغم أحترامي لدفوعاتهم  فإنني لا أستطيع أن أقول إن التغيير مستحيل وأقدرحماسهم وتفاؤلهم ولكني أستطيع أن أقول إني أعرف أمكانياتي وأعلم أنه ليس لدي ما أقدمه أكثر مما قدمته في هذه المعركة وليس لدي المقدرة للإستمرار والتشبث بالحلم الجميل بأن الغد سيكون أفضل. فقد تمسكت بهذا الأمل سنينا وكان دافعي للإستمرارية ولكن اليوم أري إن هذا الحلم أصبح بعيدا و صعب التحقق.
إن مثل هذا القرار لا يتخذ بسهولة ولست بالذي يترك مواقعه عندما يري صعوبة التغيير ولكن عندما تري جهدا علي قلته يضيع هباء يصبح من الضرورة التوقف متأملا فربما يكون جهدك رغم قلته ذو جدوى وأثرا إيجابيا مهما كان محدوديته  في تشكيل أحلام شعبنا التي يسعي فيها كل الوطنيين من داخل الحزب وخارجه.
إن تجربتي في الهم العام مع هذه الوقفة المتأملة جعلتني أري كثير من القضايا والمعارك التي اثق إن جهدي فيها سيكون أكثر إيجابية في عجلة التغيير الإجتماعي وأحسن مردودا  وهو الحلم الذي من أجله إنضممنا للحزب.لذا إخترت أن أكون في خارج الحزب لأكون أكثر فاعلية في قضايا التغيير التي يحلم بها شعبنا. 
ولابد أن أثبت إحترامي لكل الرفاق الذين مازالوا قابضون علي الجمر يصارعون لتطوير الحزب ومازالوا يؤمنون إن الحزب هو أفضل الوسائل للمشاركة في معارك التغيير.
ختاما أود أن أسجل تقديري وإعزازي لكل لحظة  عشتها في داخل الحزب تعلمت الكثير وأضافت لي بصمة وبعدا في شخصيتي للمستقبل و تجارب وتاريخا  سأفتخر به دوما ولرفاق عاشرتهم وأخترتهم أصدقاء لباقي العمر.
أتمنى للحزب التطور ليتبوأ الموقع الذي هو أهلا له وإذا تقاطعت خطوطنا في أي موقف أو معركة في طريق الرفاهية لشعبنا فسأكون سباقا لوضع يدي مع الزملاء موحدا جهدي وإمكانياتي.
لكم الود...................  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق